أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - التعصب...














المزيد.....

التعصب...


بهار رضا
(Bahar Reza)


الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


التعصب...أن تکون أفکارنا مسلمات لیست قابلة للنقاش أو الشك، وننسى أن لا شيء في الدنيا خاطىء تماماً، حتى الساعة المتوقفة تكون صحيحة مرتين في اليوم!! واننا نجني علی أنفسنا بهذه الوحدة الفكرية الشمولية والتي تدفع بدورها لإضمحلال الإنتاج الإبداعي الخلاّق ولنکون في نهاية المطاف مستهلکین لکل ما ینتجه الغیر، الغیر الذي یؤمن بالتجربة وحرية الإختيار.
رنَّ المنبه صباحاً، ذهبت لغرفة "ابنتي الصغرى" کالعادة لأُقبلها من القدم حتی الوجنتین وأُساعدها لتستفیق وتستعد ليومها المدرسي. تذمرتْ وقالت لي" اوه ماما، أَلم أذكرّكِ للمرة العاشرة بأن دوامي أيام الأربعاء يبدأ متأخراً، حيث يذهب أکثر طلاب الصف للکنیسة لکي یشرح لهم القس تعاليم الدين المسیحي حتی یتسنی لهم إختیار الدين لاحقاً في شهر أیار، وما إذا كانوا سيتعمدون أو يختاروا دونه. اعتذرتُ لأني أيقضتها باکراً للمرة العاشرة، لتفاجئني بسؤال منطقي لم یخطر علی بالي یوماً. ماما متی سأذهب عند الشیخ لیشرح لي تعاليم الإسلام لكي أحدّد لاحقاً ما إذا كنتُ سأختار الاسلام دیناً أو سواه؟
عندَ سماعها لجوابي کانت الدهشة التي رُسمت على وجهها أکبر من دهشتي من سؤالها. أجبتها بكل حب:"يا ماما، , نحن نولد بهذا الدین"، ولكنها اجابتني بدهشة أكبر وكأنها تنعتني بنظراتها (يا لك من غبيةٍ مغفلة): "لا أفهم هل أن ديننا هو أحد الموروثات الجینیة، مثلاً؟ فكرتُ برهة قبل أن أسألها وکلي فضول: "حبيبتي، لقد ذهبتِ لزیارة القس عدة مرات مع طلاب الصف من صديقاتك للكنيسة، فهل المسیحیة أنسب لك كدين؟ فاجابت بكل ثقة: کلا لم تكن زيارتي للكنيسة من بواعث سروري، ولذلك لم أذهب من حينها. لا أفهم هذا العنف المتجسد بتمثال المسیح مصلوباً، لقد أرعبني، ولا أُرید أن أُضّحي أو یضحّی من أجلي بهذا الشکل العنیف، فلیس هذا الدین هو ما أرغب به!!! .حاولتُ أن أشرح لصغیرتي، التي كانت تفکر بصوت عالٍ، أن مجتمعاتنا لا تمنح أي حق في الإختیار، ناهيك عن ديننا، وحتی رموزنا القومية والفكرية هم إله علی الأرض، خطوط حمراء یمنع المساس بها . کثرت خطوطنا الحمراء وأصبحنا حبیسین خانات قاتمة اللون تتسع نصف احجامنا، , ولونها الداكن يحجب أشعه الشمس، , ليعكسها بعیداً لأماکن يرتوي الناس فیها من الجداول العذبة وتستنشق الأشجار هواء ،عوضاً عن مياه المستنقعات الراکدة والهواء المتکرر العفن، أماکن یتمنی کل فرد في مجتمعاتنا أن یسکنها! ناسیأً أو متناسیاً أن التطور والتغییر لیس تغییر الجغرافیا والتأریخ بل هو بناء اخلاقي وفکري وثقافي جدید، أماکن تستطیع أن تبحث في غابات معرفتها، , وتکون فردا فعالا ومشارکا لا مستهلکا متطفلاً .
هذا هو الحال یا صغیرتي.



#بهار_رضا (هاشتاغ)       Bahar_Reza#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأعود بإلهٍ طيب
- وسنظل نشكر
- في الثامن من اذار انقذوا الرجال
- نادي الاصدقاء
- للعّراف قلت
- المدعو رجب
- شعوب نحن اضحوكة القدر
- توائم سيامية
- لا اؤمن بخرافة الموت والغياب
- أريد
- ولدت من رحم أم عذراء -بغداد-
- نبؤءة الثامن من شباط
- حرية
- الدين
- شهرزاد
- وما ظلمناكم وكنتم أنفسكم ظالمين
- العذراء بائعة الجسد
- کان أبي إله الأمان
- صاحب الكرامه
- السلف الصالح


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهار رضا - التعصب...