أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإناث















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإناث


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 10:17
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


جاء في قرار صادر عن جمعيّة النساء الإفريقيّات للبحوث والتنمية في نوفمبر 1979:
«في السنين الأخيرة، صدم الرأي العام الغربي باكتشافه أنه في وسط القرن العشرين هناك آلاف من النساء والأطفال الذين يتم «بترهم بهمجيّة» بسبب «عادات وحشيّة من القرون الماضية». لقد صدم الضمير الطيّب للغرب من جديد إلى درجة إظهار عدم موافقته على مثل هذه التصرّفات. مؤتمرات صحفيّة وأفلام وثائقيّة وعناوين بارزة في الصحف والأخبار اليوميّة والرسائل المفتوحة ومجموعات عمل. كل ذلك موجّه للرأي العام ويهدف إلى الضغط على حكومات الدول التي ما زالت تمارس ختان الإناث.
إن الحملة الصليبيّة الجديدة للغرب نابعة من التحامل الأخلاقي والثقافي للمجتمع الغربي اليهودي المسيحي [...]. وحتّى يتمكّنوا من الوصول إلى الرأي العام عندهم، وقع الصليبيون الجدد في إستثارة الشعور دون إحساس بكرامة المرأة التي يريدون تخليصها [...]. وباعتقادهم أن هذه قضيّة عادلة، نسوا أن هؤلاء النساء اللاتي ينحدرن من عرق آخر وثقافة مختلفة هن أيضاً من جنس الإنسان وأن التضامن لا يمكن له أن يتواجد إلاّ مع التأكيد على الذات والإحترام المتبادل».

وقد كتب رئيس الدولة السنغاليّة عبدو ضيوف رسالة في 5 أبريل 1984 يقول فيها:
«إن السيّد ادمون كيزر، رئيس جمعيّة Sentinelles، يقوم بحملة ضد بتر الأعضاء الجنسيّة وخاصّة تلك التي تمس بالنساء. لقد قدّم نفسه لنا ليس كرقيب يشمت بمجتمعاتنا وثقافتنا، ولكن كرجل لا يفوته شيء يخص الإنسان. فهو يكافح بإسم الأخلاق والقيم العالميّة. ولكن يجب أن لا نرتكب خطأ متسرّعاً بالحُكم [على هذه الممارسات] بالوحشيّة والدمويّة. يجب الحرص على عدم وصف ما هو إختلاف ثقافي بالوحشيّة. ففي إفريقيا التقليديّة ينبع ختان الإناث من مجموعة متماسكة لها قيمها واعتقاداتها وتصرّفاتها الثقافيّة والطقسيّة. فقد كانت تجربة ضروريّة في الحياة لأنها تتمّم مرحلة دمج الطفل بالمجتمع.
وإن كانت هذه الممارسات تخلق مشكلة اليوم فذلك لأن مجتمعاتنا في تحوّل كبير وتعيش ديناميكيات ثقافيّة واجتماعيّة جديدة ليس لمثل تلك الممارسات مكان فيها أو تظهر وكأنها بقايا أثريّة. ولذلك يجب الإسراع بالقضاء عليها. إلاّ أن القسم الأهم من هذا الكفاح سوف يتم من خلال التثقيف وليس بالتكفير، ومن الداخل وليس من الخارج».

وفي المؤتمر الذي عقد عام 1984 في داكار، قال الأستاذ «بول كورييا» من كلّية الطب في جامعة داكار، بأن المرء يسر أمام هذا التضامن الإنساني الغربي ضد ختان الفتيات. ولكن عند دراسة هذه الظاهرة ونتائجها بصورة موضوعيّة يلاحظ أنه لا بد من لجم هذا الحماس بعض الشيء لكي يكون أكثر فعاليّة للوصول إلى هدفه وهو القضاء على هذه العادة. فالأفارقة لا يفهمون لماذا يقوم الغربيّون بحملة ضد ممارسات بتر مارسوها سابقاً ولكن يصفونها اليوم بالوحشيّة عند غيرهم. وهذا التصرّف الغربي يزعج بصورة كبيرة حتّى أكثر الناس رغبة في دعم هذه الحملة الإنسانيّة. فالإفريقي يسمح لنفسه إنتقاد تصرّفاته بشدّة ولكنّه لا يقبل بسهولة أن يقوم الغير بنقده، خاصّة في وقت تحاول فيه إفريقيا البحث عن هويّتها. وحتّى يتم التوصّل إلى إقناع تلك الشعوب الإفريقيّة بالتخلّي عن تلك العادة، يجب ترك الكلمة للإفريقيّات.

وكما أثار فيلم عن ختان الذكور ضغينة الأوساط اليهوديّة، أثار فيلم أنتجته «اللجنة الإفريقيّة» عن ختان الإناث مخاوف بعض المشاركين في مؤتمر الأمم المتّحدة الذي عقد عام 1991 في «وجدوجو» في «بوركينا فاسو». فقد رأى البعض أن مثل هذا الفيلم الموجّه للشعوب التي لا تمارس الختان قد تفسّره الشعوب التي تمارسه بأنه تعدّي على شرفها فتنغلق أمام كل إقتراح للقضاء على تلك العادة. وهذا فعلاً ما حدث في الحبشة حيث غضب الكثيرون منه. وقد ردّت اللجنة الإفريقيّة بأن الفيلم لا يعرض إلاّ الحقيقة وأنه لكي لا يتم عرض فيلم كهذا يجب القضاء على ختان الإناث. وقد رأى بعض المشاركين أنه لا مانع من توعية الشعوب التي لا تمارس ختان الإناث حول هذه العادة حتّى يؤثّروا على من يمارسونها.

ولن نثقل على كاهل القارئ باقتباسات من ردود الفعل الإفريقيّة المتحفّظة. فنكتفي هنا بذكر موقف الرئيس الجامبي في بداية عام 1999 حيث نعت المكافحين والمكافحات ضد ختان الإناث في بلده بأنهم أعداء الإسلام. وأضاف أن من يبشّرون ضد هذه العادة، بما فيهم الرؤساء الدينيين الإسلاميين، يحاولون من خلال ذلك التصدّي للدين الإسلامي لهدمه. واعتبر أن التصدّي لعادة ختان الإناث دون المشاكل الأخرى التي تمس بصحّة المرأة في إفريقيا يخفي مصالح غربيّة محدّدة. وأضاف أن الذين يلجأون إلى إستعمال تعبير «بتر» لوصف ختان الإناث يكذبون إذ إنه ليس هذا ما يتم. ولذا سوف يقدّم إقتراحاً بإصدار قانون يمنع الدعاية ضد ختان الإناث لأنه يعتبرها غير عادلة ولا يمكن السماح لها بالإستمرار.

وقد ردّت اللجنة الجامبيّة حول العادات التقليديّة في رسالة بتاريخ 25 يناير 1999 بأنها تحاول نشر المعلومات بين الشعب وتشجيع الحوار. وبما أن أكثر الشعب لا يقرأ ولا يتكلّم الإنكليزيّة أو العربيّة فمن مسؤوليّتها توصيل هذه المعلومات لهم من خلال الراديو والإجتماعات والوسائل الأخرى. والعادات التقليديّة، ومن بينها ختان الإناث، تمييز ذكوري واقع ضد النساء يقصد منه السيطرة على حياتهن الجنسيّة حتّى وإن قامت بها النساء، إذ إن الرجال هم الذين يدعمونها. وتتعهّد اللجنة بمواصلة الجهد لتحسين وضع المرأة والأطفال في جامبيا. وحتّى إن قام الرئيس بمنع نشاطاتها، فإنه لن يتمكّن من القضاء على قناعتها وحبّها للبلد.

وتقول كاتبة إفريقيّة معارضة لختان الإناث أن جومو كينياتا وغيرهم من الزعماء الأفارقة قد تمسّكوا بعاداتهم الإفريقيّة كرد فعل أمام المستعمر الذي أراد أن يهدم كل ما يمكن أن يعبّر عن إنتمائهم الوطني المتميّز. وتضيف هذه السيّدة أنه لا مانع من رد الفعل، ولكن ليس على حساب النساء ببترهن. إلاّ أنها ترى ضرورة التعرّض لهذه العادة بكل رفق لأنها عمليّة معقّدة جدّاً.

--------------------------------------
اطلبوا واهدوا كتبي
http://www.amazon.com/s/ref=nb_sb_noss_2?url=search-alias%3Daps&field-keywords=aldeeb
حملوا مجاناً كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
انظروا مدونتي التي تحتوي على أكثر من 9000 مقال وشريط عن الأديان عامة والإسلام خاصة
http://blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسخة جديدة من القرآن بالتسلسل التاريخي
- مسلسل جريمة الختان 114: الغرب وختان الإناث في عهد الإستعمار
- مسلسل جريمة الختان 113: ختان الإناث ومعادة الإسلام
- مسلسل جريمة الختان 112: إتّهام اليهود بنشر ختان الذكور
- مسلسل جريمة الختان 111: ختان الذكور ومعاداة الساميّة
- مسلسل جريمة الختان 110: الختان وسلاح المال
- مسلسل جريمة الختان 109: الختان والزواج كصفقة تجاريّة
- مسلسل جريمة الختان 108: معدّل الختان يعتمد على من يدفع تكالي ...
- الإسلام في طريقه للانقراض
- اعدام أبو العلاء المعري اعدام لإنسانيتنا
- القرآن وألف ليلة وليلة
- كتب مكدسة وانبياء مشعوذون
- دين جديد وكتاب مقدس جديد : عرض للنقاش
- هل حد الردة من الإسلام؟
- مسلسل جريمة الختان 107: جمال البنا والختان
- الإعلان قريبا عن دين جديد وكتاب مقدس جديد
- صلى الله على سامي وسلم
- الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 115: الأفارقة والتدخّل الغربي في ختان الإناث