أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - إلهام لطيفي - الخطاب النسوي في الأهواز...واقع و طموح















المزيد.....

الخطاب النسوي في الأهواز...واقع و طموح


إلهام لطيفي

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 00:01
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


تواكب المراة الاهوازية المتعلمة كباقي نساء العالم حركة التطور العالمية و اليقظة ذاتية التي تعم معظم شرائح المجتمع البشري و وتتمثل هذه اليقظة من خلال ما نراه من كتابات و تفاعلات في مناقشة بعض قضايا من المراة سواءا من قبل النساء أنفسهن و سواءا عبر إهتمام الرجال بهذا الشأن. و تبرز المراة تفاعلها الفكري في مناقشة قضايا ها بصورة شفافة و واضحة عن طريق مواقع الانترنت و بالذات موقع التواصل الاجتماعي, هذا الفضاء المجازي الغير ذكوري الوحيد الذي يمنح المراة فضاء متساو مع فضاء الرجل للنقاش و المشاركة الفكرية..
فلاشك ان التغير بمختلف أشكاله يبداء من وضع علامة استفهام على الامور و ثم مناقشتها و بعد ذلك افراز الطالح والصالح منها و يتلى ذلك تطبيقها مع الوضع الموجود و المخزون الثقافي الموافق للظروف و في النهاية تبنيها كسلوك إنساني للخروج من الوضع الراهن إلى وضع المطلوب.

الخطاب النسوي الراهن

فالحديث عن واقع المراة في الاهواز كإمراة ذات مشاكل و قضايا فريدة من نوعها من ظلم المجتمع و الرجل الذي عاش سنين متمادية دون أي تطور بالفكر و نظري عن المراة و مما يعانيه منه حديثا طويلا قد تتناوله معظم الكتابات الاهوازية عن المراة في أكثر الأحيان و لا أرى ضرورة إلى تكرار المكررات في هذا المقال الوجيز .فما أود أن أناقشه في هذه المادة المتواضعة و بالتحديد هو الخطاب النسوي في الاهواز. فاذا اردنا التمعن في هذا الخطاب و ما تدفعها من عجلات فكرية نرى بوضوح ان هذا الخطاب الراهن يواجه ثلاث قضايا رئيسية::

الأول : ربط و إرجاع ما تعاني منه المراة إلى الرجل و النظام الاجتماعي فقط
الثاني: التخوف و الخشية من أي نوع كتابة أو نشاط نسوي
الثالث: عدم وجود كتابات و دراسات علمية تخص وضع المراة

فقبل أن أخوض في نقاش هذه القضايا الثلاث أود أن أشير إلى أن الخطاب النسوي في الأهواز يستمد قدراته الثقافية والفكرية من مصادرعدة هما الحركة النسوية العربية , الحركة النسوية الايرانية كما أن للحركة النسوية العالمية أثرا لا يهان به على روح هذه الحركة و تجدر الاشارة على أن باستطاعة هذا الخطاب أن يكون مثمرا جدا نتيجة الثراء الثقافي والفكري الموجود في المصادر المشار اليها و قد ناقشت الكاتبة هذا الموضوع بالتفصيل في مادة متواضعة يستطيع القاري الكريم العثور عليها من خلال الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298312

وأما بالنسبة للقضية الأولى المشار اليها مسبقا يجب القول إن ما نراه من خطاب نسوي في الاهواز في أحسن الأحيان لا يتعدى قضايا المراة و رمي مسوؤلية معاناتها على عاتق المجتمع و الرجل وما إلى ذلك . و إن هذا الخطاب في معظم الأحيان لا يخرج من حالة إتهام المجتمع المتواصلة و الرجل الذي هو الضحية ايضا لهذا المجتمع( ولا شك إن للمجتمع الذكوري سهما كبيرا في إضطهاد المراة) لكن ما أود أن أشير إليه هو أن هذا الخطاب بإتهامه المتواصل للرجل و النظام القبلي و المجتمع لا يتخطى حالة اللوم و الشجب إلى حالة المعالجة بواسطة النساء أنفسهن. فما جدوى تعلّم المراة اذا أصبح ذلك من أجل التعلّم و نيل شهادات تتفاخر بها من محفل إلى أخر و ليس لكي تحقق ذاتها و أن تكون لها بصمة في معالجة و بناء مجتمع عبر المشاركات الفكرية و الإبداعات المعرفية.
لا شك ان مشاركة المراة في الاقتصاد الأسري و خاصة في السنين الاخيرة تتزايد يوما بعد يوم و هذا الامر محسوم و لا نقاش عليهها لكن أود أن أتسائل و اترك الاجابة للقاري الكريم فكم و كيف استطاعت المراة الأهوازية المتعلمة بنشاطها الإقتصادي أن تغير بنظرة المجتمع عن نفسها و تجعله أن يثق بقدراتها على الاقل و لا أكثر من ذلك؟؟

و فيما يخص القضية المطروحة الثانية , أود أن اشير إلى أن مؤشر تطور المجتمعات اليوم هو يدور حول نسبة مشاركة المراة في الحياة الاجتماعية و الاقتصادية لتحسين الوضع المعيشي و بالرغم من أن هناك فرع خاص بدراسة قضايا النساء المتّسم (مطالعات زنان بالفارسية) في الجامعات الايرانية لكن للأسف الشديد ما يزال الحديث و التطرق عن قضايا المراة في الأهواز يعتبر من الخطوط الحمراء و عسى أن لا يتكلم أحد و يكتب عن قضية إمراة فسرعان ما تتعالى الأصوات للصق التهم السياسية و ما شابه ذلك به . بصراحة تامة لم أستطع افهم لحد الان هل هذاالامر هو من كوارث حياتنا الإجتماعية تحت إطار نظام القبيلة و السايكولوجية الحاكمة على المجتمع الاهوازي او غير ذلك !
فلنتصور! إن المراة لم تجد الأمن النفسي عندما تمشي في الشارع في عتمة الليل فقط بل بمجرد أن تفكر بتحقيق ذاتها بحرية فكرية بأوساط عتمة أجتماعية تسود المجتمع الذي يحيط بها .فهي كلما تحدثت عن الحرية هذه المفردة الخطيرة و ذو معان و تفاسير مختلفة سقط عليها وابل من اللوم من او لئك الذين يفسرون اراء الاخرين حسب اهوائهم. فالكلام عن التحرر الفكري والحرية الشخصية للمراة من منظر هؤلاء الناس لا تفسير له و لا علاقة له الا بالمطالب التحررية السياسية أو المحظورات الأخلاقية و قس على ذلك!!!.

و حول ما طرحناه كقضية الثالثة أي عدم وجود أو قلة دراسات و كتابات معرفية يجب القول إن معظم الكتابات الموجوده عن وضع المراة هي كتابات عاطفية و إحساسية تبنى على خبر هنا و شائعة هناك و تقوم بتجريم المجتمع بأكمله أخضره بيابسه دون مناقشة العوامل و الأسباب وبالطبع ينتهي تاريخ استهلاك هذه الكتابات ما بين ليلة و ضحاها.أو في احسن الاحيان تقوم بترجمة افكار واردة من الخطاب النسوي العالمي دون أي تمعن في خاصية مجتمعنا و الظروف التي يمر بها .فان معظم هذه الاعمال تصلح ان تكون مثيرة للجدل و ثم ايجاد جبهة رصينة و اعداء من الاشقاء لتكبح الحركة النسوية الفتية و تخوّن أي نشاط يروم بإصلاح وضع المراة في المجتمع.

الوضع المطلوب

قبل أن أدخل في صلب هذا المحور اود أن أنوه و أطمئن أولئك الذين يتخوفون من النقاش حول قضايا المراة و فيما يخص حريتها الفكرية, إن ما أعنيه عما يتسم بالتحرر الفكري هو ليس الاهتمام بأخر أخبار التأمينات الصحية للفنانة الشهيرة "جني فر لوبز" و لا الإنشغال الفكري بفستان الفنانة الخليجية "أحلام" في الحفل النهائي لبرنامج "عرب أيدل" كما انه لم يمت باي صلة مع ذرف الدموع والتعاطف مع الممثلة الايرانية "كلشيفته فراهاني" و لا مع المراهقة المصرية " عليا مهدي" ( مع احترامي للحرية الشخصية و الفنية ) لا و ليس التأسي بالمسلسلات التركية و قصصها الغرامية لايجاد علاقات مفتوحه و إباحية بين الشاب و الشابة الاهوازية لا صلة و تناسخ لها مع كيان الأسرة الأهوازية.
ما هو مطلوب من المرأة المتعلمة هو أن تتحرر فكريا ( بمعنى أن يكون لها استقلال فكري) و أن تكافح و تضع حدا لكلما يهين بكرامتها و يحط من شأنها في الحياة الاجتماعية . و أن لا تسمح لإي أحد استغلال جسدها و فكرها لمصالحه الأنية و الشخصية . إن المرأة كعنصر اساسي في المجتمع إذ تربّت على أصول تربوية صحيحة و أمنحت الحرية الفكرية تسير نحو تحقق ذاتها و تؤمن بقدراتها وتفهم دورها الرئيسي بالحياة و بالتأكيد أي أنسان سالم و متربي على أسس تربوية صحيحة لا يقوم بتجريح مشاعر مجتمعه و أسرته التي فتحت له المجال و بالنهاية سيصبح جل اهتمامه إصلاحه و خدمته .
من جهة أخرى تجدر الاشارة على أن لكل مجتمع نقاط قوة و ضعف تخصّه كما أن المجتمع الأهوازي حاله كحال باقي المجتمعات بل في أكثر الأحيان قد يكون أسوء منها . فهو يعاني من شتي أنواع المرض الاجتماعي كالفقر و الأدمان و ... و محتاج إلى منقذين ينقذوه من مخالب الامراض الأجتماعيه. إذن الحرية المطلوبة والمنادى بها هي أقل أنواع الحرية هي حرية الاختيار وهي مشاركة المراة الفكرية و ليس الخوف من خوضها الساحات الفكرية و ايجاد بصمة لتغيير الواقع الراهن الذي يخص المراة و المجتمع . و مغزي الكلام ان المقصود من النشاط النسوي هو ليس النشاط الذي يخص قضايا المراة فقط بل الاهتمام ايضا بما يدور حولها و يخص حال أقاربها و ابنائها و شعبها بأكملة..
و هذا الامر يحتاج إلى نساء لا يلقن اللوم فقط على الظروف التي تحيط بهن و الرجل الذي هو أيضا ضحية هذه الظروف كما ذكرنا مسبقا و لا يخلقن معركة و حرب مع الرجل و كأن لابد من صراع مع هذا الكائن لأخذ حقوقهن و استقلالهن الفكري لا بل يبادرن بخلق فضاء تبادل و تفاعل فكري من جهة و خلق فضاء يشد بعزم المراة و يثق بها و يساعدها على النهوض بنفسها من جهة أخري. بالطبع هذا الامر لا يحدث الا بمناقشة قضايا المراة بصورة شفافة و واضحة عن طريق دراسات علمية و بحوث اكاديمية كما يمارس في الجامعات كما الابتعاد عن الاباطيل الاعلامية و المثيرة للجدل الذي كادت ترسم صورة مغلوطة عن الخطاب النسوي . فشعارات تحرير المراة في مجتمع غير حر اساسا و متشائم بالنسبة لمفردة الحرية قد تكن دون جدوى بالتأكيد.
فاننا لسنا بحاجة إلى ترجمة أفكار الأخرين فيما يخص شأن المراة حرفا حرفا و صبّها على رأس مجتمعنا الذي يعاني من عدم فهم و إستيعات ما نقوله و نكتبه حتى, بل نأخذ ما يصلح و يوافق ظروفنا من موروث فكري و استراتيجيات عالمية لإصلاحه. نعم إننا بحاجة إلى كفاح فكري و نقاش معرفي يخص مجتمعنا بجميع خصوصياته الإجتماعية يستمد أفاقه من الاصول العلمية و العالمية.
فبرايي المتواضع ما يلزم مجتمعنا اليوم هو تربية جيل واعي و سالم يتحلى بالثقافة الاهوازية أكثر من أي وقت أخر, مجتمعا خال و عار من الامراض الاجتماعية و الثقافية. فهذا المجتمع بحكم تواجده الجغرافيائي الحساس هوفي ممرأنواع الغزوات الثقافية يمينا و يسارا و التي تدمر هيكله الثقافي وماضيه الذهبي العريق. و هذا الأمر لا يتحقق الا بوجود نساء و رجال متكاتفين جنبا الي جنب يتحلون بالتفاهم و التفاعل الفكري و الانتاج المعرفي لبنائة و سوقه نحو التطور و الازدهار.
وهناك نقطة جديرة بالتأمل لابد من التذكير بها و هي : مازال النقاش حول قضايا المرأة يخلق و يدار من قبل الرجل و جهات غير نسوية, فهذا الخطاب يستغل بين حين وأخر من قبل شتى التيارات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية مما يؤدي إلى وضع هذا الوعي و التحرك النسوي مع التيارات المعارضة في سلة واحدة و بالتالي قمع كل ما هو معقول و بديهي حتى . فلذلك هذا الخطاب يحتاج الى نشاط نسوي ثقافي ينبثق من القلب و القالب النسائي ليصبح قويا بدوافع ذاتية نسائية

و في النهاية اود ان أقول: فلا تهنوا و لا تحزنوا يا معشر الأحبة فان مطلب التحرر الفكري لم يكن مطلبا سياسيا كما إنه لا يقترب من المحظورات الأخلاقية في المجتمع الأهوازي بل هو أمر يساعد المرأة و يفتح لها المجال إلى خلق الثقة بنفسها و تحقيق ذاتها لتخدم مجتمعها. إنما الأمر يتعلق بكرامة المرأة و حقها في العيش و بالتحديد ستقلالها الفكري كأي أنسان يعيش بكرامة بعيدا عن حياة العبودية. فليس في الأمر أي تهديد لأمن أي جهة الا أمن الجهل الفكري فقط.

عاش الثامن من اذار
تحيا المراة الواعية
تحيا المرأة الاهوازية





#إلهام_لطيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عباءة تصافح السناء
- لنجعل من أدمغتنا رحما أخرا !!..
- عيد النسوان في الاهواز
- الأهوازيات ...صورة أرشيفية في وسائل الاعلام
- صباح العار بغسل الشرف
- ثمالة الخريف
- الأهوازيات و عبادة الموتي
- المراة الاهوازية في ثامن مارس ...من الذكری الي الذاكرة
- أشلاء منفوشة
- هل من مناد ينادي بمكافحة العنف ضد المراة الاهوازية؟
- قضية المراة في الاهواز، سوط بلا صوت !
- حبلي الثورتين
- في عيد اللغة العربية العالمي ... اللغة العارسية الي اين؟
- اين المراة الاهوازية من مئوية يوم المراة العالمي؟
- الثروة الانسانية في العالم الثالث ومصيرها المجهول... نظرة عل ...
- أنفلونزا التخلف والبنطال !
- ربيع المرأة الکويتية في خريف المرأة الخليجية
- الغفوة الثقافية في الأهواز، قيلولة أم رقاد؟
- أنين الأم و صيانة الفکرالبشري
- أنة الأه.....


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - إلهام لطيفي - الخطاب النسوي في الأهواز...واقع و طموح