أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - ميزوبوتاميا .. الطين وشهوة الأقبية ...!














المزيد.....

ميزوبوتاميا .. الطين وشهوة الأقبية ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 21:26
المحور: الادب والفن
    




بين الطين وأنوثة ميزوبوتاميا ( الأسم الأغريقي لبلاد الرافدين ) نعيش الهاجس الغريب الذي أسمهُ الشهوة والموت وأغراءات نظرات الجنود الذاهبين الى الحرب ..
أنها قدرية الفعل والأنفعال وتأثير الصيف الطويل على ما يسكن رغبتنا لنكملَ ما بنا بِمنْ من فينا ..
لقد أورثتنا الحضارة وأحساس التفوق البدني والروحي لدى الآلهة الهواجس الغريبة والغريزية لصنع الأماني الممتلئة برغبةً الموسيقى والجسد وصناعة موسيقى القصيدة والسرير وجرح السيف ، فكان على الأنسان من أول لحظة صناعة الالهة على شكل دمى انثوية وبنهود كبيرة الحجم أن يشعُرَ ويحسْ ويحلم أن جدلية أن تكون لكَ أنثى في الحياة الأرضية والحياة السفلى هي وحدها من خلقتْ تلك التوازنات في الكشف ، فتحول الطين الى قلائدٍ واشكالِ آلهةٍ وطابوق قصورٍ ومعابد وزقورات ومسلات وأختام اسطوانية وأبدان قيثاراتٍ تعزف لحنها الحزين بلغة شاعرية وسريالية وفلسفية حتى عندما كانت اميرات سومر ومنهن الاميرة شبعاد ( بو ــ آبي ) يوم تأمرهن التقاليد والطقوس أن يعشنَ مع الزوج او الحبيب المتوفي في القبو الذي يُدفنُ فيه.
أتخيل الموت في ميزوبوتاميا فلا أفصلهُ أبدا عن اللحظة الغرامية وكأنهما يكملان بعضمها ليحققا الوجود العجيب للأنسان الذي واجه : الطوفان ، الأمير الطاغي ، العبودية ، الفقر ، والتاجر الجشع ، وقائد الجند الغليظ ، والكاهن المتعالي ..
أزاء هذه القدريات المصنوعة من تمدن المجتمعات وطريقة تفكيرها الجديد أنزوى الأنسان الفقير ــ الحالم الى داخله وأرتمى في حضن السماء ليتخيل الأرادة التي تنجيه فيصنعُها بيديه من الحجر والطين وثمر التمر والدقيق والعاج ليتوسل اليها ويطلب رحمتها وعونها وحمايتها ، فلم يحصل سوى ذلك التراث الهائل من الآحلام والآمال والقصائد والاساطير والادعية والاغاني والتعاويذ وساحات الحروب الذي وضعته عند مفترقات التفكير الجديد ليترك الهة الدمى وبفطرته التي يخدعونه بواسطتها ذهب الى الملك يتوسل اليه ليتطوع جنديا ليدافع عن التاج والوطن وأسوار مدينته.
مارس جنود ميزوبوتاميا أثناء الحروب شهوات لاتحصى وأجملها شهوات الغرام مع النساء البعيدات واللائي كن يسكن الذاكرة والشفتين والخاصرة لتتحول الحفر والخنادق الشقية والأنفاق الى أقبية لسرير الشهوة المتخيلة التي تشابه اليوم تلك الاخيلة المتبادلة في كاميرات ورسائل البريد الالكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي .لكن التواصل الحسي والمرئي عند جنود ميزوبوتاميا يمثل بهجة عالية الصفاء واللذة ومتعة الاستحضار وبسببها استطاعوا أن يصنعوا اساطيرهم وملاحمهم ومبارزاتهم البطولية ليبقوا أحياءً وليحققوا على ارض الواقع وفوق بيت الطين في لارسا أو اكد ما كانوا يريدون أن يمارسوه مع زوجاتهم أو مع حبيباتهم تحت ظل نخلة او عريشة عنب.
هذا الشجن بروعة مافيه وما يمنحه يشبه تماما القدرة الروحية لدى السمفونيات وطقوس درواويش الصوفية أو الذين بخضعون لأصابع المنوم المغناطسي.
كان الحلم الأخضر يتنوع بهاجس عجيب من تأمل ما يتمناه البشر ليتغير العالم بالشكل الذي يتمنوه وكان الطين أقرب المتغير الذي يمكنهُ أن يطاوعَ الاصابع ويتحولْ الى كل شيءٍ يريدونه ، من نهد المرأة الى الآنية التي تسقيَّ عطشهم بالماء والخمر أو تلك التي بشتلون فيها باقات الورد على نوافذ الانتظار وبزوغ القمر وشق السواقي لارواءِ الحقولْ.
بين ميزوبوتاميا والطين والاقبية والموت والغرام تدام علاقة الوجود بأشكال لاتحصى ولكنها في المحصلة تجمعت بقصد وبدونه لتكونَ لنا البدء الممتلئ بكل هذه العناوين التي تدين لها الحضارة الجديدة بالولاء من نزول الانبياء والكتب ومرورا بجنائن بابل ورحلة جلجامش وأنتهاءً بذاكرة المفخخات وغرامها الوحشي والكافر....!

دوسلدورف في 3 مايس 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجاء قراءة هذه القصة* ...!
- الصورة الأخيرة للطاغية ..!
- فوضى يعشقها الآري......!
- المفكر الاسلامي أحمد القبانجي في حوار مع الحوار المتمدن
- (لك في القطب الجنوبي فقمة )
- قرية بعاذرا الأيزيدية وحقول عباد الشمس .................!
- محمد عبد المحسن ..بتهوفن العيون الحلوة.......!
- كاولية مونت كارلو
- ذاكرة الورد ..ذاكرة الغزال .. ذاكرة العمر
- متحف لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي..!
- عشق دمشق المعتق
- المرأة ...المقدس الذي لايحتاج الى فالنتين.....!
- فصل من رواية ( المونليزا تحبُ السمكَ المشوي)
- طقوس الطور الصُبيِّ
- العراق والشام من دون المسيحيين ...!
- الجسد ..التفكير بالشهوة ......!
- مذاهب...في بلد الغرائب ....!
- الشيوعي العولمي ...الطائفي ...المنزوي ...!
- أغنيةُ سقفْ المنزلْ ..!
- وزير الثقافة الألماني وقرينهُ العراقي..!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - ميزوبوتاميا .. الطين وشهوة الأقبية ...!