أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - بغداد مغارة علي بابا والاربعمائة حرامي















المزيد.....

بغداد مغارة علي بابا والاربعمائة حرامي


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان في العهد الصدامي علي بابا واحد يمتلك خزائن العراق والمخول للتصرف بها ، يغرف من خزائن العراق دون حسيب ولا رقيب كما يشاء ، ويمتلك الاراضي اينما اراد ويبني القصور الفخمة بملايين الدولارات في بغداد وفي كل المحافضات التي قد يزورها مرة واحدة في السنة ويبيت ليلة واحدة فيها او لايزورها. وكان القائد الاوحد يغدق على عائلته واقاربه من خزائن العراق ويوزع المكرمات والرواتب والمكافئات على عشيرته واعوانه والمقربين منه والذين يدينون بالولاء له شخصيا وحسب رغبته.

وبعد الاحتلال الامريكي للعراق ، سيطر الامبراطور الامريكي بول برايمر على خزائن ومليارات العراق ، وكان يوزع تلك الاموال على عملاء امريكا وبريطانيا واصحاب الجناسي المزدوجة القادمين على الدبابات والطائرات الامريكية والذين كانوا مشردين في دول الشتات خوفا من سطوة ديكتاتور العراق الاوحد.

وبعد ان تم لبول برايمر لم شمل هؤلاء الهاربين من عملاء وجواسيس امريكا وبريطانيا وايران من الذين كانوا يمدون المخابرات المركزية والبريطانية والاوربية واستخبارت اطلاعات الايرانية بكل اسرار العراق ، ومن اللذين كانوا منفيين في الخارج ويتزلفون لوزير الدفاع, الامريكي الاسبق دونالد رامسفيلد ليقربهم من الكونجرس والبيت الابيض ويحرضون المخابرات المركزية الامريكية على غزو العراق بحجة امتلاك صدام حسين لاسلحة الدمار الشامل ويصنع قنابل ذرية التي ادّعو كذبا وتلفيقا ان صدام حسين استطاع انتاجها سرا رغم وجود فرق التفتيش الخاصة للامم المتحدة التي لم تترك مكانا الا وفتشت فيه حتى القصور الرئاسية وغرف نوم القائد الضرورة.
جمع بريمر كل هؤلاء الجواسيس والعملاء من الاسلاميين والمعممين ومن البعثيين السابقين المطاردين والمغضوب عليهم ومن زعماء الكرد دعاة الانفصال وقادة التمرد منذ تأسيس دولة العراق ، ومن الشيوعيين المنفيين والملكيين وغيرهم من الذين لا تجمعهم ايدلوجية متشابهه ولايتفقون على مبدا وطني موحد ، وحدتهم العمالة والطمع بالمكاسب القادمة . اجتمعوا تحت راية امريكا في مقر بريمر داخل القصر الجمهوري العراقي، واسس لهم مجلسا شكليا للحكم كي يبدو الامر ان العراقيين هم من يحكمون انفسهم بأنفسهم رغم ان اي نفر من اعضاء مجلس الحكم كان لا يحل ولا يربط في عهد بريمر وكلهم يأتمرون بامره ويطيعون قرارته التي لا تُنقض .

بعد رحيل بول بريمر ، وتأسيس الحكومات العراقية المتعاقبة برئاسة الدكتور اياد علاوي ومن بعده الجعفري ثم المالكي ، وتعاقب تنصيب امريكا لرؤساء جمهورية العراق ، اصبحت الغنيمة من خزائن واموال العراق في ايدي هؤلاء الذين كانوا مشردين وطالبي اللجوء في دول العالم المختلفة ولصوص البنوك المطلوبين امام القضاء، فاصدر علاوي ومن خلفَه من رؤساء الوزرات قرارت توزيع الغنائم على اتباعهم من موظفي مجالس الرئاسات الثلاث والوزراء والوكلاء والمفتشين العامين وامناء العاصمة والمستشارين والمقربين والحزبيين والنواب وشملت الغنائم توزيع المناصب العليا في الدولة ، وصرف رواتب خيالية بملايين الدولارات على الاتباع ومنتسبي الاحزاب ، وتوزيع قطع الاراضي في ارقى مناطق بغداد واكثرها ثمنا باسعار رمزية حيث تم تحويل جنس تلك الاراضي المخصصة سابقا للنفع العام من حدائق ومتنزهات ومدارس ومستوصفات الى اراضي سكنية لمنفعة الحكام الجدد واعوانهم من حرامية بغداد اتباع علي بابا الجديد، فسجلت تلك القطع باسمائهم واسرع معظم هؤلاء المستغلون ببيعها بمئات الملايين من الدولارات قبل ان يحدث ما لايحمد عقباه وتسترد منهم تلك الاراضي ، حيث وصلت اقيامها بحدود 800 الف مليون الى مليار دولارللقطعة الواحدة ، وقد اشتروها بستة ملايين دينار عراقي فقط لكل قطعة . ابتداء من رؤساء الجمهورية ومعاونيهم الى رؤساء الوزرات المتعاقبين ومعاونيهم ومستشاريهم و الوزراء والوكلاء وكل من استلم منصبا عاليا في الدولة حتى ولو بقى فيه لمدة سنة واحدة فقط دون ان يقدم اي خدمات للشعب. وحولت تلك الملايين من الدولارات الى البنوك الاجنبية في خارج الوطن اضافة الى امتيازات اخرى من تملك السيارات الحديثة وضمان التقاعد لمدى الحياة والحصول على جوازات السفر الديبلوماسية لهم ولعوائلهم .
تحول حرامي بغداد علي بابا من القائد الضرورة الوحيد ، الى عصابات رسمية من مئات الحرامية والصوص تتشارك في المغنم بقيادة علي بابا جديد يختبئ وراء حزب اسلامي او ليبرالي.

اما الفساد والسرقات الرسمية في حقول المقاولات فحدث ولا حرج، فلا يكفي مقال واحد لذكرها كلها ، فقد كشفت قناة تلفزيون البغدادية في برنامج استوديو الساعة التاسعة الكثير من الوثائق الرسمية اضافة الى تصريحات بعض الشرفاء من المواطنين العراقيين من البرلمانيين مثل النائب الشيخ صباح الساعدي والنائب شيروان الوائلي والدكتورة مها الدوري بالمستندات السرقات الهائلة والفساد في صفقات الاسلحة الروسية، وقبلها صفقات الاسلحة البولونية وصفقات الطائرات القديمة الاوكرانية وكشفت مبالغ العمولات الهائلة بملايين الدولارات التي اتفق على استلامها من اثمان هذه العقود افراد العصابات المشتركين في دراسة وتوقيع تلك العقود في وزارة الدفاع .ولحد الان لم تحسم امرها ولم يبت القضاء بها. وقد اعترف رئيس الوزراء نوري الملكي في لقاءه مع هيئة النزاهة عن مليارات من الدولارات الضائعة في ملفات التسليح لوزارة الدفاع من دون ان يتخذ اي اجراء للبحث عنها او التحقيق ومسائلة سارقيها بل على العكس كل المتهمين بتلك العقود من الفاسدين تم تعيينهم بمناصب جديدة قريبة من ديوان مجلس الوزراء ومستشارين ووزراء محاطين بالحماية والاسناد .

عدد كبير من الوزراء ومن هم بدرجة وزير، استلم عمولات العقود وحولت لحسابهم في البنوك الاجنبية ، وهربوا الى الخارج ولم يعد احد منهم لحد الان ، ومنهم وزير الكهرباء ايهم السامرائي ووزير الدفاع الاسبق حازم الشعلان المحكوم باكثر من 15 سنة سجن ووزير التجارة فلاح السوداني وعدد من النواب الهاربين منهم مشعان الجبوري .
والغريب ان مسؤلي الدولة يسهلون لهؤلاء الحرامية والفاسدين السفر لخارج العراق ولا يطالب القضاء العراقي الانتربول الدولي باستقدامهم لمحاكمتهم لكون الحكومة بجهازها التنفيذي والقضائي متسترا ومتعاونا وشريكا معهم في يالجرائم .

اما رائحة الفساد المستشري في امانة بغداد بزعامة امينها الغير أمين على اموال الشعب ، ومن يسانده في رئاسة الوزراء والكتل السياسية المنتمي اليها ، فقد طفحت وفاض الكيل. وليس من صاحب ضمير او مسؤول شجاع في هيئة النزاهة او القضاء والادعاء العام من يتحرك ويلقي القبض على الفاسدين بل يكرمون بمناصب جديدة عالية في الدولة او يسهلون هروبهم الى خارج الوطن .
مثال على الفساد في قطاع مقاولات امانة بغداد ، المقاولات التي احيلت الى شركات غير مختصة وبمبالغ فلكية الارقام وباستثناءات خاصة من مجلس الوزراء من شروط العقود والمقاولات لوزارة التخطيط والتي فاحت منها روائح الفساد والسرقات والعمولات ، من تلك المقاولات ، عقود لمشاريع التهيئة لقمة بغداد، مثل تطوير شارع المطار، وشوارع السعدون والنضال ، وتطوير قناة الجيش ومقاولة تنفيذ مشروع ماء الرصافة الكبير الذي احيل بما يقارب المليار دولار وانتهت مدة انجاز العمل المقررة ولم ينجز المشروع لحد الان رغم تمديد مدة العمل . والمضحك المبكي في تلك العقود التي يهديها امين بغداد لىشخص واحد دائما الذي اطلق عليه الشيخ صباح الساعدي لقب احمد عز العراق وهو صاحب عدة شركات ذات اسماء متعددة ، يمنحه امين بغداد % 30 من قيمة العقد وقبل المباشرة بالعمل او حتى قبل استلام موقع العمل . ويمنحه مدد اضافية دون احتساب غرامات تأخيرية على العمل .
وكذلك تم احالة مقاولة مشروع تطوير قناة الجيش لنفس الشخص .
ان امانة بغداد تصرف الميارات من الدولارات على مشاريع تصفية وضخ الماء ولم تفكر بتطوير وتبديل شبكات انابيب الماء المتهالكة والقديمة التي توزع الماء على اطراف المدينة ، فما نفع مشروع التصفية والضخ ان لم يتزامن معه مشروع استبدال شبكة انابيب التوزيع تحت الارض التي تعاني من التخسفات والتكسرات والتي يمتزج حاليا مائها بمياه المجاري القذرة .

ومن قصص الفساد الرسمي في العراق ما كشفه لقناة البغدادية قبل يومين السيد جابر الجابري الوكيل السابق لوزارة الثقافة العراقية الذي تم ابعاده قسرا من الوزارة واجباره على الاستقالة بسبب الضغط والتهديد من قبل الوزير سعدون الدليمي لمطالبته بالاصلاح ، حيث صرح الجابري كمثال على احدى نواحي الفساد والسرقات لاموال الشعب في وزارة الثقافة قائلا : احيلت مقاولة مشروع بناء قصر الثقافة في النجف الاشرف لشركة تركية غير متخصصة في مثل هذه المشاريع وليس لها اعمال مماثلة ، بمبلغ 96 مليار دينار عراقي ، ولم ينجز المشروع لحد الان ، بينما نفذ ت حكومة اقليم كردستان قصر الثقافة المماثل له تماما في اربيل بمبلغ 26 مليار دينار فقط ! فاين ذهبت الفروقات ؟

اما الفضيحة الكبرى التي لم يتطرق اليها احد من الحكومة او القضاء العراقي سوى الشيخ الشريف النائب صباح الساعدي فهي ، منح حكومة اياد علاوي قطعة ارض بمساحة اكثر من 171 دونم في منطقة الكرادة وعلى ضفاف نهر دجلة مباشرة مجانا الى الحكومة الامريكية لبناء سفارتها عليها التي هي اكبر سفارة في العالم .وتبلغ قيمة تلك الارض بحدود 4 مليار دولار امريكي .فمقابل اي شئ اعطيت تلك الارض العراقية هبة الى الحكومة الامريكية ؟

الحكومة تعجز عن تنفيذ الخدمات للشعب الذي يتظاهر ويعتصم مطالبا بتقديم الخدمات وتطوير البنية التحتية للبلد رغم تخصيص ميزانية بمليارات الدولارات ، الا ان الشعب لم يشهد سوى مهاترات وخلافات بين الكتل السياسية في مجلس النواب وكانه ساحة مصارعة سياسية وليس مجلسا لتشريع قوانين لصالح الشعب .
لقد اصبح العراق مرتعا للحرامية واللصوص واصبحت مغارة علي بابا وكرا كبيرا يضم علي بابا واربعمائة حرامي . متى يصحى الضمير ?



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولد المسيح رسول السلام
- نقد افكار ستيفن هوكينج حول خلق الكون
- نصائح الى الامير ..... نيقولا ميكافيللي
- لا تعطوا الكلاب ما هو مقدس ولاترموا درركم الى الخنازير
- الزمان والمكان في النظرية النسبية لأنشتاين
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة .. الجزء الث ...
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة - الجزء الثا ...
- اليهودية ، المسيحية ، والاسلام ... دراسة مقارنة
- الشيخ السلفي ابو اسلام وحرق الانجيل
- ويسألونك عن الروح
- مؤامرة الانتخابات المصرية
- رسالة الى الرئيس المصري محمد مرسي
- سقوط برلمان مصرستان الاسلامية
- شئ من تاريخ الاخوان المسلمين
- ايها المصريون ، لاتضيعوا مستقبل مصر
- المتكلمون في القرآن
- المسيحية دين ودنيا
- مصر تتجه لنظام حكم طالباني سلفي
- هذه اخلاق الداعية الاسلامي وجدي غنيم
- الى ملكوت السماء يا بابا شنودة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - بغداد مغارة علي بابا والاربعمائة حرامي