أورام ثقافية ........ سلطة النص الشعري

كريم ناشور

الحوار المتمدن-العدد: 4012 - 2013 / 2 / 23 - 16:02
المحور: الادب والفن
    

في بلادنا المغرمة بالقداسة يمتلك النص الديني سلطة بالغة القسوة تسحق وبلا رحمه الكثير من الحقائق العلمية والادلة المنطقية تلك الحقائق التي في صراعها مع النص الديني تحولت وبمرور الزمن في اذهان الكثير الى مجموعة من الاساطير لاترقى في مدى صدقيتها الى حكايات (الطنطل والسعلوة) .
وازاء هذا التكريس القدسي للنص الديني وتربعه على اكثر المناطق تأثيرا في الوعي الجمعي ... حاولت بعض الانماط الثقافية منافسة النص الديني في قداسته وسلطته في ان معا ولعل الشعر اقدم الانماط الابداعية منافسة للنص الديني في ذلك للتشابه الكبير بينهما في ادوات التعبير ومناطق التأثير.حتى وجدنا البعض يحتج بالشعر احيانا لتأكيد مسألة فقهية او نفيها .
وقد هبطت علينا فتاوى الشعراء وسورهم واياتهم البينات في كل مايهم الامة ابتداءا من الفتنة الكبرى وانتهاءا بتظاهرات الفلوجة ؟ قاذفين بوجه القارىء المسكين سلطة اخرى تضاف للسلطات التي تكبل حريته وخياله .ومعززين لسلطة النص الديني ومنشطين لفعاليته التي يصيبها الارتخاء في فترات مختلفه .
اليس في ذلك اشارة مقلقة لهزيمة الشعر وذبول وظيفته ؟
فهل يحق للشاعر ان يقيم لشعره سلطة تستعير اليات النص الديني وتاثيره ؟ وهل ذلك في مصلحة الشعر ؟ ام في مصلحة النص الديني ؟ ام في مصلحة القارىء؟
ومتى يقيم الشاعر سلطته الجمالية المنافسة التي تستمد اشراقاتها من قيم الجمال والحب والتضامن البشري ؟ سلطه محرره للعقل لاوصيه عليه... وملهمه لارقى مناطق الخيال تحسساً لا مهيمنه .
ليس الشاعر كائناً خرافياً يؤسس لمدينته الفاضله بصمت وعزله ويختار مخلوقاته بنزق... ولكن من الاجحاف ان يتقمص الشاعر شكل رجل الدين اورجل السياسة او...رجل الميليشيا ... عليه ان يتقمص رائحة الزهر ... وطعم البرق ...وشكل الفانتازيا لانه شاعر ...

#كريم_ناشور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل