أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - القاضي مدحت المحمود .... اضاءة مشرقة وعطاءٌ مثمر















المزيد.....

القاضي مدحت المحمود .... اضاءة مشرقة وعطاءٌ مثمر


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 21:36
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
القاضي مدحت المحمود
اضاءة مشرقة وعطاءٌ مثمر
لا تبنى الاوطان ولا تنهض الامم الا بإرادة ابنائها المخلصين لها، هذه الكلمات استعرتها من القاضي مدحت المحمود قالها يوما عند تقديمه لكتاب يتعلق بالثقافة القضائية والقانونية ولم اجد غيرها مطلعا لهذا المقال ينسجم وما اسعى لكتابته تجاه لحظة زمنية فاصلة في بناء العراق الجديد تمثلت في اختبار رئيس جديد لمجلس القضاء الاعلى في العراق بعد صدور قانون مجلس القضاء الاعلى رقم 112 لسنة 2012 هذا الاختيار يعد انجاز كبير لمؤسسة قضائية جاهدت لنيل القضاء استقلاله، ابتداء من نجاحها في استصدار الامر رقم 30 لسنة 2004 الذي استقل بموجبه القضاء واصبح سلطة مستقلة عن السلطة التنفيذية ثم توالى المنجز في تشكيل المحكمة الاتحادية بموجب الامر 35 لسنة 2003 وتوج ذلك الجهد باصدار قانون مجلس القضاء الاعلى رقم 112 لسنة 2012 الذي لم يكن يمثل طموح الاسرة القضائية، الا انه اكمل بناء مؤسسات السلطة القضائية، التي تعد الضامن لحقوق الافراد والحارس على تطبيق القانون واهمية هذه الانجازات ليس لانها اسست لبناء سلطة قضائية متكاملة في مؤسساتها وبناها التحتية، فحسب وانما في الظروف التي تم فيها هذا المنجز، والمراقب للوضع السائد في العراق منذ عام 2003 ولغاية الان سيرى ويلحظ ان الدولة في حين من الدهر تلاشت وسادت الفوضى باستثناء القضاء الذي بقى عاملا في كل الظروف التي مرت ولم تجد اي محكمة تعطلت عن تقديم خدمتها للمواطن او ان قاضيا توانى عن اعتلاء منصة العدالة في ظل الفوضى وغياب الدولة وكان متحديا يقدم التضحيات التي عبدت طريق الحق بدماء اعضاء السلطة القضائية من قضاة ومحققين وموظفين وعمال، وفي ضوء ما تقدم قد يستفهم البعض عن اسباب ذلك الاصرار على النأي بالسلطة القضائية عن معترك السياسة او الاستمرار بتقديم خدماتها فاننا سنجد ان لادارة تلك السلطة بكادر مهني متمرس في العمل القضائي تولى دفة ادارته و كان على رأسه معالي القاضي مدحت المحمود وكان لوجوده على رأس السلطة وإدارتها اثر في بقاء ساحة العدل دون الانحياز او الميل نحو الاهواء السياسية، اذ تحملت ادارة المجلس ممثلة برئيسها القاضي مدحت المحمود احتواء الصدمة والهجمات التي تعرض لها القضاء، والتي لم تتوقف الى الان وكانت لشخصيته اثر بالغ ومؤثر في احتواء الازمات وادارتها اذ يتمتع شخص القاضي مدحت المحمود بمزايا كان لها دور في تحقيق المنجز واستقبال االقادم، وقال فيه البروفيسور شبلي ملاط في مقال نشرته صحيفة القانون والسياسة الالمانية عام 2009 ((ان ما قام به رئيس المحكمة الاتحادية العليا وزملائه كان مذهلا لمن يتتبع مسيرة السلطة القضائية خلال السنوات العصيبة لبناء سيادة القانون بعد 40 عام من الدكتاتورية .. وقدم القضاة العراقيون لبلدهم على مدى السنوات الخمس الماضية تفان لا مثيل له على هذا الكوكب، لا شيء اقل من البطولة، وقلب كلب هذا العمل والتفاني مدحت المحمود)) لذلك ولمن لم يتعرف على معالي القاضي مدحت المحمود عن قرب سأخبره بان لمعاليه خبرة في القضاء تربو على نصف قرن واكب فيها العمل القضائي متدرجا في سلم المناصب على وفق مؤهلاته الشخصية والعلمية ولم يكن يوما بعيدا عن القضاء او همومه وله من الملكة التي تجيز لي ولغيري وصفه بالفقيه في مجال القانون، ولم اقدم جديدا بذلك بل اطلق عليه اللقب قبل سنوات عديدة عندما كان عضوا في لجنة كتابة القوانين الموحدة في الوطن العربي في مجال الاحوال الشخصية والقاصرين والتنفيذ، فكان لمقترح القانون الموحد لرعاية القاصرين حضوة القبول من جميع البلدان العربية واعتماد اكثر من تسعين في المئة من بنوده في القانون العربي الموحد للقاصرين، كما كان وما زال معالي القاضي مدحت المحمود باحثا علميا في فقه القانون وتولى الدرس بعد البحث في القانون وفنون القضاء وكان من الرعيل الاول الذي تولى التدريس في المعهد القضائي فتخرج منه اغلب قضاة العراق بعد عام 1979 ولغاية الان ومنهم من اعتلى المناصب القضائية والوزارية وأخرهم من تولى الان رئاسة مجلس القضاء، فجلهم من نهل من علم القاضي مدحت المحمود وسقوا ساحات فكرهم من ينابيع فكر المحمود القضائي فاعتبر عطاءاُ ثراُ واجتهاداُ فكرياُ ادام سديم العدالة في سوح القضاء . ولاسلوبه في التعامل مع العاملين معه في المؤسسة القضائية اثر في قوة القضاء ووقوفه بثبات امام عواصف المحاصصة والتقسيم فهو زميل لكل القضاة حتى وان امضوا يوما واحدا في عملهم، وان كانوا قد تخرجوا على يد تلاميذ تلاميذه في المعهد القضائي او كليات القانون، وهذا ما جعل منه قدوة في التعامل اليومي للسادة القضاة عند تصديهم لعملهم مع الكادر الوظيفي الذي يعمل بمعيتهم او مع زملائهم حتى وان كانوا في مناصب قضائية ادنى منهم وله اثار مهمة في التأليف القانوني واصدر اكثر من كتاب في فنون القضاء ما زال الكثير يعتمدها مصدرا لما تتضمن من رصانة في الاسلوب والدقة في المعلومة، ولم تقف المؤسسة عن مقاومة رياح السياسة والمحاصصة بل تمكنت بفضل درايته في فن الادارة على استخلاص حق القضاة من براثن بقية السلطات تجاه تعظيم مواردهم المعاشية للعاملين في القضاء او الذين احيلوا على التقاعد، وتعدى الامر الى اكمال البنى التحتية للقضاء فبعد ان كان عدد المناطق الاستئنافية قبل عام 2003 تسعة مناطق عدا اقليم كردستان اصبح الان ستة عشر منطقة استئنافية لكل محافظة منطقة استئنافية لتسهيل تقديم الخدمات الى المواطن قرب موطنه وامتدت الخدمة القضائية افقيا وانتشرت المحاكم في جميع اقضية العراق وعدد كبير من النواحي فضلا عن تشييد الابنية التي تليق بالقضاء وتأمين راحة المواطن في ظل سياسة كانت وما زالت تحارب المؤسسة القضائية تنكيلا بها لعدم انصياعها لسجالات السياسيين فكان لحسن الادارة في تأمين الموارد المالية ،بالتنسيق مع السلطات المالية والجهات المانحة من اصدقاء العراق، اثر كبير ولم يقف الامر عند هذا الحد بل كان له الدور الاكبر في تطوير وتأهيل القضاة تجاه المستجد في فن القضاء وعلم القانون والانفتاح على البلدان المتطورة ومواكبة التطور فيها عبر الابتعاث لاغلب القضاة الى هذه البلدان لاكتساب المهارات، مثلما كان الاهتمام كبير في بناء كادر وظيفي مساند للعمل القضائي عبر الدورات والتطوير تعظيم الموارد البشرية، اذ اصبح عدد القضاة اكثر من (1600) الف وستمائة قاضي بعد ان كان في عام 2003 لا يتعدى (400) قاضي اربعمائة قاضي واكثر من ستة الاف موظف بعد ان كان في عام 2003 لا يتعدى ثمانمائة موظف وعدد كبير من منتسبي الحماية ، فضلا عن انشاء معهد التطوير القضائي واقسام تخصصية لتأمين تقديم الخدمة القضائية الفضلى للمواطن بوسائل تقنية حديثة ثم ادخالها في العمل القضائي، وهذا بعض مما حصل في القضاء للفترة التي تولى فيها معالي القاضي مدحت المحمود رئاسة مجلس القضاء، فهو انجاز يحسب له ولزملائه العاملين معه في السلطة القضائية ولم اسمع منه يوما التكلم بلغة المتفرد في الاداء وانما كان يتكلم بلغة الجميع، واعود الى ما بدأت فيه ان صدور قانون جديد لمجلس القضاء، مع ما لدي من تحفظ تجاهه، يشكل مفصلا مهما وانجازا كبير وثمرة لعطاء القاضي مدحت المحمود فهو الذي ذكر قبل اكثر من ستة اعوام بسعيه الى اصدار قانون جديد لمجلس القضاء الاعلى يتيح للكوادر القضائية في تولي المناصب القضائية بآلية مهنية عالية واحترافية دقيقة بعيدة عن التجاذبات السياسية وكان الامل يحدوه ببلوغ ذلك اليوم، وقد تحقق بعد ان وضعت الاسس السليمة لاستمرار السلطة القضائية في اكمال المسيرة باستقلالية تامة وقوة كافية تجاه كل الظروف، لان القضاء المستقل هو من حقوق الانسان ، ولا اوفي معالي القاضي مدحت المحمود حقه بما تقدم لانه كان اكبر من الظروف والاهوال التي مر بها العراق، فهو الذي توكأ على جرحه الذي لم ولن يندمل بفقدانه ابنه الوحيد حينما ذهب شهيدا مع ركب الشهداء ووقف صامدا شامخا حتى لا يستقوي على القضاء اعداء العراق، فكان حكيما قبل ان يكون حاكما تجاه من قتل ولده الوحيد، ولم يثأر لدمه وانما عد العمل في وجود قضاء عادل هو انصاف لكل ضحايا الارهاب، وهذه خصلة ميزته عن غيره والتي اكتسبها عبر سنوات طوال قضاها منقبا عن الحكمة في بستان المعرفة، حتى توسم بها، فكان لصمته تجاه من يزعق حكمة العاقل في النأي عن الرد تجاه الجاهل لان من تجرأ عليه لم يكن الا من طالته المساءلة القانونية بقرارات قضائية وحينما ادرك هذا المتقول والجاني على معالي القاضي مدحت المحمود انه متوفر على شبهة الاتهام فسعى لاستباق العدل بزعيقه الذي لن ينفعه تجاه وقوفه امام العدالة التي ستنصفه ان كان بريئا او تنصف من جنى عليه ان كان مذنباُ، ولا يسعني إلا ان اهنئ معالي القاضي والمفكر مدحت المحمود على تحقيق ما سعى اليه وتلمس ثمار عطاءه الذي سقاه بعرق الجبين ودماء الشهداء واسأل الله يمن عليه بوافر الصحة لإدامة العطاء والتواصل في خدمة العراق العزيز وشعبه الكريم.

القاضي
سالم روضان الموسوي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخول الشخص الثالث في مرحلة الاعتراض على الحكم الغيابي
- المساعدة القانونية والقضائية ...... الاهداف والوسائل
- النقص التشريعي في مشروع قانون مجلس القضاء الاعلى
- القياس في القانون الجنائي (تعليق على قرار محكمة استئناف بابل ...
- الامتناع عن تنفيذ الاحكام القضائية (احكام المحكمة الاتحادية ...
- الثقافة القانونية في زمن الاقزام
- القضاء والسياسة بين التسويغ والتوضيح
- اشكالية نقض الخبراء لأحكام القضاء الدستوري (الاجماع)
- اشكالية نقض الخبراء لأحكام القضاء الدستوري
- مَن يصنع الديكتاتور القانون ام القضاء؟
- محكمة البداءة التشكيل و الصلاحيات
- المرأة المعنفة وحمايتها في التشريع العربي المقارن
- حماية الدستور عِبرً القضاء الدستوري
- مشروع القانون ومقترحه والصراع بين السلطات
- لا يصدر القسام الا بتوقيع طالب القسام الذي يجب ان يكون احد و ...
- الإثبات المطلق والإثبات المقيد
- هل تملك السلطة القضائية حق تقديم مشاريع ومقترحات القوانين؟
- الحقوق المكتسبة وتوازن المصالح (تعليق على قرار مجلس شورى إقل ...
- من يتولى تنفيذ قرارات وأحكام القضاء العراقي؟
- الجمهور التشريعي وصياغة القوانين


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - القاضي مدحت المحمود .... اضاءة مشرقة وعطاءٌ مثمر