|
قراءة في أندريا بوتشيلي - سأحلق معك -
الاء طلال ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 10:18
المحور:
الادب والفن
حلقت في سماء الالحان على مساحة تجاوزت الحدود الزمانية والمكانية،على مساحة اقل مايمكن ان يقال عنها بالكونية من الثقافات المختلفة، بشكل لم تجعل هناك شك بان النغمة تمنح السلام للمشاعرالانسانية .اكسبت مشاعر العشاق الملتهبة وطنا ، منحتهم لغة، اعطتهم الجنسية، وفرضت نفسها بعنوان بلسم للنفس الناعمة الحالمة التي لاتقوى على تحمل العالم ومايدور فيه. تكررت على مسامعي والى اللحظة لااعلم ماينتابني وانا اسمعها حتى جعلتني اضع اناملي دون وعي مني ان اكتب قراءة فيها . عالم مخملي ترسمه فرشاتي الزيتية للوحة تشكيلية لجسد انثوي ببشرة بيضاء ناعمة وانامل ناعمة ووجنتي صافيتين ورديتين ودمعة تحرق الفؤاد لترسم الاخاديد من انهر التضحية ، ووجه الحبيب . دون وعي ارسم ( ميناتور) ليلى ومجنون ، رغم كوني تشكيلية اجد الالوان تتحول الى نغمه ، والكلمة الى ضربة على ذلك القماش المائي الحس المتناهي في النعومة والملمس . لقد استطاع أندريا بوتشيلي من خلال (con te partiro ) والتي اختلفت ترجمتها الى العربية : " ساكون معك" " ساحلق" ، ان يخلق جسدا للعشق وينحت موسيقى على جدار طبلة الاذن البشرية ، في عام 1995 في فيستيفال (sanremo) تجاوز الى نحو جعل من الالوان الزاهية تتراقص على انغام ما لحنه (فرانسيسكو سارتوري) وماكتبة (لويسا كوارانتوتتو ) ، هذا المبدع البصير ، ابصر بحسه المرهف على نحو فاق التعبير لما هو حس يمكن ان نطلق عليه بالحس اللازوردي ، ذلك الحس السماوي الزرقة المولود بكأس الشراب في قصائد محمود درويش ( بكأس الشراب المرصَّع باللازورد..) واصفا سكون يؤدي الى اللازورد في : ((جدائلَ قمحٍ تمشِّطُها الريحُ، أغمضُ عينيَّ: هذا السرابُ يؤدِّي إلى النَهَوَنْدْ وهذا السكونُ يؤدِّي إلى اللازَوَرْدْ )) لقد اضحت نغمات الموسيقى تتنفس الحس اللازوردي شهيقا يمنح النفس البشرية الصعداء في الراحة والسلام ، وهنا تذكرت من اشعار العصر الحديث ما أطلقة الشاعر السعودي في قصيدة بعنوان شهيق اللازورد جاء فيها : "تلدُ البَنَفْسَجَ فوقَ قارعةِ الفَنَاءِ عُمُرُ البنفسجِ ساعةٌ زرقاءُ فاقتربي.. نُفَتِّقُ سِرَّ زُرقتِها ونعبرُ في شهيق اللاَّزَوَرْدِ إلى أقاصي الانْتِشَاءِ هيَ ساعةٌ يتحرَّرُ الجسدانِ فيها من قُيُودِ الشكلِ.. يتَّحدانِ ساقِيتَيْنِ في مجرىً وينطلقانِ نَهْراً في الغموضِ اللاَّنِهائي" بقيت هذه الموسيقى ولازالت تترجم الى اللغات الحية وتزداد ذوبانا في مسامع العشاق يوم بعد اخر فقد عرفت بالاسبانية " pori volare" والتي يمكن ان تترجم " لاجلك ساحلق" ، وسحرت حناجر واغوتها لتغنيها ، انها كتعويذة تناولها الكثير تحمل من السحر ما جعل "دونا سمر" (توفيت عام 2012)الامريكية ان تقدمها في عام 2001. وسبقتها المغنية اليونانية "نانا ماوسك" عام 1997 . وحملت الحنجرة التايوانية " ا- مي" سحر نغمات الموسيقى الى الصين حين غنتها عام 2000م مع فرقة من هونك كونك . اما الفرنسي "كريكوري ليمارشال" فلقد استطاع ان يحلق في نغمات الاغنية في عام 2007 م وهي نفس السنة التي توفي فيها . " كاثرين جنكياس" البريطانية فلم تتوانى عن تسخير حنجرتها الذهبية لموسيقى "ساحلق معك" في عام 2004 لتحقق حلما لطالما حلمت به. وضلت تلك الموسقى عام بعد تجد من ترسم له بفرشاة العشق ترانيم لطالما سكنت في اعمق نقطة للروح البشرية . فمن نيوزلاندا وفي العام 2007م استطاع المغني " هايلي وسترنرا" ان يرسم لوحة ابدع فيها . ان ما اضافته المغنية السويدية " سانا نيلسون" في اعداد نسخة باللغة السويدية والانجليزية في محاولة منها لتعميق معنى الموسيقى اضحى هباءا امام ما حققته الموسيقى من كونية فالعشق لا يحتاج الى ترجمة . ورحل السحر الى جدران قلوب العشاق في شيلي في عام 2007 لتصدح حنجرة " كارولينا سوتو " ، وفي العام ذاته ذابت مدامع مرهفي الحس في " نيو كاسل " بجنوب افريقيا عندما قام المغني المتالق " فاني دي جاكر" المغني الاول في جنوب افريقيا بغناء موسيقى " ساحلق معك" . وكان لليابان نصيب حينما ابدع الفنان " كانون" في عام 2007 بنحت جسد الاغنية على ارض طوكيو . الفرنسي " اموري فاسيلي" (مواليد 1985) فلم يتردد في عام 2010 عن اتمام لوحة ساحلق معك بحنجرة استطاعت ان تحقق شكلا ونمطا جديدا . في تكساس قام " دونالد براسويل " في عام 2011 ان يفرش العالم المخملي للعشاق في امريكا . ان ما قدمته الفرقة العالمية " ال ديفو" المكونة من اربع عناصر تلك الفرقة التي عرفت بتقديم "regresa a mi" " في عام 2004 , في عام 2011 اعطت شكلا وميناتورا ساحر متالق باسلوب منقطع النظر ، فلقد ساهمت الحناجر الاربع " اور بوهلر- سباستيان ايزامبرد – ديفيد ميلر- كارلوس مارين" في خلق روح الابداع لكل حس في كل كلمة ونغمة تضمنتها الاغنية لقد جمعت الثقافة ( السويسرية- الفرنسية – الامريكية- الاسبانية) في مزيج اثبت وبشكل قاطع ان العشق لايحتاج الى وطن لانه الوطن ولا يحتاج الى جنسية لانه من يمنحها ولا يحتاج الى قلوب لانه يخلقها ولا الى زمن لانه لاحدود زمانية ولا مكانية يمكن ان تحوي ماتحويه. ولان الموسيقى روح احتوتها الاجساد المرهفة تلك التي تعرف ان الانسانية ارقى شي في الوجود ستبقى على مسامع العشاق ترسم العالم المخملي بكل ثقة وجدارة .
#الاء_طلال_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة : بغداد
-
شعر : يا ثورة الخرسان هُبّي .
-
شعر : شهيد
-
آه يادمشق
-
شوارد العقل
-
شعر : اين كنت عمتاه
-
اليوم مات ابي و رحلا !!
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ أحمد محمود أحمد سعيد
-
إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ
/ منى عارف
المزيد.....
|