أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين الحاج صالح - ... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟














المزيد.....

... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



أصوات القصف تسمع في أي ساعة من الليل والنهار هذه الأيام في دمشق. قوية، قريبة، مختلفة عما ألفنا في الشهور الماضية. أصوات صواريخ أو راجمات صواريخ، يقول عارفون. تُطلق على مناطق الغوطة الشرقية والمليحة وداريا ودوما وجوبر وغيرها. تقتل حول دمشق بشرا، سوريين، على مدار الساعة.
هذا هو "القانون الأساسي" في سورية. النظام المسلح يداوم على قتل محكوميه المتمردين. وهو ماض في ذلك منذ 23 شهرا.
بينما ينخلع القلب مع انطلاق كل قذيفة جديدة، تبدو أنها أطلقت من مسافة أمتار عنك، يشعر المرء أن هناك شيئا سرياليا في الكلام على "الحل السياسي"، بخاصة حين يصدر عن "معارضين" ينددون بانفعال بمعارضين آخرين يبدو أنهم يرفضون "الحل السياسي"، ويصرون على "الحل العسكري".
ترى، أين هو الحل السياسي؟ متى طرح؟ متى قال النظام إنه مستعد له؟ متى اعترف بوجود أي معارضين أو بشرعيتهم، بمن فيهم أولئك الذي يأخذون على غيرهم من المعارضين أنهم لا يقبلون بالحل السياسي المزعوم؟ يشبه الأمر أن يُنتظر من الفلسطينيين تقديم مبادرات للمحتلين الإسرائيليين، فإن قالوا إن الغرض من التفاوض هو إنهاء الاحتلال الذي يلغي كيانهم ذاته اعتبر ذلك تعجيزا ورفضا للتفاوض، واعتبروا هم المسؤولون عن الاحتلال والاستيطان و...قتلهم.
شيء بالغ الغرابة. يبدو عنف النظام (وإسرائيل) طبيعيا بحيث لا يستحق حتى الإشارة، ويقع على عاتق مقاوميه تبرير مقاومتهم!
لكن لا غريب إلا الشيطان. هذا النقل للصراع من موقعه بين نظام طغموي لم يأخذ إجازة يوم واحد من قتل محكوميه وبين محكومين باتوا يخوضون معركة وجودهم إلى موقع آخر ليظهر كصراع بين أطياف معارضة حول قبول وعدم قبول "الحل السياسي" هو في حقيقة الأمر موقف منحاز إلى النظام، إن شئنا تسمية الأمور بأسمائها. ينوب القوم عن النظام بتكريس أفضل جهودهم وأثبتها في مواجهة الثورة والتشكيلات السياسية الخرقاء المرتبطة بها. وهم يفعلون ذلك منذ البداية، الأمر سابق لـ"العسكرة"، وسابق لظهور "جبهة النصرة" وأشباهها.
وإذا اعتمدنا على هذا الصنف من "المعارضين" وأقوالهم كمصدر لمعلوماتنا عن سورية وأوضاعها بدا لنا أن النظام وحربه المستمرة تفصيل واحد بين تفاصيل عديدة في المشهد السوري. أكثر التفاصيل أهمية رفضُ معارضين تفاوضا لم يطرحه عليهم يوما شريكهم المفترض فيه (النظام)، ومنها ظهور "جبهة النصرة" وعملياتها الإرهابية، ومنها... مقالات كتبها أمثالنا. ومنها أيضا، والحق يقال، النظام الذي يقال على نحو طقسي وعابر إنه يتحمل "المسؤولية الأساسية" عن "الأزمة".
هذا ليس للقول إن مواقف وأقول المعارضين الرافضين للتفاوض مع النظام على غير رحيله سديدة ومبرأة من كل عيب. قلما يكون الأمر كذلك في الواقع. نجد هنا مزيج الارتجال والانفعال والرثاثة الذي ميز أيضا مقاومين الفلسطينيين في عقود خلت (واليوم؟). لكن ليس من بين أخطاء ونواقص هؤلاء المعارضين أنهم يرفضون التفاوض مع نظام لا يعترف بوجودهم، ويعتبر الثائرين إرهابيين والمعارضين عملاء على ما قال "القائد المفكر" بشار الأسد قبل خمسة أسابيع، ولم يفتح باب التفاوض يوما.
هناك تقصير كبير وتأخر كبير من المعارضة في تقديم مبادرة أساسية، تعرف بها وبما تريده، تجمع بين جذرية المطلب واعتدال النبرة، وتوضح دون لبس أنها تفضل الحل السياسي إن أتيح.
لم يتح يوما، وليس متاحا اليوم.
قبل حين طرح السيد معاذ الخطيب اقتراحا هو أقل بكثير من أي يعتبر مبادرة، إن من جهة مضمونه أو من جهة الطرف الذي قدمه (الائتلاف الذي يرأسه الخطيب لم يعتمده، والمجلس الوطني الذي هو قوة أساسية في الائتلاف اعترض عليه بقوة).
النظام رفض أخذ علم بمبادرة الخطيب. جريدة رامي مخلوف رفضتها. ولن يفرج النظام عن 160 ألف معتقل، ولا عن 60 ألفا ولا عن 6 آلاف. ولا عن النساء المعتقلات.
ليس هذا رجما بالغيب. بل هو يقين قطعي ستثبته الأيام القادمة. ويعرف ذلك أحسن المعرفة حتى أولئك السوريين الذين يفضلون تصور أن الأساس في المشكلة السورية هو أن معارضين يرفضون الحوار مع النظام. ربما لديهم أسباب وجيهة لخداع أنفسهم، لكن أسبابهم لا تجعل الخداع صوابا.
والواقع أن امتناع النظام عن الاستجابة لأي مطلب معارض ليس إلا الوجه الآخر للقانون الأساسي: الحرب المستمرة، أو الحكم بالقتل. القاتل لا يفاوض من لا يعترف بهم ولا يراهم إلا مستحقين للقتل.
تعبنا؟ حدث خراب كبير في البلد؟ سقط عشرات ألوف السوريين؟ نخشى اتساع صفوف التشكيلات العدمية مثل "جبهة النصرة" وأشباهها؟ نراها تتسع أيضا مراتب المشردين والجياع في عشرات المواقع في البلد؟ التشاؤم يلون آفاق السوريين ونفوسهم؟ كل هذا لا شك فيه.
لكن هات مخرجا عادلا مما نحن فيه!
هل من شأن الموافقة على فكرة حل سياسي غير موجود أن يوقف القصف على داريا المدمرة؟
هل من شأنه أن يسهل عودة اللاجئين، وإعمار حمص وحلب ودير الزور؟ وبماذا يعد دعاة "الحل السياسي" إن عاد النظام إلى سيرته الأولى، وتوقفت الثورة من أجل "حوار" لن يثمر قطعا أي شيء؟
في أصل كل ذلك سوء فهم عميق للنظام السوري. ليس هذا نظاما دكتاتوريا من نوع نظام مبارك أو بن علي. لسنا حيال دولة وطنية غير مكتملة التكوين. يتعلق الأمر بالأحرى بنظام إقطاعي جديد، يرى في تمرد الرعايا إجراما، لكنه يملك من السلاح والإيديولوجية المتعالية ما يجعله أقرب إلى حكم استعماري. وقد أظهر استعدادا فعليا لقتل عشرات الألوف ومئاتهم ليبقى. ستون ألفا أو خمسة وستون ألفا ليست النهاية. فهو مستعد لتدمير دمشق دون أن يرف له جفن. ينسب إلى بشار أنه قال فعلا إنه لا مشكلة لديه في تدميرها. أين العجب؟ سبق أن دمر مدنا. فهل أن من لم يتوقف عند تدمير حمص، كلها اجتماعيا ونصفها عمرانيا، سيتوقف عند تدمير دمشق، ليقول: كنا مخطئين! لم نكن نظن أن النظام سيدمر المدينة العريقة!
سيدمرها.
هذا هو الواقع في سورية اليوم.
الباقي تفاصيل.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك عرب في سورية؟
- تحطيم متعدد الأشكال للمجتمع السوري
- اقتراح معاذ الخطيب: خطأ إجرائي وصح سياسي!
- ما هي مشكلتنا مع -جبهة النصرة-؟
- المرحلة الأخطر في الثورة السورية
- الأسد أو لا أحد/ الأسد أو نحرق البلد: نظام العدمية السياسية
- المراقب المثالي والصراع السوري
- المنسى السوري... المنساة السورية
- في شأن -جبهة النصرة- والسياسة الملائمة حيالها
- ليس لدى -السيد الرئيس- من يشاركه!
- قبول -الحل الإبراهيمي-، وليس رفضه، هو ما يؤدي إلى -الصوملة-؟
- الثورة، الإسلام، وامتلاك السياسة: في نقد -التيار المدني- وال ...
- تحولات صورة الأميركيين أثناء الثورة السورية
- خوارج الثورة السورية و-خوارجها-
- ثلاث قوى منظمة و...ثورة
- تكوين سورية وتاريخها و...الثورة
- الثورة السورية ووضع الثورة المطلقة
- حوار متجدد في شأن الثورة السورية
- الثورة والإسلاميين بين سورية ومصر
- ليس في التاريخ ثورات -ع الكاتالوغ-


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين الحاج صالح - ... ولكن أين هو -الحل السياسي-؟