الرقص بربع دولار

ابراهيم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أي بؤس يسكننا ويؤسس شوارعه وبيوته فينا ؟؟ أي بؤس يتناول طعامه من روحنا وقلبنا وعقلنا ؟؟ أي بؤس يدفعنا لاختيار القبور لنسكنها أحياء كنا ، او اموات ؟؟
أي بؤس دفع بالانسان العربي ليسّلم عقله , لمشايخ الخزعبلات المنافقين ليرشده ويفتي له بأن الموت هو طريقه للحياة ؟؟
لولا بؤس وكآبة الحياة التي وصل إليها الانسان العربي لما سلّم أحلامه لشيخ يفتي له بأن الموت طريقة لحياة أفضل !! إننا أمام مجتمعات عربية اسلامية بائسة تنتحر بشكل جماعي كل على طريقته .
مشهد لمجاهد عربي يهزُّ جثة أحد المجاهدين العرب وهو يحتضر ، يسأله بلهفةِ من يخوض تجربةً جديده ..... تجربة ( عالم الموت ) : هل رأيت الحوريات .. هل رأيت الحوريات .... ، منظر يجب أن يضعنا على نهر من البكاء .... لمَ الانسان العربي مهزوم ومحروم من أبسط حقوق البشر , ليُسلّم عقله وأحلامه للموت ويقتل فينا الحياة؟؟.
في سوريا يوجد آلاف المجاهدين العرب , يحملون السلاح , يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء يسرقون ويحرقون ويغيرّون مصير الحياة ليغيروا مصيرهم البائس ، آلاف العرب يقفون طوابير بانتظار موت أفضل من حياة يعيشونها .... عندما تتساوى الحياة مع الموت يتحول الانسان الى أداة قتل بيد الشيطان .
في بلد عربي ومنذ أيام التقيت بشاب من شباب سوريا ،فنان بعمر الابداع ، علمت منه بأنه منذ أشهر لم يغادر سكنه ، ولمَ يرسم , وماذا يرسم ، ولمن يرسم ؟؟ وهل تتحمل اللوحة البيضاء وجع ألوانه وقسوة خطوطه ( لا عمل لا أمل لا حياة ) !!!
إنه زمن القوادين والعاهرات .. تجار الموت وخيانة الأوطان ، إننا في زمن حتى إن رسمنا وجعنا يشتريها القواد ليهديها لمومس كي تعلقها على جدران غرفة العهر العربي.
العهر طال السياسة ، والفن والفكر والثقافة .....الاحترام والتبجيل وحياة الرفاهية لأسياد مجتمعنا القوادين ، لم يعد مهم ماذا تبيع وماذا تشتري ، المهم أن تدخل متاجر تجار الوطن العربي .... هل رياض حجاب وبرهان غليون والمناع وعزمي بشارة وعلي فرزت وفيصل القاسم والكيلو والمالح واصالة وميديا داغستاني وسهير أتاسي .. الا زبائن تبيع وتشتري لتربح وتسترزق وتصبح من المالكين ، بل أصبحوا يؤسسون لشركات عائلية , شركة آل الاحمر وأولاده , وطلاس وأولاده , والأتاسي وأولادها ........ إنه زمن أمريكا وإسرائيل.
نعم .... إنه زمن قوادي السياسة والاعلام والثقافة والفن ، وأي عاهرة أو قواد سيرمقك بنظرة استعلاء بأنهم أسياد مجتمع , وأنت من الرعاع ....... إنه زمن الرقص بربع دولار .

#ابراهيم_الحمدان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات