أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - بشر أم آلهة؟ الجزء 1/2















المزيد.....

بشر أم آلهة؟ الجزء 1/2


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مقدمة:
التيار الوهابي:
الشيعة في السعودية:
الأولويات المقلوبة عند الشيعة
العمائم المعصومة:
القضية الفلسطينية:
من هنا إلى أين؟

مُقدّمة:
ما أن تتحدّث عن مشكلة أو موضوع، أو تحتاج "لرأي الشرع" في وضعٍ مستجد، إلاّ وتظهر أو يظهر لك من يقول: قال شيخُ الإسلام، وآخر يقول قال الإمام ؟؟ قُدِّس سره، وآخر يقول، قال فلان. لكن القليل أو النادر من هؤلاء من يقول: قال الله، قال الرسول حتى لو وُجِد دليل من القرآن والسنّة. عندما احتج بعض الصحابة على ابن عباس حول متعة الحج، بقولهم قال أبو بكر وعمر في العمل بإفراد الحج، قال ابن عباس: يوشك أن تنـزل عليكم حجارة من السماء!! أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر.
ما حدث في ذلك العهد البعيد يرجع لنا كلّ يوم، يواجهنا في كلِ محفل، ولا مناص من المواجهة، لكن ما قاله ابن عباس قبل ألف وأربعمائة عام، كأنه يحدث الآن. قال الشيخ فلان، قال الإمام فلان، وقال شيخ الإسلام فلان. هل هذا كلام عامة الناس؟ أم كلام من يؤخذ منه "الفتوى" وخلافه؟ الحقيقة المرة هي أن هذا الكلام يأتي من كل الجهات، وخاصةً الجهات المحسوبة على دين الله "كذباً" أو "جهلاً".

التيار الوهابي:
كُتُب السلف التي تنتشر كالنار في الهشيم، تستدلُ دائماً بقول ابن تيمية وابن باز، تستدل بقول ابن القيم والفوزان وابن عثيمين، بل أنّها تعتبر ذلك قرآناً منـزلاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وإذا ما استُدِلّ بالقرآن، فإن تفسيره يُماشي أهوائهم. لنأخذ الأمر ونحمله محملَ خير، ونقول لربما كانت هذه الأقوال والفتاوى والتي لها عدة مئات من السنين على أقل تقدير لا تتناسب مع وضعنا الحالي؟ لكن الإجابة تأتيك موبّخة وكأنك ارتكبت جُرماً وأكثر، لربما أصبحت كافراً لأنك قلت بأن "هؤلاء العلماء" لا يعرفون كُلّ شيء، أو أنك اتهمت "الدين الإسلامي" بأنه غير صالح لكل زمان ومكان.
عندما نتحدّث عن اليهود والنصارى، الفتاوى أكثر من أن تُحصى وهي ليست فقط في الإذاعة والتلفزيون والكتب الصفراء المجانية والمطويّات، بل في الكتب الدراسية التي منذ أن كُنّا أطفالاً وهي تُغذِينا "بنظرية المؤامرة" وإننا "شعب الله المختار" ولذلك فالغرب الكافر الحاقد على قِيَمنا الإسلامية يسعى حثيثاً للنّيل منّا وتدميرنا وإفساد مجتمعنا لأننا "على حق" وغيرنا "على باطل"، وهي سُنّة كونية شاء الله لها أن تكون هكذا. منذ كُنّا أطفالاً ونحن نذكر موضوع "ريال فلسطين" وكيف أن ذلك الريال، أو "دفتر الكوبونات" بعشرة ريالات وأحياناً أكثر الذي كُنّا ندفعه ونحن الفقراء، كان يذهب لعصابة "عرفات" صاحب الملايين، وإلى الآن على أمل تحرير فلسطين من "اليهود" المغتصبين لأرضنا، لا يبدو أن ذلك تغيّر. فلا زلنا نحمل تلك الأفكار الخيالية التي تهتم بصالح البعيد وتنسى القريب المحتاج، بل أكثر من ذلك بكثير، وكثير جداً.

الشيعة في السعودية:
شيعة الخليج، ولن أتحدث عن جميعهم، بل فقط شيعة السعودية في المنطقة الشرقية تبرّعوا بالملايين "للجمهورية الإسلامية في إيران" بعد انتصار الثورة عام 1979 م، فالأخماس كانت تذهب هناك، إضافةً إلى قصص أكبر من أن تحصيها الكتب، فكم من امرأة باعت ذهبها وحليّها لتتبرع بالمبلغ لإيران "الإسلام"، حتى وصل للبعض أن يقتطع من مصروف أطفاله ويمنع عنهم "هدايا العيد" لذلك الغرض النبيل. حتى بعد اكتشاف فضيحة "إيران جيت" الذي بموجبها استلمت إيران أسلحة إسرائيلية بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية، تلاها إعدام مهدي الهاشمي الذي كشف خيوط اللعبة حيث تم اتهامه بجريمة قتل وتمّت تصفيته بسرعة. أمّا طريقة إدارة الحرب مع العراق فشابها الكثير من المشاكل، ودخل الإيرانيون معارك عسكرية عدة كانت أبعد ما تكون عن التكتيكات الحربية وراح ضحيتها عشرات الآلاف، اضطرت إيران بعدها للقبول بإيقاف الحرب، ولم تتوجه أي رسالة نقد للقائد "الخميني" على تدخّله في كل صغيرة وكبيرة في تلك المعركة والذي كان دائماً مطالباً باستمرار الحرب. مع ذلك، استمرّ الكثير في تكذيب "الشائعات" والدفاع عن "الجمهورية" وإن كل ما تفعله في مصلحة "الإسلام" والشيعة بالتحديد.
لماذا ينسى الشيعة أنفسهم ومصالحهم في مجتمعهم ويعيشون الفقر، ويستمروا في دفع الأخماس لتذهب لعلماء في العراق أو إيران؟ البعض يُجيبك بأن العالِم الفلاني له حوزة وطلبة في إيران وفي دول أخرى يصرف منها عليهم، إضافةً إلى افتتاح حوزة في عدة دول أفريقية ودول الواق واق لنشر التشيع. إلى هنا والوضع مبكي ومضحك، فنحن كشيعة يهمّنا دفع رواتب طلبة العلم في حوزة في إيران ولطلبة في مجاهل أفريقيا ولا يهمّنا القضاء على الفقر والعوز والحاجة والبطالة في مناطقنا.
تتحدث مع بعض الميسورين لتشكو له قلة الموارد للعمل، وإن العمل يحتاج لهذه الأموال من الأخماس، فيرد بقوله: تحدّث لهذا الشيخ أو ذاك، فهو له حق التصرف بهذه الأموال، وله الوكالة من العالِم فلان. الشيخ والعالِم له الحق في التصرف في أموالنا ونحن "كالأغنام نسير لا نسأل" لا يحقُ لنا ذلك، ساعد على هذا العمل انتشار مقولة، ربما كان لهؤلاء المشايخ يدٌ في انتشارها، وهي "حِطّها في رأس عالم واطلع منها سالم"، أي إذا ما أساء الشيخ التصرف في هذه الأموال، فهو سيتحمل عِبأ ذلك يوم القيامة، أمّا من دفع تلك الأموال فلن يكون مُحاسب على ذلك. هذا لعمري يناقض الدين، وإلاّ لدخل جميع ولد آدم الجنة، لأن الذي أغواهم الشيطان، ولا ذنب لهم في ذلك.
مظاهرات عام 2002 م في المنطقة الشرقية تضامناً مع الفلسطينيين هي الأولى في المملكة، حمل فيها النساء والرجال والأطفال لوحات تندد بإسرائيل وتدعو لمقاطعة البضائع الأمريكية. مشايخ السلف أيضاً أفتوا بالمقاطعة، لكنّهم أذكى بكثير، فهم لم يُقاطعوا البضائع الأمريكية، ولم يتظاهروا ضدّ الأمريكان؛ فقط الشيعة هم الذين أعطوا وجهاً "مخيفاً" وقاطعوا بشكل جاد المنتجات الأمريكية، فكانت النتيجة قمع حكومي شديد للشيعة، وهروب العديد من الشركات من المنطقة الشرقية، مثل شركة الكوكا كولا، حيث حوّلت مركزها الرئيسي إلى الرياض لأن وجودها في الشرقية أصبح "خسارة" بسبب المقاطعة. إضافةً إلى ذلك، أصبحنا محل شك غربي دائم، حتى مع العمليات الإرهابية لبن لادن وعصابته كل يوم، فهي لم تستطع إزالة هذا الشك من فكر الدول الغربية، وهذا وضع مصالحنا كأقلية وكمواطنين في خطر، فلا أحد يريد أن يسمع معاناتنا لأننا دائماً المدافعين عن "حقوق الآخرين" وننسى حقوقنا والطريق الأنسب لنيل تلك الحقوق.

الأولويات المقلوبة عند الشيعة
في الماضي كان لعلماء الشيعة ليس فقط القدرة على إقامة حكومة في العراق ودُوَل أخرى، بل كانت الفرصة مهيئة داخلياً ودولياً، لكن علماء الشيعة كانوا في "عالم آخر" أبعد ما يكون عن الفهم السياسي وبعد النظر. يُنقَل عن أحد العلماء في العراق قوله للملك فيصل الأول في العراق بأنه يستطيع إزاحة الملك بعصاه؛ هذا العالم يُقلِّده الملايين، أي كان فعلاً يستطيع ذلك، لكنه وآخرين من علماء الشيعة آثروا الانطواء والبعد عن السياسة فحكمهم "أبناء الزنا واللقطاء" وعملوا فيهم مقاتل عظيمة لا تزال آثارها بائنة للعيان على شكل مقابر جماعية ضمّت مئات الآلاف من الشعب العراقي.
في الحاضر، نتحدث عن الغرب وعن حاجتنا إلى التفاهم مع القوى الكبرى لوجود مصالح مشتركة، فترى البعض ينبري بمقولة الإمام الخميني "الشيطان الأكبر"، وكأن علينا أن نعيش في حالة "حرب" مع أمريكا لأن الإمام الخميني قال ذلك. هل ننكر أن لنا مصالح معينة يجب علينا البحث عنها خارج "الفتاوى" الإيرانية؟ هل حقاً تهتم إيران بشيعة السعودية أو بالشيعة خارج إيران؟ وهل حقاً أن إيران تمثّل جميع الشيعة في العالم؟ السياسة الإيرانية هي للدفاع عن إيران، وإيران فقط، ولو أدىّ ذلك لحرق جميع الشيعة في السعودية، وهذا اتضح قبل سنوات حين همّت الحكومة الإيرانية بتسليم المعارضة الشيعة في إيران للحكومة السعودية، وهذا هو أيضاً سبب هروب المعارضة إلى سوريا، لندن وواشنطن حَفاظاً على استقلاليتها، حيث قامت الحكومة الإيرانية باستجواب العديد من قادة المعارضة الشيعية هناك. وحتى في الوقت الراهن، إيران لا تُعير لشيعة السعودية أي اهتمام سوى استلام الأخماس، وأيضاً عند حاجتهم لتحقيق مصالح "إيرانية" فتقوم باستغلال السذّج في أعمال لا تصب في مصلحة الشيعة لا من قريب ولا من بعيد. لماذا نكون نحن دائماً في خط الدفاع عن الآخرين؟ حتى عن الفلسطينيين؟
هل نكون نحن أكثر "فلسطينياً" من الفلسطينيين؟ لو تحدّثت مع شخص شيعي عن فلسطين، لقال لك بأنه يريد تحرير جميع أرض فلسطين، لا الجزء المحتل منها عام 1967 م، وكأنه صاحب الدار، حتى لو حاولت إقناعه بأن الفلسطينيين قد قبلوا بجزء من فلسطين، لا كُلّها. بل لاستنكر عليك أي نوع من التواصل مع إسرائيل
هل الشيعة هم من أضاع فلسطين؟ أم هم من كان يحكم الدول العربية في وقت ضياع فلسطين؟ أو كان له أي دور في ضياع فلسطين؟ الإجابة: كلا، إذاً لماذا كل هذا التضامن مع الفلسطينيين، حتى مع الطعن في الشيعة من قبل الفلسطينيين على مواقع النت وفي تصريحاتهم؛ تضامنهم مع صدّام ورفع صوره، إقامتهم مجلس عزاء لأولاد صدّام "عُدي وقُصي"، واستمرارهم في مباركة الأعمال الإرهابية في العراق التي ضحيتها من الشيعة في معظمها؟



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يومٍ غير بعيد
- لو كان الحريري شيعياً
- جفّت الأقلام ورُفِعت الصحف
- طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!
- لن أعتذر يا شيخنا ..
- مكاشفات في فكر صالح الفوزان
- يا شيخنا لو زرتنا ..
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون
- الشيعة والحكومة السعودية: من يحتاج لصك غفران من الآخر


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - بشر أم آلهة؟ الجزء 1/2