أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - رقية والطائفية














المزيد.....

رقية والطائفية


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في فترة العنف الطائفي واشتداد الاحتراب والاقتتال بين أبناء المجتمع الواحد وتوغل خلايا القاعدة في ثنايا المجتمع وبروز عدة عادات وطباع لا تمت بصلة الى أرض الواقع وكيف لا يستطيع عمر السير في شوارع بغداد ألا بعد تغيير أسمه الى عمار وعلي يحمل هوية أحوال مدنية مزورة تحمل أسم مصطفى والبعض الأخر تخلى عن زوجته لا لشيء ألا لكونها امرأة شيعية بعد زواج دام أكثر من خمسة عشر عام وجار قام بتهجير جاره دون ذنب أو جناية ولكن كونه من غير ملته وشاب راح ضحية غدر من مقربين له مقابل ثمن بخس لا لذنب ألا لكونه أبن عائلة تدين بمذهب أخر وآخرين وجدت جثثهم مقطعة الأوصال خلف مرتفع عند أطراف المدينة وغيرهم فضل مغادرة المدينة والهجرة الى خارج الوطن بعد أن وجد رسالة فيها أطلاقة وتهديد بالقتل أذا ما غادر قبيل الفجر وغير ذلك الكثير من الفتيات اللاتي رحن ضحية افتراس مخالب ذئاب الشهوة والاتجار بالنساء والكثير من المأسي التي لو أردنا وضعها بين أيدينا لكان علينا البكاء أيام وليال على ما حصل وجرى بنا على أيدينا وما أفتى به المفسدين ممن استباحوا حرمة المجتمع والدين بمفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان .
في ظل هذه الهجمة البربرية وعلو صوت الباطل بين قتل ونهب وتهجير وفساد هدد أركان المجتمع جلست الى نفسي أحدثها وأنا هذا الكائن الضعيف كيف لي أن أخطو ولو خطوة بسيطة في طريق مغاير لما يسلكه الآخرين لم يكن لدي سلاح أدافع به عن نفسي ولم أكن ضمن توليفة حزبية أو ميليشياوية فلقد كنت خالي الوفاض من كل ذلك وذات يوم وعندما كنت أسير أحدى شوارع بغداد كان الانتحاري قد فجر نفسه لتوه بالمارة وهم بين قتيل وجريح وسيارة الشرطة تلتهمها النيران وقفت أتأمل ذلك المشهد الدموي وكيف السبيل الى النيل منه وأنا فرد أعزل كانت هناك فتاة تجهش بالبكاء والخوف يخيم عليها لهول المصيبة وفظاعة المشهد تقربت إليها ومددت اليها يدي وأخذت أخفف وطأت ما بها وسألتها ما بك فأجابت بعد لحظات بعد أن أشارت الى مسرح الجريمة ما ذنب هؤلاء الأبرياء ساعدتها على الوقوف وسألتها عن حالتها فأجابت بأنها سليمة ولم يصبها شيء ثم أخذت بيديها الى حيث ما تريد بعد أن عرفت أنها تروم الرجوع الى أهلها في حي القاهرة أوصلتها الى هناك بعد عناء الطريق والازدحام الذي حصل بفعل الانفجار لم أجد بد من زيارتها مرة أخرى بعد أن تعرفت الى أهلها وتقديرهم الكبير لما فعلته مع أبنتهم في ذلك اليوم بعد أن عرفوا بأني شيعي وذلك ما زادهم استغرابا لما فعلت كون الأمور كانت تسير بمنطق الغاب والتناحر المذهبي في قمة عنفوانه الفكري والعقائدي والأخلاقي جمعت شجاعتي وقررت أن أخطو بما يخالف رأي الجميع في ذلك الوقت وطلبت يدها قبلت الفتاة الأ معارضة مؤقتة من والدتها التي سرعان ما أبصمت على طلبي وكان لي ما أردت من فعل في زمن الطائفية زواج سني شيعي وبعد سنة من ذلك الزواج جاءت رقية الى الوجود وهي ألان طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات ونيف هي السنوات التي تبعدنا عن تلك الأيام الخوالي التي زرع فيها الطغاة الفتنة في مجتمعنا ولكننا رغم كل ذلك زرعنا فيها بذرة لا زالت تنمو مع الزمن كشاهد على أصالة الروابط الأخوية بين العوائل العراقية سنية وشيعية كوردة ملونة في سندان بلدنا العزيز .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات في أذان المتظاهرين
- بيان
- كيفما يولى عليكم تكونوا
- قلب أسير
- كان كذب
- يمينا تراصف ... أنت شيوعي
- رسالة العمل النقابي
- أدب الصمت
- الخيال
- أزمة الانسان المثالي في حكومة الملالي
- لا قيم الركاع من ديرة عفج
- لكي يكون البرلمان بيت الشعب
- الفيتو المشترك بين أزمة النفاق العربي وأزدواجية الامم المتحد ...
- عندما يضيء الليل عتمة النهار
- الصوت وكاتم الصوت
- ساعة النيزك الخطوط العريضة للتأمر
- السلفية والربيع العربي
- المسالة والتربية والتعليم
- منطق الاستحمار في فهم ألية الاعمار
- سقوط صنم أخر من أصنام معبد الحكام العرب


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - رقية والطائفية