أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - السلفية والربيع العربي















المزيد.....

السلفية والربيع العربي


محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ أن بداء الإسلام بنشر مبادئه ورسالته بين الأمم والشعوب إلا وكان له من بين ثناياه من يحاول أن يثني المسيرة عن مسارها ويحرف بوصلة الرسالة إلى اتجاهات تتقاطع والنهج الإسلامي والمعتقدات الدينية التي تنأى بالإنسان عن السلوكيات المنحرفة والمخادعة والثعلبة والتحايل والابتزاز وانتهاك حقوق الآخرين فكان الذين في قلوبهم مرض والذين أسلموا ولم يؤمنوا يتحينون الفرص لشق صفوف المسلمين وزرع الفتنة بين الأنصار والمهاجرين وكانت الحركات الإسلامية تأخذ بعض المفاهيم بوحي الرسالة الإسلامية فيما تأخذ الحركات الأخرى نهجا يختلف في ألاستنباط والاستدلال وتنهج لنفسها طرقا متشددة في التعامل والتعصب في طرح أفكارها وتبني أساليب بعيدة عن الاعتدال والمنهجية والتوافق مع الآخرين والتعنت في المفاهيم والمثل الدينية واختزال التسامح والتراحم والمودة في أفق العلاقات الإنسانية في بوتقة العداء والبغضاء والكراهية فكان ديدنها التعالي على الأطر الحقيقية للإسلام والظهور بلباس الواعظين الخاشعين الهداة إلى الدين والداعين إلى مخافة رب العالمين متخذين في محراب عبادتهم تعاليم وفتاوى شيوخهم الذين أساءوا إلى الإسلام في جميع تعاملاتهم وتعاليمهم فجاءت كتبهم عبارة عن عقوق لأئمة المسلمين والأصحاب والعلماء والمفسرين فكفروا جميع المذاهب والطوائف الإسلامية التي تدعوا إلى التمسك بالرسالة والسنة النبوية فما جاء به أبن تيمية لا يتفق عليه عامة المسلمين إلا من أتبعه وهو جاهل بأمور دينه وما الحركة السلفية إلا دعوة لقتل الدين بأبنائه وهو ما سار عليه أبن عبد الوهاب ومناصريه الذي سار على خطى السلفية ونهل من ضرع علومها التكفيرية .
هؤلاء يطابقون الشر ويركبون العاصفة وينسجون خيوط عدائهم في ظلمه الليل لا يقبلون بوجود الآخرين في ميدان المنافسة ولا يمكن لأي كائن أن يطابق مبادئهم وأفكارهم فهم ليس بعلمانيين ولا إسلاميين ولا هم من أهل الدين والتقوى أو الذين يخشون الله في عبادة تراهم يماثلون اليهود في طباعهم وغاياتهم ويلبسون ثوب الإسلام بمظهرهم فهم بأوثق العلاقات مع المخابرات الغربية والسي أي أي وعلى اتصال وثيق مع الموساد ومنظمة أيباك الصهيونية وهناك تعاون استخباراتي بينهم يمتد لعشرات السنيين يستغلون ظلام الليل كالخفافيش للانتقام ممن كان ندهم ويركبون الموجة لتمرير غاياتهم .
عصف التغيير بالعالم العربي وتحرك الشباب موجات لإسقاط نظم مستبدة أسست عبر عقود من الزمن مستعمرات لاستعباد شعوبهم فكانت هناك ثورات متلاحقة حصلت في الدول العربية عرفت بالربيع العربي ورغم اختلاف النظم العربية نجد وجود تطابق في إلية خطوات تلك الثورات مما يدل على توافق برنامج العمل والخلفية التي يتحرك على أساسها محركي تلك الثورات والأجندة التي يتعاطى معها عناصر التحشيد والتواصل الاجتماعي التي تعد الخطوة الأكثر أهمية في برنامج بداية إشعال الانتفاضة واستمرار الزخم في تدفق الحشود البشرية ونزولها للشارع والساحات والتنديد بنظام الحكم ورفع الشعارات المناهضة للسلطة وذلك بالرغم من قلة أعداد المتظاهرين وتباعد أماكن التظاهر عن المدن الرئيسية نجد القنوات الإعلامية تهول الأحداث وتضخم من تغطيتها وبثها لأخبار التظاهرات وإعطائها بعدا أكبر من حجمها الحقيقي مما يعني بوجود أتفاق مبدئي بخصوص الخطوة الثانية في البرنامج المعد لإسقاط الأنظمة السياسية الذي تم أعداده بحرفية ومهنية عالية في دوائر أستخبارية محترفة تمتلك القدرة على التعاطي مع الأحداث السياسية وتغيير الخريطة السياسية عبر استخدام أجندة محلية وإقليمية وتحريك الأوضاع الداخلية واستغلال الاحتكار السياسي للسلطة ورغبة الشعوب بالتحرر من الأنظمة التسلطية ليتم بعد ذلك تدويل القضية ورسم مخطط اللعبة بين أنامل الساسة في أقبية المنظمات الدولية وتشكيل ضغط أممي وفرض عقوبات جماعية وحصار اقتصادي لزعزعة الوضع الداخلي وإرباك الجانب الاقتصادي في سبيل تأليب الرأي العام ضد الأنظمة السياسية وتفعيل دور التظاهرات وزيادة سقف المطالبات وتقليم أظافر السلطة في مواجهة المتظاهرين وهي الخطوة الثالثة المهمة في البرنامج الذي تم أعداده في كانفاس وهوت فورد في بلغراد من مروجي التظاهرات التي تقوم بالعمل على إسقاط الحكومات التي لا تتفق سياساتها مع السياسة الأمريكية وبعد ذلك يتم تنصب أنظمة ذات مرجعية أمريكية بينما يتم التنسيق مع بعض الوجوه المعارضة التي تشكل مجلس انتقالي يتولى مهمة ترتيب قيادة التظاهرات وتحشيد الرأي العالمي وهو ما يحدث ألان في بعض الدول العربية ومنها سورية حيث تعمل المخابرات الغربية على أعداد عمل المعارضين للحكومة السورية فكان عبد الحليم خدام وهو نائب الرئيس السوري السابق الذي غادر إلى فرنسا ليعمل على إسقاط النظام في سوريا وهو على صلة قرابة بالملك عبد الله وعائلة رفيق الحريري وبحسب المخبرات الأمريكية كان يتلقى الدعم المالي والسلاح من السعودية والأردن وهناك المعارض علي صدر الدين البيانوني وهو من جماعة الأخوان المسلمين هرب إلى الأردن ومنها إلى انكلترا كلاجئ سياسي وكذلك المعارض رفعت الأسد عم الرئيس بشار الأسد وقد طرد سابقا إلى فرنسا من قبل الرئيس حافظ الأسد والمعرض السوري فريد قادري وهو خبير مالي سافر إلى واشنطن وأنشأ هناك حزب النهضة السوري وله مكاتب في أمريكا وأوربا وأنشأ كذلك راديو سورية الحرة وهناك المعارض أنس ألعبده ويعيش ألان في انكلترا وله منصب رفيع في حركة النهضة والعدالة التي تأسست في لندن وهذه الحركة لها فروع في الكثير من بلدان الشرق الأوسط كذلك هناك رجال المعارضة الكردية وقسم من المعارضين الذين وصلوا إلى أنقرة بشكل سري للاجتماع بالرئيس السابق للمخابرات الأمريكية ووزير الدفاع الحالي ليون بانيتا .
ويمكن ملاحظة حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع السوري وقيام بعض الجماعات الإسلامية والسلفية بالتحرك المسلح تحت ظلال التظاهرات التي يقودها عملاء كانفاس في الداخل ودعم لوجستي من المخابرات الأمريكية في الخارج وتعمل هذه المجموعات المسلحة على زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى وضرب مؤوسسات الدولة وقتل رجال الأمن والشرطة عبر نصب الكمائن وشن الغارات المباغتة وقتل العديد من المواطنين ورمي جثثهم في الشوارع والطرقات وذلك لنشر الخوف والرعب بين أفراد المجتمع ولصق جرائمها بأجهزة الدولة الأمنية لإثارة الرأي العام ضد السلطة وتعمل معها بتناغم وتنسيق مباشر بعض القنوات الفضائية التي أخذت على عاتقها مهمة تضخيم الأحداث والتطبيل لشعارات المتظاهرين وإظهار محاولات السلطة الرامية إلى السيطرة على الوضع وحماية وحدة البلد بأنها إجراءات قمعية وتعسفية وتنكيل بالمواطنين وتأخذ بعض السفارات الغربية والعربية دورها في نشر الفوضى وإثارة الفتنة وتنفيذ أجندتها من خلال التعاون مع هذه المجموعات السلفية المسلحة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع المخابرات الغربية والسي إي أي وتمويلها بأرصدة مالية ضخمة وهو ما أكدته بعض الوثائق التي عثر عليها في سفارات بعض الدول الغربية في ليبيا ويأتي ذلك الدعم رغم الاختلاف في التوجهات والرؤى والأفكار بين تلك الحركات السلفية والعلمانية إلى رغبة الدول الغربية في استخدام تلك الجماعات السلفية لإثارة الفتنة وسفك الدماء وإيجاد مقاومة عنفيه ترافق التظاهر السلمي للتعجيل بإسقاط الأنظمة السياسية وقيام مواجهة مسلحة بين السلطة وتلك الجماعات والتنادي بعد ذلك بتدخل أجنبي لحماية المدنين من استهداف النظام والقمع غير المبرر .
وفي نظرة موجزة لما يحيط بعلاقات سوريا مع إسرائيل نجد تأزم مستوى تلك العلاقات بسبب احتلال إسرائيل لهضبة الجولان ومياه بحيرة طبرية وتنظر إسرائيل إلى سوريا باعتبارها تمثل مصدر الخطر الاستراتيجي الرئيسي المهدد لأمن إسرائيل وذلك لتوافر عدة أسباب منها قوة سوريا وتحالفها مع جمهورية إيران وكتائب حزب الله وتمسكها بمطلب استعادة كامل الأراضي السورية الممتدة من مرتفعات الجولان وحتى شاطئ بحيرة طبرية الأمر الذي يحتم على تل أبيب أن تسعى من أجل تعزيز موجة الفوضى والاضطرابات المتفشية في منطقة الشرق الأوسط والتركيز على دعم الاضطرابات التي تستهدف دمشق ذلك وصولاً إلى إضعاف قوتها وقدراتها الداخلية والخارجية بما يؤدي بدوره إلى تحويلها إلى عاصمة هشة وضعيفة لا يكون بمقدورها سوى القبول بمشروع السلام الإسرائيلي والذي بلا شك سوف تسعى إسرائيل إلى فرضه وفقاً لمبدأ السلام بالقوة الذي يفرضه الطرف القوي . وما تقوم به هذه الجماعات السلفية بأحداث الفوضى وإرباك الوضع الداخلي ونشر الخراب والدمار في سورية هو الدور الذي اضطلعت به هذه الحركة نيابة عن إسرائيل وتنفيذا لأجندة خارجية تعمل على تمزيق المجتمع السوري وقيام حرب أهلية بين جميع طوائفه وتقسيم سورية إلى أربعة مناطق في الغرب دولة علوية وفي حلب دولة سنية وفي دمشق دولة سنية أخرى وعلى الحدود الإسرائيلية دولة درزية وهو ما تعمل عليه حاليا الدول الغربية والولايات الأمريكية بالتعاون مع عملائها في كانفاس وهوت فورد وكذلك الحركات السلفية الملوثة أيديها بدماء الأبرياء من أبناء الشعوب العربية .



#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسالة والتربية والتعليم
- منطق الاستحمار في فهم ألية الاعمار
- سقوط صنم أخر من أصنام معبد الحكام العرب
- السعودية وفوبيا القطيف


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باني أل فالح - السلفية والربيع العربي