أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب الوطن














المزيد.....

القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب الوطن


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينت الحملات الإنتخابية للبرلمان السابع عشر بوضوح أحد الخصائص العامة للمجتمع الإردني، وأعني بها حب الظهور والشهرة والزعامة لمن استطاع اليها سبيلا، وهذا يتمثل أكثر ما يتمثل بالعدد الهائل لمرشحي القوائم الإنتخابية وعدد هذه القوائم، والذي لا يمكن تبريرة إلا بالقول بأن الغالبية العظمى من هؤلا المرشحين تعرف أنها ستخسر ومع ذلك تصر على الترشح، وان غاية المرشحين ليست سوى تعليق صورهم على الحيطان ورفعها على أعمدة الكهرباء.

من 61 قائمة عدد أعضائها الكلي 819، نجح 27 مرشحا معظمهم من قادة القوائم. قائمة واحدة حصلت على ثلاثة مقاعد، وثلاثة فقط حصلت كل منها على مقعدين، و 18 قائمة أخرى نجح رؤساؤها في الدخول إلى البرلمان. هذا يعني أن 22 قائمة ستكون ممثلة في البرلمان، و39 قائمة، تضم 797 مرشحا، غير ممثلة على الإطلاق. ولا شك أن أغلبية هؤلاء كانوا يتوقعون مثل هذه النتيجة، ومع ذلك رشحوا أنفسهم. الفائدة الوحيدة الممكنة التي سيجنيها هؤلاء هي أن صورهم ستصبح مألوفة للناس وسيكون لهم فرصة أكبر بقليل إذا رشحوا انفسهم في المرات القادمة.

لا شك أن بعض المرشحين لديهم تاريخ جيد في العمل السياسي وعندهم المقدرة على تمثيل الناس وخدمة البلاد، ولكن هناك مئات المرشحين ذوي المستوى المتوسط والمنخفض، الذين ليس لهم حظ، وهم يعرفون ذلك، فلماذا يخلقون هذه الزحمة التي تعيق الحركة، كما وصفها الملك الراحل الحسين، ولماذا يعطلون حظوظ القديرين ويحرمونهم من كثير من الأصوات التي يستحقونها؟ وأنا اتصور لو أن وظيفة رئيس الوزرا خاضعة للإنتخاب لتقدم آلاف الأردنيين ليملأوا هذا الموقع. هل لدى كل القوائم أو المرشحين برامج إنتخابية فريدة ومستقلة تمتاز عن برامج غيرهم وتستحق قوائم منفصلة؟

على مدى العقود السابقة لم يستطع أحد أن يجيب بوضوح على السؤال: لماذا يعزف الشعب الأردني عن الدخول في العمل الحزبي، ولماذا لم تتكون في البلاد أحزاب قوية مثل جبهة العمل الإسلامي، التي تجمعها مبادىء الأسلام السياسي؟ والجواب على ما أعتقد واضح، فالأفراد ذوي الطموح السياسي في المجتمع الأردني لا يؤمنون بالتعاون والتضحية ويفضلون، نتيجة حبهم المفرط للظهور والشهرة، أن يشكلوا أحزابا مستقلة "يفرطونها" لاحقا عندما يبلغون أهدافهم في الزعامة. كثيرون منهم من النوع الذي يهوى العمل السياسي في البلاد ولكن هدفه ليس مصلحة الوطن بل مصلحته ومستقبله السياسي، ولهذا السبب تجد أنه يميل إلى تكوين قائمة ليترأسها ويجمع حوله عددا من الأصدقا على أمل أن تربح القائمة كلها مقعدا في البرلمان يحتله هو، وهو مستعد أن يتحمل كل مصاريف القائمة في سبيل ذلك. فكل شخص في القائمة له أقارب ومعارف ويستطيع أن يقنعهم بالتصويت لها، وهذا يعني ان كل الأصوات تذهب أولا لرئيس القائمة. قلة من المرشحين مستعد للتضحية بمصلحته السياسية الشخصية لإنجاح حزب أوكتلة لها مبادىء مشتركة وثابته، فروح الفريق الضرورية لإنجاح أهداف، أو أيديولوجية، الحزب معدومة، وهذا السبب الرئيس لضعف الأحزاب في الأردن.

هل 61 قائمة تعني أن هناك في هذا البلد 61 أيديولوجية مستقلة، لكل منها مبادىء معينه وأهداف وطنية أو قومية خاصة؟ ترى هل يؤمن الشعب الأردني ب 61 أيدولوجية؟ هل هذا يثبت حقيقة أننا في الاردن لدينا 61 برنامج إنتخابي مستقل وكل برنامج يتميز عن الآخر ويستحق الدراسة والإهتمام؟

دعنا ننظر إلى ديمقراطيتين عريقتين في العالم: بريطانيا والولايات المتحدة. هناك حزبان رئيسيان في كل منهما، ويتداول هذان الحزبان السلطه منذ قرون ومعظم الناس النشيطون سياسيا -- على الأقل 95 بالمئة منهم -- يتبعون أحد هذين الحزبين أو الآخر، وينقسم الناس إلى قسمين رئيسيين: قسم مع هذا الحزب وقسم مع ذاك، ولا تجد أن حب الظهور الرخيص أو الزعامة الفارغة الناتجة عن الغرور تدفع بعض قادة هذه الأحزاب العظيمة أو أعضائها لينشقوا عن الحزب الأم ويشكلوا أحزابا هزيلة سرعان ما تختفي وتذروها الرياح، لأنهم يعرفون أن الناس لن يؤيدوهم. ولكننا نلاحظ مثل هذه الإنقسامات في كل الأحزاب والتكتلات في بلادنا، فتجد انشقاقات عديدة تنتهي بتشضي الأحزاب واندثارها، فكلٌ يريد أن يكون زعيما وهو غير مستعد أن يضحي بمصلحته الشخصية، حتى ولو مؤقتا، في سبيل مصلحة حزبه وبلاده، وهو مستعد أن يترك حزبه إذا وجد فرصة سياسية أفضل، فقادة الأحزاب ومعظم أعضائها لا يؤمنون بأحزابهم بل بمصالحهم الشخصية.

الإنتخابات في أمريكا وبقية دول العالم لها طعم ورائحة وتأثير، وتقرر مصير الشعوب. وعراقة الأحزاب هناك مصدر إلهام وفخر للمواطنين. وبعد الإنتخابات وعدّ الأصوات يقبل الجميع بالنتائج ويؤيدون الرابحين ولا يشككون في نجاحهم. أما الخاسرون فيشكلون معارضة محترمة تكمل الصورة الديمقراطية، ويبدأون بإصلاح أنفسهم ليربحوا الإنتخابات القادمة. وبذلك يدعمون إستقرار الدولة والبلاد ويحمون التقدم. أنظر إلى الهند مثلا، فحزب المؤتمر، الذي أسس عام 1885، وقاد النضال في سبيل الإستقلال بقيادة غاندي ونهرو وأبو الكلام آزاد، شكل معظم الحكومات في البلاد منذ الإستقلال عام 1947 وهو يمثل كل الهند ولا يتبنى أي دين أو قوميه.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب الوطن