أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات














المزيد.....

الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 01:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحدث الفلم المعادي للإسلام الذي أُنتج في الولايات المتحدة هزة عنيفة -- ولا أدري إذا كانت مقصوده -- في العالمين العربي والإسلامي، وخاصة في ما إصطلح الآن على تسميتها دول الربيع العربي حيث برز الإسلاميون كقيادات سياسية، ومن ضمنها سوريا، التي يدور فيها القتال الفعلي بين النظام والقوى الإسلامية. لا شك أن الهجمات على السفارات الامريكية، وبعض السفارات الغربية الأخرى، من قبل المحتجين المسلمين الغاضبين، غير المنضبطين، ومن ضمنهم حركات إسلاميه متشدده رفعت شعارات واضحة تؤيد منظمة القاعدة والهجوم على نيويورك في 2001 وتعظم أسامه بن لادن -- هذه الهجمات لن تشجع الغرب، ودول العالم بشكل عام، على الإستمرار في تأييد ثورات الشعوب العربية، لأن الغرب اكتشف أنه حتى الحكام الإسلاميين الجدد لا يستطيعون السيطره على شعوبهم التي إنتخبتهم، فالغرب بشكل عام لم ينسى تنظيم القاعدة وأعمالها ولا يزال يتلقى الضربات من طالبان في أفغانستان، ولذلك لن يستمر بالمخاطرة في تأييد حكومات إسلامية في المنطقة لأن ديمقراطيات كهذه لن تخدم مصالحه.

وتشير الدلائل إلى أن تأييد الدول الغربية الفاعلة في العالم لحكم الإسلاميين في دول الربيع العربي سيتراجع، رغم الحرص الذي أبدته حكومات الأسلاميين في مصر وتونس وليبيا على حماية السفارات وإعتذارها غير المحدود وغير المسبوق للحكومة الأمريكيه. ومن المحتمل أن تترك هذه الدول الغربية الإسلاميين يصفّون حساباتهم مع معارضيهم من القوميين واللبراليين والعلمانيين ومع الحركات الدينية المتطرفة، وإدامة الفوضى في هذه الدول. وبشكل عام يجب أن لا نتوقع ، ولن يكون من السهل، أن يحدث تطورا سريعا وهادئا في المجتمعات العربية. وهذه الفوضي لن تؤثر على الدول الغربية وبقية الدول العظمى، فهي لم ولن تأبة للمذابح في سوريا والعراق وللعنف في دول عربية أخرى، طالما أن نشاطات القاعدة والإسلاميين المتشددين مختصره على هذه الدول، فينابيع النفط في المنطقة العربية ستبقى مفتوحة نظرا لإستتباب الأمن في دول الخليج، وللوجود الأمريكي العسكري هناك. فمنطقة الخليج لن تشهد أي فوضى أوعدم إستقرار في المستقبل المنظور، فعوامل عدم الإستقرارغير متوفرة فيها، وأعني بذلك الفقر والبطاله المنتشره في الدول العربية الأخرى غير المستقره، أونشاطات القاعدة والمتطرفين الإسلاميين، الذين لا يستطيعون العيش والنمو إلا في مجتمع ينتشر فيه الفقر، والجهل، والبطالة تحت حكم ثيوقراطي.

وإذا صحت هذه التوقعات فسيخفف الغرب من تأييده للمعارضة السوريه، وخصوصا بعد الأنباء التي قالت بأن فرعي القاعدة في سوريا والعراق قد اتحدا في تنظيم واحد، وبهذا سيستفيد النظام السوري من هذا التغيير في موقف الغرب وستصبح المعارضة فريسة سهله للنظام وستُجبَرعلى الوصول إلى حل وسط يُبقى الأسد في الحكم ولو إلى حين، بالإتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا.

أما اليوتيوب المعادي للإسلام فهوعمل سيء بكل المقاييس ولن يُقنع أحدا حتى لو كان من أعداء المسلمين، فالتحامل واضح وغير عقلاني على الإطلاق، وقد نشر قبل شهرين ولكن لم يتنبه له إلا القلّة من الناس، ولو لم "يدبلج" لاحقا إلى العربية باللهجة المصرية لما انتبه العرب له على الإطلاق، فهناك مواقع لا حصر لها على الإنترنت تنتقد الإسلام والسيرة النبويه بشدة، وأحيانا بنفس طريقة الفلم الأمريكي ولا تحظى بأية شهرة. ويذكرني هذا بكتاب صدرت منه طبعة في بريطانيا باللغة الإنجليزية في الستينات عنوانه (The Turkish Art of Love) وجلبت انتباه المسلمين الآسيويين له كلمة (Turkish)، التي لها صلة بالمسلمين، فقرأوا محتوياته وبدأوا بالإحتجاج، ففي باكستان هاجم متظاهرون السفارة البريطانية وأحرقوها. ولكن في نفس الوقت تقريبا صدر كتاب آخر عنوانه (The Cradle of Erotica) وكان أسوا من الكتاب السابق، ولكن يظهر أن الشعوب الإسلامية لم تسمع به لأن العنوان يخلو من الإشارة إلى الإسلام أو الدين، ولم يحصل أي إحتجاج او مظاهره ضده.

وتقول الأنباء أن الحكومة الأردنية طلبت من شركة اليوتيوب "إزالة مقاطع الفلم المسىء للرسول الكريم" ولكن هذا، إن حصل، لن ينهي المشاكل إلا مؤقتا، لأن أي شخص أو مجموعة من الأشخاص تستطيع أن تنتج مثله وتضعه على اليوتيوب ويتناقله مئات الملايين من المشاركين في الفيسبوك.

ولكن هل من المنطقي أن يستمر العالم الإسلامي في التصرف بهذه الطريقه تجاه أي إهانة من هذا النوع؟ لا أظن أن هذا هو الحل او الطريقة لمعالجة مثل هذه الأمور، فالمواقع الألكترونية مليئة بهذا النوع من الإساءات مع أنها لسيت على شكل فيديو أو صور، ومنها مواقع يشرف عليها أفراد من أصول أسلامية. ومع أن هؤلاء يعيشون خارج العالم العربي أو الإسلامي إلا أن الثورة في عالم الإتصالات جعلت من الكرة الأرضية منطقة واحدة من الناحية الإعلامية، فما يراه الغرب نراه نحن والعكس صحيح. وكثير من هؤلاء المسيئين ينشرون هذه الأشياء لإغاظتنا لأنهم يعرفون كم هذه الأمور حساسة بالنسبة لنا. لقد أصبحنا مادة للتسلية بالنسبة لهم.

ويقال أن الذي أذيع هو جرء بسيط من فلم طوله ساعتين، ولكن آخر الأخبار في الصحف الأمريكية تلقي بضلال الشك على كل شيء يتعلق بهذا الفلم. وتقول صحيفة الكرستيان ساينس مونيتر الأمريكية أن من المحتمل أن هذا هو كل شيء وأنه لا يوجد أي فلم طويل. وتقول الصحيفة إن "الدبلجة العربية" تختلف كليا عن الحوار الأصلي، وأن الفيدو غير المدبلج مأخوذ من فلم ليس له علاقة بالدين، وان كل تصريحات الأشخاص الذين ظهروا على وسائل الإعلام وادعوا أنهم شاركوا في هذا الإنتاج ليس لها اساس من الصحة. فهل يعني هذا أن العرب والمسلمين سيسمحون لكل مسىء مجرد من الأخلاق أن يثيرهم ويستفزهم بهذه الطرق الرخيصة؟



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان
- الربيع العربي و-الفوضى الخلاقة-
- متى يتوقف الإسلاميون المتزمتون عن تدمير الآثار الإنسانية؟
- دول -الممانعة- تصعّد تهديداتها لإسرائيل
- الأردن والدولة الفلسطينية
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟
- خطاب بشار الأسد -- إهانة بالغه للشعب السوري
- حسن نصر الله لا يؤيد احتجاجات الجماهير في -دول الممانعة-
- القذافي وصدام حسين والثورة في التفكير العربي
- الشعب الليبي يثور على القذافي -- هل يتحقق الحلم؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات