أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - البوعزيزي الإرهابي في العراق !














المزيد.....

البوعزيزي الإرهابي في العراق !


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 00:12
المحور: كتابات ساخرة
    


لو قيّض الله للتونسي محمد البوعزيزي أن يعود للحياة في بلاده لاختار البقاء في سكنه الحالي في وادي برهوت باليمن ، لأنه هناك في البَرْزَخ يطمع برحمة الله برغم أنه مات منتحراً و" أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" ،بينما هو يائس تماماً من راشد الغنوشي وحزبه الإسلامي ،حتى وإن كان هو السبب في إيصالهم الى الحكم.

ولعل البوعزيزي أدرك بعد خراب البصرة ، أن الانتحار ليس هو الوسيلة الشرعية المقبولة ، للتعبير عن الغضب ، أوللاحتجاج على التهميش والإقصاء، أو حتى للفرار من المسؤولية بعد أن سدت بوجهه كل الأبواب، وما عاد هناك حل بالنسبة له الا بقتل نفسه المحرمة ، فقد عرف البوعزيزي هناك في وادي برهوت، بعد أن كشف عنه الغطاء ، حجم ورطته مع المسؤولين عنه في بيته الجديد!.

ماعلينا..
البوعزيزي هو الآن بين يدي الله ، بعد أن نقلت تونس بعد موته حرقاً الى حال لا تحسد عليها، وكثير من التونسيين يلومه لأنه السبب في حصول تغيير كانوا يتوقعنه ربيعاً طلع عليهم "طركاعة "، والمشكلة هي أن إخواننا في الموصل استنسخوا البوعزيزي بالأسود والأبيض ودون التفكير بمشاكل البرزخ وسؤال منكر ونكير وكل ماله صلة بملف القبر ، وبعد سنتين من " ربيع عربي " ملطخ بسخام الوجه ، يريد جر أذيال خيبته .. الى العراق!.

وإذا كان البوعزيزي التونسي، فعل مافعل دون تخطيط مسبق (ربما، فأنا أؤمن بقوة بنظرية المؤامرة)، فان تكرار عملية إشعال النار في إنسان خلقه الله في أحسن تقويم ليكون خليفته في الأرض ، وفي عراقٍ عرف تأثير العمليات الانتحارية وقتل النفس وتفجيرها(لتناول الغداء مع الرسول ص ) ، يعني :
- أن هذه الظاهرة المقززة ، لا تعدو كونها عمل ارهابي ، لا يختلف عن أي تفجير إنتحاري يشهده العراق مثله كل يوم، لتحقيق مكاسب سياسية ، فلا يُطاع الله من حيث يُعصى ...إن كنتم مؤمنين.
- ولغير المؤمنين، فهي ابتزاز سياسي من الجهة التي تؤيدها، وأنانية مفرطة من قبل منفذها " الضحية " الذي يعتقد أنه يحقق للمجتمع نتائج كبرى عن طريق التضحية بنفسه ، معبراً عن حبه الدفين لذاته، فهو انتحر وقتل نفسه، لأنه يحبها أكثر من أي شيء ، وأكثر من هذا الشعب المخدوع به وببطولته الزائفة ، مع ملاحظة أن تصوير فيلم عن الحرق احتجاجاً(عدا الحالات العفوية وهي في الغالب انتحار عادي) ، يشير الى أكثر ، الى دوافعه ، وأنه عمل دُبِّر بليلٍ بعد إقناع " البطل" بأنه سيتم إنقاذه بسرعة!..
وأتذكر في هذه العجالة الفيلسوف الراحل الامام محمد باقرالصدر وهو يعيدنا الى المربع الأول في كل هذا الصراع الذي نشهده في العراق وغيره من بلدان " السخام العربي " .

فالصدر يبرهن في "فلسفتنا" أن غريزة حب الذات ، هي أصل كل الغرائز ، حيث يعبر الانسان عن هذه الغريزة بحب اللذة والسعادة وبُغضِ الألم والشقاء، حتى مع تفجير الدوافع الذاتية في الطبقة المسحوقة ودفعها إلى انفجار ثوري،كالانتحار حرقاً... مثلاً.

نعم هناك من يستغل هذه الظاهرة البوعزيزية ،وقد برزت في عمليات سابقة تبنتها قبل البوعزيزي ، منظمات يسارية تثار حولها تساؤلات كثيرة.
وربما يجد الباحث الشكاك مثلي، والمؤمن مثلي بنظرية المؤامرة ، ضالته حول هذه الجهات ، في المسلسلُ التلفزيوني الإيراني الذي ظهر مطلع الثمانينيات واسمه " العندليب "، وبالفارسية " هزاردستان " ، أو في المسلسل المعاصر " وادي الذئاب " التركي "Kurtlar Vadisi" الذي نبهتني له كاتبة فرنسية مهتمة جداً بثور....ات الربيع العربي!.
وإذا كثر الفساد في أمتي فعليكم بسوء الظن...
إن سوء الظن من حسن الفطن..
أكاد أشكـ فى نفسي لاني أكاد أشك فيكـ وأنت مني!
والعاقل يفهم.
مسمار :
أبو العتاهية :
"لا تَذهَبَنّ في الأمورِ فَرَطَا؛
لا تَسألَنّ إنْ سألْتَ شَطَطَا
وكُنْ مِنَ النّاسِ جَميعاً وَسَطَا"



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّو شوقي وأنا !
- لستُ سُنِيَّا!
- أسود الرافدين!
- لستُ شيعياً... ؟!
- تعالوا نشمّ !
- ربيع سنّي في العراق!
- أولاد صبحة !
- فليسقط الوطن!
- ربيع الحمار !
- بصل عراقي !
- تي رَشْرَشْ تي رَشْرَشْ!
- البستوكة !
- صور الإمام علي !
- نعاج الشيعة!
- الغرقانة .. فيلم للكبار فقط !
- آلام السيد المسيح !
- شيش كباب كردي !
- ناعور السلطان !
- غيبوبة مام جلال !
- يالصوص العراق إتحدوا !


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - البوعزيزي الإرهابي في العراق !