أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - حول حركة التحرر العربي















المزيد.....

حول حركة التحرر العربي


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول حركة التحرر العربي

لم يعد الامر مقتصراً على بلد معين في منطقة الشرق الاوسط ، او المنطقة العربية ، لرؤية طبيعة الحراك السياسي واتجاهاته ،وان النظر الى بلد دون الاخر كمن لا يرى الغابة ،ويغرق في تعداد الشجر ، فالوضع المتفاقم في سوريا ياخذ هذه الايام ابعاداً جديد ، ترتبط في اعادة الحسابات للقوى الداعمة والمحركة لتلك الصراعات ، وفي الاردن تتفاعل اطراف الصراع ذاتها لتحدد منهج عمل مختلف ، وفي فلسطين تعود لمقولات المصالحة والمباعدة ، ويتاكد ان القرار مرة اخرى ، في مكان اخر ، والتفاعلات في العراق ، ولبنان ، والدور التركي والايراني في المنطقة وفي المرحلة الراهنة ، يدفعهم طموجهم وتحركهم قدراتهم ، ولا تغفل بلدان الخليج بالقيادة السعودية عما هو جار ، لكنه اخذ يبدو تحت السطح وجود تصدعات عبر طموحات قطرية تنازع على قيادة الخليج وربما ابعد من ذلك .
لقد اخذ يظهر واضحاً ،ان ( شعار الاسلام هو الحل ) الذي اطلق في السبعينيات ، ليس سوى مقدمة لانطلاق حركات الاسلام السياسي ، مدعومة من مجموعات البترودولار خاصة بعد الطفرة النفطية ، الناتجة عن حرب عام 1973 ، وهي الحرب التي اعلنت ان هناك امكانية لمواجهة اسرائيل عسكرياً ، ولو بانتصارات صغير ومعنوية ، تتراكم حتى يتحقق التوازن الاستراتيجي ، كان ذلك في ظل وجود الاتحاد السوفياتي ، ومعارك الحرب الباردة ، وتجلياتها في افغانستان وقبلها فيتنام ، وقد احدثت هذه الحرب تغيراً استراتجياً في الفكر السياسي والعسكري الاميركي وحلفائها ، فان كانت حرب حزيران قد ، اطلقت الاسلام السياسي كبديل وكحل بفعل الهزيمة ، ووجدت فيه دول القرار السياسي الدولي بالتحالف مع بلدان النفط التابعة ، مجالاً حيوياً لتحالف ، يحافظ على بقاء المنطقة وشعوبها مقيدة ومغيبة ، سواء بانظمة القمع اوالفكر الديني الغيبي ، فان حرب 73 احدثت هزة كان لا بد من ان تقرأ في دول القرار ، واستنفرت اميركا قواها ، ليقوم كيسنجر وزير خارجية ادارة نيكسون، بتطويع السادات ، عبر مقولة 99% من اوراق العمل لبد اميركا ، ليقوده ذلك الى الكنيست ، والى كامب ديفيد والى تحالف مع الاخوان في مواجهة اليسار في مصر حتى اوصلها هذا النهج الى ( مرسي ) !!

لقد حاولت حركة التحرر العربي ، بل وناضلت في سبيل تحرير المنطقة من دائرة النفوذ الاستعماري ، واتخذ عبد الناصر هذا شعارا له ، وظلت اسرائيل دائماً مخلب القط في ذلك الصراع ، منه تستمد حضورها ، وتوسع حدودها وجذورها ، وتحافظ على تحالفاتها ، المستندة الى قاعدة ، ابقاء المنطقة الحاضنة للطاقة وللموقع الاستراتيجي في الصراع الكوني ضمن دائرة النفوذ ، ولقد برزت محدودية الدور الاسرائيلي في حرب السويس ، التي ادت الى تعزيز دور حركة التحرر الوطني بالمقابل ، فقد تبين ان ذلك التحالف الامبريالي في جوهره ، يحتاج الى قاعدة فكرية ايديولوجية له ، عندها بدأت اميركا تعمل لانعاش الاسلام السياسي ، تحت عنوان الصحوة ، ودعت عبر المملكة السعودية الى انشاء المؤتمر الاسلامي ، وقبله الحلف الاسلامي الذي اعتبره وبحق جمال عبد الناصر ، حلفاً بديلاً لمؤامرة حلف بغداد معتمراً عمة اسلامية ، ورغم اسقاط ذلك الحلف بطاقة وقدرات حركة التحرر العربي ، التي وصلت الانهيار بعد حرب 67 ، وحضور نظام السادات الانفتاحي ، وتعزز دور البترودولار ، مما سمح بتوفير دعم مالي وسياسي للحراك الاسلامي ، كبديل لحركة التحرر ، وكونه ذا بعد في النهاية مضبوط الايقاع بالمال والاسناد ، وتم استخدامه بامتياز في افغانستان ، الا انه في انقلابه عبر ( القاعدة ) واحداث 11 ايلول ، اثبت ان الاعتماد على حركة الاسلام السياسي رغم ما يكتنفها من مخاطر، ممكن عبر الاهتمام بتعدده وضبط حدود حركته ، بجعله مقيد خيطه باحدى البدان التابعة والمضمونه، كما انه بفعل حالة التنوع والتعدد الذي يتضمنه يمكن التعامل معه بانتقائية وحسب المرحلة والمكان ، وهذا ما اعتمد بنجاح بالتعاون مع قطر والسعودية ، واحياناً بشكل مباشر ( مصر نموذج ) .
وحيث توفرت اركان عملية الاحتواء ، استوجب الانتقال الى حالة الانتهاء ، وتلك تتم عبر التقسيم والتبديد للفكر العروبي القومي ، باتجاه الطائفي والفئوي ، والغاء مفهوم من المحيط الى الخليج ، بدويلات على طريقة المحميات او ما كانت عليه الحال في سلطنات الخليج ايام الاستعمار البريطاني ، وتصبح المنطقة مقيدة بدولة عسكرية مركزية ( اسرائيل ) ،ودول حليفة ضامنة للاسلام السياسي ( الخليج ) ، وحيث ان لمجموعات الاسلام السياسي ، شعاراً قد يبدو مركزياً وهو اعادة احياء الخلافة ، فتلك مهمة تصبح داخلية ، ضمن صراع تدخله تركيا بقوة وتنازع فيه ايران ومصر والسعودية ، يضيع معها الزمن ويطول امد المهمة ، وتحقق عبره الهيمنة والهزيمة والتمزق ، بفضل هذا المفهموم العصبوي الكامن في مجموعات الاسلام السياسي ، المندفعة نحو رهاب قمعي ، يبدد الوطن ويقسم الامة ، وتتراجه عبره كل مستويات الحضارة ، التي كان من الممكن ان تكون المنطقة العربية عنوانا فيها ، وكاننا امام غزوة تتريه جديدة ، فسوريا مثال واضح حيث تتنقل مجموعات الاسلاموين اليها من الصومال وافغانستان والقوقاز وغيرها ، لتهدم متراس قائما ، لتقيم مقامه حطاما وويلات تحتاج الى عشرات السنين لاعادة بنائها ، فقد كان ممكناً الاستمرار بالنضال الشعبي والتضامن الدولي والعربي مع الشعب السوري ، حتى يخضع النظام بالتغير او التغير ، والحفاظ على البلد الذي هدم وشرد شعبه بالتضامن الاسلاموي.
بالتأكيد لا تتوفر كافة العناضر اللازمة لكي ينتصر الاسلام السياسي والمستندين اليه ، لمجرد ان التجرية السورية توفر مثالاً جيداً ، فقد توقف الكثيرون حتى الان منتظرين نجاح النظام في هزيمة ( جبهة النصرة الاسلامية )مثلا ، بما فيهم حركات وطنية بداءت من سورية الى واشنطن ، فليس هذا عندهم هو النموذج المطلوب ، وليس لدى قوى التحرر والديمقراطية العربية ترحيب بهذه الغايات ، مما بدأ يظهر في عدد من الدول العربية بوادر يقظة جدية عروبية وحتى اسلامية تدرك خطورة ما يجري محاولة ايجاد مخارج ومواجهة تلك الهجمة ، ظهرت في مصر والعراق والاردن ، وستظل مرة اخرى القضية الفلسطينية مقياس لمدى جدية الانظمة العربية في التغير لصالح الديمقراطية ،ام لمجرد الاجهاز على حركة التحرر والتقدم العربي وهذا توضحه حالة الحصار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ، وتنفذه اسرائيل واميركا ، وترهن الدول العربية قرارها في واشنطن ، فمن كان حريصاً على حرية سوريا ومصر وليبيا والعراق وتونس وديمقراطيتها ، كان من الافضل والانسب الابتداء بالواقع تحت الاحتلال باقرار 194 دولة بحقه في الاستقلال، وتوحيد الجهد لحريته ، وليس دعم حركات فاشية لتدمير ما بقي من اوطان عربية ، تحمل عبق التاريخ والضمير ، بدل ان تستثمر قطر ثروتها في تبديد البلدان العربية ، كان افضل ان تعطي نموذجاً في الديمقراطية عندها .
ان الواضح يبرز استحالة انتصار تلك العناصر التي تدثرت بشعار الربيع العربي ، وقد وصلت حد التناقض الداخلي ، حيث لم تستطع ان تستقر منتصرة ، وطالت الفترة ، وتوزعت الامكانيات ، وتسربت المعلومات ، فاخذت تبرز تعارضات سعودية قطرية ، اخوانية وسلفية ، بين دول وبين تنظيمات ،فتونس لا زالت تعاني وليبيا واقعيا منقسمة ومصر متفاعلة متعارضة مهددة!!وبالتالي فان فرص اقتناص الثورات التي اطلقتها شعوب تعشق الحرية والتطور، لا يمكن ان ترضخ لسرقت نضالاتها ، او اقامة انظمة كهنوتية ، وهي حقيقة تاريخية ثابته ،بحيث لا يمكن للماضي ان يصبح حاضرا ، ولا ان يستمر ويعود لانه غير واقعي، وغير موضوعي .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة التالية وليس اليوم التالي
- اليمين متعدد ومتناقض والدين وسيلته
- حتى ينتهي التامر
- المصالحة الفلسطينية والربيع الاسلامي
- لماذ يغيب دور حركة التحرر العربي ؟
- ماذا بعد قرار الاعتراف ؟
- ماذا عن سوريا الكبرى!؟
- قراءة للانتخابات المحلية الفلسطينية
- لمصلحة من اجهض الربيع العربي
- الامم المتحدة والخيارات الاخرى
- طريق الشعب بدل طريق اوسلو
- الراهن الفلسطيني والانتخابات المحلية
- الشرعية الثورية والشرعية الانتخابية
- عن اليسار والشيوعية والثورة
- رؤية لخطة طريق الثورة المضادة
- اليقظة العربية والصحوة الاسلامية
- حكاية اسد
- عن الختان وثقافة القهر
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - حول حركة التحرر العربي