أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليقظة العربية والصحوة الاسلامية















المزيد.....

اليقظة العربية والصحوة الاسلامية


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال سنوات المد القومي والوطني ، وفيما عرف مرحلة الناصرية ،كانت عقيدة تلك الحقبة ، مواجهة الاستعمار والرجعية العربية ،كسبيل لانجاز مهام الثورة الديمقراطية، وظل هذا الثنائي بما يملك من ادوات ونفوذ ومال ن خصما لقوى التحرر العربي بمختلف مسمياتها ، حارب الوحدة العربية ، قاتل الشيوعين ، منع حرية الراي والتعبير متحالفا مع القوى الدينية التي اوجدها ودربها ومولها ، لتوفر له بعدا عقيديا ، واستخدمها عسكريا في افغانستان ، واعجب بالتجربة فنقلها للعراق والى مناطق اخرى عديدة ، واصبحت يده الطولى على طريقة ( المطوعين ) في السعودية ، واستمرارا للتحالف مع الاستعمار ال ان ورثة اميركا كراس حربة لقوى اليمين العالمي ، ولقهر الديمقراطية في بلداها والعالم ، زودته بالسلاح المتطور والدعم اللوجستي المطلوب .
وكمثل كافة القوى اليمينية بالتاريخ ، لا يمكن ان يكون لها موقف موحد ، فانقسمت مثل ( الاميبا ) ، وبعضها غالى واشطط ، وبعضها هادن واستكان ، لكنها جميعا لم تخرج من الخدمة ، لانها لا تستطيع ات تستمر دون مال او سلاح ، او مكانة وصلت اليها زعامة ومسميات وقيادات طموحة لم تعد تسمح لها بالتراجع ، فكان ان وصلت جميعها الى حاجة كل الى الاخر ، واقتضت تطورات الاحداث ان يرتقي العمل بينها لانجازات، قد تصل الى اقامة امارات اسلامية ترضي غرور البعض ، وتمزق الدول ، وتضمن بقاء المنطقة تحت السيطرة الى عقود طويلة وان تكون لها اسقلالية بالراي والمال ، على ان تبقى عناوين في اجندة الممولين ،وان تكون مناطق استهلاك للشركات الفوق قومية وشعوب مرعوبة بالوصاية الدينية، منزوعة الفكر والعقل . رهينة محبسها الوهابي او الفكر الغيبي او التفسير الديني لقيادات نصف امية لا تعرف عن العلم الا ذاتها وكهنوتها المحمي بالرعب .
لقد حاول العثمانين بالتتريك الغاء الحضور العربي ، وكانت حسب مسمى ( جورج انطونيوس ) يقظة العرب ، الاداة الكفاحية لمواجهة هذا الالغاء وتحقيق نهوض عربي ساهم في تحقيق الاستقلال الذي لم تقبل به دول الاستعمار ، حرصا على بقاء المنطقة ضمن دائرة النفوذ الذي كان هو هدف الحرب الاستعماري لضواري راس المال للسيطرة على العالم ، وكما هيمنت اربعمائة عام تركيا على العرب تحت اسم الدين ، وجد المستعمرون الجدد هذا امر مريح يجب استخدامه ، وخاضوا التجربة في السعودية حيث حقق تحالف الوهابين مع السعودين بالدعم الاميركي البريطاني هيمنة على الجزيرة العربية ، وقضى على حكم ال رشيد ، وحكم الهاشمين ، وامن للمستعمرين استغلالا هادىء لنفط العرب ، الذي هو بدوره عزز بالدين سلطة ال سعود وال ثاني وال الصباح ، وغيرها من القبائل التي اقيمت لها دول واصبحت لها سطوة .
خلال مفاوضات الحلفاء مع تركيا المهزومة ، بعد الحرب العالمية الاولى ، ضمت بريطانيا الموصل للعراق ، واقتطعت فرنسا اقليم الاسكندرون لتركيا ، تماما كما وعدت بريطانيا اليهود بفلسطين ، ورسمت بريطانيا حدود امارة شرق الاردن ،وتعامل الحلفاء مع الوطن العربي حسب مقتضيات الحال والمصلحة الاستعمارية ، وقد حولوا محميات الخليج الى امارة حسب نفوذ القبائل في تلك المنطقة ، وهكذا استقر لهم الامر منفعة وهيمنة بالدين والسلاح والنفط .
واصلت اليقظة العربية نضالها ، واصبحت تواجه قوتين المستعمر والحكام الموالين له ، واتخذ شكل النضال انشطة لتنظيمات قومية وديمقراطية مختلفة وحسب طبيعة الامور ، واستعانت الانظمة بالتيارات الاسلامية لمواجهة هذه القوى تحت مسمى الصحوة الاسلامية ، صحوة من اي سبات ؟ ولماذا يعبرض الاسلام حركات التحرر المعادية للاستعمار ؟ فقد ظل الاسلام موجودا ولم يحارب ، فالاتراك حكموا باسم الاسلام ، والحلفاء حاربوا تركيا بالتحالف مع عناوين الاسلام شريف مكة ! الا اذا كانت تلك الصحوة ازاء القوى الديمقراطية التي حاربها الاسلام، حين راىء فيها خروجا على ولي الامر !!! وزوده بالمال والقدرات لتفريغ اعداد من ائمة السلاطين لتوفير مذاهب وعقائد سلفية تحارب الجديد وتكفره ، من مجموعات امية ، وثقافة لا تتعدى بعض قراءات في القران !! ولكن الامور لا تسير حسب الرغبة فقد خرج بعض منهم عن النطاقات التي حددت لهم ، من رشيد رضا الى حسن البنا الى جهيمان الى شكري مصطفى الى الظواهري وابن لان وغيرهم ،وحوصرت القوى الديمقراطية ، بالسجون والابعاد والبطش ، خاصة بعد هزيمة حزيران وغياب عبد الناصر ونشوء فراغ لقيادة ديمقراطية عربية تجمع وتلتف حولها مختلف التيارات ، ولم تستطع منظمة التحرير الفلسطينية ان تكون عنصر استقطاب لقوى الثورة مع انها في البدايات ظهر وكانها تاخذ هذا الدور ،لكنها بفعل الحاجة الى المال تم احتوائها ايضا،
ولعب التمزق بين سوريا والعراق البعثيين دورا سلبيا .
وجاء الانهيار السوفيتي،وفقدت حركات التحرر عموما ظهيرا ومرجعا وداعما ، ونشط البترودلار وتوسعت مجموعات الاسلام السياسي واصبحت تملك مستشفيات ومدارس وتقدم معونات ، وتطبع مئات الالاف من الكتب الدينية توزع مجانا من حيث هي مدعومة ماليا وخاصة من السعودية ، التي انتجت عشرات الدعاة الامين الاسلاموين ، واحيت الفكر السلفي ، وكثرة الفتاوى ، دون ان يقابلها فكرا او جبهة ديمقراطية على الصعيد العربي ،وانبهر العالم بالغياب السوفيتي وخروج امريكا تعلن رسميا ان القطب الوحيد ، وتمارس سياسة العولمة ،وكانها حسمت الصراع التاريخي بين الامل والياْس، وبين الديمرقراطية والامبريالية ، وبين المضطهدين والمطضهدين ،ومعها اعلن الاسلام السياسي الحليف الاستراتيجي الانتصار ، والانتقال الى مهمة اسلمة العالم كما توجهت اميركا الى امركة العالم وحسب رؤية رزفلت في الثلاثينيات من القرن الماضي ، وعلى ذات المنهج تم احتواء ثورة العرب الحديثة لنفض الهزيمة واعادة بناء الدولة المستقلة وارساء الديمقراطية طريق للتطور والتقدم والحداثة.
على هذا الشكل سارت الامور منذ الحرب العالمية الاولى في الوطن العربي ، وتقدم الاسلام السياسي الدعوم من الاستعمار العالمي ، وهو اداة لهذا الاستعمار ، فهو يملك فكرا غيبيا ويطالب بالخلافة ووحدة الامة الاسلامية ، وتغيب هنا برامج الودة العربية ، واستكمال الاستقلال واقامة الديمقراطية ، وهذا هو الانحراف المبرمج ،لاستبقى ملوك الطوائف في الخليج والحكم الوهابي في السعودية ، واستمرارا لهذا الطريق نشطت اطراف التحالف لاحتواء ثورة الشباب العربي ،ودعمت الاسلام السياسي للاستيلاء على السلطة دون اهتمام بالبرنامج السياسي اوالتحالف الديمقراطي مع القوى الفاعلة في البلد وخاصة قوى التغير الشبابية ، وتحاول اليوم اسقاط اخر المواقع في سوريا لصالح جماعات اسلاموية مختلفة قد تسير بالبلد الى التقسيم ، ويتحقق ما لم يكن ممكنا في عشرينيات القرن الماضي !!دون ان يظهر بالافق سبيل لحل سياسي سوى التقسيم للشام التي حاول فيصل الاول اقامة مملكته فيها مشمولة بجنوبها ( فلسطين ) فرفضت بريطانيا وتقاسمتها مع فرنسا منتدبة على فلسطين ودولة احتلال لشرق الاردن ، فسلمت فلسطين لاسرائيل واقامة دولة في شرق الاردن ، بمعنى تقسيم سوريا الطبيعية معقل العرب الاساس ومركز يقظتها القومية ،والان يعاد تقسيم سوريا مرة اخرى لتنتهي تلك المضامين التي تمثلها ، وتصبح اسرائيل دولة شقيقة قدم لحضور المعاصر سياسيا الملك عبدالله في قمة بيروت ، واليوم ايضا لا زال القراق قابلا للقسمة ، ودول الخليج بمجلسها التعاوني ، تصبح المركز العروبي بالقرار السياسي والسيطرة على الاسلام السياسي وحتى بديلا للجامعة العربية ، وان حفظت عليها شكلا فهي صاحبة القرار فيها .
ان هذا ما يراد تمريره والعهدة على كافة القوى الديمقراطية العربية للتحالف مع شباب الثورة لاستئناف مسيرة اليقظة العربية حتى الاسثقلال الكامل واسقاط المشاريع التصفوية الامريكية الاسلاموية .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية اسد
- عن الختان وثقافة القهر
- الكم والكيف في الثورات العربية
- الدولة الدينية بدعة
- اغتيال ابو عمار
- الاممية والقومية الروسية
- الاسلام السياسي الى اين ؟!
- حول الخلافة الاسلامية
- وجوه فلسطينية قلقة
- الديمقراطية هي الحل !!
- مصر ..اين السبيل ؟
- اليد الخفية في الثورة العربية
- نحو عولمة اسلامية
- شرق اوسط برعاية تركية
- على درب ايار
- الدين والثورة والواقع
- مسيحيو الشرق والمواطنة
- ماذا بعد اوسلو الان ؟
- الامن القومي العربي
- قراءة تاريخية لواقع معاصر


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حزبون - اليقظة العربية والصحوة الاسلامية