أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - الهوية الوطنية على مذبح الطائفية














المزيد.....

الهوية الوطنية على مذبح الطائفية


ياسر محمد أسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 20:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الغنى في الكثرة , وفي الندرة الفقر .
ليس فيما يخصّ الطبيعة فحسب , بل في المجتمع . من حيث التعدّد في إطار الوحدة . ويشمل ذلك التعدّد العرقي , والديني , والقومي , والطائفي , والمذهبي . بما يحققه ذلك من تعدّد ثقافي .
ليس من المُعيب , أو المحط من الشأن , الحديث , وحتى الدراسة والبحث , في تجاور هذه الاختلافات وتفاعلها , لأنها وقائع لا تقبل النكران أو الدحض . ويمثل السكوت والابتعاد عن تأكيدها , ورسم خريطتها , موقفا ً سلبيا ً من فكرة التجاور .
لقد أظهرت اللحظة السورية الراهنة , وعلى مدى السنتين المنصرمتين , أن الصدوع العمودية التي رسمت حدود التجاور كانت مخيفة في عمقها , بل وكانت مُخزية بما أظهرته من أن المفاجأة كانت سيّدة في الانتباه إلى التجاور . وكأنما البعض كان يحسبه غير موجود بسبب الاستقرار القسري لحدود التجاور خلال العقود الماضية , والذي قاد إلى التسليم بلا واقعيّة التمايز والاختلاف , وبأن ( عيشا ً مُشتركا ً ) و ( وحدة وطنيّة ) هما وصفان حقيقيان للحال السوري . مع أن الحقيقي هو تمكّن السلطة عبر العقود الماضية من ممارسة الطائفية السياسية عبر إدارة بارعة للمحاصصة في جميع الهيئات والمؤسسات , باستثناء الجيش , والأجهزة الأمنية على وجه الخصوص .
ليست الطائفية ظاهرة طارئة على المجتمع السوري , وإن كان فيها من طارئ فهو تحوّلها من ( فِطرة ) لا ترقى إلى مستوى الجرم , وتُشمل بمبدأ " عدم المسؤولية " إلى ( مصير ) يفيد الانتماء , وينطوي على البعدين , الإرادي , والقصدي . وهذا التحوّل ليس بسبب ممارسة طائفية للسلطة , بقدر ما هو نتيجة طبيعية , وتلقائية , لانتشار , وازدهار , فكرة الدولة الدينيّة , على هيئة جمهوريات , وإمارات , وخلافات , إسلاميّة . بما تنطوي عليه هذه الفكرة من استبعاد لكلّ ما يمسّ الواحديّة من تعدّد واختلاف . والخطير في أمر هذا التحوّل , لجهة ممارسته ( أرضا ً , وفضاء ً ) هو ما يمثله من نكوص إلى الهويات الصغرى , كحامية , ومنقذة , بديلا ً عن الهويات الكبرى " القومية " التي بدأت بالتلاشي , أو أنها تلاشت , أو تلك " الوطنية " التي بدأت بالتصدع والانهيار . ولعلّ الأخطر , في هذا المناخ من الشحن الطائفي المحموم , دون استثناء لجهة , أو إعفاء لمستوى , هو أن الدولة , بمعناها السياسي والقانوني , وبمعانيها الجغرافية ( طبيعية – بشرية – اقتصادية ) مهدّدة بالتصدّع والانهيار . وليس السلطة السياسية فحسب , كما يتوهم الغوغاء , وكما يرى فاقدو البصر . لأن انهيار الدولة يعني غياب كافة المقوّمات التي تحقق الأمان الفردي , وبالتالي يبدأ الفرد بالارتكاس إلى دوائر الحماية الضيّقة , ثمّ الأضيق , ثم الأكثر ضيقا ً , وهكذا حتى تغدو الهوية الوطنيّة في خبر كان .
والعمل الصادق على نبذ الطائفية , وقطع الطريق على استيطانها كخيار واع , وإرادة مُتحفّزة للتحقق , لا يكون بالشجب , أو الإدانة , أو الشتم , بل بالعمل الصادق على إقامة دولة مدنيّة , بما تعنيه المدنيّة من تداول سلمي وإنساني للسلطة , وبما تعنيه من عدالة اجتماعية , في إطار تشريع دستوري يتخذ من الانسان مصدرا ً , ووسيلة , وغاية .



#ياسر_محمد_أسكيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطيون العُزّل والمبادرة المصفّحة
- سوريا ( بين الراسخين في العلم والحالمين بالتقسيم )
- ثورة مخطوفة وديموقراطيون يهلّلون للاستبداد
- القراءة ( بين الزاد الأيديولوجي والاختبار الذاتي )
- هل يُصلح الإئتلاف ما أفسد المجلس
- العلمانيون السوريون ومعضلة التحالفات
- الوجوه المتحوّلة للحراك السوري
- عصيان المعنى وارتهان الكتابة الجديدة
- الدور الاجتماعي للأدب ومسلمة النقد الأيديولوجي
- الديموقراطية والعنف


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر محمد أسكيف - الهوية الوطنية على مذبح الطائفية