جامعة البصرة ومستقبل العلاقات مع جامعات العالم

ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الأيام القلائل الماضية عشنا أحداث مؤسفة ومرفوضة بدرت من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكتب الشهيد الصدر في البصرة تجاه سفرة لطلبة كلية الهندسة جامعة البصرة بالضرب وسرقة ممتلكاتهم الشخصية وإقامة الحد عليهم .
كان موقف المجتمع العراقي تجاه الحدث قد تبلور في موقفين وهما كالأتي
الأول : عبرت عنه منظمات المجتمع المدني من خلال مواقف اتحادات الطلبة والجمعيات الثقافية والفكرية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ( لابد من الإشارة إلى إن الكثير من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان العراقية لم تصدر بياناً لإدانة الإرهابيين مما يثير التساؤل عن أهدافها الحقيقية ) وبعض الأحزاب العلمانية والديمقراطية واليسارية, وهي في مجملها أدانت الفعل الإرهابي على طلبة الجامعة ونددت به . وهنا لا يفوتني أن أشير إلى الدور الايجابي الذي قامت به منظمات المجتمع المدني العراقية في الخارج وبعض الشخصيات المستقلة عندما تبنت مواقف ومطالب طلبة جامعة البصرة .
الثاني : عبرت عنه القوى الإسلامية والتي كانت في اغلبها صامتة تجاه الحدث وهي بذلك تعبر عن تضامن غير معلن مع جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ونجد هذه القوى قد تبلور موقفها بشكل واضح في إعلامها عندما مارست دور تكميم الأفواه من خلال قناة الفيحاء وفي برنامج فضاء الحرية الذي خلى من متنفس الحرية والتعبير عن الرأي الذي يدعيه المقيمين عليه, والملفت للنظر إن الأعلام الإسلامي في قناة الفيحاء لم يستضف أي من الطلبة المتضررين بل استضاف الإرهابي اسعد البصري احد مسئولي مكتب الشهيد الصدر في البصرة واختتمت المسرحية باستضافة محافظ البصرة الجديد الذي حل المشكلة بقانون العشائر والديوان والفصل .
بعد هذا وذاك كان لطلبة العراق مواقف مشابه لما سبق ذكره فقد انقسموا إلى رافض للإرهاب وصامت على الإرهاب والثاني هو انعكاس لسيطرة القوى الإسلامية على الجامعات وعلى الطلبة , فقد شاهدت بعيني عندما زرت العراق نوع اللافتات والصور التي علقت داخل الحرم الجامعي وارتباط هذا بأحداث جامعة البصرة يثير عدد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة من قبل المجتمع المدني
ما هي الصورة التي ستخرج بها الجامعات العراقية إلى جامعات العالم ونحن نبدأ مرحلة جديدة بعد سقوط الدكتاتورية وبدأ البناء والانفتاح على العالم ؟؟؟
ما هي البرامج التي تسعى الجامعات العراقية إلى تحقيقها بالتعاون مع جامعات العالم ؟؟؟
ما هي المحفزات التي ستقدمها الجامعات العراقية إلى جامعات العالم لكي تتبادل معها المنح الدراسية ؟؟؟
ما هو أسلوب الإدارة وما هي استقلالية الجامعات والأساس الذي ستعقد به الاتفاقيات مع جامعات العالم والمصداقية التي يجب أن تتحلى بها ؟؟؟
كيف ستثق بنا جامعات العالم وستأمن على طلبتها عندما ترسلهم إلى جامعات العراق خاصة وان جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصول وتجول في الحرم الجامعي وخارجه ؟؟؟
لماذا تقبل جامعات العالم طلبة عراقيين يتخذون مواقف تأييد لجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟؟؟
كيف سنقول إلى العالم إننا شعب لن يصدر الإرهاب الإسلامي مثلما فعلت السعودية وسوريا والأردن وأفغانستان والجزائر ؟؟؟

عزيزتي القارئة ... عزيزي القارئ إن قائمة الأسئلة تطول ولكني اختتمها بسؤال
إذا كان حملت العلم والمعرفة والمستقبل ( الطلبة ) يعاملون بهذه الطريقة الهمجية فأي دولة قانون سنخرج بها إلى العالم وندعوهم للمساهمة بنقل المعرفة إلى العراق والشروع بالبناء ؟؟؟

#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل