الشرقية ..... ماذا عن فساد الرأي

ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إستضافة الشرقية وعبر برنامج ( صحافة ) الكاتب والمحلل ( كما يدعي ) سعد العبيدي وحاوره مقدم البرنامج عادل السلوم . تحدث عن الانتخابات المقبلة وامكانية اجرائها , وفي سؤال عن الاحزاب التي ستدخل الانتخابات وهل دخولها من الباب ام من الشباك كما فعلت في السابق ودخلت الى مجلس الحكم ؟؟
اجاب المحلل والكاتب ( كما يدعي ) ولا اعلم لماذا لايذكر صفته العسكرية , اعتقد ان الدخول سيكون من الشباك لان الاحزاب التي دخلت مجلس الحكم اعتقدت في البداية ان لها تأييد جماهيري واسع ولكنها اكتشفت فيما بعد عكس ذلك مما يدفعها الى التحالف من اجل الفوز بمقاعد تضمن لها البقاء في السلطة , وهذا يعد دخول من الشباك وليس من الباب .
سيدي سعد العبيدي وانت الذي عشت فترة من حياتك خارج الوطن ( العراق ) , وانت الذي تدعي كونك كاتباًَ ومحللاًَ , لاافهم كيف تزعم ان التحالفات السياسية بين الاحزاب هي حالة دخول من الشباك علماًَ ان هذه التحالفات موجودة في الكثير من دول العالم واعطيك امثلة على ذلك ( المانيا , الهند ). ان التحالف حالة مشروعة ما دامت في وضح النهار وامام اعين الجميع , كما انها حالة صحية تعبر عن عقلية ديمقراطية تقبل بالاخر ضمن اتفاقيات مثبتة ومحددة المعالم ومطروحة لكل سائل .
ان العراق يمر بمرحلة جديدة بعد فترة تكميم الافواه وقمع الاراء مما خلق حالة جهل وعدم فهم للديمقراطية وتقبل الاخر والتحاور سلمياًَ , واللجوء الى التكفير لاظهار الاخر على خطاء , وابراز المصالح القومية على حساب المصالح العامة , والانتماء العشائري على حساب الانتماء الوطني , والانتماء الطائفي والديني على حساب الانتماء العراقي , واشكاليات اخرى توارثت من السياسة الصدامية المقيته التي خلفت نزاعات وخلافات ودماء وعدم ثقة لايمكن تجاهلها بسهولة , كما لاننسى التواجد البعثي والمستفيدين منه وحجم الدور التخريبي الذي يمكن ان يمارسوه نتيجة فقدانهم لامتيازاتهم الغير شرعية . كل هذا وذاك وامور اخرى تتعلق في ضيق الوقت المتاح للاحزاب الوطنية والتي حوربت وقمعت على مدى عقود في الوصول الى المواطنة و المواطن العراقي الذين فقدوا الثقة بالهياكل السياسية جراء سياسة حزب البعث الفاشستي , كل هذا وذاك ومن خلال التحالفات السياسية يدعو الى اعادت الثقة للجماهير باحزابها واضهار حالة التعايش السلمي بين الافكار المختلفة وامكانية تقبل الاخر واشاعة لغة الحوار بدل لغة العنف , والتاسيس لنظام دولة حقيقي يحفض حقوق الجميع , وفسح المجال للاحزاب في ان تثبت عراقيتها من خلال التصدي المشترك للقضايا العراقية بالتعاون ونكران الذات وحسن التدبير, والتاسيس الى قوانين حقوق الانسان استنادا الى المعاهدات الدولية وبيان حقوق الانسان العالمي .
سيدي سعد العبيدي ان الدخول من الشباك في حالة الانتخابات العامة وتحت اشراف الامم المتحدة له شكل واحد وهو التزوير والتلاعب بالنتائج , اما وان الانتخابات لم تحدث بعد فلا يحق لك ولا لغيرك من الكتاب والمحللين ( وهم كثيروا ) ان يعلن ان الاحزاب تدخل من الشباك لانها تحالفت في قائمة انتخابية , والكارثة الاكبر ان هذه القائمة لم ترى النور بعد .
وفي سؤال اخر عن الفساد الاداري وكون العراق يعد البلد الاول في العالم بالفساد الاداري .اجاب السيد العبيدي ان اسباب الفساد لها جذورها التي تمتد الى فترة حكم النظام السابق بعد بدأ الحرب العراقية الايرانية ونسبها الى محاولات بعض الظباط في حماية ابناء اقاربهم من الحرب باعادتهم الى الخطوط الخلفية , قاطعه مقدم البرنامج عادل السلوم بأن هذا ماض وانتهى ولكن ماذا عن الفاسدين ممن قدم من الخارج , وهو يشير الى من استلم بعض المناصب في الدولة ومارس فساد اداري دون ان يميز بين جهه واخرى , كانما يريد خلط الاوراق بتشويه صورة الجميع من خلال البعض , ناسياًَ ان هذا البعض هو غير منتخب وقسماًَ منهم تربى على يد النظام السابق واختلف معه وجاء عبر قوات الاحتلال , كما حاول تلطيخ الجميع بالفساد عندما ربط بين الفاسدين والانتخابات وافترض ان التزوير قادم عبر شراء الذمم بالمال مثلا فاجاب السيد العبيدي ان الاحتمال وارد بالمال والعكال والشروال والدشداشة .
سيدي العبيدي والفضائية الشرقية اراكم تمارسون الفساد بتضليل الرأي وتشويه الصورة من خلال خلط الاوراق واتهام الجميع بجريرة البعض وعدم التطرق الى انتخابات صدام المهزلية وتجنب الحديث عن الجوانب الاجابية للتحالفات السياسية فهل تريدون عودة البعث والارهاب والمقابر الجماعية والمثارم البشرية والاعتداء الجنسي على السجينات والابادة بالسلاح الكيمياوي والتهجير العرقي والتمييز القومي والديني الى الساحة لنكون بذلك قد دخلنا من الباب ؟؟؟؟ عجبي من اناس تسعى الى خراب البلد ومن اناس تتبع المخربين.

#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل