أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة صفوت - التنوير و عقلنة كراهية الشعوب بغاية القضاء عليها















المزيد.....



التنوير و عقلنة كراهية الشعوب بغاية القضاء عليها


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 
كيف لا يتجزع مفهوم العقلانية عن مفردة العقل؟ 
تحاول هذه المناقشة فيما تحاول مجادلة مفهوم العقلانية و العقلنة و التبرير فلكون كل من تلك المفردات-و ان اصدرت عن جزع لغوى واحد-تبدو قريبة من مفردة اومفهوم العقل. الا ان مفردة العقلانية  ما تنفك تتجزع Trunkate عن شجرة اصلية الى تفرعات لا تنتمى احيانا الى مفردة العقل. و بالمقابل قد تتصل مفردة التبرير بمفهوم العقلانية.  وكذا تتصل مفردة الذرائعية والبراجماتية اى النفعية بالتبرير ومن ثم بالعقلانية اجرائيا. و قياسا تغدو تجزعات شجرة مفهوم العقل و العقلانية حرية بان تتصل يتعريفات قد تختلف فى تنويعاتها. و يظهر ذلك التجزع فى الانجليزية حيث ان مفردة عقل بالانجليزية Brain or Intellect لا تتصل بمفردة عقلانية  Rationalismبصلة لغوية الا بقدر ما تنسب الى عمليات عقلية.
و تتصل تفريعات من الفكر النشوئى بالعقلانية الا اننى ازعم ان ذلك تدبير لا يرتكز على اساس منطقى على الاقل. فتصور ان النشوئية العقلانية-بمعنى انها تأتى من التعقل و تدبير الامور-تتصل بطافة الكائنات الحية العقلية او الذهنية لا تفسر لنا صلة الميكروبات التى تعيش داخل الانسان مما لا يملك الانسان الحياة بدون العقل. فالميكروبات طفيلية انانية و من ثم "عقلانية الا انها تبقى بلا عقل. انما الاحرى بالغريزة  و هذه ملاحظة هامة جدا.
فكيف سوغت عقلانية الرأسمالية مشاريعها التوسعية و تكريس شرط المراكمة  بالفائدة اكثر منها بالربح و اجتاحت العالم بقوة المال و مزيد منه متمأسسة فكريا و تنظيميا فوق حيوش العقلانيين بتنويعاتهم و كيف قد انطلت الرأسمالية و سردية اعراب الشتات بهذا الوصف على الافراد و المجاميع طويلا ليس فى العوالم العربية و انما فى الغرب نفسه؟
عقلانية الرقابة الديجتالية و تنميط العقل البشرى:
يروى جون بيلجر  John Pillagerالمحلل السياسى و الكاتب فى مجلة نيوستيتسمان الاسبوعية ما يشارف المزحة الا انها فى الواقع ليست سوى تعبير عن الكوميديا الفاجعة. و يقول جون بيلجر ان امريكان التقى بهم فى زياره له بامريكا ذكروا له كيف ان وفدا روسيا استضافوه ايام الحرب الباردة كان مندهشا لما شاهد وفد من انضباط الامريكان وهم يرددون وجهات نظر مشابهة. و لما سأل الروس مضيفيهم "كيف تملكون تحقيق ذلك و نحن نقيم معسكرات اعتقال و يتجسس الكى جى بى على الناس و يحرض الجيران على بعضهم و نقيم المذابح؟" فرد امريكى من المضيفين:
 "الامر فى غاية البساطة. عليك الا تترك للفرد سبيلا الى وجهة نظر مخالفة كما لا نترك له فضاء خارج السعى لتسديد فواتيره. و الفرد الامريكى مكبل بالديون من رهن عقاره الى سيارته و كل ما يملك".
ان الفرد الامريكي مرهون لمكان ما او مؤسسة ما او لجماعة ما او لمصرف و قد جعل بحيث  يفعل كل ما من شأنه-فيما خلى استخراج رخصة قيادة سيارته و دفع ضرائبه-التى تتفاقم تباعا على المفقرين لحساب الموسرين-يفعل الفرد كل ما من شانه ان تتركه الدولة و شأنه فيتركها و شأنها. و قد بات الامريكى على يقين من ان تلك هي وسيلته للتحرر من الدولة و يطلق على تلك الاحبولة الماثلة تحرير الفرد. و بالمقابل يقاوم الامريكان-الحمهوريون خصوصا-اي تدخل للدولة فى حياتهم حتى لو كان مشروع كفالة مثل مشروع هيلاري كلينتون فى ثمانينات القرن العشرين وصولا الى مشروع اوباما المتخاتل الذى يسلم ذقن الدولة لمصالح للصناعاتت الكيماوية و لعصابات كبارالمحامين. 
هذا وفيما تفرد عمليات تحوير الفرد الى مستهلك حتى الموت بالنتيجة فان تلك العمليات تتعين بالضرورة على عقلنه و تكرس العقلانية الطافحة فى نخاع  الفرد حتى لا يرى سوى مصلحته الملتبسة بالتزويق و التشويه و لو فى اخر قطعة من حلوى النعناع كما يقول اعلان متلفذ لتلك السلعة. Do you love someone enough to give them your last Polo?
 وحيث لا تعنى الرأسمالية بالفرد الا اذا كان مستهلكا و مبذرا لمال لا يملكه حتى الاملاق فانها تهتم وحسب بالفرد و المجاميع فى المجتمعات الغربية باخضاعهم للرقابة الديجيتالية و بجواسيس الفضاء على نحو غير مسبوق. و الفرد مراقب فى  كل ما يفعل الفرد او يترك و متلصص عليه الى ذلك بالكاميرات اليكترونية Close Circuit TV(CCTV) على الطريق وعند النواصى و فى مداخل وداخل الماحلات التجارية والمصارف والمراحيض العامة و كلما سحب الفرد مالا و كلما أستخدم بطاقة ائتمان او ابتاع بطاقة قطار او حافلة او طائرة و كلما ملأ بطاقة هاتف نقال او تحدث على هاتف نقال او جلس على مقهى او مطعم او ارتاد مسرحا او سينما او شاهد برنامجا تلفزيونيا او طلب كتابا او صرف روشتة دواء او حلل بوله او دمه او قص شعره, و يلاحق الفرد كلما دفع قيمة ملابس او بقاله الاسبوع أو ثمن بترول سيارته او نظافتها او تبرع لمؤسسة خيرية.
و يراقب الفرد كلما فعل او ترك شيئا: كلما عطس او اصيب بالامساك او الزكام فان رقما ينزل على حاسوب جهنمى بتفاصيل لا تخدم السوق والتسويق ومزيد منه و حسب وانما توضع تحت تصرف الامن و الدولة :الاخ الاكبر.و يحتم قانون باتريوت PATRIOT على كل مكتبة او جامعة او اى مؤسسة امريكية رسمية او مدنبة او شعبية تقيد قوائم و معلومات بتفصيل التفصيل حول كل من يتعامل معها باى صورة من الصور. يعنى قانون باتريوت توحيد و تقوية امريكا بواسطة توفير الوسائل المناسبة للتصدى للارهاب و صده Uniting and Strengthening America by Appropriate tools required to intercept and obstruct terrorism Act .  هذا و قد بدأتت تلك الكميرات توضع بين تلاميذ المدارس منذ سن السابعة. و يتحايل  اصحاب تلك البرامج بالقول بان الكاميرات توضع فقط فى المراحيض لمنع الاطفال من تخريب المراحيض. و يقول اخرون ان تلك الكاميرات وضعت خصيصا  لتهيئة الاطفال منذ سن صغيرة لفكرة انهم مراقبين.  
و لعل مفهوم "الاخ الاكبر فى وراية 1984 لجورج  اوريل" Orwellian Big Brother الذى كان قد علق فى رقبة الاتحاد السوفيتي كدالة على الستالينية و الستار الحديدي رجع فغدى معلق فى رقبة الرأسمالية نفسها وبخاصة ما بعد الصناعية-الامركة-الكوننة. ذلك ان الاخيرة لم يبقى لها ورقة توت تغطى بها عريها الماثل رغم و ربما بسبب ان فصائل من "الطبقات" الوسيطة النغلة هى التى كانت قد راحت تتعين على تيسير وراثة الرأسمالية ما بعد الصناعية العسرة من البرجوازية الصناعية. و تحاصر كل من تلك الجماعات النغلة و اسيادها المعولمين كل من عداهم  باصولية شروط عولمة وجودها و بقائها فى سلطة سمسارة. فكيف حاصرت تلك الجماعات و سادتها من عداها؟
كيف يتعالق العقل و المجتمع؟ وكيف بدأ عصر الشخصية او الانا المفرغة من العاطفة-اللا عاطفة-الانصباط فى الصف و الاستهلاك حتى الموت؟ وهل تعين اعراب الشتات على تكريس تنويعات من عقلانية بن جوريون و بولص الرسول؟ من الذى يتعين او ما هى الجهة التى تتعين على:
-تفريغ الوعاء المسمى شخصية من كل شئ؟
-توفير النماذج المنمطة للعالم الذاتى والخارجى. ويقولون هم انفسهم ان المسي نفسه كان قد نمط stereotyped حين صنف الفاريسيين فاسماهم الشريرين. و قياسا ينمط المسيحيون الغربيون من عداهم فبات المسلمون شريرين و اليهود شريرين و الكل شرير اللاهم.
؟-تصنيف الناس و الاشياء فوضعها فى خانة الحسنات و السيئات الخلقية او ميزات الرقى العرقى وسمات الانحطاط والقبح الجمال.
عقلانية تفريغ الشخصية من تلقائيتها نفيا للهوية:
تتعين عقلانية العولمة و كانت الرأسمالية قد تعينت باكرا -على تنمط الافراد بتفريغ ذواكرهم من كل مايخصهم بالضرورة و ما يدل عليهم بالنتيجة. وما تنفك النظريات النفسية و الاجتماعية ما بعد الحداثية تجأر-بعد ان ثابرت على الزعم بان ليس ثمة شئ اسمه المجتمع و ان ليس ثمة طبقات و ابلست الاخيرات فابقيت فى عداد اللامساسات-تجأر الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية-بان ليس ثمة ما يسمى بالشخصية و انما هناك وعاء يحمل معارف و خيارات و نماذج منمطة من المعلومات حول الذات و الاخرين. و ان تلك النماذج المنمطة  Stereo-Type للعالم الذاتى و الخارجى هى التى تخلق ما اسيمه التلقائية المعقلنة Rational spontaneity او التلقئية العقلانية  Spontaneous rationalityفى التعامل مع الناس و الاشياء فى العالم الخارجى على الخصوص. و تؤكد تلك النظريات على اهمية تكريس تلقائية معقلنة لدى الفرد المفرد. و الاخيرة شئ اخر غير العقلانية المفكر فيها كاسلوب حياة و تبصر بالامور لغاية معرفة محددة. ذلك ان التلقائية المعقلنة  تسهل الحياة. و لمفهوم التلقائية العولمى ذاك ابعاد خطيرة ليس اخطرها سلب الفرد تلقائيته الفطرية بغاية احلال تلقائية بنبغى ان تخضع للعقلنة بحبث تتقبل ما يلقى عليها بلا مجادلة. و يسهل بتلك التلقائية الايحاء و استلاب ارادة الفرد امام غواية السوق وكل ما يناسب مصالح اصحاب المال وصولا الى تدمير المجتمع و خلق العداوة بين الاجيال و نشر الاباحية بانواعها الخ.  
و من المهم قياسا التوقف عند التلقائية المعقلنة تلك بوصف انها ليست تلقائية فطرية و انما هى تلقائية برمجة العقل على التلقى بمناويل القبول و الرفض اللذان يشارفان الميكانيكية العقلية او اللا عاطفية. و كان ذلك التلقى اتصل باكرا باستدعاء تنويعة بعينها من مفهوم “العقلانية” ثم “العقلانية الحديثة". و اجادل ان العقلنة المفرغة من العاطفة لم تنفك ان باتت تنويع على البراجماتية و على مفهوم دارج للبيوريتانية-التطهرية بمعنى تنويع على التطرف- كان قد تحدر عن الحجاج و رفقاء سفرهم من الغرباء المهاجرين الى العالم الجديد و رجال الحدود Frontiers men -و هو مفهوم ادعى انه يصدر عن الفكر الاسبارطى لرسم الحدود و توسيعها و حراستها بالسلاح اكثر منها بالقوانين المرعية-الى و المغامرين و المكتشفين و المبشرين وصولا الى نظائرهم ما بعد الحداثية من الجيوش المخصخصة و قوات الحراسة المرتزقة مثل سانت لاين و لبلاك ووترز مما قد ناقش بعد.
و ازعم ان العقل الغربى و غير الغربى بالتماس كان قد درب على جعل قائمة بحسنات و سيئات و رقى و تدنى و رفعة وانحطاط و جمال و قبح ما يصادفه من الناس و الاشياء فيقرر العقل او النفس او الشخصية على اساس حاصل طرح الثانية من الاولى بمعنى ان الاسود مثلا هو تعبير عما هو ليس موجود لانه ليس ابيض او ليس ابيض. و العكس صحيح فالابيض موجود ملئ العين و السمع لان كل شئ يعبر عنه و يعود اليه فهو خير قياسا على الاسود الى يبفى-استدلالا او استقراءا-مغيب و شرير. و تبقى تلك الثنائية مطلقة لا تقبل المجادلة حتى اليوم رغم اوباما و كولين باول و كونداليسا رايس و غيرهم و ربما بسبب ذلك. و يقول بعض الناخبين حول رأيهم فى المرشحين الجمهوري و الديمقراطي ان الواحد منهم لا يتصور اوباما جاره و يرتاد نفس الحان. و لعل تلك الثنائية تفسر كيف  ان الامريكى لا يفهم و لا يرغب فى فهم شئ مثير للجدل معقد او مركب و انما كل ما يريده حلولا سهلة لانعقد المسائل. و كأن الامريكان تنويع على الاثنيين فى القرن الخامس و الرابع قبل الميلاد. فقد كان الاخيرون يرغبون عن جدل سقراط و ارسطو و يعرضون عن كل ما يدفعهم الى المبالاة  و كان الاثينيون كما ذكرنا فى مكان اخر محبطين و لا وقت لديهم للتعاطى مع القضايا بيسر ناهيك عن الاسترسال فى الجدل. و ربما كان الاثينيون حريون بان يكونوا أكثر ميلا الى الرواقيين و الصوفيين الكلاسيكيين. و لعل امريكا فى حربها على العراق و افغانستان-و قد راحت تجتاج باكستان و تنوى المثل بايران و السودان الخ-لعلها تشارف اثينا فى حربها المستطيلة مع اسبارتا.
المهم بالعود الى الثنائية المطلقة بين الابيض و الاسود تلك كقد كان بعض مفكرى حركة الاتحاد يقولون على عهد ماديسون ان لاصحاب العبيد فى الولايات الجنوبية اعتبار كل عبد بمثاية 3 اخماس رجل استرضاءا لاصحاب العبيد حتى يرفعوا اعدادهم فى الولايات الجنوبية. الا ان الولايات الشمالية احتجت قائلة كيف يكون العبد على اى نسبة بالرجل الابيض فهو ليس بشر و هو ليس عقار ايضا. و عليه فان كان عقار فان كل من يملك عقار يستحق ان يحسب عقاره لحساب الاعداد التى ياتى بها الى ووشنجتون عند تقدير اعتبارات الاتحاد فى 1787. و يلاحظ ان من شروط الاقتراع و الترشيح ان يكون الفرد رجلا ابيض يملك عقارا. 
و لعل ذلك قد يفسر كيف ان علاقة الفرد العقلانى بهذا الوصف بغيره من الناس و و الاشياء محصلة عملية ذهنية لا واعية عقلانيا و لا تقربها العاطفة من بين يديها و لا من خلفها. فاللا عقلانية و اللا عاطفية تملى على الفرد ما يفعل و ما يترك بلا تردد و كأنه الة او-و على غرار ما يدرب الجنود لقتال الخصوم مما يؤلف المفهوم المعقلن للعلمانية خصما على التلقائية و الفطرية.
  تشكل قدرات العقل و المجتمع:
ربما كان مفيدا البدئ بمحاولة تعريفات اجرائية لمزيد من اهم مفردات او مصطلحات العقلانية كالعقل-الدولة-المجتمع الخ. و تحاول الدراسة تناول بعض تلك المفردات-من اسفل-فى السياق التاريخى للمفاهيم المحورية  للدراسة. و لعل التعريفات المحافظة لبعض تلك المفردات قد تقيض الوصول الى نقيص او الى تنويع اقل محافظة عليها فيما يلى:
-لا يستخدم هذا البحث مفردة او مفهوم العقل العربى تحديدا بالتعريف التشريحى الجينى الذي يستخدمه به بعض المفكرين والمثقفين العرب من حيث ان العقل العربى محمول على القصور بطبيعته او مجعول للتخلف جينيا عن العقل الغربى او تشريحيا على طريقة ما يسمى النظرية العنصرية العلمية ٍScientific Racism او-و نظرية اليوجينية الامريكية American Eugenics[1].
و كان باروخ سبينوزا 1632-1677 يقول بان العقل قوة شاملة جامعة و ليست خصوصية ادمية. و يقول البعض ان العقل الفردى-اى كمياء الذهن اكثر منه المفهوم التشريحي للعقل او المكون العضوى للمخ بهذا الوصف- أن العقل الفردى كان عبر التاريخ البشرى قد اخذ يتشكل او تتألف مكوناته باساليب متغايرة و مختلفة من مجتمع الى اخر. فكمياء العقل الفردى تستجيب الى و تكون علاقات و وظائف تصدر عن المجتمع الذى ينتمى اليه الفرد. ذلك ان العقل الفردى بهذا الوصف مرآة او انطباعا لذلك المجتمع بالذات. ويبقى مثل ذلك الادعاء شئ و حقيقة ان العقل الانسانى لا يحقق قدراته كاملة و لا يشكل الحياة التى تخصه و تناسبه سوى عبر المجتمع شئ اخر.
و ازعم ان القدرات العقلية ليست ذهنية او فكرية مطلقة و انما هى بيولوجية صحية ايضا و بقدر ما يملك الفرد من مقومات الجسم السليم بالتغذية و العناية و الرعاية الصحية. و كنت قد شاركت كمشرف على ابحاث سوسيولوجية على سكان العاصمة السودانية المثلثة و بورت سودان عن  شركة مافيت لتخطيط مدينة الخرطوم و بورتسودان فى دراسة اثنوموغرافية أى دراسة السمات البدنية و الصحية لعينات من اطفال الاحياء الفقيرة فى السودان بجامعة روما. كما شاركت عن كلية التربية فى جامعة ادواردو موندلانى بموزانبيق مع وزارة الصحة الموزنبيقية فى دراسة على اطفال المدارس الابتدائية الى الثانوية المختلطة بين ابناء الموزنبيقيين البيض و الموزانبيقيين السود و الملونين على مدى عام كامل.
و كانت النتيجة فى الحالتين ان الاطفال المفقرين الذين يعيشون رهناء الاخياء المفقرة البعيدة يعجزون نسبيا عن التحصيل بصورة جيدة مقارنة مع أقرانهم من الاحياء الافضل اقتصاديا و اجتماعيا. وكان الاطفال الافقر الى ذلك اقل طولا و انحف بكثير من نظائرهم الموثرين و كان الاخيرون غالبا من البيض او-و الملونين انغال الاول. و قياسا كان الاطفال الموزنبيقيين البيض حريون بان يملكوا القدرة على التحصيل دراسيا بصورة افضل من نظائرهم السود. و كان بين السود اللذين ينتمون الى الطبقات الوسيطة او اللذين على حافة الاخيرة و يسكنون بالقرب من المدارس يملكون التحصيل بصورة افضل من السود المفقرين اللذين تبعد سكناهم عن المدارس. وابدى الاطفال الذين يسافرون مسافات طويلة الى المدرسة كل صباح على امعاء خاوية عدم قدرة على التركيز اثناء الدرس و لا يتعينون من ثم على تحصيل جيد و تقع درجاتهم فى اسفل قائمة النتائج الدراسية[2].
ولا توضع تلك الاعتبارات غالبا عند تصميم كل من اختبارات الذكاء ناهيك عن  المقررات المدرسية. و لا توضع فى الحساب عند منح الدرجات او-واصدار الاحكام على المفقرين و وصمهم بعدم القدرة العقلية او بضعفها وصولا حتى اليوم الى اتهامهم بالتخلف العقلى. و كان احد اساتذة علم النفس ممن عمل بافريقيا قال ان معدلات ذكاء الافارقة اقل من نظائرهم البيض و انهم يكتبون عند ركن ورقة الامتحان و بخط صغير لا يقرأ. و قد دمغ الاخير سكان قارة بكاملها بالغباء و بالتقتير فى استخدام ورق الكتابة بصورة مخلة. فما هى علاقة المجتمع الذى يعيش فيه القرد بقدرات الفرد العقلية و القدرة على التعلم فالتحصيل و الابداع؟
العقل والدولة و المجتمع:
يقول بعض المتخصصين فى دراسة المخ-اكثر منه دراسة العقل- ان الفرد ولد  بطاقم قيم و تتصل تلك القيم بالمحيط الذى يوجد فيه الفرد اى فرد من الخبرة الجمعية المنظمة كالحب ابتداءا من الحب الامومى الى الحب الرومانسى والموسيقى والفن. ومن وظائف المخ الحصول على المعرفة. و يحصل المخ على تلك المعرفة مثلما تحصل اوراق الشجر على لونها بضوء الشمس او عدمه. وبالمقابل فان العقل محصلة تلك القيم التى يولد بها الفرد و تأثيرحاصل جمع العقل الجمعى و الدولة بوصفها مصفاة عقلنة الافكار الجمعية فى شكل قوانين و براديجمات للسلطة و الفن و المسرح و الانسان المطلق مثلما فعلت البروجوازية الصناعية اكثر من غيرها على حد قول بارثيز Barthes [3].
و يقول بعض الفلاسفة ان العقل الجمعى مؤلف من مجموع عقول الافراد المكونين للمجتمع. و يقولون ان الدولة حرية بان تغدو حاصل جمع تلك العقول او قد تعبر عن العقل الجمعى انتقائيا بالنتيجة بمعنى طبقيا بالضرورة.
و بما ان العقل الجمعى مؤتمم اومذرر او  مجزأ نوويا او فى جزئيات نووية atomized   بين الافراد المكونين للمجتمع فان الدولة بوصف انها قد تؤلف او تسعى لان تؤلف او تدعى بانها تؤلف حاصل جمع تلك الجزئيات فان الدولة  تغدو او تدعى انها تمثلا  لكافة الجزئيات و بالتالى للمجتمع.  وقياسا اذا كان المجتمع وحدة شاملة جامعة تعبر بدورها عن نفسها  بصورة متنوعة عبر حياة الافراد المكونين للمجتمع فان  المجتمع حري بان يشتمل pervades العقول الفردية.
ولعله وارد -بمعنى اخر-القول بانه قد يكون حقيقيا و الامر كذلك انه ان يوجد الانسان فان الدولة تكون قد اوجدت نفسها و كانها تفعل ذلك بنفسها. على ان هذا المعنى الفلسفى الارسطى الهيجلى ربما اكثر منه الجدلى المادى التاريخى للدولة قد يصدر عن مفهوم مثل "ان الدولة ظاهرة طبيعية" او انها  تنامى-اى تطور ذاتى-او ثورة. او قد يصدر مفهوم الدولة عن ان الانسان اصلا لا يتحقق ضمنا بدون او خارج الدولة". ذلك ان "الدولة" حسب هذه الفلسفة "سابقة على الافراد". وهنا ينبغى التوقف عند مقولة قد تتبدى و كأنها كل الحقيقة فى حين انها بعض من الحقيقة المتصلة بكينونة الدولة بالنظر الى الافراد والمجتمع. ذلك ان الطروحات تختلف اختلافا عاليا و واسعا حول ما اذا كانت الدولة سابقة على الافراد. و بدون الدخول فى تفاصيل ايهما اسبق يحق  التنبه على طبيعة الدولة من حيث اى دولة تلك التى يتم الحديث عنها؟
فالماركسية تقول بان الدولة لا تنشأ الا اذا تعين للافراد المؤلفين لجماعة ما ان ينفرزوا بين مالكين و غير مالكين. فما ان تنشأ الملكية الخاصة-او الجماعية التى تدعى او تملك الوكالة عن المجتمع فى تقسيم الثروة مما يناط بفئة اجتماعية اقتصادية ممتازة من بين جماعات محتمعية فان فكرة الدولة بوصفها منظمة لعلاقات الملكية ومن ثم  علاقات الانتاج تبدأ بالنشوء. و تقول الماركسية ان زوال الدولة-كونها تعبير عن و تكريس لمصالح طبقة خصما على طبقة اخرى-يبشر بالاشتراكية كمرحلة متقدمة على البرجوازية الصناعية و من شأنها التمهيد للاشتراكية وصولا  الى الشيوعية( افتراضا).
ومن المفيد تذكر انه حين كادت الدولة البرجوازية الصناعية الايطالية توشك على الافول لحساب الطبقة العاملة الايطالية لم تلبث اوربا ان هبت عن بكرة ابيها لاعادة انتاج دولة رأس المال خصما على البروليتاريا و سجن ثم نفى جرامشى-وقد بشر بذلك الفجر الذى لم يقيض له الانبلاج بصورة ساطعة-الى الاتحاد السوفيتى. و قياسا يقول المفهوم الفلسفى المحض-الذى لنا ان نأخذ به او لا نأخذ به-ان الدولة تخلق صلة و تعلقا لدى الفرد تغدو اقوى من صله الفرد او تعلقه-اللاواعى او الواعى-باسرته. فذلك التعلق خليق بان يبدو او يغدو اقوى و ابعد من صلة الفرد و تعلقه بالاسرة  او الشراكة الجمعية . ذلك ان ليس ثمة سلطة اخرى تعلو على سلطة الدولة على الفرد. و كأن ذلك التعريف يلغى تاريخ الغرب السابق على الرأسمالية بكامله الغاءا. 
هذا و قد بات هذا المفهوم بائرا ما ان بترت علاقة الفرد بالدولة فلم يعد للفرد صلة بالدولة الا ما خلا دفع ضرائبه و قد راح الفرد يفعل كل ما فى وسعه حتى تتركه الدولة و شأنه مثلما فى الولايات المتحدة وبريطانيا حيثما قلصت الرساميل المالية ما بعد الصناعية فضاءات الدولة و حركتها و سيادتها. و لم تعد تلك الرساميل تترك للدولة التدخل لمصلحة اى جهه سوى مصلحة الرساميل عابرة الحدود و توفير شرط حركة المال و المراكمة الرأسمالية ما بعد الصناعية. و كانت "شرطييات رأس المال المذكور فرض ما سمي ب"الطبيع"  Liberalisation و معناه رفع كافة القوانين المقيدة  لحرك المال و توفير الامتيازات للرساميل الاجنبية او ما يسمى بالاستثمارات الخارجية خصما على رأس المال الوطنى و رفع الدعم على السلع و الخدمات العامة و تقييد حركة ماعداه و كسر ظهر الحركات المطلبية الخ. و قد اطلق على التطبيع بعد ان انكسر السر صفة التحديث Modernisation و مفاده كل ما ذكر اعلاه زيادة على توفير العمال بغاية تخفيض سعر تكلفة السلعة.
و لم ينفك دور الدولة ان بات حماية اصحاب المال من مغبة مغامرتهم المدمرة للاقتصاد غالبا. و نرى ذلك فيما نرى فى كيف تضمن الدولة-البنك المركزى الوطنى-المصارف المشرفة على الافلاس نهاية صيف الى خريف 2007 جراء ما يسمى بازمة سوق الائتمان العقارى. و اذا لم تفعل الدولة ذلك -كما اتهمت دولة ايسلاندا بانها دولة ارهابية.  فكيف باتت الدولة خادمة بعد أن كانت ملهمة ومصدر كينونة الفرد و المجاميع المؤلفة للدولة فى علاقة جدلية مبدعة-مبنى للمجهول-بتلك الكلانية Totality  الاجتماعية. فهل تبقى الدولة-اكثر ابداعا من أى فرد و أى جماعة مكونة لها؟ و من الذى ورث مكان الدولة فراح يدعى ابداعات من عداه؟ من الذى تعين على نفى تلك الابداعات خارج الزمان و المكان واوقع باصحابها الاصليين غالبا عقوبة تشارف الحكم بالاعدام المدنى؟  
 الدولة و نفعية الاولبجالاكبات الصفووبة:
ازعم ان الدولة تستقطب-نيابة عن الطبقات الحاكمة-الابداعات الفردية و بخاصة الشعبية حتى تبقى الدولة على قدرتها التى هى تعبير عن وحاصل جمع القدرات المجتمعية فى الزمكان. و اجادل ثساشا أن الدولة كانت حرية بان تتعين على احتكار فتدعى الحق فى ان تنسب الى نفسها و تستعير انتقائيا بالطبع و تستغل لصالحها كل ابداع فردى او شعبى و تدعيه و تفيد منه انتقائيا بالطبع و تضيف به عقلانيا الى قدراتها الابداعية لحساب جماعات بعنها و خصما على جماعات اخرى فى المقياس المدرج. وكان الافراد و الجماعات-المؤلفة للدولة او تلك الكيانات التى باتت تفوق الدولة و تتجاوزها مثل الشركات عابرة الجنسيات قد تعنيت على السيطرة على الابداعات الفردية و الجميعة و احتكارها-أو-و تحريم تلك الابداعات على اصحابها. فقد تعين المحافظون الجدد و الليبراليون الجدد و تنويعات من الاسلام السياسى مثلا على انتحال و ادعاء ابداعات الناس التنظيمية و ملامح من ابداعاتهم الفكرية ثم لم ينفكوا ان حرموها عقلانيا على اصحابها مثلما تفعل الشركات عابرة  الجنسيات بالحكمة الشعبية من الفنون و الطب البلدى و البذور و غيره مما راكم معرفته مجاميع الناس العاديين فى كل مكان على مر الاف السنين.
وتقول تقارير حديثة ان الافارقة فقدوا كغيرهم من معظم سكان العوالم الثالثة و الرابعة و العصر حجرية  خبرتهم الشعبية جراء العون الغذائى و التصحر و النزوح العنيف و الايدز فلم يعد الفولكلور ينتقل من اب الى ابن و من ام الى ابنة و لم يعد الصغار يعرفون ما يفعلون لعضة الثعبان او لثغة العقرب و لا نوع النبات الذى ينبت فى الصيف او فى الربيع و لا كيف يقلبون التربة دون ان يفسدوا الحياة التى بالارض. و هكذا ترك الافريقيون بلا حكمة شعبية تعصمهم مما كان قد عصم ابائهم و اسلافهم على مر الاف السنين. و تعود الشركات عابرة الجنيسات فتحرم ما بقى للشعوب من الفنون الشعبية و البذور المعدة بخبرة تلك الشعوب الخ و تبيعها لهم مغلفة معلبة باسعار باهظة. و تتعين تلك الكيانات الفائقة على الدولة و على المجاميع المحكومة على شراء ابداعات اخرى لتدمرها عقلانيا ايضا و ذلك لاستباق استخدام مخترعيها لها فلا يقيض لهم شرط نضوج الوعى وصولا الى النشوء صاعدين تنظيما و فكريا الى تنويعة اعلى على انفسهم. ذلك ان مثل تلك الاختراعات قد تعبر عن نفسها يوصفها زائدة عن حاجة المراكمة الرأسمالية عقلانيا لان من شأنها ان تتناقض و شرط المراكمة الرأسمالية و العكس صحيح. فكل ما يتناقض و شرط المراكمة الرأسمالية زائد عن حاجة الاخيرة عقلانيا كما يتناقض كل ما هو زائد عن حاجة المراكمة الرأسمالية و مصالح الاوليجاركيات البيضاء خاصة.    
و قياسا و حتى يتسنى للدولة او من بمقام الدولة من الصفوات الاوليجاريكية مرة او-و من الدول المانحة هذا الحصاد الفردى والجمعى من الابداع فانه يتعين عليها ان تبقى و تحافظ  على شروط القدرة المبدعة فى و المبدعة بما حولها مما ينتجه الافراد والجماعات من داخل شرائح الدولة نفسها و من دونها و من خارجها. و قد تتعين الدولة او من يقوم مقامها من الاورليجاكريات المذكورة على ارساء تقاليد تربوية تحرم على العامة الخلق  الابداع وتنمنعه او-و تصارد الدولة والاوبيجاركيات الابداعات الفردية و الجمعية. فليس واردا ان يترك للناس هامشا للابداع حتى لا يستقوون بابداعاتهم على الدولة و الاوليجاركيات. 
عقلانية ألاخذ عن المبدعين و مصادرة الابداع الشعبي:
لعله من المفيد تذكر انه رغم تحكم الدولة و الاوليجاريكيات فى الابداع و من يبدع و من تصادر امكاناته الابداعية بالتضور و الترويع و نفى شرط الابداع اصلا بين من لا تستحب الدولة و الاوليجاركيات الا ان الدول و الاوليجاركيات تبقى مع ذلك و تحافظ على تجدد و تنوع شرط الابداع الفردى و الجمعى حتى تأخذ عن الاخير. فالابداع الفردى و الجمعى يوفر للدولة او من بمقام الدولة كالصفوات الاوليجاريكية ان تعيد انتاج نفسها بتلك القدرات الجماعيه و الفردية. و من المفيد ملاحظة كيف ما تنفك الدولة ان تدعى تلك الابداعات انتقائيا و عقلانيا بالطبع خصما على المبدعين من الشرائح الدنيا و على حكمتهم الشعبية مما كانوا قد راكموا على مر الاف السنين. و تدرك  الطبقات الحاكمة ان قدرات الشعوب الابداعية محصلة الحركات الشعبية التى تشعلها الشعوب فى مناويل دورية مما لا يكاد يقيض له النجاح.
ولا تصادر الطبقات الحاكمة تلك الحركات عقلانيا للحفاظ على مصالحها و مكانتها و امتيازاتها هى وحسب و انما لان الطبقات الحاكمة كانت و بقيت تدرك على مر التاريخ أن الحركات و الثورات الشعبية قمينة بان تخلق شرط نضوج ابداعات شعبية اكبر واوسع. و قياسا فلا ينبغى ان  يقيض للحركات الشعبية النجاح فلا تجتاح كل شئ فى طريقها ابدا.
و يلاحظ ان الدولة تعود احيانا فتقتسم اقتدارها الذى تكون قد ادعته بكامل الابداعات الشعبية والفردية مع بعض الافراد ممن يكونون شرائحها و تشكيلاتها و بعض اعضاء الدوائر الخارجية لدائرة السلطة الداخلية الضيقة. فقدره الدولة على تقاسم الابداع مع الشرائح المذكورة-من نصراءها و حلفائها و الاوليجاريكيات المنتفعة بها-تعود فتاخذ بدورها عن هؤلاء الافراد والشرائح و التشكيلات مما يغنى و يضاعف من قوة الدولة-و من يقوم مقامها بصورة غير معلنة من الاوليجاركيات-مما يقيض علو الاخيرة  على غيرها من الافراد والجماعات بالنتيجة. و كانت الصفوات الاوليجاركية قد تعينت على مر التاريخ على استلاب تلك المجاميع كرها فيها و تربصا بها.
و يلاحظ الناس على مر التاريخ ان الصفووات الاوليجاركية كانت قد اسقطت على العامة والدهماء صفة القصور عن الابداع. بل ازعم ان الاوليجاركية من شأنها ان تصادر امكانات وشرط ابداع غير اعضاءها او-و تدعي ابداعات من عداها ما ان تظهر مواهب ابداعية بين افراد او مجاميع الناس العاديين. و اجادل ان توفير شرط ابداعات الناس العاديين كان حريا من وجهة نظر الصفوات الاوليجاركية ان يكشف المستور و المسكوت عنه دائما. و بالمقابل تقيض مصادرة ابداعات كل من عدى الصفوات الاوليجاريكية نكريس قصور تلك التراكمات العددية فهى قاصرة بل معوقة ذهنيا فزائدة عن الحاجة. فقد بقى اوليجاريكيو البندقية مثلا  يكرسون احبولة ان "الرب يختار من يخلع عليه رحمته و رضاه عشوائيا و من ثم فان من لا يستحق فجزاه النقمة و عدم رضى الرب". فالرب يخسف بغير المبدع اسفل سافلين. و قد اخذت البروتستانتية-التى هى نتاج البندقية-و تنويعاتها المعاصرة-بتلك الاحابيل و كرستها بدورها حتى اليوم.
و تتعين الدولة بالضرورة على تحييد كل ما من شأنه ان ينال من الطبيعة التى قررتها لنفسها او الاحرى قررها اصحاب المصالح المعبر عنها فى تلك الدولة و بخاصة الصفوات الاوليجاركية. هذا و قد بقيت الدولة-و الصفوات الاوليجاركية-تأخذ عن معارضيها ولو لمحض استباق نضوج وعى المعارضة او القضاء على زعاماتها- و تنسب ابداعاتهم لشرائح السلطة القائمة-للدولة-اى لخصوم تلك المعارضة سواء كانت فردية او شعبية. و الى ذلك فقد كان الملوك و الامراء و الصفوات الاوليجاريكية تستقطب خصومها-عقلانيا او-و تستميل من ينتقدونها على مر التاريخ او-و تقضى عليهم بالاعدام المدنى او البدنى كما يلا حظ الناس فى كل مكان و زمان.
ومع ذلك وربما بسببه تبقى الدولة-من تلك الجماعات المعارضة من الشعوب المحكومة و بها –تبقى الدولة بهذا الوصف تعبير عن عملية فهى ليست موجودا مسمطا ناجزا. اى ان الدولة هى عملية  process   فى متصل   continuum رائح غاد بين كينونتها هى-بغض النظر عن طبيعة هذه الكينونة -و بين الافراد والجماعات المؤلفة و الخاضعة و المعارضة او المقاومة لها. و كأن الدولة كما ذكرنا شارطة بهذا الوصف لحياة الانسان. ذلك ان حياة الانسان وفقا لمقولة ما لا تتأتى  و لا تكون ماهى عليه و لا تحقق حياة الفرد سوى من خلال و حياة الدولة نفسها او من يقوم مقام الدولة او يؤدى دورها من ثم.
على انه من المفيد فورا تذكر ان معظم الحقائق المذكورة اعلاه بشأن الدولة و المجتمع و الصفوات الاوليجاركية وغيرها من شرائح السلطة بهذا الوصف تبقى-عقلانيا-مسكوت عنها. فتعريف الدولة و شرائح السلطة و بخاصة الاوليجاركيات الصفووية بقيت متستر عليها وراء اساطير تنسج حول مفهوم السلطة و سفر تكوينها حتى ان بعض تنويعات الاخيرة كانت و بقيت لوقت طويل تنسب منذ ازمنة سحيقة الى الرب و الالهة و الكواكب و الاقمار و الشموش خصما على المحكومين و الشعوب و معارضة السلطة القائمة.  
على ان الرأسمالية ما بعد الصناعية و قد راحت تعصف بالمقدسات و تطيح بكل ما هو جليل و مبجل فى حياة الفرد لم تلبث ان اوهمت الفرد الغربى عقلانيا اى مخاتلة بانه هو محور الكون و راحت تحرره من كل شئ بما فى ذلك الولاء لنفسه ذاتها. ولعل عصر الانا كوظيفة ينشأ تباعا بين عامة غوغاء دهماء انجلترا مثلا جراء موت الوطنية و الرب و بوار مفهومات الوطن و القومية و الوفاء و الاسرة الخ. و قد اعتبرت الاخيرة امراض متوطنة فى الفرد ينبغى التخلص منها تحريرا للفرد من  الذاكرة و من كل ما يسوقه الى الرنو الى الماضى و الذكريات الخ حتى يتكيف مع مجتمع الفرص و الخيارات تكاذبا و يتفرغ للاستهلاك فانعاش الاقتصاد و عبادة السوق و المال و السعى الى نجاح موهوم و الى الشهرة. و ينبغي تذكر ان تلك الاحبولة تصدر عن اسطورة تفريد الفرد و الحرية الفردية التى لا تزيد عن جحيم الحياة و الموت وحيدا الا بقدر ما تزدحم حياته بمقتوات لا قيمة لها حيث يغدو لكل شئ ثمن و لا قيمة لشئ.   
 عقلانية مضاهات تطور الحكام و نكوص المحكومين:
يميل التحليل الاجتماعى الاقتصادي العقلانى غالبا الى المضاهات بين  تطور الحكام و الصفوات السلطوية و تطور المجتمع بدون تحليل نكوص المحكومين الا بقدر ما ينسب ذلك النكوص الى قصور المحكومين. و يصادر مثل ذلك التحليل على مطلوب حقيقة التمايز طبقى وعلى  شرط تطور الطبقات المحكومة.  ذلك ان حقيقة نمو الطبقات الحاكمة و الصفوات السلطوية يخصم على شرط نمو المحكومين. فنمو الاول بثمن تخلف المحكومين. و يمكن عقد قياس بين تطور الحكام و الصفوات السلطوية قياسا على تخلف المحكومين بتطور المجتمعات الصناعية الغنية و جمود المجتمعات المسماة نامية. و لا يلاحظ او ربما يتغافل مثل ذلك التحليل عن كون الطبقات الحاكمة و الصفوات السلطوية تكاد فى المجتمعات المفقرة تشارف بل يصبو معظمها و يتماهى مع و غالبا ما يمكن مضاهاته-فى سياق الرأسمالية ما بعد الصناعية-العولمة-على الخصوص-مع نظائر فى المجتمعات الغنية من حكام الاخيرة و طبقاتها المتوسطة.
و أجادل ان اكثر ما يدلل على تلك المشارفة هو وصول اقليات عولمية فى كل مكان الى سدة السلطة خصما على المحكومين فى المقياس المدرج فى كل مكان. و قياسا ربما امكن الزعم بان ثمة اكثر من تحولات مرحلية فى كل نمط انتاج و تعبر عن نفسها بهذا الوصف. و بمعنى اخر ربما كان ما ينسب الى  مراحل الانتاج من تطور و نشوء قد لا يزيد عن تطور وسائل الانتاج و نمو الطبقات الحاكمة و الصفوات العولمية بالنتيجة. ذلك ان الاخيرين يمأسسون انفسهم عقلانيا فوق نتاج او محصلة تقدم وسائل الانتاج معبر عنها فى مزيد من الربح و الفائدة خصما على العمل الحى.
واجادل تباعا ان الاخير كان قد تدهور ويتدهور تباعا اقتصاديا فى تناسب عكسى مع تطور وسائل الانتاج. ذلك ان مرحلة التطور الاقتصادية الاجتماعية قد لا تزيد غالبا عن "تحور" Mutate  مرحلة تطور على نفسها لا اكثر. و مما قد يؤكد ذلك انه كلما تقدمت وسائل الانتاج كلما تدنت علاقات الانتاج و الملكية مما يتمثل اكثر ما يتمثل فى الرأسمالية ما بعد الصناعية -العولمة. و ربما كان مفيدا تأمل أنماط الانتاج المذكورة فى اللوحة الماركسية الخماسية بوصفها قد لا تزيد عن سجل تاريخ تطور و نشوء الطبقات الحاكمة من سادة العبيد الى اقطاعيين وصولا الى رأسماليين. و لا يتغير ذلك التاريخ الا عندما تنضج الطبقة العاملة لتطيح بالرأسمالية مما لم يحدث بعد.
و يبقى المحكومون طبقا لذلك عبيد بمسميات مختلفة و بالالوان الطبيعة او باثمال بالية ما بين اقنان الى حرفيين فعمال مهرة أو غير مهرة سابقين على العمال الصناعيين أو من العمال الصناعيين وصولا الى ما يشارف القنانة الصناعية و العبودية ما بعد الصناعية او العولمية. واجادل ان قسمات الاسترقاق حرية بان تبقى متمثلة بهذا الوصف فى بعد عبودى أو قنى راسبا عنيدا فى مراحل الانتاج قاطبة الا ما خلا الاشتراكية التى لم يقيض لشروطها النضوج بصورة كافية يوما. و قد استقطب العمل الحى فى امتدادات المحأور المتربوليتانية الصناعية طويلا فى صفوف العمل العبودى القنى الخ. و لم ينفك ذلك الاستقطاب ان شمل عمل المرأة فى البيت و خارجه باسم تمكين المرأة "مساواتها" بالرجل. فما هو سفر تكوين الابقاء عل المحكومين هكذا على مر التاريخ؟ وكيف يتأتى خلق شرط الابقائ على المحكومين مفقرين فى المقياس المدرج؟ 
-عقلانية التراتب و كراهية البشر و ابلسة الشعوب:
اجادل أن سفر تكوين ميل الرأسمالية الى توريط الناس العاديين الفلاحين العامة الدهماء  فيما يوردهم موارد الافلاس والدمار بالمديونية الريفية و الحروب و التعين على خلق شرط افلاسهم مجددا بالسوبرماريكتات التى احتكرت تجارة الجملة فى السلع الزراعية خصما على منتجيها وقضت المنافسة فى تجارة تلك السلع وعلى البقالين الصغار الخ ليس سوى تمثلا لانتشار عرض على الاقل من اعراض عقلانية اليأس من صلاح البشر و كراهية الشعوب Sinicism بين اعراب الشتات و تنويعاتهم وصولا الى الرأسماليين الماليين ما بعد الصناعيين و  الصهاينة الجدد. و تبلغ قمة كراهية الصهيونية للشعوب فى مقت الصهيونية للاشتراكية و كل شكل من اشكال اعادة التوزيع. ذلك ان الصهاينة يرون ان كل من عداهم دونهم لا يستحق من ثم سوى التنكيل و العقاب على كونه ما هو عليه و قياسا لا حق له فى حصة من اعادة توزيع مهما كان التوزيع فارقا.
و يشعل الصهاينة الشعوب بانفسها بالمديونية و بترويع الشعوب باشاعة الخوف بينها و اشاعة الحروب و اثارة الشائعات ولا يعدم بعضهم نشر الاوبئة-الغريبة غير القابلة للتعرف على اصلها و لا على ما تحمله من ميكروبات او فيروسات مما لا قبل للانسان به. فقد لا يملك لانسان مناعة ازائها مثل انفوينزا الخنازير التى يقول بعض المحللين الثلاثاء 28 ابريل 2009 انه من المحتمل ان تكون من صنع الانسان Man made[4]. و يترك الصهاينة للحكومات ان تواجه شعوبها لتتعين على سحقها فى المقياس المددرج كلما رفعت الشعوب رأسها لتفكر لنفسها او تنظم نفسها. الا ان الحكومات و حتى الاولجاريكيات الرأسمالية المالية تحتاج الشعوب لانتاج الفائض و اعادة انتاج المجتمع مما يقيض المراكمة بالربح و الربا بالمديونية.
و اجادل أن سفر تكوين الميل الرأسمالي لحض الناس على الاستدانة و توريطهم  فيما يوردهم مورد الافلاس و الدمار ليس سوى تمثلا لانتشار عرض من اعراض ما يشارف كراهية البشر بين اعراب الشتات مما اصاب الغربيين بفيروس المديونية المهلكة. و ازعم ان كراهية البشر تصدرعن عقلانية ممعنة متأصلة لا تزيد او تقل عن المخاتلة بقول انصاف الحقائق فى افضل الشروط كون ذلك من التقوى و من ايمان اعراب الشتات. فلهم ان يكذبوا على اى كان الا بعضهم باى لغة سوى لغتهم هم. كما اكون قد ذكرت فى مكان اخر.
و يلاحظ الناس فى كل مكان كيف ان اعراض أو الاصابة بفيروس عقلانية الرأسمالية ما بعد الصناعة-العولمة-كونه عدوى من أعراب الشتات-يتمثل فى اكثر صوره تعبيرا فى لا مبالاة اعراب الشتات بما يحيق بالبشر بل العكس يشوق بعضهم ايصال الانسانية ( غير البيضاء تكتيكيا على الاكثر) الى العبودية فحافة التهلكة. و تفتضج كراهية الرأسمالية المالية للبشر فى طبيعة رأس المال الربوى و فى حقيقة رأسماليين يراكمون بلا رأس مال تنويعا على و كونهم احفاد اعراب الشتات.
و فى علاقة جدلية شديدة التركيب بهذا الوصف يسعى الحكام و حلفائهم الى قمع الشعوب فيما تنزع الاخيرة الى الانعتاق على مر التاريخ. و تجد السلطة القائمة و حلفائها نفسها مدفوعة فى منواويل تكرارية الى تسول عون الشعوب على ضوائقها المالية و أزماتها العسكرية مثلما فى الولايات المتحدة ابان ازمة انهيار اسواق الائتمان العقارى ما بين صيف 2007 و خريف 2008 وتباعا. فقد راحت الادارة الامريكية 43 و الحكومة البريطانية و معظم الحكومات اوربية تتسول الشعوب ان تضمن المصارف الهالكة. و تشترى الحكومات بمال دافع الضريبة-المفقر جراء الازمة و قبلها و تباعا-والذى تذرى به الحكومات فى المقياس المدرج و الاوليجاركيات المالية باطلاق-تشترى ما يسمى الاسهم و السندات  السامة و الديون الهالكة. وقد زوقت مخاتلة الشعوب بوعود غير قابلة للتحقق اقتصاديا بلغة القة برع و يبرع فيها حلفاء تلك الحكومات و سدنتهم على مر التاريخ. و يحكم مثل ذلك السيناريو شرط استعباد الشعوب مجددا فى كل مكان. 
وكان احبار و اسباط اعراب الشتات و ما يبرحون اشد كرها لعامة شعوب المجتمعات التى تستضيفهم و يتاجرون و يتبادلون معها او-و يجاورونها كما لم يكونوا يستحبون شعوبهم منذ ان طلب موسى من يهوا ان يمنحه شعبا افضل من بنى اسرائيل. وحيث يذكر ان انبيائهم و احبارهم اسباطهم و قضاتهم خرجوا و معهم عامة شعوبهم مثلما فعل موسى الافتراضى عند الخروج الافتراضي من مصر اوميصرما يبالغ فى اعداد ذلك الشعب. فيقال انهم كانوا 600 الف رجل. فاذا كان عدد الرجال اللذين خرجوا من مصر مع موسى 600 الف رجل فان ذلك يعنى ان اللذين خرجوا مع موسى بعائلاتهم 4 ملاينن اسرائيلي. ذلك ان اجفاد موسى و غيره من انبياء الاصحاح القديم عن استعداء و المقايضة ليهم مثلما يفعلون حتى اليوم ان لزم و كلما لزم. وتفعل بضا لحكومات العربةالمثل حيت تبالغ فىاعداد السكان وراء قروض صنوق النقد الدولي.
تنويعات اثينية على كراهية الشعوب
لعل اعراب الشتات اخذوا عن او اثروا فى اثينا و بيزنطة و ربما غيرهما م المدن الدول التى لم تؤلف يوما ما يسمى اليونان الا تخاتلا غربيا. و كانت افكار ارسطو قد سوغت النمط العبودى و الربا. و كان ارسطو يرفض فكرة ان الله خلق الانسان على شاكلته و ان لكل انسان روح لان ما عدى ذلك من شأنه ان يقف عائقا فى سبيل التمايز بين الناس فينتفى من ثم حلول شرط العبودية. و تتعين العبودية على خلق شرط سيرورة العبد قابلا للاستغناء عنه طالما لم يبق فيه رمق فيما تسوغ العبودية انهاكه حتى الموت فتلك هى مهمته. فالعبد محض الة بشرية بالكاد. وحيث قال ارسطو بالربا مما من شانه خلق شرط اتناج و اعادة انتاج العبودية فقد كان الربا حريا بان يدفع الناس للاعتماد على المال بدلا من التعامل فيما بينهم بالانتاج السلعى و التوزيع و التبادل واعادة الانتاج. فالربا يخصم على العلاقات الانسانية.  
وكان الاوليجاركيون الاثنيون يقولون ان حروب طروادة من شأنها ازاحة حمولة البشرية الزائدة من فوق صدر امنا الارض. و كان الاثينيون يخشون مغبة التكنولوجيا من حيث انها قد تيسر حراك العامة. و كان الرومان يحرمون على الحرفيين الصغار و العامة تطوير ادواتهم حتى لا يؤدى ذلك الى حراكهم الى اعلى. و قد تمأسست اوليجاركيات-"علمانية" افتراضا-فى البندقية على مقولات اخذت بالرق المنقول والربا و تمأسست فوقهما. وحيث تتعين الاوليجاركية على تكريس المراكمة بالربا و بخالص العمل العبودى المنقول لا يعرف الاوليجاركيون عن الثروة سوى انها ممثلة للمال و فيه.  فالاوليجاركية تتوجس من الانتاج السلعى و قياسا فان تدهور قطاع الانتاج السلعى ان انتهى الى الجمود فان تطور التقنية حرى بان ينتفى بدوره او-يصدر الانتاج السلعى عقلانيا الى الهوامش بعلاقات عمل عبودية كما فى الهند و الصين و الفليبين والبرازيل و فى مناطق التجارة الحرة Free trade Zones(FTZs) و مناطق ضمان او التحكم فى الجودة الصناعية الكويز QUIZ فى معظم المجتمعات العربية.  
 ذلك ان الاوليجاركية تتعين على الابقاء على العمل الحى فى مصاف الرق و قد بقى الرق كامنا فى مسام المجتمعات المضيفة لاعراب الشتات على مر العصور رغم اللوحة الخماسية. فان نشأت المجتمعات الغربية من العبودية الى ما يسمى بالاقطاع الغربى قياسا على الاقطاع الشرقى لم يزد القن على رقيق منقول مع الارض بدلا من ان ينقل مع سيد او صاحب العبد.
وازعم ان الاوليجاركية تعينت على تكريس الرق فى كافة انماط الانتاج بتنويع الرق و القنانة على بعضهما وصولا الى المجتمعات الصناعية فقد كان الرق بتنويعاته:
-اما يصدر الى امتدادات المجتمعات الصناعية بما يسمى تقسيم العمل الدولى. و اجادل ان تقسيم العمل الدولى ليس سوى تنويع على القنانة و تكريس الاقطاع حتى نهاية البرجوازية الصناعية. و قياس بات تقسيم العمل الدولى تنويع مجدد على الرق فيما بقيت نظريات التطور الاجتماعى تدعى ان مراحل تطور المحتمع تصدر عن نشوء المجتمع صاعدا فى اللوحة الماركسية  الخماسية الذى صادرت الرأسمالية المالية و اقتصاد السوق على مطلوبه أو –و فيما يسمى نموذج التنمية الامريكى الذى يخادلع المجتمعات المسماة نامية منذ الحرب ا لعالمية الثانية.
-هذا و قد غدت القنانة بالالوان الطبيعية فى المتروبوليتانات نفسها تصدر عن الانتاج السلعى بالتعنيت conveyor belt أو-و بالقطعة المجتزأة من السلعة-فلم تلبث  ان باتت تشارف العبودية على سير الانتاج المتحرك اى بالوقت و الحركة مما عبر عنه شارلى شابلين فى فيلمه تدفق الذهب Gold Rush  
-القنانة التكنولويجية فيما اسميه انتاج الكوخ الاليكترونى Electronic Cottage Production . و هو قياس على انتاج الكوخ الاقطاعى السابق على البرجوازية الصناعية مع استخدام وسائل انتاج متقدمة.
فقد ابدعت الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية-اى ما يمكن تعريفه بالرأسمالية الفائقة Super Capitalism او رأسمالية الفقاعات Bubbles; Capitalism بالاحرى حين حولت المال من ذيل المراكمة الصناعية الى مقدمة المراكمة المالبة و تفوقا على ما عدى رأس المال السلعى  و مزيد منه. فحيث كان المال يمول عمليات الانتاج السلعى فقد بات يراكم خصما على الاخير.
و قياسا فبركت الرأسمالية الفائقة بهذا الوصف علاقات انتاج تشارف القنانة والعبودية حيث خلقت شرط انتفال المصنع و الانتاج اسلعى وتصدير العمل Out sourcing والى الخارج المفقر مما يفاقم افقار الاخير او-و يخلق بؤرا معزولة من العمل الماهر خصما على غالبية العمالة فى تلك الممجتمعات. و قد تركت عمليات تصدير فرص العمل خارجا المجتمعات الغنية التخصص فى صناعة الخدمات فيما يشارف تنويع مجدد على تقسيم العمل الدولى. و تتلفت المجتمعات الغنية اليوم و بعد انهيار اسواق الائتمان العقارى و ما تبعه من ازمة المصارف الاستثمارية و سوق المال  فى امريكا و ما عداها بالتماس ترك تلك الدول تتلفت باحثة عن الانتاج و الاقتصاد الحقيقى الذى كان يعصمها قبل ان تتخصص فى الخدمات و بيع المال كسلعة دون ان يتج سلعة واحدة.
هذا و قد ادى تخصص المجتمعات الغنية فى صناعة الخدمات بالتقدم العلمى مطبقا على وسائل الانتاج الى نشوء ظاهرة ما اسميه انتاج الكوخ الاليكترونى Electronic Cottage Industry. و قد اعاد انتاج الكوخ الاليكترونى تنويع على القنانة التكنولوجية بعلاقات انتاج اواحادية لا رب عمل لها. فالفرد و هو هنا رب عمله متفردا فى بيداء وحدته الانتاجية فلا علاقة له برب عمل و لا بالدولة الا بقدر ما تراقبه الاخيرة و تضبط حركاته و تستلب فائض عمله ضرائبا. فلماذا تتطير الرأسمالية المالية بتنويعاتها من العمل الحى Living Labour ؟ و ماهو سفر تكوين تسويغ استلاب العمل الحر حتى الابادة؟ 
1-عقلانية التنوير و كراهية الشعوب:
كان ما يسمى بالاليميناطي illuminati-وهو تعبير نشأء ابان ما يسمى ب"التنوير". و يأتى من الفعل ينور To illuminate  --قد انتشر فى  القرن الثامن عشر. و تعنى مفردة اليميناطى الصفوات الفكرية الممتازة من الفلاسفة و المبدعين الذين تضيئ عقولهم العالم الغربى بالطبع. والاليميناطى مفهوم من طبعه افتراض او خلق شرط خصم مثوله-مثله مثل شرط مثول طبقة الشعب-على من عدى الصفوويين-اى على العامة الدهماء الغوغاء و احيانا الغويم تضيمنا كون العامة ضعاف الايمان و يشارفون الكفر بالهة الاليميناطى الصفووية مثلهم. و يأتى من مفردة الاليميناطى تخريج يشير الى او-و يعرف الانتليجينسيا دون اعلان ذلك-كونها-مثلها مثل "طبقة الشعب"-اكبر كاره للشعوب. فهى طبقة تعينت منذ بدئ التاريخ على الاستهذاء بعامة الناس و اليأس من صلاح البشر حتى الذراية Cynics
فكلاهما- الانتليجينسيا و "طبقة الشعب"-تملكان غالبا اخفاء ذرايتهما للشعوب رغم و بسبب كون الشعوب مصدر الثروة مرة و مرة لان الشعوب ما تنفك تطالب منواليا باحقيتها فى عدالة توزيعية و فى الثروة و السلطة على مر التاريخ.  الا ان الانتليجينسيا-و لم يكن واردا يوما ان تملك بالضرورة او تغدو صاحبة رأس مال مالى قياسا على "طبقة الشعب" صاحبة رأس المال الربوى المعتبر على مر التاريخ فان الانتليجينسيا تبقى اكثر تساررا على ما تخفى بل قد تدعى تمثيل الشعوب الا انها فى طويتها تتستر على الاستهذاء بالشعوب و يأس من صلاحها بوصف ان الانتلجينسا تويع على كارهى البشر بل قد يتخرج معظمهم من اكاديميات االرأسمالية و الاوليجاركيات الصفووية. و تبادل الشعوب بدورها الانتليجينسا و بخاصة الصفوات البلاطية منها الكراهية. فقد بقى مفهوم الانتلجينسيا يستدعى بدوره كراهية اعضاء الطبقات الحاكمة المعلنة و ريبة الطبقات الشعبية الكامنة فى كل من التاريخ الرسمى و المسكوت عنه في الذاكرة الجمعية الانجلوساكسونية ووريثتها الانجلو امريكية على الخصوص. و تعبر تلك الكراهية عن نفسها رأسيا فى ثنائيات لا متناهية تستقطب الاخيرين و الشعوب فى تنويعات افقية واسعة.
2-الاليموناطى Iluminati و عقلنة ثنائيات البداوة و الزراعة:
اجادل تباعا أن اعراب الشتات كانوا حريون على مر التاريخ ووصولا الى احفادهم من الاليميناطى التنويريين تكاذبا بان يكرسوا عقلنة ثتائيات البداوة الزراعة -الزراعة الصناعة–الريف الحضر فى تنويعات لا متناهة من بدائى متقدم- تقليدى حضارى- عقلانى راشد لا عقلانى لم يفطم من الطفولة-رجل امرأة الخ. و قد راح ما اعرفه بالثنائيات التنويرية يستقطب الناس فى كل مكان الى ما لا نهاية. و اجادل ان كراهية اعراب الشتات تقف وراء كراهية اغلبيات المنتجين من الفلاحين قبل غيرهم. فالفلاحين يؤلفون كما ذكرنا فى مكان اخر  تلك الجماعات غير القابلة للرشوة و هم-فى مجاميعهم التاريخية-اقرب تعريف لمفردة الشعب اكثر من غيرهم. على انه من المفيد تذكر ان كل من امريكا و المجموعة الاوربية تتعين على ما يشارف رشوة الفلاحين خصما على شعوب المجتمعات المفقرة.
وقياسا يبلغ دعم الفلاح الامريكى مثلا بما قدر ب 8 دولار يوميا مقابل كل بقرة و يبلغ مجموع دعم الفلاحين الاوربيين 53 مليار استرلينى سنويا حتى لا ينتجوا الغذاء مرة. و يؤلف اللوبى الفلاحى مرة اخرى قوة لا يستهان بها فى فرنسا مثلا فهى مجتمع كاثوليكى زراعى بامتياز مما يدفع الاحزاب كما فى بولندا مثلا الى محاولة ضمان أصواتهم.
تنويعات من العقلانيين كارهى الشعوب :
كان مستشار هنرى الثامن أحد اهم الاوليجاركيين و لوبيز مراب و عميل مزدوج و مستشار الملكة الاليزابيث الاولى وكان نوستراداميس مشعوذ يدعى الصوفية و قراءة الطالع. الواقع انه كان يعلن اجندة اعراب الشتات على المللأ فى شكل نبوءات تبدو خرافية. و ازعم انه كان يعيد انتاج سفر الرؤية و ما ينذر به خصوم يهوا من فوضى و عقاب. وكان نوسترادميس يتحكم فى كاثرين دى ماديتشى والدة فيليب التاسع ملك فرنسا و عاصر مذبحة سانت بارثولوميو التى راح ضحيتها الجيزويت الموالين للكنيسة الكاثوليكية.
و قياسا كان ميخاييل  بوتمكين عشيق ياكترينا الثانية والحاكم الفعلى لروسيا  و قد خلق بوتمكين اوليجاركية اقطاعية خاصة بملاك الاراضى و المستثمرين فى نفط بحر قزوين مما ما تبرح تداعياته باقية حتى اليوم فى روسيا المرسملة و فى العالم قاطبة. و بالمقابل قضى بوتميكن على ثورة الفلاحين (الموجيك) بعنف غير مسبوق حتى لم يبق بعد نهاية عهد ياكاترينا فى روسيا فلاح غير مسترق. وقد تعين الاخيرون وهم من اعراب الشتات قاطبة على العصف بالعامة و بالفلاحين على الخصوص. 
وتعبر عبودية التراكمات العددية التى لا وجوه لها و ما برحت تتمثل اليوم فى تعالق الاخيرة و اقطاعيات ملاك الاراضى المتغيبين خاصة. و يقابل هذا التنويع من عبودية الناس العاديين اوليجاريكات المصارف التجارية و المالية التى تتحكم بمصائر الناس فيما يلاحظه الناس فى كل مكان من الاقتلاع و فقدان العقار. و لعل كبير اساقفة الكنيسة الانجيلية الانجلوساكسونية الدكتور روان ويليامز كان حريا بان يلمح الى ما فعله يوسف بوصفه نظير هنرى بولسون وزير خزانة جورج ووكر بوش فى الادارة 43.
 وكان الاول أحد اهم الصفوات البلاطية الباكرة و ربما سيد الاوليجاركيين المحدثين و يمثل يوسف تنويعة باكرة على الاوليجاركيات الكلاسيكية. كان روان ويليامز حريا بان بملح فى تصريحه حول ما حاق بصغار حملة الاسهم و ارباب المعاشات و المدخرين الصغار جراء سقوط مصرف نورثارن روك Northern Rock المالى التجارى فى نهاية صيف و خريف 2007 حتى شتاء 2008 و تباعا الى يوسف و كأنه يتحدث بولسون. و للعرب و المسلمين تجربة باكرة نسبيا فى سوق المناخ الكويتى و فى بخاصة بنك التجارة و الائتمان العربى BCCI وصولا الى سرقة رساميل النفطيين الخليجيين نهارا جهارا. 
المهم انخفضت اسعار الاسهم فى اسواق المال مساء الخميس 9 اغسطس 2007 الى اقل من النصف ثم اقل فاقل تباعا جراء انتشار الخشية عبر الاطلسية من فساد عقود الديون التى تهدد بعدم السداد.و قد دفع ذلك الدولة الى  ضمان بعض مدخرات صغار حملة الاسهم فى تاكتيك غير مسبوق مما قد "ينذر" بتأميم المصرف. وكان ذلك المنوال قد عبر عن نفسه منذ قديم الزمان. فحين كانت المحاصيل تسقط ابان السبع سنين العجاف او لا يبقى للمنتج من دخله ما يقيم اوده بعد ان يدفع ديونه الريفية لا يبقى للمنتجين سوى الازعان لعبودية الحاجة الى الطعام الذى لم يكن يقيض بسوى ما فى صوامع غلال الفرعون.
وكان روان ويليامز كبير اساقفة الكنيسة الانجيلية الانجلوسلاكسونية قد بقى يلمح مرارا الى ما تفعله اسواق الائتمان العقارى و المال من استعباد اغلبيات الناس العاديين بغوايتهم بالاستدانه فيما اسميه بالمديونية الريفية-و نسميه عندنا فى السودان الشيل-و قد تحدر منذ قديم الزمان الى اقتصاد الريف فى مجتمعات النمط الشرقى. و كان اعراب الشتات قد جاوروا و تعاملوا و تاجرون على مر الزمان مع تلك المجتعمات بوصفهم اصحاب الرساميل الفطيرة بقوا اصحاب الرساميل التى نعرفها تباعا. وقد بقى اهم ما اغوت الرأسمالية الناس به على مر التاريخ هو الاستدانة مقابل الحصاد او-و مقابل سلع استهلاكية لا ينتجها الفلاحون و-أوبرهن ما لديهم من اصول و ممتلكات و عقار.
و قد قيضت ملكية العقار ارتهان الناس بالربا على سعر العقار و بسعر الفائدة. الا ان الرجل-الانجليزى-قد اقنع تكاذبا بعد الحرب العالمية الثانية بان البيت هو قلعته. وكان الفرد قد اقنع مججا بان عقاره ا وبيته مصدر ثروته و رمز وجاهته. و قد راح الفرد من ثم يستدين على بيته او عقاره فيرهنه مجددا فى كل مرة ليستهلك بلا روية من ناحية.
و قد بات العقار من ناحية اخرى مصدر استهلاك عظيم للفرد فى مجتمع الرأسمالية حيث تراكم الاخيرة خصما على المستهلك و المنتج معا.و كان ما يسمى ديمقراطية امتلاك العقار قد كرس فى نهاية السبيعنات. فقد كان البريطانيون مفقرين على نحو موصوف مما عبر عنه كتاب و رواة القرن التاسع عشر امثال تشارلز ديكينز فى روياته الشهيرة مثل اوليفر تويست و نيكولاسن نيكلبى الخ.
وهذا و لم يقيض للبريطانيين شئ من الرفاهة حتى سبعينات القرن العشرين. و كانت مارجريت ثاتشر قد جأرت بما اسمته عقلانيا و مخاتلة بالديمقراطية الشعبية.
و مفاد الديمقراطية الشعبية "ان كل فرد ينبغى ان يملك بيتا". و لم يلبث ذلك البيت ان راح يؤلف طوقا فى عنق كل مالك عقار. فقد ارتهن اصحاب العقار لاسواق الائتمان العقارى. ذلك انه ما ان منيت اسواق العقار منذ 1990 الى ازمة صيف 2007 حتى بات كل صاحب عقار سابق فاقد عقار مقتلع و مشرد بين طرقات العواصك الكبرى. ذلك ان الناس فقدوا عقارهم مقابل الديون التى تراكمت بمغبة غواية الناس على الاستدانة مما قد يعبر عن تنويع على المديونية الريفية الازلية على مر الاف السنين.
المهم كان كبير اساقفة كانتيربرى حريا بان يحجم -من خشية أعراب الشتات-عن عقد قياس ماثل بين ما تمارسه اسواق الائتمان العقارى و ما حاق بالشعب المصرى و اليهودى جميعا كما ذكرنا فى مكان اخر على يدى يوسف الولد العبرى الوحيد بمصر[5]. و كان الاول يشارف وزير خزانة العزيز. فقد قايض يوسف عامة الشعبين على الخبز ببيع ابقارهم ثم ببيع اراضيهم الى ان اجبرهم على العمل على اراضهيم السابقة لحساب تجار الماشية و اعراب الشتات.  و كأن ويوسف تنويعا باكرا على كيسينجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق حين جأر فى 1965 بانه " ان تملك امريكا قنبلة الذاء فذلك ان هو امضى من امتلاك القنبلة النووية".  
-كراهية البشرية و حمولة الارض:
تعنى مفردة كراهية هنا و تباعا كما لاحظتم الاستهذاء بعامة الناس و اليأس من صلاح البشر حتى الذراية Cynics. و قد كرست الصفوات الاوليجاركية كل من الذراية بالشعوب و مفهوم الديمقراطية الانتقائية. و ازعم ان ما قد يتبدى و كأنه ديمقراطية شعبية فى بعض المجتمعات الغربية المضيفة لرساميل من اعرفهم باعراب الشتات ليس سوى بثمن افقار كل من عدى الشعوب الغربية فى المقياس المدرج. و تتعين الديمقراطية الغربية على رشوة الشعوب الغربية الغنية مثلما كانت روما تفعل مع العامة. فقد كان القياصرة و الاباطرة يرشون العامة ابان اوقات الشدة. فقد رشى يوليوس قيصر العامة عشية انقلاب الشيوخ عليه و لم يجديه ذلك فقد اغتيل بعدها بايام فى 15 مارس 37  ميلادية The ides of March.
وكانت رشوة شعوب المجتمعات الغنية و ما تبرح تخلق شرط تواطؤ معظم شعوب و  مفكري و مثقفي و صحفيي و اعلام و فن ومسرح و قوانين الغرب الخ على من عدى الغرب بدرجات المقياس. ذلك ان الغرب يدرك و كان قد ادرك باكرا ان العالم لا يسع بشرية غير انتقائية فراحت الديمقراطية الغربية تتمأسس فوق أسرار جماعية عظيمة يستحيل البوح بها. و تصدر تلك الاسرار عن الاجماع على ان مصلحة الغربيين فى التستر على القضاء على الاعدد الزائدة من الاغلبيات غير الغربية التى لا وجوه لها مما اسميه الذراية بالعامة-المفقرين فى كل مكان.
هذا و من المفيد تذكر أن تلك الاوليجاركيات المالية كانت قد خلقت شرط ذلك الاجماع بالقضاء على مفهوم  التمايز الطبقى و الصراع الطبقى و من ثم باتت الثورة كلمة قذرة. و ما ان كرست تلك الذهنية حتى ضمنت الاوليجاركيات المالية توجيه السخط الى ما عداها و الى غير الغربيين من شعوب غير الغربيين من العامة على الخصوص. و قد غدت الذراية بالعامة تصدر عن تكريس مفهوم عبء العامة و الدهماء.
و كان فلاسفتهم و مفكروهم  قد قدروا أقسى حمولة الارض من البشر ب3 مليارات نسمة[6]. و كان جياماريا اورليس المولود فى 1713 اول من روج اسطورة  "حمولة الارض" Earth Carrying capacity[7]  فيما يتصل باعداد  البشر و محدودية تلك حمولة الارض. و لم يلبث  توماس روبرت مالتوس توماس روبر مالتوس-1766-1834ان اخذ من بعد  نظرية السكان عن جياماريا اورتيس Giammaria Ortes البندقى. و قد اخذ كافة من اسميهم المحارقيين Geneticists او القائلين والعاملين على تكريس المحارق Genocide المنوالية و تعقيم المفقرين و تشجيع الاجهاض والتسفير و خلق شرط الارض التى بلا صاحب و الموت الرحيم وصولا الى النازية و الفاشية عن جياماريا اورتيس. فقد كان اعراب الشتات يتعينون على محارق مشهودة فى خصومه بامر الرب مم يحفل به الاصحاح القديم.
المهم بات ادم سميث 1723-90 و توماس روبرت مالتوس-1766-1834-أهم اتباع اورتيس. وكان ادم سميث-صاحب المؤلف الموسوم بعنوان "فى تأمل اسباب ثروة الامم 1776 An Enquire into the Reasons behind the  Wealth of Nations  -و كان متخصصا فى الاقتصاد السياسى قد تعين على تكريس مفهوم حرية التجارة. و الى ذلك فقد كرس ادم سميث مفهوم الاقتصاد الحر و تداعيات ذلك من تقسيم العمل و وظائف أقتصاد السوق و الاثار الدولية لفلسفة "دعه يعمل دعه يمر" Laissez  faire laissez passez مما يجعله من الاباء الاوائل لفلسفة التجارة الحرة والاوثوذوكسية الاقتصادية الجديدة مما تتمثل تطبيقاته فيما يسمى بالريجانوثاتشرية Regano-Thatcherism و تصدر عن معاداة القطاع العام و القول بخصخصة كل شئ.
و من اهم ما اورثه ادم سميث للرأسمالية الانجلوساكسونية و نظائرها الحق الالهى للتجارة الحرة فى الوقوف خارج القانون و بات المساس بذلك الحق الالهى من شأنه ان يعرض الدولة نفسها الى التهلكة. و بالمقابل حيث كرس مالتوس بدوره مقولة ان الاوبئة و الحروب ضرورية لحفظ التوازن بين الموارد وانتاج الطعام و اعداد البشر فقد كرس مالتوس من ثم مفهوم اقسى حمولة الارض مجددا. فقد قال مالتوس و ادم سميث ان ينبغى التخلص من الجوعى و المفقرين. و كان مالتوس و ادم سميث يقولان بان على المفقرين ان يتبنوا اقتصاد السوق الحر.
فلو خصخصت ايرلندا مثلا لما منيت بمجاعة منتصف القرن التاسع عشر حيث راح اكثر من مليون جوعا من الايرلنديين الكاثوليك. و قال مالتوس و ادم سميث منذ 1850 بترك الجياع للطبيعة او-و يعلموا كيف يعتنون بانفسهم و ان يقلعوا عن ممارسة الجنس حتى لا يتكاثروا. فتكاثرهم هو تجديف بحق البشرية.
و فى 1860 الى 1890 راح البعض يتنبه على ان المفقرين ليسوا مذنبين الا ان ذلك البعض لم يفعل شيئا. و كانت المجاعة فى الهند حيث مات 20 مليون-فى اقل من عقد من الزمان-أى نصف سكان الجزر البريطانية و كذا مجاعة البطاطا فى ايرلندا فيما بين 1845 و 1850 قد نبهت بعض الانجليز على ما يحدث فى امتداداتهم سواء فى امتداداتهم الامبريالية او فى مستعمراتهم الداخلية. فلم تلبث المجاعات ان اثارت الناس و كانت الفوتوغرافيا قد اخترعت. و قد مهدت الاخيلة التى راحت الكاميرا تنقلها للناس للمطالبة فى 1840 بدولة الرفاهة فى بريطانيا التى ينبغى ان تؤدب المفقرين بمعنى تصلح اعوجاجاتهم الاخلاقية. و بقى 60% من الناس يعاني حتى خمسينات القرن العشرين من سوء التغذية[8]. 
-كراهية البشرية و الاوليجاركيات اليوتوبية:
ازعم ان سفر تكوين معظم المجاعات الكارثية و المحارق المنوالية المنتشرة قد يعود الى ما اسميه عقلانية القضاء على الاعداد الزائدة عن الحاجة. و قياسا  فان نفس العقلانية تعبر عن نفسها فى يوتوبيا انتقائية فتبقى على انصاف الموتى من اثرياء و طبقات الغربيين و اعراب الشتات المتوسطة على قيد الحياة انتقائيا بميزانيات صحية باهظة. و تقضى نفس العقلانية على الاطفال والشباب الغربيين و غير الغربيين فى حروب بمليارات الدولارات و باوبئة وكوارث طبيعية او الاحرى غير طبيعية.
و تتمثل كراهية البشر بالوصف اعلاه و تياعا الى ذلك فى كيف ان تلك الحروب تتقصد قتل الاطفال. فكل طفل هو عائلة محتملة-كما قالت جولدا مائير-تصيب فؤاد اعراب الشتات فى صميم افئدتهم بغم مقيم. و تتمثل المالتوسية الجديدة و اسلافها من نظريات كراهية البشرية و اليأس من صلاحها و الاستهذاء بها و تمنى موتها بالتخلص من التراكمات العددية التى لا وجوه لها فى اجندة المحافظين الجدد اللذين يحرضون تباعا على اشعال حروب متزايدة بابناء غيرهم.
هذا و الا شارفت الارض حدود حمولتها جراء تكاثر البشر-مالتوسيا- بمعدلات رياضية فيما ينتج الطعام بمعدلات حسابية. و يقول ديفيد بيمينتال  David Pimentel الاستاذ بجامعة كورنيل Cornel University وهو من المالتوسيين او العقلانيين الجدد أن حمولة الارض اقل من 2 مليار و ان على الامم المتحدة قسر الناس على توفير شرط ما يسميه اعداد السكان القسوى Optimum Human Population   بالقضاء  على الاعداد الزائدة من البشر.
  و من المفيد تذكر ان الفكر او السيناريوهات اليوتوبية كانت دائما تصدر عن التعامل الانتقائى مع البشرية فى افضل الشروط ان لم تسوغ العنصرية. و كان العالم العنصرى فرانسيس جالتون و هو ابن عم تشارلز داروين يحلم ب" يوتوبيا مجتمع كامل" فراح جولتون يعيد انتاج النظريات العنصرية اليونانية و قد اصدر عن عنصرية افلاطون فى الجمهورية او المدينة الفاضلة و افكار ارسطو الصفووية. و قد اهل سعى جالتون الى ذلك الحلم  للقب "افلاطون الفيكتورى".
و كان جالتون قد اسسس مركز بحوث باسم مركز اليوجينيتكس Eugenetics اى دراسة أو علم الجينات وهو شئ اخر غير الجينوم GENUM كون الاول يصدر عن فرضية عنصرية مسبقة و معلنة وما يبرح الثانى يتستر على نواياه وراء بنوك الجينات البشرية و غيرها.
و اجادل أن اليوتوبيا تنويع مزوق على الاوليجاركية Utopia is a euphemised variation on the concept of Oligarchy.  و ازعم ان كراهية البشر تصدر عن عقلانية ممعنة متأصلة لا تملك-و قد كرست مفهوم الاستهذاء بالبشر و اليأس من صلاحهم-سوى ان تخاتل بقول انصاف الحقائق فى افضل الشروط . و قد بات ذلك التخاتل من التقوى و من ايمان اعراب الشتات وحلفائهم الليبراليين الجدد و اسلافهم من تنويعات المعتزلة و الخوارح و احفاد الاخيرين من اعضاء بعض طوائف البروتستانتية مما افصله فى مكان اخر.
و يلاحظ الناس فى كل مكان ان اعراض أو الاصابة بفيروس عقلانية الرأسمالية ما بعد الصناعية-العولمة-يتمثل فى اكثر صوره تعبيرا فى استهانة اعراب الشتات بما يحيق بالبشر بل العكس يشوق بعضهم ايصال الانسانية ( غير البيضاء طبعا) الى حافة الخراب. و تفتضج كراهية الرأسمالية المالية للبشر فى طبيعة رأس المال الربوى و فى حقيقة رأسماليين يراكمون بلا رأس مال تنويعا على و لكونهم احفاد اعراب الشتات. فمن هم اعراب الشتات؟
عقلانية شعب الله المختار و يوتوبيا الاقليات الانتقائية:
بقيت الكيانات البشرية المعروقة تسمي المحكومين عامة و دهماء و غوغاء حتى نشأت المدن الدول الاوربية الغربية وصولا الى الدولة القومية, و قياسا بات العامة رعايا ثم مواطنين. و نشأت فكرةة او مفهوم الشعب مع نشوء الدولة القومية. فلم يكن ثمة مفهوم بهذا الوصف شائعا قبلها, فما ان نشأ مفهوم  الدولة القومية و مفهوم الشعب حتى راحت الدول  تتبارى فى نسبة نفسها الى الاقوام الراقية الممتازة مزايدة على بعضها. و قد ظهر مفهوم شعب الله المختار فى منتصف القرن التاسع عشر و انتحلته جملة امم بل انتخله المهاجرون الى العالم الجديد فى الامريكتين و بخاصة الشمالية و استراليا و الى افريقيا مثل الافريكانر. و ازعم ان تلك الجماعات ما انفكت ان اعادت كتابة سردية خصها باثر رجعى نسبت نفسها لليونان و تواريخ توراتية قديمة.
 لم يلبث اليهود الاشكناذي المهاجرين من اوربا الشرقية الى الغربية ان اطلقوا على انسفهم بدورهم صفة شعب الله المختال بل احنكروا الصفة خصما على من عداهم. و من المقيد تذكر ان  بعض قبائل اليهود الخزر و الاشكناز هم اشهر اعراب الشتات وقياسا يحتزؤون الاخيرين-حراء ما قد يبدو من حضرنتهم   Urbanism-فى شعب الله المختار. و ما ان فعل الاخيرون ذلك حتى لم يبق ثمة "شعب الله المختار".سواهم الا بقدر ما قد يصطنع من تنويعات علهيم.  و عليه يتدافع من عداهم نحو تصنيف نفسه فى تنويعات على شعب الله المختار.
ذلك انه ما ان لا يبقى سوى شعب الله المختار (اليهودي) يشجع الشعب الامريكى-تخاتلا-على تعاطى فانتازيا جماعية تكرس لدى معظمه فكرة الانتخاب الالهى. و يخرج الالمان بمفهوم الاقوام الاراية النقية الخ. و تنشأ فى نفس الوقت فكرة ارض الميعاد التى لم توجد قبل القرن الثامن عشر.و فيما تتمحور الذهنية الاعرابية حول آوحادية القضية-ارض الميعاد-تصدر الذهنية الامريكية عن فرض خطاب الهيمنة الامريكية على عالم يشارف التحلل جراء السياسة الخارجية الامريكية. و قد كرست تلك الذهنية مطالب الأقليات خصما على الصراع الطبقى فى المجتمعات التى استضافت الاعراب أو-و على الصراع الطبقى العالمى فالثورة العالمية.
و قد استقطب العالم بين آوحادية قضية أرض الميعاد و تفريغ الارض ممن عليها وصولا الى الارض التى بلا صاحب و بين الثورة العالمية المضادة و الثورات الشعبية العالمية. و كانت ميثلولوجيا القرن العشرين اتفقت على تنويعتين لليوتوبيا. فقد أدى التعيير الجمعى عن الحلم الشيوعي الى الاعتقاد فى الجنة على الارض من ناحية و نشأت بالمقابل ميثولوجيا الحلم الامريكى اليوتوبى من ناحية اخرى. الا ان اى منهما لم يحالفه الصواب بل خاب كلاهما و ان كنت ما برحت اعشم فى الاشتراكية بعد.
 


[1]  انظر(ى)Herrnstein, Richard, J, & Charles Murray:2004:The Bell Curve; Intelligence and Class Structure in American Life: P:346
[2]
[2] كيف يتعين تحليل العقل الفردى للمهاجر او المنفى خارج مجتمعه ليس بالمسافات و انما بمقررات مدرسية لا تعبر عن واقعه او-و باختبارات ذكاء لا علاقة لها بمقدراته الذهنية؟ اذا عرفنا الهجرة او المنفى بفضاءات الفكر اكثر منها بالفضاءات المكانية الفيزيقية فاغلب المثقفين و المفكرين العرب و المسلمين مهاجر منفى خارج مجتمعه بمحض ولاءاته الاكاديمية الفكرية المنهجية.
 
[3]  أنظر(ى) Barthes, Roland(1957) Tranl: 1990: Mythologies: .London
[4] يحصد الايدز افريقيا جنوب الصحراء بحيث يتنبأ البعض بان مجتمعات بكاملها-بوتسوانا-قد تنقرض فى غضون سنوات-وتفرغ جنوب اقريقيا من فئات سكانية فى مجميع العمر الاقتصادي المنتج كعمال المناجم وغيرهم يعترف احد الكتاب بان ثمة من يصرح "بان ثمة اعداد زائدة منهم-الافارقة-وربما كانت تلك هى طريقة الله فى معادلة الارقام There are too many of them it is God s way of keeping numbers". انظر(ي) ايضا حول بداية انتشار الايدز فى افرقيا منذ ستينات القرن العشرينEdward Hooper: 1999: The River: London
[5] (انظري) Wheeler,W.:1957:The History of Israel:Its Facts and Factors:Gerald Duckworth &Co. Ltd. London:P:156.
[6] [6] انظر(ى) Tarplay, Webster Griffin:2007:
9/11 Synthetic Terror :Made IN USA:Progress Press:PP:109.
[7] انظر(ى) Webster Tarpley in the American Almanac, June 20th. 1994.
[8] انظر(ى)www.bbc.radio4/theword,12th. December, 2007 at 15,30pm.



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويعات المعتزلة: فرضية اشتغلت عليها طويلا
- التنوير و دائرة الطوباشير الصهيونية[i]
- قاموس الاستحواذ: حصار المعارضة الاقتصاد السياسى لانيميا الفك ...
- اكثر من كوة على احبولة 11 سبتمبر 2001
- الجنوب الامريكى و مشروع الشرق الاوسط الكبير: هل تستدعي امريك ...
- عقلانية الذراية بالشعوب تيسيرا لابلستها المحرقة مابعد الليبر ...
- الخوارج و المعتزلة الجدد و اعادة انتاج الفكر و التنظيم التنو ...
- ابن حنبل و ابن ابي دؤاد النخب العباسية و خصومهم الشرفاء
- الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2
- سيناريوهان مصريان او –و رأسماليان ماليان
- الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
- افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
- المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [ ...
- 100 عام على يوم المرأة العالمي؟
- النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع ...
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة صفوت - التنوير و عقلنة كراهية الشعوب بغاية القضاء عليها