أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - عقلانية الذراية بالشعوب تيسيرا لابلستها المحرقة مابعد الليبرالية تعريفا اجرائيا















المزيد.....



عقلانية الذراية بالشعوب تيسيرا لابلستها المحرقة مابعد الليبرالية تعريفا اجرائيا


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 11:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


(الجزء الثاني من الحبث فى الازمة المالية التى جاءت لتبقي طويلا )  
تمهيد: سفر تكوين تخاتل الخطاب العقلانى على الحقيقة الموضوعية
اتعين فيما يلي و تباعا على تعريف العقلانية اجرائيا و قد عبرت عن نفسها فيما اشير اليه بالعقلانية القاحلة  Sterile Rationalism   بمعنى انها لا تدعى اعلاء العقل و اعماله و حسب وانما توقف العقل فى على رأسه, واجادل ان ثمة فرق بين عقلانية من يملكون و عقلانية المفقرين ماديا. فعقلانية الاول تتعين على تزيين و تزويق "الحقائق" وصولا  الى القضاء على مفهوم الحقيقة و الحق. و قياسا فان الاخيرين قمينان بان يخصما على المدركات العادية للحقيقة والحق كما يراهما اغلبيات المخضعين لسلطة المال و بخاصة الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية الربوية و الحكام و سماسمرتهم و لهيمنة لغتهم المتخاتلة بالضرورة و النتيجة. و اجادل مرة اخرى ان عقلانية السلطة و الحكام  اصحاب المصالح الدينية و الدنيوية –و لا تختلف الاخيرتان كثيرا-كانت حرية بان تستقر في مسام المجتمع الاوربي الغربى مع المسيحية الغربية البروتستانتية خاصة.
و كانت اللمسحية الغربية حرية بان تتحور To mutate و قد اخترقت باكرا منذ بولص الرسول الى تنويعة على اليهودية وصولا الى المسيحية اليهودية وعبورا بالكالفينية او الاصلاح البروتستانتى الكالفينى التطهري الذى ازعم انه تنويع على خلق القرآن مما ناقشته في دراسة بعنوان الخوارج والمعتزلة الجدد:
-و ازعم ان ذلك الاختراق كان محصلة حلول جماعات من اسميهم اعراب الشتات ممن يرفض الاستقرار الا بالتنكل By Default و يترحل(و امواله) فى كل مرة تذرعا  Expediently.
-و اعرف الاستقرار بالولاء للارض و الاقوام التى عليها اى للمجتمعات التى يعيش اعراب الشتات بين ظهرانيها و قد استضافتهم على مر السنين.
و اجادل ان الترحال كان قد وفر و ما يبرح يوفر لاعراب الشتات جنيسيات عديدة و جوازات سفر متعددة و تبقى الهوية واحدة. و يقول السير روونالد كوهين انه "من الضروري لليهود ان يكون لهم مستقر هو  اسرائيل حتى اذا اختار اليهودي ان يزورها او يعيش فيها فان ذلك المستقر يبقى هاما لليهود. فاليهود ليسوا اكثر الناس شعبية فى العالم لذلك من الضرورى ان يكون لهم مكان يعودون اليه و ان تبقى اسرائيل قوية[1].و أجادل ان "خروج" اعراب الشتات من المجتمعات المضيفة كان قد تصاحب فيما بقى يزوق فى مفهوم مركب و معمش على حقيقته وهو مفهوم المحرقة Holocaust. و تعنى المحرقة موضوعيا "خروج" اصحاب المال برساميلهم و تحفهم و كافة ثرواتهم من المجتمع المضيف و قد خلفوا ورائهم عامة شعب من المفقرين منهم يواجهون السخط الشعبى الناتج عن خراب المجتمعات المضيفة منواليا على مر التاريخ غير المكتوب.
و لا يحيق باصحاب الثرواة و الاموال من اعراب الشتات فى اى مرة ضرر يذكر او ينسى. و يعود الاخيرون مجددا الى منوال الحلول او الاستقرار بالتنكل و "الخروج" المتذرع وهكذا دواليك فى عملية ترحل متصلة كانت قد يسرت ترحل أموال و  ثراوات اعراب الشتات معهم او-و قبلهم من كل مكان الى كل مكان على مر الزمان. الا ان ذلك الترحال لم يقيض تعريفه الا بقدر ما زوق فى مفهوم المحرقة. و ما تبرح المحارق تتوالى وان تنوعت و اتخدت لها  مسميات  ومزوقات منذ الخروج المتكاذب من مصر ان كان اعراب الشتات بمصر يوما و الاحرى بمصراما  وصولا الى تسونامى الازمة الامالميةالماثلة منذ صيف 2007 و تباعا مما اعرفه بالمحرقة ما بعد الليبرالية.
المحرقة مابعد الليبرالية تعريفا اجرائيا
كانت الازمة الراهنة-صيف 2007 و تباعا-حرية بان تخلق سابقة مثول شرط حلول المحرقة. الا ان المحرقة الماثلة-الخروح الافتراضى-محرقة ما بعد ليبرالية بهذا الوصف. و رغم ان المحرقة ما بعد الليبرالية تنويع على نظيرات سابقة الا انها نادرا ما باتت تعبر عن نفسها فى "الخروج" المنوالى العنيف لاصحاب الرساميل غب الفقاعة المنوالية المذكورة كما فى كل مرة.
4-تعريف عولمى اجرائى ل "الخروج" الرأسمالي ما بعد الصناعى-المالي؛
كان الخروج كما اذكر فى مكان اخر هو خروج احبار و اسباط و قضاة و تجار اعراب الشتات فى كل مرة عشية ازمة يختلقونها هم. و يخرج المستثمرون العولميون عشية الازمة فى كل مرة كما فعل المستثمر العالمي بيل براودر Bill Browder من روسيا فى 2006 و من دبي فى 2008. فقد كان قد حط فى روسيا فى 1996 مع انتشار ظاهرة المؤسسات الخربة المفلسة جراء ما سمى بالبروسترويكا و رسملة الاتحاد السوفيتى بغاية خلق روسيا الفيدرالية. و قد قيض اقتصاد روسيا المرسملة بفوضى الخصخصة اللا محتشمة للمستثمرين العالميين و للاوليجاركيات الروسية التى حلقت حول جثة اقتصاد الاتحاد السوفيتى كالغربان رساميل هائلة[2].
و يقول بيل برويدر انه رغم المشاكل التى واجهته مع شرطة و مافيات الاوليجاركيين الروس الا ان نسبة ما راكمه من اموال بلغ 25 مرة رأس ماله الذى كان قد أستثمر بداءة فى روسيا. و لم يلبث بوريدر ان ترحل بماله الى الخليج الذى وجده مقارنة مع مناخ روسيا عبارة عن نزهة بديعة. الا انه لم يلبث ان رحل عن دبي عشية حلول ازمة الائتمان العقارى الى لاقتصادات التى تملك فائض موازنة وشرط النمو الاقتصادي مثل الصين والهند و البرازيل و اندونسيا و قد عافت نفسه ارض نيويورك و مدينة لندن المالية City of London  اللتان باتتا كالرمال المتحركة.
على انه من المفيد تذكر انه حيث كان المال كان بان يتركز فى امربكا و فى مدينة لندن و ان يتمأسس فوق الدولار و بدرجة ما عن الاسترلينى الا ان الانهيارات المالية ابان ازمة العشرية الاولى للقرن الواحد و العشرين لم تنفك ان نشرت القمامة المالية السامة  Financial Toxic Wasteالتى زوقت فىما يسمى ب"الاسهم السامة  Toxic Stocks and shares" حول  العالم اجمع دون انتقاء تقريبا. و قياسا يغدو الخروج اليوم خروج المصرفيين-و اموالهم التى اعرفها بالهاربة-او التهديد بالخروج اذا لم يحصلوا على مكافئات بمليارات دافع الضريبة كما فى شتاء عام 2009 و لم تزل الازمة ماثلة. فقد استقر الامر للاوليجاكيات المذكورة فى كل مكان و قد ملكوا مقاليد سلطة العالم و قبضوا على مفاصل الثروة –ولو الى حين-و على الاعلام و كتابة التاريخ الرسمي بخاصة ممت قيض لهم سيادة العالم فباتو سادة العاليم of the world  Masters او سادة الكون   Masters of the Universe.
و كان اعراب الشتات يكتبون ما يكتبون و معظم الناس حولهم بما فى ذلك ملوكهم امي فلم يكن يضيرهم كتابة اساطير و المبالغة فى الارقام و الاحداث لحسابتهم هم و خصما على من عداهم بل  العكس. و ما يبرح اعراب الشتات يتعاملون مع مجتمعات مضيفة معظمها بقى اميا و مستغفلا بشأن امور المال فالكل امى بما فى ذلك محافظو البنوك المركزية الغربية و غير العربية و قد اعترف مليفين كينج محافظ البنك المركزي الانجليزي بانه لا يفهم كيف وقعت الازمة و لا كان بملك ازائها تصورا يحمي الاقتصاد البريطانى من ثم.  فاعراب اشتيات هم الذين يكتبون النص و يعلقون عليه و بحللونه و يصلون الى النتائج التى تناسب سرديتهم فهم الاقتصاديين و الاكاديميين و المستشارين و المراسلين و المعلقين و المفسرين الا ما خلا قلة  لايسمع لها صوتا و ان سمع فتحت حر سيف الترويع و مغبة فقدان الرزق و التشريد و اغتيال الشخصية. و فيما يلي تعريف وجيز لمفهوم سادة العالم او سادة الكون:
-تعريف اولي لمفهوم سادة العالم او سادة الكون
هم اصحاب صناعة السلاح و صناعة الفضاء والصناعات الكيماوية و صناعة الغذاء وصناعية النفط و تجارة الماس و كافة الصناعات التعدينية بخاصة فى اليورانيوم و النحاس و غيرها من المواد الاستراتيجية و والقائمين على المؤسسات المالية الكبرى واصحاب المصارف و المؤسسات الفانونية الكبرى Law Firms و المحاسبينAuditors . وتقوم جماعات بعينها بتبرير و ترشيد و تسويغ ممارسات تلك الصناعات و اشباهها منها المحافظين الجدد و الليبراليين الجدد و اليسوعرقراط و الافانجليين الامريكان المتطرفين و العلماء و الاكاديميين و الصحفيين و اعضاء ما يسمى بالمنظمات الشبيهه بالمنظمات غير الحكومية الكواكنجوز QUANGOs ممن اعرفهم فى مكان اخرو غيرهم من  الموالين للمشروع امريكى الجديد.  
وتجد ان الحكومات غالبا ما تكون على علاقة محارمية مع تلك الصناعات. و يفسر لك كيف ان الحكومة البريطانية مثلا تتساهل بل تشجع احيانا تعاطي الخمور بمد الساعات التى تفتح فيها الخمارات بصورة متواترة. ذلك ان الحزانة  تفرض على الخمور  ضرائب عالية مرة لان شرب الخمر-و الحرب على الارهاب-يلهى الناس عن همومهم و عن الحكومة. وبالمقابل يموت اكثرمن 40 الف نسمة كل عام جراء حوادث مرور يتورط فيها مخمورين و يكلف الادمان و الشرب الحكومة 45 مليار استرلينى كل عام  لعلاج الامراض الناتجة عن شرب الخمر. ونفس الشئ بقال عن الصناعات الكيماوية و صناعة الغذاء.
وتدخل صناعة الكيماويات فى صناعة بصناعة  الغذاء و السوبرماركيتات خصما على منتجى المواد الغذائية. كما ترتبط  صناعة الكيماويات بانتاج كل من وسائل النقل وصناعة الورق و النسيج و مستحضرات التجميل مما يقيض لها التحكم فى المودة و فى اختيارات الناس لما يلبسون و يركبون و ما يكونون عليه من هيئة جمالية او غير ذلك حسب هوى صناعة الازياء و مصففى الشعر و التجميل. و كلما ربحت صناعة العقار و الادوية فان تدخل الصناعات الكيماوية فى صناعة الغذاء ينشر قياسا امراضا بعينها بين الناس. ذلك ان الشركات الكيماوية تطارد الناس صباح مساء بالخاوف الصحية وضرورة التأكد من انهم تحصنوا ضد كافة الامراض و حصلوا على علاج كل مرض عل الارض قبل ان يصابوا به. و هكذا وكان كافة هذه الصناعات متورطة فى تكبيد اناس صحتهم وحياتهم و الدولة اموالا طائلة فى غير طائل سوى ارباج هائلة لتلك الصناعات و المرشدين المبررين و المسوغين  لنشاطها معا.
6-المحارق و استدعاء تاريخ افتراضى و تكريس مراحل تطور افتراضية بدورها.
تدرك الثقافة الحضارة الغربية-او لا تدرك سيان-انها فائض انتاج ما سبقها والاخطر انها تتعين على خصم وجودها على سابقاتها او-و تدعي نسبة الى الاخيرات انتقائيا. و قياسا فقد بات كل ما عدي الثقافة الغربية الرأسمالية ما بعد الصناعية على الخصوص محصلة محارق فكرية و ثقافية و تنظيمية الحقت بكل ما عدى الغرب الرأسمالية فى تنويعات لا متناهية من الخسارة و الخسران و الازعان و اللا شيئية الممعنة جاءا على "خروج" افتراضى فى كل مرة. فما ان احتكر الغرب-الرأسمالية كتابة التاريخ تباعا فقد راحت الرأسمالية تتعين لوقت طويل على احتكار العلم و تعيد انتاجه بحيث يخدم المصالح الرأسمالية دون سواها.
و يلاحظ المتأمل  كيف يتحذث علماء الغرب بلا تردد او حتى شك علمى-و هم دعاة الشك العلمى-انا اشك اذا فانا موجود على الاقل ناهيك عن اننحال ادعاء انهم حجة فيما يقولون-يتحدثون عن مئات ملايين السنين الشمسية والقمرية و بدايات الكون و الخليقة و النشوء والارتقاء.  و حيث ييثابرون على التعين على ذلك فان احدا لا ينازعهم فيما يقولون و لا  بجرؤ معظم من عداهم على نقدهم. فقد باتت ساحة العلم و المعرفة مقفولة على  العلماء و المفكرين و المؤرخيون الكتاب و الصحفيين و المراسلين الغربيين دون من عداهم.
ذلك ان اؤلئك العلماء والمفكرين و المثقفين و الاكااديميين و المستاشرين و الخبراء و الصحفيين و حتى المراسلين الصحفيين حجة و مرجعا فى كل ما يقولون. و فيسمع مراسل الاذاعة البريطانية عن ظهران يقدم تقريرا عما يحدث فى طهران الانثين 22 ديسمبر 2009 صبيحة موت متنظرى من لندن ينفس الثقة و الاعتداد و الصلافة التى تقدم بها صورا للاحداث فى طهران تبثها الهواتب النقالة و غيرها من المبتكرات الديجتالية الاليكترونية مما قد يكون مختلقا او ملفقا رقميا تلفيقا و كانه الحقيقة المطلقة. و يطرح معظم هؤلاء المفكرين  المثقفين ؤ الاكاديمين الخ الرأسمالية  الليبرالية الجديد وكأنها لا تقهر. Indestructible
7-كيف تكرس الرأسمالية المالمية العولميةعدم استقرارها هى نفسها بنيويا:
 و رغم عدم استقرار الرأسمالية الكامن فى بنيتها اى البنيوي الا ان معظم المثقفين و المفكرين و الاكاديميين الخ وهم يثابرون على ما يطرحونه متجاهلين كون عرض عدم استقرار الرأسمالية البنيوي  لم يذهب بل ان ذلك العرض قد تفاقم مع حلول و ادمان اقتصاد الولايات المتحدة و بريطانيا و غيرهما للديون الخارجية غير القابلة للاستمرار. و قياسا ما لم يلبث الليبراليون الجدد ان تعينوا على تزيوق سياسة التدخل التى كان توني بلير-رئيس وزيرا بريطانيا السابق و ربيب المحافظين الجدد-قد جأر بها فى كلمته فى 1999 فى شيكاغو حول ساسة العرب الخارجية. فقد تعينت الليبرالية الجددة على مبدأ استخدام القوة العسكرية لنشر الديمقراطية.
ذلك ان المثقفين و المفكرين و الاكاديميين الامريكان و البريطانيين و بعض الاوربيين بقوا يتخيلون ان النموذج التاريخى الطبيعى الذى يتحقق هو ذلك الذى يقود الى نسخة او تنويعة مستمثلة من المجتمع الغربي تماما مثلما كان فرانسيس فوكوياما قد تنبأ منذ 20 عاما. و هكذا عاشت امريكا و الغرب مرحلة اقتصاد افتراضى تمأسس فوق احبولة ان تحقق احدى غايات دمقرطة العراق و سفوط صدام وتغيير النظام من شأنها ان توفر عائد نفط يمول الحرب كما بنخفض سعر النفظ من شأنه ان يخلق شرط ازدهار Boom الاقتصاد الامريكى الخ. الا ان االذى حدث لم يكن سوى ان تكبدت الامريكان ديونا b قبل لها بها بعد ان كان بوش قد تسلم من كلينتون فائض فى الموازنة. 
و لم تلبث امريكا ان منيت بحلول شرط نهايتها, ولم تكن امريكا تصور ان نهايتها محتملة طالما بقيت الازمة تحيق بالهوامش مثل تايلاند و المدن الدول الاسيوية فى تسعنيات القرن العشرين و فى الارجنتين مع بداية الالفية الثالثة. الا ان الازمة كانت بسبيل ان تحيق بامريكا ما ان راح النظام المالي الامريكى يتحور لينفجر فى نفسه To implode  تباعا. ذلك ان امريكا كانت قد وصلت مرحلة فاصلة و راحت تبيع الاساس المادى للانتاج السلعي فلم تلبث ان وجدت امريكا نفسها فى قلب نوع من التى كانت بدورها مفلسة[3].
ومع ذلك و رغم ان مكانة الولايات المتحدة كانت اخذة بالافول-مما كان بول كينيدي قد تنبأ به منذ 1987-الا ان جورج ووكر ر بوش كان-جراء محدوديته الذهينة-عاجزا عن ادراك ناهيك عن تصديق فكرة افول The waning of  امريكا والغرب عموما لحساب الشرق-الصين. بل الاخيرون يتعاطون احتفالية لا محتشمة بشأن قوة امريكا العسكرية و الاقتصادية. وكان اندري جوندر فرانك قد تنبأ باكرا منذ ثمانينات القرن العشرين بانقضاء زمان النموذج الغربى لحساب الصين. ذلك ان نموذج الدولة الغربية يغدو تباعا واحد وحسب من نماذج عدة. فما ينفك الناس ان  يبدعوا نماذج تناسلهم و تدل علي مجتمعاتهم و مراحل تطورها الخ. الا اؤلئك العلماء والمفكرين و المؤرخين و الكتاب الخ بقوا ملحقين بالرأسمالية تمولهم الرأسمالية فبقى الادب و الفكر و الخبر و تحليله و توقيته رهين بادواة الاتصال والاعلام الملحقة بالرأسمالية والتى  تحتكرها الرأسمالية مما يلاحظه الناس فى كل مكان.
هل انفطمت الرأسمالية عن علاقات الملكية و الانتاح  و العمل العبودى بتجييش العمل الحي Living labour  ؟
? `ذلك فلم تنفظم الرأسمالية من علاقات الملكية الاقطاعية و علاقات العمل القنى و حتى العبودى اليونانى و الرومانى حتى اليوم. كما لم تنفظم الرأسمالية المذكورة من عسكرية المجتمعات الكلاسيكية و لا من العلاقات المثلية الاسبارطية. ان اكبر دليل على اتصال الاقطاع على افضل-ان لم يكن الرق-بالشروط الرأسمالية ان لم يكن تعالقهما بالمراكمة المالية. ذلك ان الارستقراطية الاوربية-البريطانية-الاسرة المالكة مثلا-بقيت تراكم ثرواتها اللامتناهية بعلاقات العمل الاقطاعى و علاقات الملكية الاقطاعية. و ما تبرح الاخيرة و غيرها من اعضاء الارستقراطية ما بعد الحداثية-الميروتقراطية المحدثة قياسا على الارستقراطية الكلاسيكية-تراكم بمما كرس الاحتفال بثقافة الثراء و بثقافة ابلسة المفقرين.
و تدعى الملكة مرة انها واحدة من الناس العاديين ومرة تقف على رأس اقوى واغنى  مؤسستين هما العرش و الكنيسة بوصفها هى الملكة و المحافظ الاكبر للكنيسة Supreme Governor. و كان ما يسمى بالاقتصاد السوق  الحر قد حول الناس الى عبيد و ارقاء و مستهلكين فى المقياس المدرج بدلا من موطنين, و يبقى البريطانيون رعايا و ليس مواطنين. والى ذلك لا تدفع تلك الارستقراطية ضرائبا بل يبقى بعض اعضاء مجلس اللوردات معفى من الضرائب بوصف بعضهم غير مقيم وكأن مبدأ لا ضرائب بدون تمثيل No taxation without representation  يسمح بالعكس حيث يحتل بعض اعضاء تلك الارستقراطية المحدثة مجلس اللوردات و يتبرأؤون من مواطنة بريطانيا و لا يدفعون ضرائبا.
و ازعم ان ذلك من شأنه ان يعنى ان ان تنويعة من علاقات الانتاج الاقطاعى او القنى سمه ما شئت(ي) ما برحت ماثلة فى الرأسمالية بتنويعاتها وصولا الى تنويعتها ما بعد الصناعية و بخاصة المالية النهابة فى:
أ-حالة مستعمرات بريطاينا الباقية بعد او ما يسمى الاقاليم البريطانية فيما وراء البحار British overseas territories و تشمل اسرتاليا و نيوزيلندا و الجزء البرطانيى من كنادا.
ب-حالة مستعمرات اصغر مثل بيليز Belize  ,فى امريكا الوسطى و كانت تسمى هوندوراس البريطانية و جزر بيرنزي  Jerseyو جينرنبى Guernsey G و ايل اوف مان Isle of Man و –ج-الجزر الواقعة فيما يسمى القناة الانجليزية ما بين بريطانيا شرقا وفرنسا غربا وغيرها. و يملك التوأمين السير ديفيد David والسير فريدريك باركليز  Fredrick Barclaysصاحبى اكبر الفنادق مثل الرتز Ritz مثلا 20%  من جزيرة صارك Sark و جزيرة بريكو Brechou بالقرب من صارك.الواقعتان فى القناة الانجليزية. و يملكان من ثم  عدد من اهم الصحف من التليغراف و السكوتسمان Scotsman و الديلى ميل  Daily Maleالخ 
و يدير الاخوين التوأمان الجزيريتين كاقطاعيتين و يعينون النواب و يفصلونهم و ينشئون المشاريع الكبرى تماما كمثل سيد او حاكم خراجى. و لا يدفع الاخوين ضرائبا كونهما يقيمان-فى قصر قوطى بقلاعه و مطار صغير لطائرتهم الخاصة-خارج النطاق الضريبى القانوني off Shore البريطانى. و عند اول محاولة من جانب اهالى جزيرة صارك للتصويت لفرد غير مرشح الاخوة باركليز سحب الاخيران الخميس 11 ديسمبر 2008 اموالهما و اوقفا العمل فى المشاريع الجارية فى الجزيرة و اغلقت جراء ذلك معظم الاعمال و الفنادق على نزلائها و وفرت اعداد كبيرة من العاملين. فقد كان الاخوان باركليز قد قررا الرحيل الى جزير بريكومخلفين جزيرة صار ورائهم عقابا للاهالى. و قال الاخوان باركليز انهما سوف يعفيان عن اى ناخب و يعيدانه الى عمله ان صوت لمرشحهما وسحب صوته من المرشح الاخر. و فى تصريح لممثلهما قالا انهما غير راضيين عن أهالى صارك كونهم لا يوافقون على طريقتهما هما فى ادارة الجزيرة. و ما يبرح الاخوين يمنحان و يمنعان فى جزيرتهما و فى صارك.
د-و فى المرتفعات  الاسكوتلندية Scottish Highlands ما تبرح علاقات الملكية الاقطاعية سائدة بين ملاك اراض متغييين Absentee landlords و الفلاحين الاسكتلنديين. و يثابر الاخيرون على محاولة تغيير تلك العلاقات عبر المحاكم البريطانية حتى اليوم مما اذكره ادناه. و من المفيد تذكر ان الاراضى الزراعية و العقارية ما تبرح ملكا للاسر القديمة من اصحاب الاراضى القدامى او من ورثهم من اصحاب المال الجديد. و قياسا فقد بقي الفلاحون يفلحون اراص حكر تتراوح عقود حكرها ما بين 30 الى 50 عاما. و تستغل تلك السر القديمة ومن وريثها من اصحاب الا راضى المحدثين الفجوات القانونية الموجودة فى قانون الاراضي الزراعية فى حرمان من بفلحون الارض من امتلاكها حتى اليوم. اى ان بريطانيا ما برحت اقطاعية بمحض الملكية الخاصة للاسر القديمة و وريثتهم من الاسر الاقطاعية الجديدة بلا امل فى اصلاح زراعى يذكر بعد. 
هاء-وهناك حالة جزيرة انتيجوا فى الكاريبى و السير اللان ستانفورد Sir Alan Stanford البيليونير التكساسى الانجلو أمريكى الذى يكاد يكون حاكم الجزيرة و الجزر المجاورة,  و تتخصص الجزيرة فى تجارة مئات ملايين الدولارات من المخدرات وغسل الاموال. و يدعى ان تلك الجزر  و قد وفرت ما يسمى بمرافئ او ملاذ ضرائبى Tax Havens اى ملاذ للمتهربين من الضرائب فتلك الملاذات هى التى قيضت ما يسمى بالاختراعات المالية Financial inventions  والاخيرة عبارة عن الاساليب المالية التى تسببت فى الفقاعات و فى السندات السامة الخ. و قد تمأسست تلك الاقطاعات المذكورة على تسييب القانون او تفصيله على مقاس المضاربين و النهابين و قطاع طرق المال و مراكمة المال غير المحروسة و على مقاومة الاخيرين لاى حراسة قانون او رقابة مالية ان وجدت اصلا مما اتضح مع الازمة المالية الراهنة منذ بداية 2008 . 
و لا يعرف احد صاحب اموال الجزيرة لان الحاكم بأمره السير اللان ستانفورد Alan Stanford المتهم بتبديد 8 مليارات من الدولارات من اموال صغار حملة الاسهم و المدخرين الخ نجح فى التستر على معاملاته 15 عاما. و قيضت له علاقاته الاقطاعية القبلية الاوليجاركية القبالية بالاحرى بالمسئولين عن ملاحقته قبل ان تبدأ الاستخبارات الامريكية الفيرالية FBI فى توجيه اى تهمة له الاسبوع الثالث من فبرابر 2009 كل ما فعل و ما ترك. و كان اللان ستانفود قد منح لقب سير sir  "مقابل خدماته للمصارف".
و كذا حالة مادوف Madoff البيليونير الذى بدد اكثر من 50 مليار دولار من اموال دافع الضريبة الامريكى بسوء التصرف او-وبالفساد رغم  ان الشك بقى يلاحق معاملات ذلك الرجل لوقت طويل الا ان علاقات قبلية اقطاعية قبالية اوليجاركية كانت تجمعه و بعض المسئولين عن المراقبة و المحاسبة و هكذا.
و قد افتضح  تفاقم دور اللوبي الذى يعمل من اجل تغيير القوانين لصالح بصورة غير مسبوقة عندما اعترف ستفين بايرز   Steven  Byersوزير المواصلات السابق فى حكومة العمال-الذى كان قد وزع رشالة اليكترونية صبيحة 11 سبتمبر 2001 تقول بان "اليوم هوا فضل يوم لتسريب الاخبار السيئة This is the best day to leak  bad news" . و كان ستيفين بايرز يتفاخر بانه يغيير القوانين مقابل اجر معلوم. و قد نشرت صحيفة الصنداى تايمز واذاعت القناة الرابعة الاثنين  22 مارس ما كان احد الصحفين قد حصل عليه نتيجة استدراج ستيفين بايرز للتصريح بنشاطه فى لوبى التأثير على الوزراء من اجل تغيير سياسة الحكومة و فى تعديل القوانين لصالح اصحاب المال. و قال بايرز انه مثل مسيارة الاجرة- التاكسي Like a cab يقوم بتوصيل الزبون الى غايته مقابل الاجرة. و يتقاضى عضو لوبيات التأثير على القوانين وسياسة الحكومة القائمة لصالح اصحاب المال 5 الاف استرلينى فى اليوم اى ما يعادل معاش متقاعد فى العام.
ان تغيير القوانين خصما على دافع الضريبة و المستهلك غير قانوني و ان نشاط اعضاء البرلمان والوزراء السابقين  لحساب اصحاب المال والاعمال الكبرى و السوبرماركتات مثل تيسكو يؤكد ان دافع الضريبة لا يرغب فى ان يستغل الوزراء و اعضاء البرلمان الذين يتقاضون مرتباتهم و يحصلون على امتيازاتهم بمال دافع الضريبة لغير مصلحة دافع الضريبة والمستهلك. و قد اعترف ستيفين بايرز بانه اثر على لورد بيتر مانديلسون وزير العمل و الاعمال ليغيير المعلومات التى يفرض وضعها على المنتجات الغذائية لصالح المستهلك. و قد تورط  وزراء سابقين ووزراء حاليين فى حزب العمال الجديد و هم ستيفين بايرز و باتريشيا هيويت Patricia Hewitt وزيرة الصحة سابقا و لورد بيتر ماندليلسون وزير العمل و الاعمال و جيف هون Jeff Hoon وزير الدفاع السابق فى حكومة حزب العمال الجديد فى هذه التجاوزات التى باتت معلنة اكثر من اى وقت مضى. وبالمقابل  يعدل عمدة نيويرك-العاصمة المالية ومقر وول ستريت بوصف نيويورك  يثرب الخامسة-يعدل القانون حتى يحصل على فترة ثالثة او رابعة لعمادة مدينة ضالعة فى الازمة بتاريخها و ذرايتها بووشنجنون العاصمة الادارية.
وكان الناس قد واجهوا العجز عن مواجهة ما يصار اليه امرهم على يدى اعراب الشتات جراء القوانين التى تشكم اى فكر او تنظيم معارض للاخيرين بكبت غضيهم مرة و بالتحايل على كشف المستور لاول مرة منذ وقد طويل مرة اخرى. و باختصار فالقانون و البنى الفوقية كما قال ماركس مرة لا تصدر عن ابعد من مصالح الاقوياء كثيرا و لا تتمأسس سوى على حماية مصالحهم مع بعض الرتوش فى بعض الجمل الاعتراضية ليس اكثر لصالح من عداهم. و هذا بدوره يحتم مثابرة اللغة على التخاتل و الا افتضح الامر بصورة غير قابلة للاحتمال. ذلك ان افتضاح التستر على حماية مصالح الاقوياء الاثرياء ن شأنه ان يخلق شرط السخط الشعبى وصولا الى الحروب الاهلية مما يتطير منه اصحاب المصالح على مر التاريخ.  و يدرك الاخيرون ان الحروب كانت دائما بين من يملكون و الذين لا يملكون. و يبقى على الاخيرين عند حافة الكفاف و شفا الموت جوعا دون ايصالهم الى التضور تماما الا اذا كانوا عامة و شعوب العولم الثالثة و الرابعة و العصر حجرية من تلك التراكمات العددية التى لا وجوه لها و الزائدة عن الحاجة.     
الرسمالية الزعر دائما من الشعوب فتكرس انظمة بوليسية فى كل مكان كما ذكرنا فى مكان اخر. ذلك ان الرأسمالية المالية لم يبق لها ما تتستر وارئه من التشكيلات الاقتصادية الاحتماعة لاستغلال الشعوب و استلاب فائض العمل الحي Living labour .
فقد احرقت الرأسمالية تشكيلات السلطة-طبقة الحكام و ادعياء الحق فى السلطة معا-و قد عريت سمسرة الاخيرين لحساب الرأسمالية على رؤوس الاشهاد بمغبة تكريس اوليجاركيات محلية سيارة  تتحلق كالكواكب بالمجرات كما فى كل مكان تقريبا. وعصفت الرأسمالية المالية بالطبقات المتوسطة و الوسيطة و قد اختزلت لاخيرة فيما بات محض طبقات ثرثارة Chattering classes و اجرائيةOperational Classes   و سياسية political Classes . وحيث لم تقوى الرأسمالية المالية على العصف بصورة كافية بالشعوب فقد لا يبق للرأسمالية المالية سوى ابادة الشعوب. وقياسا ما ينفك سادة العالم او سادة الكون يتعينون على القضاء على شعوب بكالمها باسلحة غير مجربة او مجربة حقا. فقد ثبت ان السلاح الذى استخدم فى العراق و يستخدم فى افغانستان تباعا يقضى على شفرة الحامص النووى the Genetic Code of the DNA للعراقيين و الافغان مما يعبر عن نفسه فى الاجنة و الاطفال المشوهين[4]. فالقضاء على شفرة الحامض النووي لجماعة يفضى  الى ابادة تلك الجماعة فى الزمان والمكان[5]. 
و يتمثل فزع الاوليجاركيين سادة الكون او سادة العالم فى ان الشعوب غير قابلة للرشوة. فرشوة الشعوب مصادة على مطلوب ارباح و قوة و اقتدا سادة الكون مرة. و مرى اخرى فالشعوب ;كما يقول جورج اوريل فى روايته 1984- "حتى و هى معزولة عن بعضها لا يعرف بعضها الاخر فلا يعرف بعضها بوجود الاخر و قد بوعد بينها خلف جدران الكراهية و الاكاذيب تبقى تلك الشعوب  مع ذلك هى نفسها لا تتغير كما تبقى  السماء. هي السماء لكل انسان و الناس تحت تلك السماء هم الناس فى كل مكان فى العالم". وكانت تجربة الاوليجاركيات منذ ان كانت فجة Pristine و بقيت تفزعها على امر التاريخ غيرالمكتوب, فالاوليجاركيات تدرك "ان الشعوب حرية بان تختزن فى قلوبها و فى احشائها و فى عضلاتها القوة التى من شأنها ان تجتاح بها عالم" الاوليجاكيين لا محالة.[6]
-عقلانية البحث عن مستعمرات فضائية بدلا من معالجة مشاكل البيئة:
 و مع ذلك تكابر الاوليجاركيات بانه مهما كانت الانتفاضات فانها لن تغيير كثيرا. فاعضاء الاوليجاركيات المالية العولمية التى تعينت على خراب الكون بكل صورة قمينون بان يفعلوا اى شئ للحفاظ على سلطتهم و ثرواتهم و عبيدهم على طريقة شمسون اي “نفسى و بعدى الطوفان”. و حيث تعمل الاوليجاريكيات المذكورة على ضوء اجندة  قيامية فان خراب الكون لا يهمها. و ليس غريبا ان تكون الحروب الماثلة حروب ابادة او محارق بالمعنى المزوق يروح ضحيتها من  المدنيين خسائر موزاية فى المجتمعات المفقرة بين المسلمين و العرب مثلا اكثر مما يقضى من الجنود.
و تدمر مدن اثرية و قرى قديمة مثلما فى العراق و افعانستان حيث سويت اعرق المدن بالارض او-و جعل منها مثل مدن بابل قواعد عسكرية او نهبت نهبا خصما على تاريخ وحضارة تلك الاقوام بغاية تدمير الدليل الباقى على خطل سردية اعراب الشتات التى لا تزيد على اقتباس ما اقامه غيرهم من الحضارات او-و اداعائها اصلا.  و كان الغرب يعلم ذلك منذ ان دمرت روما قرطاح و كانت الاولى عبارة عن بضعة اكواخ من الطين و القش و قرطاج ام الحضاراـت البحر اوسطية و و بقيت قرطاح تحترق 3 سنات بعد هزيمة روما لها و لم يبق منها ما يدل على شئ وهى التى كانت ام حضارات غرب المتوسط.
و تنتج امريكا جنودا اليكترونيين يقومون مقام الجنود من البشر مثلما تطير اليات حربية بلا قبطان لتدمير حضارات سبقتها بالاف السنين فتخلق شرط التغيير المناخي من كثرة التلوث البيئى جراء الحروب و السلاح غير المجرب من قبل. و بالمقابل  تقسر الاوليجاركيات المالية العولمية الدول الغنية على البحث فى امور الفضاء بغاية مبيتة ل "الخروج" من كوكب الارض الملوث الهالك عشية محرقة غير مسبوفة حسب اجندتهم هم الى كوكب اخر. فصناعة الفضاء. فان يترك اؤلئك المحظوظين الارض و ماعليها تصرف مليارات الدولارات على صناعةالفضاء واكتشاف كواكب جديدة صالحة للحياة البشرية بدلا من صرفها على معالجة مشاكل الارض و التغيير المناخى. بل يكرس كل شرط لاحلال خراب الارض و لعل الخروج الى الفضاء تعريف جديد لارض الميعاد اوعودة المسيح. و ليس غريبا ان يملك بعضهم حصصا فى بعص تلك الاكوان.
و قياسا فقد لا يبق ما بين الان و المحرقة الاخيرة هناك سوى ان يخرج على الناس فرد غريب عجيب ارتقى في زمن قياسى لا يزيد على 3 اعوام على الاكثر الى مرتبة زعامة العالم و هو الذى يبقى مع ذلك غير قابل للتصديق حتى انه هو نفسه لا يكاد يصدرق نفسه فيعد الناس بالتغيير فى لحظة يكون الناس فيها قابلين للغواية مستهدفين نفسيا لتصديق اي شئ و قد باتت المحارق الكونية تتهددهم جراء رأس المال الهارب من كل مكان الى كل مكان والتغيير المناخي. فقد كان الناس قد مروا بما لم يكن قابلا للتصديق و بات اى شئ افضل مما كانوا عليه وقد وجدوا انفسهم مقبلين لا محالة على  ازمات لا يعرف احد سوى اصحاب تلك الرساميل من اعضاء الاوليجاركيات مداها.
عقلانية ارتهان  حاضر و ماضى الشعوب و قدرات الاخيرة على الفكر و التنظيم بالمراكمة الرأسمالية:
من عقلانية الرأسمالية التعين على ما هو فى الواقع تخاتلا و كلما لزم. ذلك انه قد يبدو ان الرأسمالية تزعن لما يشارف التجديف بالرأسمالية-و بخاصة رأسمالية السوق و حرية الاقتصاد الى الخ. و قد بقى الساسة الغربيون بتنويعاتهم يكذبون شعوبهم منذ القرن التاسع عشر و قبله بكثير الا انه عندما لم يبق قناع يمكن اخفاء الحقيقة وراءه بعد الازمة المالية الماثلة منذ بداية 2008  اضطرت بعض الحكومات ان تقول لشعوبها بعض الحقيقة لاول مرة. و لم يكن ثمة سبيل الى غير ذلك فقد افتضح امر جماعات بعينها من المصرفيين العتاد مثل موراجان ساكس و بى جى مورجان و الاخوة ليهمان من قبلها. و كانت الحقيقة مرة هذه المرة بصورة باهظة و هى ان شأيلوك لا يكتفى يمطالبهتم برطل من لحمهم و انما بلحمهم و دمهم و ربما حياتهم جميعا فيما يذهب بدون قصاص.
و قد بقيت سياسات حل الازمة المالية الماثلة منذ بداية 2008  و تباعا تقدم على سياسات من شأنها التناقض مع حرية الاقتصاد و السوق الخ الا ان ذلك ليس سوى تحايل تاريخى جديد لانقاذ الرأسمالية. فما قد يبدو من ازعان الرأسمالية-لما يشارف الكفر بما تدعى الرأسمالية انه من مبادئها-و كانه هزيمة للرأسمالية المالية على الخصوص- ان ذلك الازعان البادى ليس سوى تيسير لاعادة انتاج مجددا فى تنويع على نفسها. و افصل تلك الاحابيل فى مكان اخر بوصفها تنويع على عقلانية التخاتل على التاريخ و الحقيقة.
ويلاحظ الناس فى كل مكان ارتهان الكل دولا و صناعات و افراد بالمديونية مما يدفع الاخيرين-اختصارا-الى مزيد من الدين-فى عمليات مركبة-الى مزيد من الارتهان. و ييسر ذلك الارتهان دخول صندوق النقد الدولى والبنك الدولى مجددا فى معادلة توفير "حل" للازمة الاقتصادية غير المسبوقة-ليكرسا بمزيد من الديون الخارجية والديون العامة و ديون الدولة-نموذج التنمية الرأسمالية الامريكية-مشروع الليبرالية الجديدة-خصما على الحلول البديلة ان وجدت. ذلك ان كل حل بديل للرأسمالية المالية يتعين على ارتهان حاضر الشعوب بالمديونية و ماضيها بسردية التى تصدر عن متخاتلات مؤرخين مأجورين لاصحاب المال.
واجادل ان تنتحل كنظيرتها البرجوازية الصناعية  رعاية وتمثيل القانون و الطبيعة والمسرح و الفن و الانسان المطلق. فليس ثمة فى عرف الرأسمالية ما بعد الصناعية بروليتاري او برجوازي صناعي او نظيرهما المشوه فى الامتدادات و لا موطن فى دولة قومية. فقد بات مستقل الشعوب رهينا بالمراكمة المالية و بالمديونية و بسردية مما ينفى شرط ابداع الشعوب فى خلق فكر و تنظيم يدلان عليها و يقيضان لها هوية منفصلة عن هوية اصحاب المال.
و ازعم :
-ان الرأسمالية كانت قد ادركت انه بارتهان حاضر الشعوب ترتهن الرأسمالية كل من ماضي الشعوب و مستقبلها جميعا خصما على فكرها و قدرتها على التنظيم وعلى هويتها.
-أن الرأسمالية تبتخس  الشعوب بالمثابرة على تكريس صورة للشعوب تدعوا للذراية-كمثل ما يفعل بتصوير اوضاع الافارقة جراء الحروب و ما يحيق بالفسلطينين على المعابر. و تترسخ صورة شعوب غير غربية على الاقل-مثلما كانت الرأسمالية ترسخ صورة العبيد و الطبقات العمالية الاوربية نفسها-بوصفها دون الادمية تستحق من ثم قدرها. ذلك ان تلك الصورة تيسر ادعاءا ماكرا مضمرا مفاده ان تلك الشعوب لا شعور لها. فهى لا تشعر بالالم من ثم لا يضيرها ما يحيق بها كونها أدنى من الحيوان.
و اجادل ان ذلك السيناريو يؤلف  قمة العقلانية بامتياز. و تدرك تلك العقلانية ان تنويعتها من الحقيقة لا تصمد لما تستغرقه طرفة عين وعليه لا تسمح تلك العقلانية ببارقة من بديل و لو للحظة. فالعقلانية ان امعنت النظر كما اجادل تبقى محورية للمجتمعات المتحضرة و لكنها تتستر على جرائم تلك المجتمعات بكل الوسائل. وتتواطأ الاكاديميا و الاعلام و الادب و الفن على المسكوت عنه و تكرسه بحذق يدعو للاعجاب,
 تعالق السيطرة على الماضى و الذاكرة و الهوية و اللغة: 
يقول جورج اورويل فى روايته بعنوان 1984 "من يملك الحاضر يملك المستقبل". واقول ان استخدامنا غير الملهم للغة يسلمنا للوقوع فى عبودية العقل العرب و ريما عقول اغلبيات الناس العرديين فى الغرب نفسه الاكاذيب و انصاف الحقائق الرأسمالية الغربية. و تدرك الصفوات الاوليجاركية-المالية منها خاصة-أن السيطرة على الماضى تقيض السيطرة على الحاضر و من ثم المستقبل. و قياسا تتعالق تلك السيطرة  و سيطرة اللغة على الذهن و الخاطر. و يردد الليبراليون الجدد و العقلانيون الجدد اسطوانة مشروخة بما يتعين عليه اسيادهم اعراب الشتات. و قياسا يغدو كل ما هو مطلوب التحكم فى الذاكرة و الغاءها بمفصلة اللغة.
و تغدو بمفصلة اللعة مفهومات كالحضارة الانسانية-قياسا على مفاهيم حضارة اعراب الشتات-بربرية والحرية عبودية و السلام حرب أو-و العكس و ضحايا الحروب المدنيين خسائر موازية Collateral damage و التعذيب يسمى عزفا فائقا (ربما على  اجساد الضحايا) Extra-ordinary Rendition  و الرصاص المتهور الذى لا يرعوي فى قتل كل من هو امامه بلا روية نيران صديقة  Friendly fire. و قياسا حيث خرجت أمريكا و بريطانيا فى مهمة نبيلة لتحرير الشعب العراقى من الطغيان فان حلف الاطلنطى طوق نجاة العالم الحر و الدمقرطة فى مواجهة الارهاب. فما يسمى بيت الحرية The House of Freedom ليس سوى احد اذرع الصهيونية العالمية متمثلة فى تنويعات نظرية و منهجية و تنظيمية مثل الربيبة الليبرالية الجديدة.
و ازعم ان ما بعد الليبرالية و الصهيونية-و الاخيرة تنويع مشوه او تشويه ليهودية بعض طوائف اليهود او جعلت بحيث تبدو كذلك حتى يسهل العصف بكل من ينتقدها بتهمة العداء للسامية- ان الليبرالية و الصهيونية بهذا الوصف تتعالقان من حيث انهما تزويق للراسمالية التى قال فيها ماركس ما معناه انه ما لم تنته سيطرة اليهودي الرأسمالي على التاريخ فان مصير البشرية مدان الى الابد[7]. و قياسا تغدو الليبرالية الجديدة تنويع متسر على الصهيونية العالمية الجديدة. و سواء كان معظم الليبراليين الجدد و العقلانيين الجدد يدرك او لا يدرك ان المشروع الليبرالى و كذا مشروع الليبرالية الاممية او الدولية الذى يلمع نفسه تباعا يصب فى  مشروع الصهيونية الجديدة ام لا.الا ان الواقع هو  ان خطاب الليبرالية الجديد بقى يصدر عن الخطاب الصهيونى و يكرس اجندته من حيث تعالق الصهيونية العالمية و الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية التى تراكم بالنهب خصما على كل مشروع بديل.
قفد نهبت الدول الغربية و لم يكن لاي منها ثروات طبيعية تذكر-حتى يكون لها من القوة فتستدعي قولة ادام سميث بان قوة الامم تقاس بما لديها من المعادن النفيسة-سرقت دول مثل انجلترا ولم يكن لها سوى الفحم وبعض الصفيح فى مقاطعة ويلز و هولندا و لم يكن لديها سوى طواحين الهواء و فرنسا و ايطاليا و قبلها البرتغال و اسبانيا ثروات الجنوب على مدى ال 500 عام الماضية و تباعا. و قد بقيت "الدول الغربية الغنية" تثابر على انها كذلك بانتحال ثروات من عداها حتى صدقت-باحبولة القدر الجلى او القسمة البائنة Manifest Destiny -انها كذلك.  و حيث اجادل انه لولا النهب لما بقى للغرب شيئا و قد نهب الغرب و ينهب ما على الارض و فى باطنها و ما فى عقول غيرها وتاريخهم جميعا فان اي بديل لمشروع الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية -اليسوعقرطي محكوم عليه بالصمت,او-و بالموت.
و فى المقابل تتعين الرأسمالية المذكورة على انتاج و اخراج مزوقات موسمية لمفرداتها نفسها كلما اوشكت الاخير ان تفتضح. و تنتج وتخرج مزوقة جديدة غب الازمة المالية غير المسبوقة و التى تمثلت منذ بداية 2008   تباعا. و قياسا يتعالق ما يسمى "الليبرالية العالمية" Universal Liberalism  او الاممية-و هذه مزوقات جديدة لانقاذ الخطاب الرأسمالي المالي المتهالك و قد بار النموذج الامريكي للتنمية-و نظيرات الليبرالية الجديدة و سابقاتها. فقد كانت الاخيرة جميعا و ما تبرح حرية بالا تقبل الحوار و لا الجدل و ترفض كل بديل. و قد كان الحوار و ما يبرح لا يزيد على منولوج فى غياب الطرف الاخر فى اى حوار.  و يلاحظ  ذلك اكثر ما يلاحظ فى ازمنة الاستقطاب العنيف لشرائح السلطة و محاسيبهم و حواريهم سواء كان الاخيرون تروتسكيين او معتزلة وتنويعاتهم على مر الزمان. و يخصم المنولوج الفكري والتنظيمى على من عدى الاخيرين فى كل زمان و مكان على مر التاريخ المسكوت عنه بالضرورة و النتيجة.
و قياسا يغوي بيت الحرية مثقفى العرب و المسلمين كما اغوى مثقفى الجمهوريات الاشتراكية السابقة باكرا بتنظيم و تهيئة انفسهم استعدادا لوراثة السلطة خصما على كل من الحكام و الشعوب الاوربية الشرقية. فقد بات المثقفون الليبراليون الجدد فى كل مكان يخصمون بعنف على نظائرهم الملتزمين جانب القضايا المفصلية و على الشعوب بامتياز. وكان الليبراليون الجدد-قد تصدوا بمعرفة و تمويل بيت الحرية-لتنظيم انفسهم فى  ثورات ملونة يتم اخراجها على الطريقة الهوليوودية بالالوان الطبيعية فى العواصم و ليس اى مكان اخر. فالعواصم العربية التى باتت مشوهة بالاعلانات النيون و الدعاية للعولمة و سلعها و نواديها و مواخيرها لا علاقة لها بغالبيات الريف او البادية و لا بالمنتجين للحياة و الكفاف و الثروة جميعا.
فقد كانت العواصم العربية قد باتت بالوصف اعلاه و تباعا منذ الثورة الخضراء Green Revolution  ( و هى شي  اخر غير ثورة ايران الخضراء صبيحية اعلان انتخابات 13 يونيو 2009) فى خمسينات القرن  العشرين و تباعا عبورا بما يسمى اجماع ووشنجتون Washington Consensus غيتوهات لملايين المقتلعين و تنويعاتهم . و يتمأسس اجماع ووشينجتون فوق ديون التكييف الهيكل و سياسات التكييف الهيكلى  Structural Adjustment تكريسا لنموذج التنمية ما بعد الليبرالي The post-liberal American Model of Development  ويعبر الاخير عن نفسه فى اقتصاد السوق و الخصخصة و بيع القطاع العام فى المزاد العلنى تيسيرا لرسملة اقتصاد كل مجتمع فى اى مكان. و تعبر تنويعات الغيتو تلك عن نفسها فى خصام العواصم البائن مع غيرها من المدن و البلدات و القرى و مضارب البدو و الاعراب-وهم قوم اخر غير اعراب الشتات-فى كل مكان.
-حصار الشعوب استباقا للسخط الشعبي  –القادم- على الخروج:
وبالمقابل لم يعد لشعوب المجتمعات الغنية و المفقرة معا اكثر من الخروج الى شارع تزيد اعداد الشرطة المدججة بالسلاح فيه أعدادهم هم او-و يبدعون ما يسمى الانتفاضات الاليكترونية Electronic Uprisings. و قد لاحظ الناس فى كل مكان كيف وصلت السلطات الامريكية مئات ملايين الرسائل الاليكترونية–الايميلات و الفاكسات  والرسائل الهاتفية ابان الاسبوعين اللاحقين لانهيار اسواق الائتمان العقارى فى صيف 2007 و تباعا.
هذا  فيما قد تصل اللامبالاة بعامة الامريكان ان غالبا ما لا يعلم معظمهم-مما قد يصل الى 75%و   منهم -حتى عشية الانتخابات-بان هناك انتخابات الا ان شعوب العوالم الثالثة بقيت-رغم بؤسها الموصوف- وربما بسببه-لوقت طويل مسيسية جراء تعالق الخبر و السياسة. و تدرك الرأسمالية قدرة تلك الشعوب-على بؤسها-على اقلاق شأن المراكمة وفضح  ادعاءات الاخيرة للديمقراطية و الحرية. و قياسا تتعرى امريكا-و حلفاؤها- فى العراق و افغانسنان و غزة و اليمن تباعا. و قياسا يتفاقم بؤس تلك الشعوب حتى لا يبقى فيها رمق لتأمل حالها فتغيب فيما ورائيات-ميتافيزيقيات-هربا من واقع لا يطاق. و لعل تأمل العلاقة التناسبية بين اللغة و تعين الاوليجاركيين على مصادرة قدرة الحركات الشعبية على التعبير فى كل مرة قمين باستدعاء محورية اللغة.
محورية اللغة لليبراليين الجددة و التطير من الحركات الشعبية:
تدرك الرأسمالية فى تنويعتها المالية و كانت قد ادركت باكرا منذ الثلث الاول من القرن الرابع عشر ان الحركات الشعبية هى اشد المناشط الانسانية اصالة لغة و فكرا و تنظيما و محصلة. فالرأسمالية تدرك بهذا الوصف أن كل عمل اصيل هو بطبعه ثورى لانه ينعش عقول الناس بكل من قدرته على تنظيم الناس و خلق شرط ابداعاتهم معبر عنها فى ادب مواجهة الرأسمالية بتويعاتها. و حيث تعينت بعض طوائف اليهود عقلانيا على اعادة مفصلة اللغاة الاوربية لتعبر عن تجربتهم و تسجل ذاكرتهم هم و تكرس هويتهم هم اكثر من غيرهم فقد خصمت تلك للغة الممفصلة عقلانيا على اللغاة الاوربية و الانجليزية الانجليزية بالضرورة و الانجليزية الامريكبة بالنتيجة و على تجارب غيرهم من اوربيي المجتمعات التى استضافتهم. و كان فلاسفتهم و مفكروهم و اكادميوهم و كتابهم و ادباؤهم و شعراؤهم وبخاصة اقتصاديوهم قد آلوا على انفسهم باكرا ومنذ هبوطهم شواطئ اوربا ان يخترقوا لغاة و اساليب تعبير الاوربيين باخيلة و انماط تفكير و قيم تخصهم هم خصما على معمار لغاة و الخارطة الذهنية لمن عداهم. و هكذا باتت اللغاة الاوربية الغربية وصولا الى الانجليزية الانجليزية و وريثتها الانجليزية الامريكية و ربما بعض اللغاة الاوربية الشرقية عقلانيا تعبير عن اوطان و ذاكرة و تاريخ بعض طوائف اليهود اكثر ممن عداهم. و من هنا يغدو منفى المثقف العربى و المسلم فى الغرب منفيين منقى فى المكان و اللغة بحالها كما هى و منفي فى اللغة بما اخترقها و ما اعاد تشكيلها و معمارها مما لا تفلت منه خارطة-المتحدث بها-الذهنية الا ما ندر ان حدث. و لا يعصم الاخير سوى اجادته للغته الام و حبه لها و فخره بها و تكريسه لقيمها الذهنية و الثقافية و النفسية.
و  لعل امعان النظر في محورية اللغة و الذاكرة-من حيث أن الاخيرة-كما يقول احد احبار اعراب الشتات الاحد 28 يناير 2008- فى ذكرى محرقة اربعينات القرن العشرين-قد لا تغيير اللغة الماضى الا انها ربما غيرت الحاضر. و ازعم ان من يشغل بالحاضر الماثل وحده ينسى(مبنى للمجهول) ماضيه و يضيع و هذا هو المطلوب.
و كانت العبرية مثلا قد بقيت لغة الاقلية رغم الترجمات القديمة تحرم على العامة مما تعين على "سجن النص-الذى ينبغى ان يكون شعبيا- فى لغة الاقلية"[8]. و مع ذلك كان الخروج عن التوراة و التلمود و بقى تجديفا يقاومه اسباط و احبار بعض طوائف اليهود حتى بعد ظهور موسى مينديليس الالمانى فى القرن الثامن عشر. و كانت التوراة كتبت فى القرن الثالث قبل الميلاد تحت حكم بطليموس الثالث فى الوقت نفسه الذى الفت فيه الاعمال الهومرية الملحمية او السرية" اى انه ان كانت مصر مهد التوراة الا انها لم تكن مصدر الام اليهود و لا خروجهم. و لم يثبت النص العبري للتوراة حتى القرنين التاسع و العاشر الميلاديين. فاللغة العبرية الحديثة اختراع املاه اليعازر بن يهووه الذى نشر ما بين 1910-22 نص سياسي "طلبته الصهيونية العالمية و خصصته لايجاد نوع من الاسبيرانتو ليهود العالم الموعودين بالهجرة الى فلسطين. انه اداة سياسية"[9].
 وبالمقابل تجد الليبراليين الجدد و الاوليجاركيين مشغولون-الى الشغل باللغة و احتكارها-بكل من الذكرى و بالماثل العاجل جميعا. و غالبا ما تعيد الصفوات الاوليجاركية المالية كتابة سرديتها كما فى كل مرة خصما على سرديات من عداها فيما يكتبون الاصحاح القديم كما فى كل مرة ايضا حسب المقاس و الطلب. و قياسا يرفضون اصدار النص الاصلى او اى طبعة نهائية على الاطلاق. و لا يزيد الاخيرون سوى ان يكرسوا ما تعينت الرأسمالية على تكريسه على مر مئات السنين فى كل مكان فى المقياس المدرج In a scale of gradation  بين الطبقات العاملة و شعوب المستعمرات. و تدرك الرأسمالية يقينا ان اللغة قد تمتلك تغيير المستقبل لو ترك لنا  تعريف مفرداتها و نحتنا نحن مفردات تخصنا.
و قياسا فلعل ذلك الخاطر و تأمله حري بان يقيض للمثقفين و المفكرين العرب الايمان بقدرتهم على الابداع فى الحاضر و فى الواقع. ذلك ان الابداع هو امتلاك الفرد شئ لا ينازعه فيه أحد. و الابداع هو الايمان بشئ و جعله يحدث لكون المبدع على استعداد لدفع ثمن المثابرة على الخلق يقينا فى محصلة ذلك الخلق.فالمبدع تدفعه عاطفة و الرغبة فى تغيير العالم او-و ذاته-الى الافضل بادراك بصير و متفائل بامكانية ذلك لان المبدع حري بامتلاك معرفة من أين يأت الابداع و الى اين يذهب-ليغيير المبدع العالم او نفسه ان امكن.


[1]  انظر(ي) الفيديو الملحق بمقال   Christopher Bullyn: How the Mossad Controls Our Political Parties dated 25th. October, 2008 على شبكة المعلومات
كمال صليبى Salibi,Kamal:1978:The Bible Came From
[2] انظر(ي) او اصغ على BBC world Service /Hard Talk/430 am Wednesday/24/12/2009
[3] [3] انظر(ي)جون جراي نهاية حلم:John Gray: the end of a dream: the Newstatesman
 
انظر(ي)Peter Ryre; The Debate: hosted by Lord Ahmed on PressTV:Friday 8. January.2010  
[5] ما زالت ترد 3 حالالت لاطفال عراقيين مصابون بامراض خصرة من الكساح الى التشوه الخلقى و العقلى فى واحدة وحسب من مستشفيات الفالوجة. و قد باتت تلك الحالات وباءانتشر فى كافة العراق بعد الاجتيا الامريكى فى 2003. ويضر المسئولون العسكريون الامريكان ان لا علاقة بين الاسلحة المستخدمة فى الحرب على العراق و بين تلك الحالات . و يصعب اثبات استخدام قوات التحالف ليرانيوم النضب كما ان المسئولين الامريكان يؤكدون ان الفوسفور الابيض لا ينتج مثل تلك الحالات. و بالمقابل تنصح اللسلطات الصحية العراقبة النساء العراقيات فى الفالوجة مثلا بعدم الانجاب. فهل نحن امام نموذج حديث من نماذج الامم البائدة؟
 
[6] . انظر(ي) John Pilger:Newstatesman:4.1.2010:P:16
[7] يقول ماركس ما معناه "ان اردت التعرف على الرأسمالي فابحث عن اليهودى". واعتقد انه يقصد بعض اسباط واحبار و قضاة و امراء و تجار بعض طوائف اليهود و ليس كل يهودي بهذا الوصف الله اعلم
[8] انظر(ي) بيير روسى ص: 27
[9] انظر(ي) بيير روسى شرحه ص:27-29.



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوارج و المعتزلة الجدد و اعادة انتاج الفكر و التنظيم التنو ...
- ابن حنبل و ابن ابي دؤاد النخب العباسية و خصومهم الشرفاء
- الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2
- سيناريوهان مصريان او –و رأسماليان ماليان
- الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
- افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
- المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [ ...
- 100 عام على يوم المرأة العالمي؟
- النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع ...
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
- رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم ...
- هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
- تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم ...
- كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - عقلانية الذراية بالشعوب تيسيرا لابلستها المحرقة مابعد الليبرالية تعريفا اجرائيا