أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - التنوير و دائرة الطوباشير الصهيونية[i]















المزيد.....



التنوير و دائرة الطوباشير الصهيونية[i]


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 20:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


التنوير و دائرة الطوباشير الصهيونية[i]
تزويق واعادة كتابة التاريخ حسب الطلب فى كل مرة[ii]

الجزء الاول
تمهيد: التنويريون الصهاينة
ازعم ان الصهاينة بتنويعاتهم الغربية و العربية و على رأسهم أهم الليبراليين الجدد غربيين و عرب يتعينون  تباعا على اعادة كتابة التاريخ الذي يطلقون عليه تاريخ البشرية –الانتقائية بالضرورة –و تاريخ العرب و المسلمين بالنتيجة في سياق و على ضوء مفهومات غربية-رأسمالية مالية–صهيونية. و يحدث ذلك فى غياب البدائل جراء عجز معظم المفكرين و المثقفين العرب و المسلمين عن ابداع شئ-او-و كوظيفة للترويع الثقافي و الذهنى الغربي لكل من هو غير غربي او ما هو غير مغربن Westernized.
 فقد بقي اكثر ما تعين عليها يعضنا هو الولوغ فى ترجمة حال العرب و المسلمين و امور الشرق بلغة خصوم الاخيرين فلم يخرجوا بابعد من مسخرة احوالنا النظرية و التطبيقية. فلم ننتج فكرا و تنظيما يخصنا وصولا الى تورطنا فى مواجهة الواقع بالاقتهار لخندقي الباطل. فحيث لم نخلق لنا خندقا يخص تجربة نضالية عربية واحدة  بقى علينا الازعان للاختيار بين خندقي الاستبداد أو الخيانة. و للاخيرين اليوم تنويعات مزوقة و ماكرة و متساررة و تملك اموالا طائلة لغواية شعوب مفقرة حتى الموت.
و كان ما يسمى الصواب السياسي Political correctness- و اجادل ان الاخير ليس سوى تنويع على التكقير الاسلاموي لكل من عدى الغربي- و كان الصواب السياسي قد فرض شريعة البراديجمات و السيناريوهات الاكاديمية الغربية- باصولية الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية الماثلة. و قد تحلق بنا  صقور ثورات مضادة تجيد الانتهاز في زمان اصبح فيه لكل شئ ثمن ولم يعد لشئ قيمة.
 وفاقم  حصارنا ان راح الصهاينة يوسعون دائرة ارض الميعاد و الياتها تباعا لتفوق ما هو ابعد من تجربة الغيتو الالماني او البولندي و معسكرات العمل لتسع ارض ميعاد فلسطين التاريخية الى ما هو فائق لارض فلسطين على غرار راعى بيرتولد بريخت في "دائرة الطوباشير القوقازية". فان ادعى الصهاينة ان حدود اسرائيل من النيل الى الفرات بدعي الصهاينة الجدد- متسترين وراء المسيحية اليهودية فوراء العولمة ان اسرائيل من أشور و من بابل و من مصر و من باثوس و من كوش و من ايلام  ومن شينار و من هماث و من الجزائر التى فى البحر. و يقولون ان طرداء بنى اسرائيل سيجتعون في "اطراف الارض الاربع".
و يجأر اعراب الشتات الصهاينة ان يهوا يصيب كل من يعصاه- بمعنى من يختلف مع مشروع اعراب الشتات - سواء دولة اسرائيل او ارض ميعاد بلا حدود كدائرة الطوباشير القوقازية- يصيب يهوا من يعصاه بطوفان او بمصيبة أو كارثة او طاعون اخلاءا للارض من سكانها. فالارض لا تسعنا كلنا. هذا و ان  تكريس نشوء و ارتقاء الصهاينة  يصدر  منذ القرن الثامن عشر او قبل ذلك بكثير نظريات سكان و بيئة و موارد بادر بها مفكرو و فلاسفة البندقية و نظائرهم المحارقيين امثال البندقي جياماريا اورليس Giammaria Ortes المولود فى 1713. و كان الاخير اول من روج اسطورة  "حمولة الارض" Earth Carrying capacity  بوصف تعالق محودية حمولة الارص ب 3 مليارات نسمة[iii]. اما في افضل الشروط فان منتهى تحقق نبؤة او وعد يهوا للصهاينة تجعل غير الاخيرين عبيدا لهم[iv].
سلفية البروتستانت الغربيين و السلفيين الاسلاميويين:
لا املك اخفاء انزعاجي و قلقي للحوار الدائر بين يعض الثوار العرب و الليبراليين العرب الجدد و الصهاينة العرب جول الاصلاح البروتستانتي و نشأة الديمقراطية الاوربية الغربية من ناحية. و من ناحية اخرى فان اكثر ما يقلق بل ما يخشي هو القياس الملتبس و المشبوه بين البرتستانتية الغربية و الاسلام او حتى الاسلام السياسي. و لعل اهم ما يحدث هو ان القياسات تعقد و كان تلك الظواهر كانت و بقيت على ما هي عليه فلم تتطور او تنشأ صاعدة او تنكص بالاحرى.
هذا و حتى الكاثوليكية الغربية التى تستدعي كغريم للبروتستانتية التنويرية تختزل فيما يقوله البروتستانت على طريقة الاخذ عن نشرات الاخبار التى تصدر عن معارضات مشبوهة دون التحقق من التقارير او الاخذ عن جهات محايدة ان وجدت. و كانت الكاثوليكية الغربية قد عاصرت تغييرات كثيرة اهمها مغبة الهجمة المتصلة المنظمة عليها منذ سقوط الامبراطورية الرومانية الشرقية وصولا الى حلول الافانجلية الانجلو ساكسونية فالافانجلية الانجلو امريكية المتطرفة.
و لقد كانت الكثوليكية الغربية حرية بان تتأثر بتلك التحورات بحيث يغدو من الصعب تكويم التطورات الحالة فى الكاثوليكية الغربية فى كومة واحدة. و عليه فليس ثمة قياس بين الكاثوليكية التى كانت تبيع صحوك الغفران و الاسلام و لا بين البروتستانتية الغربية- الا اذا كنا نقارن الاخيرة بالسلفيين. فان لم يكن ذلك هو المفهوم فليكن المفهوم اذن واضحا والا دخلنا فى احبولة لا متناهية. و الواقع فان ثمة خلط خطير بين الاشياء و المسميات و المفاهيم . و اخشى ما اخشاه ان يكون بعضهم قد ورط بعضنا فى جدل سيؤدي الى تكريس سردية اعراب الشتات(الخرز خاصة و احفادهم لاشكنازي و ربما الصهاينة العرب) الرسمية مجددا. و لعل هذا هو المطلوب.
أن القول بان الإصلاح البروتستانتي كان حركة إصلاح ديني لمجتمع غربي كانت تهيمن عليه الكنيسة الكاثوليكية حيث قل وجود او انعدمت السياسة أو الفكر العلماني أو الديني المتنور المتطور الصاعد الناشئ داروينيا- ان مثل هذا القول ليس سوى ترداد معيب لمزوقات غير قابلة للاثبات. فذلك القول يصدر عن تحليل غير نقدي uncritical analysis وفائق  التبسيطيية  over simplification  في افضل الشروط لما يقوله التنويريون و ما يبرحون. و لا خلاص من ربقة التنويرين سوى ادراك ان التنوير لم يكن سوى ثورة مضادة بامتياز.
سوى انه ان كتب التنويريون هم انفسهم التاريخ منذ حركة الميناطيي illuminatis في القرن الثامن عشر ان لم يكن باكرا جدا فانهم ما يبرحون حتى اليوم بكتبون التاريخ و يعيودون كتابة الاصحاح القديم و الجديد كما فى كل مرة  و عليه فلغة و مفردات ذلك التاريخ هي لغة اعراب الشتات الصهاينة الممفصلة المزوفة بمفرداتهم هم المتكاذبة. ذلك ان التاريخ الغربي-الرأسمالي المالي-الصهيوني يتمأسس فوق كذبة كبرى. و قياسا فالقول بان البروتستانتية-كانت تنويرية بمعنى انها كانت معنية بنشر العلمانية خصما على التدين المسيحي بغاية خلق عالم متنور دينيا مثلا ان هذا القول لا يزيد على تزويق ما فعله التنوير و ما كان ينوي فعله بالضرورة و ما بقي يكرسه بالنتيجة حتى اليوم انتقائيا.
فان ادعت البروتستانتية محاربة ظلامية الكاثويكية الغربية في العالم الغربي فان ذلك لم يزد على  قولة حق اريد بها باطل. والحقيقية الموضوعية ان امعنا النظر قليلا وراء المفردات و المفهومات و الاستخدامات usages  ان طوائف بروتستانتية مثل الهيوجونوتس Hugonauts و الكويكرز        Quakers  و اليسوعيين Jesuites وغيرها من الطوائف المتطرفة مثل طائفة الرانتارز-Ranters-معناها الحرفى الثرثارين قد تعينت -باكرا وقبل الافانجلية المتطرفة أو-والمسيحيين الصهاينة-على اجتياح الكاثوليكية الغربية. مما فصله فى الجزء الثاني. فقد كانت تلك الطوائف حرية بان تنشر ما هو اسوأ مما يشارف بعض تنويعات الطوائف السلفية التكفيرية ان نحن امعنا النظر قليلا و حسب.
و لعل سلفية التنويريين الجدد او الصهاينة و سلفية الاسلامويين تلتقيان في ان كل منهما بسبيل مشروعي خلاقة تخصه. و لعل الناس يلاحظون بقليل من امعان النظر ان ثمة خلافة عبرية و خلافة اسلاموية تتقاتلان قوق ارض الشرق الاوسط القديم و الجديد. و تتعين كل من الخلافتين على احلال ظواهر بعينها افصلها فى الجزء الثاني و منها تدمير الشواهد الحجرية و الثقافية و التاريخية لكل ما سبقهما او-و ادعائها من تدمير الشواهد الحجرية و الاثار الاسلامية فى السعودية مثلا. و بالمقابل تدعي اسرائيل الحضارات الوادي نيلية و مدن الجزيرة العربية و تراث الاندلس الخ[v].  و يحند هذان المشروعان عامة العرب و المسلمين كما يغويان بعض المثقفين و انصافهم من الانتهازيين في حروب بالوكالة عن الصهيونية العالمية.
الحركات المسيحية السلفية و سفر تكوين اختراق المسيحية الغربية:
من المفيد ملاحظة كيف نشأ ما يمكن قياسه على بعض الحركات السلفية المعاصرة من حيث مناصبة العقيدة الاصلية العداء وصولا الى محاولة القضاء عليها قضاءا حتى لا تعود العقيدة-اي عقيدة من يهودية و مسيحية و الاسلامية و كنفيوشية وبوذية و غيرها حتى لا تعود تتعرف علي نفسها اذ تغدو تلك العقيدة تنويع مشوه على نفسها.
و تعبر التحولات الحالة فى العقيدة اي عقيدة عن نفسها فى تشويه العقيدة و اعلاء و فرض ما هو قمين بمحو الملامح الموضوعية و التاريخية للثقافة والفكر و التقاليد كما يلاحظ الناس فى كل مكان تباعا فى كافة العقائد و منها اليهودية نفسها و فى الاسلام فى المنطقة المسماة حاليا بالشرق الاوسط الكبير او الجديد. و قياسا يلاحظ الباحث ان اراد كيف نشطت من القرن السادس عشر وصولا الا القرن الثامن عشر حركات مسيحية أعرفها بالسلفية قياسا على نظائرها الاسلامية العربية المعاصرة.
ومن مظاهر تشويه و تحوير العقيدة ان تتعين النظائر المسيحية الغربية المحدثة نسبيا على  تدمير الكاثوليكية الغربية تحت الوية الاصلاح الدينى (المضاد طبعا). فقد اتسم الاصلاح الدينى بعنف الخروج على مؤسسية العقيدة  الكاثوليكية تحت راية البروتسانتية و طوائفها المتعددة و منها ماهو مذكور ادناه. و حيث احتكر اعضاء الطوائف المتطرفة تلك لانفسهم اسم المؤمنين فقد راحوا يكفرون كل من عداهم.
الشك فى تنزيل الانجيل و خلق القرآن: 
كانت البروتستانتية قد تمأسست فوق التشكك فى  تنزيل الانجيل و ما اذ كان منزلا او كتبه بشر غير منزهين عن الخطأ  فانكروا ان الانجيل كلام لله فى تنويع على خلق القرآن كما نكلوا يخصومهم مثلما فعل المتعزلة مع خصومهم. و كان جنود الملك تشارلز الثانى يحطمون الكنائس الكاثوليكية و يتعقبون الكاثوليك و يعقدون حلقات العقاب العلنى فى الميادين العامة حيث يحرق "الكفرة" على الملأ باشتراك الجماهير. وكانت حركات تحطيم المحاريب و التماثيل الكاثوليكية الغربية قد انتشرت على عهد هنري الثامن 1491-1547 ثم اليزابيث الأولى1533-1603- الى تشالز الثانى1630-85. فقد كان البروتسانت تستعدون العامة على تدنيس المقدسات الكنسية و هم يجأرون بان تلك المقدسات وثنية و تستح التدير مثلما يقول و يفعل ابتاع بعض الطوائف الاسلاموية اليوم. فقد كان "المؤمنون"-بالبروتستانتية-و معناها العصاة او-والمعارضين-مدنيين و جنود يدمرون رموز الكاثوليك فى كل مكان فى أوربا وصولا الى اعدام رجال الدين و قادة الكاثوليك و اقامة المذابح  لهم.
 و قياسا فلعل بعض طوائف الخوارج كانت تنويع باكر على الطوائف الخارجة على الكاثوليكية من حيث حض الناس على عهد الخلافة العباسية الرشيدية على القضاء على كل ما عدى القول بان القرأن مخلوق و تعقب الخصوم مثل احمد ابن حنبل و تكفيرهم وربما استباحة دمهم. و أزعم ان محصلة التنوير تشارف محصلة حركة الخوارج السياسيين من حيث ان كلاهما ادعى تحرير العقل من الدين و زعم بدمقرطة الخطاب الا انه لم يلبث ان حرم على من عداه اى خطاب بديل.
و ازعم ان كلاهما كان متطرفا من حيث ان ذلك التطرف كان مدعاة لمصادرة اى جدل و الحق فى الاختلاف معهم و كانت مغبة الاختلاف معهم تلقى بصاحبها تحت طائلة تهمة التجديف و الهرطقة و التكفير[vi] مما قد اناقشه فى الجزء الثاني. فرغم ان الخوارج كانوا ربما أول من زوق ما يشارف الحلم الامريكى حين قالوا بان من حق كل فرد بغض النظر عن لونه او طبقته ان يطمح فى احتلال منصب الخلافة الا ان تنويعات الخوارج و المعتزلة كانت تحرم من عداها مثلما يفعل السلفيون بانواعهم في كل مكان من الافانجليين الامريكان المتطرفين الى السلفيين و الجهاديين الاسلامويين.
 فمن هم التنويريون الصهاينة ؟
 من المفيد تذكر ان ثمة حركات تنويرية باكرة لم تسمي بهذا الاسم و انما عبرت عن نفسها فى تحولات حلت بالظواهر العقيدية الدينة الثقافية التاريخية المعينة مما عبر عن نفسه مثلا ابان العصرين الاموي و العباسي و تباعا فى العالم الاسلامي وصولا الى نشوء و نضوج معظم الحركات السلفية المعاصرة. و ازعم ان الحركات السلفية الاسلامية العربية كانت سفر تكوين نظيرتها الغربية. ذلك ان اعراب الشتات وقفوا وراء النظائر الاسلامية العربية منذ القرن السابع الهجري فى كل من الخلافة الاموية و العباسية و ربما منذ  عهد عثمان و لعلهم بادروا بها منذ مجتمع المدينة.
تعريف اجرائي للفكر التنويري او الاليميناطي:
ليس التالي تعريف مجرد او حتى تاريخى رسمي لحركة التنوير Enlightenment  او ما يسمى بالاليميناطي. و لكل من يريد التعريف المجرد او الرسمى المزوق Euphemized للمفهوم فليرجع الى وكيبيديا التنوير او-و الاليميناطي و الى موقع التعريف بادم وايزهوبت Adam Weishaupt,  مؤسس حركة بافاريا  Bavarian Illuminati, an Enlightenment-era secret society founded on May 1, 1776.. [vii]
و ليست اليميناطي القرن الثامن عشر اخر و لا اول الحركات القيامية. فقد عبرت تلك الحركات عن نفسها فى مناويل-جمع منوال-ما ينفك يتفجر فى نفسه في كل  مرة مما يلاحظه فيما يسمى بالمحارق.
وما يهمنا هو التعريف الاجرائي اي ذلك الذي يتمأسس فوق اعادة مفصلة و يصدر عن تفكيك المفهوم بغاية محاولة سبر كنه تلك الحركة و مغبتها و تداعياتها اللاحقة و الماثلة تباعا.
اللغة و الكذبة الكبرى:
  احاول فيما يلي- كما افعل دائما- اعادة تعريف و فك فصلة و نحت مفردات بغاية المساهمة و لو بصورة متواضعة تعتورها بالضرورة خشية من كل اللامساسات و المحازير و فخاخ اللغة الرسمية-احاول الاسهام فى مراكمة مفردات لغة تخص الواقع العربي الاسلامي-غير الغربي- في مواجهة الكذبة الكبرى و مفرداتها.  
التنوير و الاليميناطي:
اجادل ان ما يسمى التنوير نشأ في تعالقه مع حركة ما يعرف بالاليميناطي Illuminate-و يأتي الاخير  من الفعل ينور To illuminate  --و انتشر فى  القرن الثامن عشر. ومن المفيد تذكر ان بعض اباء امريكا الاوائل كان اليوميناطى وماسونى و بعضهم كان من اقارب الاسرة المالكة الانجليزية.
و تظهر رموز الاليموناطى فوق جملة شواهد الامريكية.  و تعبر الاليموناطية عن نفسها فى العين الحارسة التى تقف مع رسم الهرم غير المكتمل فوق ورقة العملة الامريكية[viii].
و يبقي مفهوم العالم الجديد مفهوما اليموناطىا محوريا فيما يستدعي مفهوم النظام العالمي الجديد New World Order و يصدر عن مفهوم  الحكومة العالمية التي يهيمن عليها الاليموناط و انغالهم من الانتلجينسيا., و لعل الاخير تنويع باكر على الليبراليين الجدد و كل من الطبقات الوسيطة و المتوسطة و الطبقات الاجرائية   operational classesوالثرثارة الخ. فطالما بقيت تلك الطبقة النغلة تستبدل بنظيرة او تنويع عليها فى كل مرة على مر تاريخ الرأسمالية المالية خاصة-الصهيونية العالمية.  
الاصلاح الدينى و الاصلاح المضاد اي التخريب  المنظم :
من المفيد تذكر ان الاصلاح الدينى كان يعبر عن صراع الطوائف العاصية للفاتيكان والخارجة على الكاثوليكية. و ان النهضة كانت رد فعل الكنيسة على الاصلاح الدينى. و قياسا فقد كان التنوير او الانوار رد فعل مضاد على النهضة المسيحية الكاثوليكية التى تمثلت فى ازدهار الفنون و المعمار و السرديات الفردية لكبار اثرياء اوربا  بخاصة البندقية. و من ثم فليست تلك الاحداث تراتبات متصلة تراجيكتورياTrajectory   اى فى سياق  افقى متصل. وقياسا اجادل ان الاصلاح الدينى كان دافع ما يسمى النهضة و كان "المبدأ الانسانوى" رد فعل متستر على النهضة.
ومن المفيد تذكر ان النهضة الباكرة Early Renaissance[ix] تعاصرت وعشية سقوط غرناطة. و لعل الاصلاح الدينى كان سفر تكوين المبدأ الانسانوي. و كان ديزيديرياس ايرازماس Desiderius Erasmus-1466-1536 سيد الانسانويين الهراطقة- بجأر بانه مسيحى و يحض الناس على نسيان الرب. و حيث يخلط بعضنا بين حقيقة ان النهضة و التنوير تداعيات متواترة لمشروع واحد فانه من المفيد تذكر أن النهضة و التنوير تقفان احداهما فى مواجهة الاخرى و قد تخاصمتا فى تمثلات بائنة.
النهضة و مغبة عداوة التنوير و العلم للكاثوليكية:
حيث تزعم هذه الدراسة كما ذكرنا فى مكان اخر أن العقلانية اساس الفكر و السلوك الغربى الرأسمالى فان تلك العقلانية تصدر عن الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية على الخصوص. و قد تمأسست الاخيرة فوق التستر على اباحية اساليب المراكمة بالفائدة و بيع المال كسلعة اكثر منها بالربح واعادة التوزيع مهما كان التوزيع فارقا. فاعادة التوزيع متمثلة فى السلع و الخدمات مثل التعليم و العلاج و السكن بتوفير فرص العمل تعبر عن نفسها فى الانتاج السلعى. و يتمأسس الانتاج فوق اعادة التوزيع التبادل الاستهلاك الانتاج عائدا الى نفسه مرة اخرى production-distribution-exchange-consumption- production going back to it anew.
فالعقلانية المذكورة تصدر فوق كل شئ عن استلاب ثروات و مقدرات المخضعين للنظام الرأسمالى العالمى- العولمة- مشروع القرن الامريكى الصهينونى الجديد و على  فائض و خالص العمل الحى فى كل مكان. فتراكم شركة واحدة من اشهر شركات صناعة و بيع الملابس والازياء العالمية(جاب GAP) ما قدر فى 27 اكتوبر 2007 ب 3 مليارات استرلينى سنويا من عمالة الاطفال فى شبه القارة الهندية و جنوب شرقي اسيا مثلا.
و  قد تمثلت العقلانية بالوصف اعلاه و تباعا اكثر ما تمثلت فى الفكر و التنظيم الانجلوساكسونى و وريثه الانجلو امريكى كون الاول كان قد استوعب(مبني للمجهول)  باكرا و قبل غيره من المجتمعات الاوربية الغربية فى فكر و تنظيم او فوضى فكر وتنظيم اعراب الشتات المهيكلة او المنظمة Structured or Organised Chaos .
و أزعم ان كمياء الفوضى المذكورة كانت حرية بان تنتج  مفهومين مختلفين بالضرورة للنهضة و التنوير. و لم تنفك السردية الرسمية للتنور و المبدأ الانسانوي تفريعاتهما العقلانية و العلمانية و غيرها  ان كرست  مدلسات القة و لا متناهية بشان التنوير مما راح ياخذ من وقتها بخناق الفكر و التنظيم غير الغربيين و ما يبرح يأخذ بخناق الاخيرين تباعا.
ذلك ان افئدة المفكرين و المثقفين غير الغربيين- العرب و غيرهم- تعلقت بتلك المدلسات بل راح بعضهم يزاود عليها و يتخصص فيها و يشتهر بها بمعرفة و تواطؤ واحتفال الاكاديميا الغربية –الرأسمالية خصما على كل و اي مشروع فكري تنظيمي بديل. هذا ففيما لم تزد تلك المدلسات و المزوقات عن ان تسلم المفكرين و المثقفين فى كل مكان فى المقياس المدرج لفخاخ فكرية وتنظيمية لا متناهية.
 الكاثوليكة الغربية و الخوارج على مؤسسية العقيدة :لبروتستانت 
اجادل تباعا و فى بحث طويل استغرق سنين ان التنوير و قد تعين عليه اوليجاكيو بعض المدن الدول الايطالية مثل البندقية و فلورنسا كان حريا بان يعبر عن نفسه بوصفه مشروع اوليجاركي صفووي رغم احبولة انتشره بين العامة و بمغبة تحريض و تجنيد العامة في تنفيذ غاياته. و كانت النهضة الاوربية الغربية و بخاصة فى موطنها الاول فى جنوبى اوربا قد تأثرت بالاندلس و غيرها من الفضاءات الاسلامية مما يكون قد اثار حفيظة الاوليجاركيين و دفع الى رد الفعل عليها.
و قياسا فقد تعينت اوربا الجنوب غربية ثم الجنوبية بريادة فرنسا فالمانيا و الجزر البريطانية على كل من حركتى "النهضة" و "التنوير". و كانت النهضة بريادة البابوية و التنوير بريادة اوليجاركييى جمهورية البندقية الحرة فى مواجة النهضة البابوية. فقد انخرط فى كل منهما جماعتان متقابلتان و قد تخندقت كل منها فى مواجهة الاخرى بعنف و عصاب منقطعي النظير.
 وقد تمأسست تنويعة من النهضة يشار اليها بالنهضة الحديثة او العليا على الانسانوية فراحت تصدر عما يسمى الاصلاح الدينى Reformation . اما النهضة البابوية فقد كانت ايطالية اكثر منها اى شئ اوربى اخر-و قد عرفت مرة بعصر تعقب العلماء واحراق الساحرات جراء المؤامرات و المكائد التى ساقتها جمهورية البندقية ضد المدن الدول الايطالية. ذلك ان معظم العلماء و الفلاسفة كان معاد للبابوية. و كانوا يأخذون عن الندلس و يتحدثون العربية فقد كان العلم المعرفية عربيين وكان معظم الناس اميين ولم يكن ملوكهم يتحدثون لغتهم.
 ومن المفيد تذكر ان بعض تنويعات طرق صوفية يهودية كانت قد ظهرت فى القرن الرابع عشر و الخامس عشر فى اوربا الشرقية و اوربا الجنوبية والشمالية و بخاصة غب سقوط ممالك الاندلس وقد انتشرت البغضاء الدينية و تعقب الغرماء وزاعت محاكم التفتيش. و كانت الاخيرة انتشرت منذ القرن الثانى عشر و بعثت مجددا فى القرن السادس عشر جراء طوفان المهاجرين من اسبانيا و البرتغال عشية سقوط غرناطة. و كان بعض المهاجرين الى البندقية فى طريقهم من البرتغال فى 1540 قد تنصر و بقى مع ذلك "يجهل التعاليم المسيحية".
و قد "اتضح ان معظمهم لايعرف معنى ابانا الذى فى السماوات" والقت السلطات القبض عليهم الا أن محاكم التفتيش و كانت تصدر عن قوانين ولوائح أقل عنفا من نشاط الكاثوليك المتطرفين الهيستيرى-مما اندلع متساوقا مع تعقب المفكرين و الكتاب و الساحرات. فقد كانت الكنيسة تنتهج "سياسة متسامحة مع المسيحيين الجدد أى بعض طوائف اليهود الذين أعتنقوا المسيحية و كذلك بعض طوائف اليهود السفارديم[x].
ومرة اخرى يقول التاريخ الرسمى للاصلاح الدينى ان النهضة كانت قد تعينت على حركة اصلاح للكنيسة و قد  تمثلت فى رعاية الفنون و انعاش و بناء الكنائس و الكاتدرائيات الكبرى الخ.
 و بالمقابل لم يلبث ما يسمى التنوير ان ان اشرع حركة اصلاح دينى مضادة Counter-Reformation  القت على نفسها صفة البرةتسانتية. و قد بدأ التنوير فى القرن 16. و قد ادعت البروتستانتية مشروع اصلاح للكنيسة الكاثوليكية. الا ان التنوير لم يزد فى معظمه على احبولة تماثل احبولة التحديث Modernisation و اصلاح الشرق الاوسط الكبير الخ.
و في اعادة تعريف مفردة الاصلاح تلك اجرائيا يتضح اليوم دون اي وقت اخر ان تلك المفردة لا تقل و لا تزيد على الاستثمار فى الخراب او التخريب مما يلاحظ تباعا فى تدمير الشواهد و الاثار و العصف بالقيم بلا انتفاء و اشاعة الفوضى (المنظمة) بتجنيد العامة فى التخريب الموجه و تدمير لكافة المقدسات و تعقب خصوم الاوليجاركيين و من اطلقوا على انفسهم التنويريين.
ذلك ان الاصلاح الدينى اي التنوير لم يزد عن التعيين على حركة معادية للكاثوليكية باتت تعرف بالحركة البروتستانتية فى مواجهة الكنيسة الكاثوليكية. و بالمقابل انتشرت البروتستانتية فى شمال غرب اوربا و راحت الطوائف المعادية للبابوية تتهم الكنيسة و المؤسسة الدينية والسياسية بكل من الثراء الفاحش و التراتب المركزى و الجمود و التخلف والبعد ان بساطة المسيحية.
خصومة الكاثوليكية والعلم:
كان الاوربيون الغربيون في القرن السادس عشر محبطون يتطرون من كل شئ وأى شئ فى تنويع على حال العرب و المسلمين اليوم. فقد كانت اوربا محاصرة بالاسلام من الشرق و الغرب و الجنوب. و كان الاسلام مركز الحضارة فى العالم. و أزعم ان نشوء النهضة كان قد تعاصر و حصار اوربا الجنوب غربي و الغربية بالاسلام. و كان العلم الغربى بدوره قام فى مناخ خصومة معلنة بين الكاثوليكية و العلم. و اجادل ان العلم الغريى غدا "علما انتقائيا" و باتت الانتقائية واحدة من ملامح المعرفة الغربية.
و قد نشاء كل من النهضة و العلم الغربيين فى مناخ الاحباط و التطيير. و كان ذلك حريا بان يدفع الاوربيين الغربيين الى اجتزاء التاريخ و الحقائق لصالحهم هم و خصما على من عداهم من يومها و الى وقت طويل و ربما حتى اليوم جراء مثول الخطاب اليبرالى الجديد باجندة المحافظين الجدد.  و قياسا فقد وقف البيورينانيون ازاء الكاثوليكية موقف الخصم و راح البيوريتانيون–التطهريون المتطرفون بطبعهم يدعون-فى خصومتهم مع الكاثوليكية-انهم علمانيين تكاذبا.
و كان اوليفر كرومويل سيد البيورتانيين قد انشأ معظم مجموعة الجميعات الملكية الطبية و العلمية الخ. و يجأر العلم اليوم باهمية البحوث على التلقيح الصناعى و الاستنساخ و التعديل الجينى و على الخلايا الجزعية الى التجريب على زرع خلايا حيوانية فى نظيرتها الادمية بادعاء محاولة الوصول الى علاج لامراض مثل الزاهيمر و الباركينسونز الخ.
و تتهم الكنيسة الكاثوليكة بالبربرية و التخلف بل بعدم الشفقة حين وقف الكاثوليك موفقا حازما من قصية خلط النطف او الخلايا الآدمية الحيوانية أى خلق نطف مهجنة باسم العلم و يصرح القساوسة الكاثوليك بان ذلك عدوان على الانسانية و سوف يخلق فرانكيستاين قريب فى حين يجأر العلم ان ذلك من شأنه تخفيف الام البشرية.( ها ها  ها).
التنويرية الصهيونية و التنويريون الصهاينة؟
ازعم ان التنوير تمأسس فوق مفهومات محورية بعينها و كلها صففوي رغم ادعاء تحرير الشعب و في عين الحركات الشعبية التى اندلعت بتحريض زعامات مشبوهة. فقد كانت تلك الحركات و اعددها فى الحزء الثاني في معظمها ادواة لخلق مناخ ثوري يبرر العصف بخصوم من سموا انفسهم بالبروتستانت اي العصاة للبابوية بوصفهم تنويريين. و من اهم المفهومات التنويرية الاليميناطي و الانتلجينسيا و طيقة الشعب و حمولة الارض و غير ذلك مما احاول اعادة تعريفه اجرائيا operationally تباعا.
و يأتى من مفردة الاليميناطى تخريج يشير الى او-و يعرف الانتليجينسيا دون اعلان ذلك. و قياسا ازعم انه اذ يصدر مفهوم الانتليجينسيا عن الاليموناطى فان كلاهما مفهوم صفووي. فمفردة اليميناطى تضمر في اصلها مفهوم الصفوات الفكرية الممتازة من الفلاسفة و المبدعين الذين تضيئ عقولهم العالم الغربى بالطبع.
و يفترض تعريف مفهوم الاليميناطى اجرائيا مثلما يفترض مفهوم طبقة الشعب the people’s class  (مما أعرفه ادناه) خصم او خلق شرط خصم مثول و وجود الاليمانطي و طبقة الشعب على مثول و وجود من عدى الصفوويين-اى على العامة الدهماء الغوغاء و الغويم و أحيانا الجنتايل و المشركين بيهوا تضيمنا و انتقائيا و حسب الطلب و المخطط الاني او المستقبلي.
 ذلك ان العامة حسب تصنيفات الاليميناطي و طبقة الشعب-يعتبرون- في افضل الشروط-ضعاف الايمان و يشارفون الكفر بالهة الاليميناطى الصفووية المالية بامتياز. و يؤلف الاخيرون المثل الاعلي لبشرية انتقائية ذات اجندة قيامية.
و قد عرف الالميناطي-و كذا الانتليجينسيا- بوصفهم جماعات متسارره تتعين على مشروع كبالي Cabala ما يبرح يثير اليوم كثيرا من التطير و الجدل.[xi] و من المفيد تذكر ان مفهوم الانتليجينسيا حري بان يترجع بهذا الوصف فى الذاكرة الشعبية على انه مريب و يدعو للتطير.
التنوير و كراهية الشعوب
لا تزيد الانتلجينسيا مثلها مثل "طبقة الشعب"-عن ان تعبر عن نفسها بصورة منوالية بوصفها من اكبر الكارهين للشعوب. فهى طبقة تعينت منذ بدئ التاريخ على الاستهذاء بعامة الناس و اليأس من صلاح البشر حتى الذراية Cynics و ان كانت كل من الاليميناطي و الانتليجينسيا و "طبقة الشعب"-تتعين غالبا علي اخفاء ذرايتها بالشعوب.
و قياسا فالعامة اى  ال  Plebs  ليسوا سوى حثالة البشر  رغم وربما بسبب كون الشعوب مصدر الثروة مرة. و قد دفع ذلك اصحاب العمل و الاوليجاريكيات المالية الى ادعاه انها هي التى تخلق الثورة خصما على العمل الحي. و مرة فذراية و تطير اللايمناطي و الانتلجينسيا و طبقة الشعب بالعامة تصدر عن كون الشعوب ما تنفك تطالب منواليا و على مر التاريخ باحقيتها فى عدالة توزيعية و فى الثروة و السلطة اى تشعل ثورات يحرق لها قلب تلك الجماعات الكارهة للشعوب. 
الانتلجينسيا أنغال طبقة الشعب:
حيث لم يكن واردا للانتليجينسيا-النتيجة يوما-ان تملك او تغدو صاحبة رأس مال صناعي او مالى قياسا على "طبقة الشعب" صاحبة رأس المال الربوى المعتبر على مر التاريخ فان الانتليجينسيا تبقى اكثر تساررا على تخفيها و ما تخفيه. ذلك انها كان عليها ان تجد واحدا من تبريرات وجودها في ادعاء تمثيل الشعوب و  الحديث باسمها. و قياسا تتستر الانتلجينسيا- فى طويتها- على الاستهانة بالشعوب و اليأس من صلاح العامة, فالانتلجينسيا تنويع على كارهى البشر بل قد يتخرج معظمها من اكاديميات االرأسمالية و الاوليجاركيات الصفووية سادة كارهي الشعوب.
و حيث تبادل الانتليجنسيا و بخاصة الصفوات البلاطية منها العامة الشعوب الكراهية فان مفهوم الانتلجينسيا بقي يستدعى بدوره استهجان اعضاء الطبقات الحاكمة المعلنة و ريبة الطبقات الشعبية الكامنة. و يعبر كل من التاريخ الرسمى و المسكوت عنه و الذاكرة الجمعية الانجلوساكسونية مثلا ووريثتها الانجلو امريكية على الخصوص عن كل من تلك الاستهانة و الريبة.
و يعكس قيام و سقوط جماعات الانتلجينسيا-المفكرين و المثقفين و الاكاديميين تلك الاستهانة مما يلاحظه الناس فى احلال جماعات اوشرائح او-و "طبقات" وسيطة و متوسطة منهم منواليا مكان اخرى مما ناقشته فى بحث اخر. فالرأسمالية قد تعشق الطبقات الوسيطة الا انها ما تنفك تخلي بهم و تحل محامنها تنويرع او نظير اخر فى كل مرة مما يسلم تلك الجماعات الى كل من عدم الامان و الى هيستيريا التعلق باهداب السلطة و الحكام و خدمة الرأسمالية تحت الوية متخاتلة.
المهم تعبر كراهية الاخيرين للعامة عن نفسها رأسيا فى ثنائيات لا متناهية تستقطب جماعات الانتلجسنيا و الشعوب فى تنويعات افقية واسعة مما كتبت فيه و اكتب بتاعا. على ان المهم فورا هو ان الانتلجينسيا فى سعبها لالحاق نفسها بخدمة طبقة الحكام تتعين على كتابة التاريخ الرسمى خصما على التاريخ الشعبي على مر التاريخ المكتوب.
طبقة الشعب و الحق  المطلق فى الارض وما عليها وابلسة الشعوب:
ازعم ان مفهوم "طبقة الشعب" حريا بان يكرس باكرا مفهوم امتياز بعض طوائف او قبائل اليهود على من يطلق الاخيرون عليه الجنتايل-اى كل من هو غير يهودى-ويشار الى الجنتايل ايضا بالغويم و الامميين المشريكين بيهوا. و من المفيد تذكر أن الجدوى البحثية فى شأن الصهيونية تحتاج التفريق بين ابناء يعقوب الاسباط. و يتصل ذلك فى التفريق بين الاسباط و الاسباط و الاخيرين و شعب كل من  اؤلئك الاسباط.
فقد اختلف بعضهم حتى محاولة قتل بعضهم البعض مثلا فعلوا مع يوسف و بنجامين. و كان يعقوب نفسه على خلاف مع اخية عيسو و راح يلاحقه سعيا الى قتله جراء شعوره بالغبن لتصوره ان ابيه قد ظلمه لحساب اخيه عيسو Esau. اذن لم يكن أبناء يعقوب جماعة متجانسة بل كان بعض أبناء يعقوب متخاصم و بعنف. و لعل عداوة أبناء يعقوب لبعضهم راجعة الى خلافات يعقوب الدامية مع اخيه غيسو Esau حول ارث ابيهما.  
ألم يتآمر ابناء يعقوب الكبار على اخيهم يوسف فالقوه فى غياهب الجب؟ ثم الم يحاولوا التخلص من بنيامين الاخ الاصغر؟ او لم يخير يوسف-و كان وزير خزانة الفرعون-اخوته بين الخبز و الحرية؟ وهل كانوا حقا رقيقا ام معززين فى بيسان-بجوار المنصورة؟
و قياسا ففد فصل الله تعالى لا تجانس بني اسرائيل باكرا حيث قال في اكثر من اية كما في ألاية 160 من سورة الاعراف: "و قطعناهم 12 اسباطا  امما و اوحينا الى موسى اذ استنقمه قومه ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنى عشر عينا". بل جعلهم اناسا يكادون يؤلفون شعوبا منفصلة في الاية 60 من سورة البقرة فقال: "اذا استسقى موسى لقومة فقلنا له اضرب الحجر فانفجرت 12 عينا فقد علم كل اناس مشربهم كلوا و اشربوا من رزق الله و لا تعيثوا فى الارض فسادا".
و قياسا فقد قام على كل جماعة منهم اعيان و افماط و قضاة و امراء بل و يقال ملوكا تعينوا على قيادة كل شعب منهم و بالتالى باتت لاؤلئك القادة امتيازات على غيرهم.  و لقد اطلق بعض مفبركي تاريخ بعض طوائف اعراب الشتات من ابناء يعقوب من تعرف على نفسه منهم بوصفه طبقة الشعب مجازا او تزويقا.
و قياسا فان مفهوم  اسباط واقماط بعض قبائل اليهود يفترض ان للاخيريين امتيازا معقودا بالنتيجة و الضرورة على ما يسمى طبقة الشعب اى على  امراء و قضاة و احبار و اسباط و تجار اعراب الشتات. اي ان  كافة اليهود و بخاصة العامة من الاخيرين لا امتياز لهم مثلما ان ذلك الامتياز كان حريا بان يخصم على شعوب طبقة الشعب و عامة و شعوب الجنتايل-الغويم المشركين بيهوا- ايضا.
على انه من المفيد تذكر ان التنويع الصهيونى لليهودية بات يصدر عن مفصلة من هو الصهيونى. فقد بات الصيهويى كل من يتماهى مع المشروع الصهيونى الجديد مما اناقشه فى مكان اخر. ذلك ان الصهيونية الماثلة و ربما نظيرتها السابقة لم تكن يوما سوى مشروعا مالميا لا اقتصادي يتلفع بعباءة العقيدة مما يلاحظه الناس فى كل مكان اليوم و قد عرفت بعضهم فى بحث اخر بالصهاينة العربو الصهاينة المسيحيين و هكذا و قد صار المفهوم دارجا.
فان لم يزد مفهوم طبقة الشعب المسكوت عنه و المزوق وراء طبقات من اقنعة العقلنة سوى ان قيض ما اجادل انه كان حريا بان يغدو سفر تكوين و تنويع باكر جدا على اقليات عولمية فقد قيض ذلك هيمنة تلك الجماعة و نظيراتها على من عداها بلا انتقاء خصما على كافة الشعوب. ليس ذلك و حسب و انما قيض لها ايضا ابلسة الشعوب بوصف الشعوب خصوم و اعداء ينبغى شكمهم و تحجيم ارادتهم و سلب ارادتهم وسحقهم كلما رفعوا هاماتهم يتطاولون على حكم الرب فيهم و قد اقام عليهم سادة و انصاف الهة.
و حيث يقف امراء و قضاة واحبار و اسباط و تجار اعراب الشتات بوصفهم "طبقة الشعب"  People’s class فربما قيضت تلك الاقليات بهذا الوصف تنويعا باكرا على اقليات عولمية تهيمن على من عداها بلا انتقاء خصما على كافة الشعوب. و ازعم ان طبقة الشعب فى الواقع لا شعب لها الا انها تدعى تمثيل شعب ما تنفك تخلى به و تقدمه اضاح بشرية فى سبيل مشروع غير قابل للافصاح عنه-كون ذلك الشعب ليس سوى غريم و خصم و ربما عدو "طبقة الشعب" او-و موضوع للمساومة حسب الظروف.
ذلك ان عامة شعوب "طبقة الشعب" بقيت-و ما تبرح تؤلف  كغيرها من الشعوب- تراكمات عددية لاوجوه لها من العامة الدهماء الغوغاء ينظر اليها بوصفها "آخر". و قياسا فتلك التراكمات العددية هى كغيرها قابلة لاستغناء عنها كونها زائدة عن الحاجة الا بقدر ما يتم التقايض بها أو-و عليها مقابل مساومات لحساب امراء و تجار و احبارهم و اسباط و قضاة "طبقة الشعب" تلك. وتغدو شعوب خصوم "طبقة الشعب" بل شعوب حلفائهم اقل من عديمة الفائدة بل حرية بان توصم بالدهمائية بل بالشر.
و يلاحظ الناس فى كل مكان ان حكام معظم شعوب الارض باتوا اضاح مقابل احتفاظ الحكام  بسلطتهم و ثروتهم. و يفعل ذلك حكامنا فى كل مكان بصورة غير مسبوقة بتواطؤ اعراب الشتات و اثرياء العالم من الاولجاركيات العولمية. هذا و ما ان يوسع اعراب الشتات الصهاينة سيطرتهم بالهيمنة على اكبر قوة عسكرية او-و ماكينة قتل على الارض- بالاستباق الفكرى  تصويغا للتوسع  الرأسى و افقيا بالاستباق الدفاعى يوسعون  أرض الميعاد فى كل مرة.
الا انه كلما وسع اعراب الشتات الصهاينة ارض الميعاد فى كل مرة سقطوا فى محارق من صنع ايديهم هم صرعى فى كل مرة قبل اكمال الدائرة مثلما سقط الراعى البدوى صريعا فى دائرة الطوباشير القوقازية.
 و حيث لا ينفطم الصهيوني عن اساطير ماض مختلق رغم قيام دولة اسرائيل و ربما بسبب كونها مابرحت بهذا الوصف و تباعا ترانزيت فانه غالبا ما يسقط عجزه عن اكمال دائرة الطوباشير من ذاكرته الفردية و الجمعية على من عداه.
و كأن تجارب الصهيوني  تنتهى تكرارا بمصرعه او-و "خروجه" و "شتاته" بجريرة من عداه. ذلك انه فيما قد يخلق الصهيوني شرط "خروج" او-و "محرقة "في كل مرة  الا ان "خروج" ُExodus الصهيوني في"المحرقة يبقى عنده هو محصلة لا عقلانية فجريرة الكفرة المشركين بيهوا-الجنتايلGentile  الغويم مما يستحق الاخيرين معه كل ما يحيق بهم باستباق تلك الجريرة بعقاب توراتي رهيب اي بالترويع و التجويع و بتفريغ الارض من حمولتها الزائدة اي بابادة تلك التراكمات العددية التى لا وجوه لها.
و ليس ثمة ما يؤكد ذلك اكثر من مقولة موشى ديان احد كبار التنويرين الصهاينة فى 1957 بشان  تسويغ احتلال فلسطين و العصف بالفلسطينين و عرب 1948 داخل اسرائيل. فقد قال ديان ليس لدينا ما نعطيه لهم (و لعله قصد الفلسطينيين و كافة العرب و الملسمين). عليهم ان يعيشوا كالكللاب ( ربما اقل من الكلاب –كلابهم هم). و سوف نرى ما يحدث" We have nothing to give them. They will live like dogs and let us see what happens
الخرطوم 27 اكتوبر 2012-10
 
 


[i]  في رواية "دائرة الطوباشير القوقازية" من تأليف بيرتولد يمنح السلطان راع  قطعة أرض شريطة ان يحدد الراعى سعتها بالركض من مطلع الشمس حتى غروبها على ان  يقفل الدائرة مع الغروب. سوى ان البدوى الطماع يسقط ميتا قبل ان يغلق الدائرة لانه بقى يوسعها جشعا.  
  [ii]  مهداة الى ابراهيم علوش و محمد عصمت سيف الدولة
[iii] - انظر(ى) Webster Tarpley in the American Almanac, June 20th. 1994
  [iv] من كتاب للمؤلفة بعنوان "من بابل الى الاندلس": انظر(ي) NileOnLine: http://www.NilesOnline.net
[v] انظر(ي) تحقيق صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الموسع  على صفحتين بعنوان "السعودية تدمر تاريخ الإسلام بالبلدوزر".و الغارديان": ماذا فعلوا ببيت الله الحرام؟ 2012-10-28 و مستقبل الحرمين بقلم: أجمل مسرور (Ajmal Masroor) / ناشط سياسي ومقدم برامج ـ بريطاني من أصل بنغلاديشي. في لطفي عربي الفكرالعربي الشبكة . 
 
[vi][vi]  انظر(ى) لمزيد من بعض التفاصيل:مازن كم الماز:.25.3.2007: مركز دمشق للدراسات النظرية  الحقوقية و المدنية: شبكة المعومات.    
[vii] انظر(ي) Illuminati: Wikipedia, the free encyclopedia
[viii] اانظر(ى) Illuminate - Wikipedia, the free encyclopaedia Illuminate
From Wikipedia, the free encyclopaedia
[ix] انظر(ى) Crystal David,(ed.)The Cambridge Biographical  Encyclopaedia:
 1998: P: 563.
[x] "انظر(ى) رمسيس عوض:2002:محاكم التفتيش فى ايطاليا:دار الهلال: صفحة 153.
[xi] In modern times it is also used to refer to a purported conspiratorial organization which acts as a shadowy "power behind the throne", allegedly controlling world affairs through present day governments and corporations, usually as a modern incarnation or continuation of the Bavarian Illuminati. In this context, the Illuminati are believed to be the masterminds behind events that will lead to the establishment of a New World Order. [xi] انظر(ي) Illuminati: Wikipedia, the free encyclopedia



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس الاستحواذ: حصار المعارضة الاقتصاد السياسى لانيميا الفك ...
- اكثر من كوة على احبولة 11 سبتمبر 2001
- الجنوب الامريكى و مشروع الشرق الاوسط الكبير: هل تستدعي امريك ...
- عقلانية الذراية بالشعوب تيسيرا لابلستها المحرقة مابعد الليبر ...
- الخوارج و المعتزلة الجدد و اعادة انتاج الفكر و التنظيم التنو ...
- ابن حنبل و ابن ابي دؤاد النخب العباسية و خصومهم الشرفاء
- الشعوب اخر من ينكسر من خصوم الصهيونية العالمية 2
- سيناريوهان مصريان او –و رأسماليان ماليان
- الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
- افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
- المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [ ...
- 100 عام على يوم المرأة العالمي؟
- النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع ...
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خديجة صفوت - التنوير و دائرة الطوباشير الصهيونية[i]