أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!














المزيد.....

فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 20:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!
لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر بتاريخ19كانون الأول "ديسمبر" 2012. بداية جديدة لفتح علاقة ندية مع الجزائر الذي يطالب الجزائر بالاعتذار لما ارتكبته فرنسا الاستعمارية بحق الجزائريين أثناء فترة الاستعمار لبلدهم في فرنسا من اضطهد وتعذيب وقتل. زيارة هولاند إلى الجزائر بلاد المليون شهيد خجولة جدا ، لقد قالها :"انه لم يأتي اليوم إلى الجزائر للاعتذار من الشعب الجزائري على ما ارتكبته فرنسا بحق الجزائيين أثناء حقبة الاستعمار الإجرامية ".
عهد جديد دون شفافية :
تعتبر زيارة هولا ند إلى فرنسا هي الأولى في عهده، وللزيارة رمزية خاصة بسبب الدلالة الرمزية لتاريخ سنة الزيارة 1892" – 2012 "والتي تمثل خمسون عاما على خروج فرنسا من الجزائر.
الزيارة ضرورية كما وصفها الرئيس هولاند نفسه في تصريحه بعد لقاءه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، وصفها أيضا بالضرورية لأنها تفتح عهدا جديدا بين البلدين بعد خمسين سنة من الاستعمار بالرغم من تغيب لغة الاعتذار بسبب الخلافات الفرنسية الداخلية . فالآراء الفرنسية المختلفة حول الاعتذار مشغولة والانقسام الحاد يسيطر على الجو العام في كافة الشرائح والطبقات الفرنسية .
ففي الجزائر كانت العيون تنظر إلى حركات وإشارات هولندا القادم إلى إليهم، والأذان تتلهف لسماع الاعتذار الرسمي من الشخص الأول في فرنسا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم؟؟؟ هل السياسة أهم من التاريخ ا وان التاريخ أهم من الذاكرة وهل الاقتصاد أهم من السياسة والتاريخ ومن الذاكرة ؟؟؟
مقياس الربح والخسارة :
لقد أصر هولاند أثناء زيارته على فتح شراكة إستراتيجية بين البلدين مبنية على أساس الندية ...وتغليب المصالح الاقتصادية على كل العلاقات الشائبة بين البلدين والعمل على تمتين الشراكة الاقتصادية بينهما ورفع مستوى التبدل التجاري للبلدين .
لكن فرنسا التي تمر بأكبر أزمة اقتصادية حادة لكونها تعكس نفسها على الداخل الفرنسي، فاليوم هي بحاجة إلى أموال الجزائر المجمدة في البنوك العالمية والتي تقدر بحوالي 200مليار دولار$ فالانفتاح على الجزائر تعني استغلالا فعليا للكنز المجمد .
ولكن حاولنا تقيم الزيارة حسب مصالح البلدين فإننا نرى بكل وضوح بان المصلحة الفرنسية أكثر منها جزائرية :
1- المسالة أضحت مسائلة صراع داخل النظام السياسي الفرنسي الذي يعاني من صراعات في داخل المكونات الداخلية الفرنسية صراع بين اليمن واليسار الاشتراكي ،صراع اليمين –اليمين ، صراع اليسار- اليسار، بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بفرنسا وغياب الحلول.
2-الجزائر يعاني اليوم من أزمة سياسية تعصف بالمنطقة العربية بسبب ثورة الربيع العربي فالنظام مفصول عن مجتمعه ووقعه السياسي،لأنه يعاني من غياب الشرعية الداخلية وغياب الإصلاحات التي تعاني منها الجزائر منذ تأسيس الدولة الحالية لذلك أضحى النظام يبحث عن غطاء سياسي ربما فرنسا تؤمن له هذا الخطاء .
فالنقاشات لا تزال دائرة في فرنسا حول نتائج الزيارة والشعب بعيد كل البعد عن نتائج هذه النقاشات التي تدور ،فمعاهدة الصداقة التي تم توقيعها بين البلدين ما هي إلا خديعة فعلية بين الطرفين :
1- الأول يبحث عن مصالح اقتصادية خاصة له في بلد يملك ثروات هائلة واحتياط مالي كبير مجمد في البنوك .
2- الثاني يبحث عن غطاء سياسي بسبب ترهل حكمه وتهديده من ثورات الربيع العربي بزوال عرشه يستنجد بفرنسا.
تبقى الأزمة عالقة بين البلدين طالما لم تقدم فرنسا اعتذار رسميا تعترف بجرائمها التي ارتكبتها ضد الجزائريين ابن حقبة الاستعمار، على النخبة الفرنسية اليوم مهمة الخروج من أزمة الفكر الاستعمار القائم في فرنسا والتقدم نحو طرح شراكة صداقة مع العالم الجديد بعيد عن أفكار الماضي من خلال الاعتراف بأخطاء الماضي ونحمل مسؤوليته الأخلاقية لبناء شراكة ندية مع دول "الفرنكوفونية"،فمعاهدة الصداقة التي تحدث عنها الطرفان هي صداقة مبنية على خديعة بين الطرفيين الأول يبحث عن مصالح اقتصادية والثاني يبحث عن غطاء سياسي .
إضافة إلى مالي الخلافي تتزايد الملفات الخلافية بين البلدين :"كملف مالي الخلفي والملف السوري وملف تنظيم القاعدة والتعاطي معه،والملف الليبي الذي كان ومازال ملفا خلافيا ".
زيارة هولاند تأتي ضمن تقديم خطوة متواضعة من خطوات فرنسا للسلطة الجزائرية ماهية إلا اعتراف جزئي لبعض الجوانب التاريخية لسياسة فرنسا الاستعمارية التي قامت سابقا بها ضد الجزائر وشعبها بانتظار الاعتراف الرسمي بجرائم تلك الحقبة لتفح المجال الحقيقي لبناء علاقات ندية بين الجزائر وفرنسا .

د.خالد ممدوح العزي
كاتب اعلامي ومختص بالأعلام السياسية والدعاية .
[email protected]



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الفيمنية: حركة- نسائية أوكرانية: سلاحها التعري للاعتر ...
- مالي :غياب السلام، فرصة لقرع طبول الحرب القادمة..!!!
- اليابان :كارثة اقتصادية او زوبعة انتخابات ...!!!
- روسيا وجورجيا : اعادة علاقات بظل فوز المعرضة الجورجية او ادا ...
- اكراد سورية و حلم التغير: الابتعاد عن الثورة ، او البحت عن ا ...
- روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية...!!!(2-2)
- سورية وفلسطين : فلسطين دولة في الأمم المتحدة ،ومشعل في غزة , ...
- الاغنياء الجدد في دول الكومنولث الجديدة ...!!!
- روسيا البيضاء وسوق العمالة العربية ...!!!(1-2)
- الانسحاب الامريكي من افغانستان ...-طالبان- :انتصرنا...!!!
- التاريخ وَ الآفاق :الأغنياء الأجانب في الاتحاد السوفياتي الس ...
- روسيا البوتينية والثورة السورية :روسيا في حرب من اجل ملفاتها ...
- ايران اسرائيل :حرب قادمة او تقاسم نفوذ ...!!!
- الأزمة السورية: وانعكاساتها على أطياف الداخل التركي ...!!!2- ...
- روسيا البوتينية والثورة السورية: الإعلام الروسي في معركة الخ ...
- تركيا ومعادلاتها الاستراتيجية الجديدة: التطلع الى دول الجوار ...
- الانتخابات الاوكرانية : المواطن ،الاحزاب ،سياسة الدول العالم ...
- الاعلام حرفة ام مهنة ...!!!
- روسيا البوتينية والمعارضة السورية ...!!!2 -5 !
- روسيا البوتينية والثورة السورية:لحظة وداع او تدارك للكارثة ا ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد ممدوح العزي - فرنسا والجزائر: علاقات جديدة بعيدة عن الشفافية ...!!!