أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - آني أمك يا شاكر














المزيد.....

آني أمك يا شاكر


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


(إلى روح فقيدة الفن العراقي زينب)

يتقاذفهُ الحزنُ
حزنُ مدينتهِ
يسكنهُ الحبُّ
حبُّ مدينتهِ

في يومٍ سافرَ في الريحِ
ممتطياً صهوةَ أشواقهْ
وعذوبةَ لهفةِ أحلامهْ
للنورِ يضيءُ مدينتهُ
فاستلَّ الصدرَ ليوصلهُ
بمدينتهِ
حلّقَ ....
حلَقَ ....
فوق النخلِ وفوقَ النهرينْ
بينَ الحاراتِ المنسيهْ
بينَ الأكواخِ الطينيهْ
وأتى بالمنشوراتِ السريهْ.

زينبُ تصغي
لرفيفِ فؤادِكَ ، يا شاكرْ،
تصغي ..
للحلمِ الشاهرِ في صدركَ
للومضِ النابضِ في عينيكَ
للهمسِ الرابضِ في شفتيكَ

ـ شاكر !
ماذا في العينينِ ؟
إنّي اشعرُ
إنّي أفهمُ
إنّي أعرفُ
أنّكَ منْ صوتِ النهرينْ
منْ أولئكَ .
شاكر!
حلِّقْ!
إنّي أفرحُ حينَ أحسُّكَ بينَ الناسِ
تدعو ... تتحدّثُ .. تنشرُ ...
تكتبُ ما فوق الجدرانْ
في الليلِ تناقشُ أحلامَكَ
خلفَ عذاباتِ الجدرانْ

وقفتْ زينبُ ذاتَ مساءْ
بينَ الأعمدةِ الخشبيةِ
وسط الدارْ
كالأشجارْ
كهديرِ مياهِ الأنهارْ
ودموعٌ تحبسُ عينيها
رعشةَ شفتيها
ويديها الماعرفتْ
غيرَ الخبزِ ونيرانِ التنورْ
وقفتْ بشموخِ كشموخِ الأرضْ
نُصُباً صُلباً فوق الأرضْ

دارتْ زينبُ بعباءتها
وبفوطتها
تخفي كلماتٍ ممنوعهْ
تعلنُ كلماتٍ ممنوعهْ
تفخرُ .. تزهو ..
ترفلُ ما بينَ النسوانْ
جرحٌ في الصدرِ وآلامْ

مشهد:

فوق المسرحِ تقفُ امرأةٌ
تتوشحُ بسوادِ الليلْ
القاعةُ حبلى بالناسْ
صمتٌ يُطبقُ
يُـغرقُ في لُجّـتهِ الناسْ
وعيونُهمُ تلمعُ ببريقِ النهرينْ
للمرأةِ فوق المسرحِ ،
هامتُها
تعلو فوق نخيلِ النهرينْ
وجهٌ مشحونٌ بالسُمرةِ
بالحزنِ وبالغضبِ وبالأصرارْ
الصوتُ صدىً
للهبِ القادمِ خلفَ الأشجارْ
- آني أمك يا شاكرْ !
هذا المسرحُ لنْ يخلوَ منْ نظّارتهِ
منْ عادتهِ
وعيونُ الناسِ زوارقُ تمخرُ في عينيكَ
وفي عينيَّ ،
وقلوبهمُ تخفقُ ما بين القلبينْ
تعشقُ .. تغضبُ...
ترضى ، وتصرُّ ،
لا تعرفُ غيرَ الطيبةِ نهراً
وتـراً
يعزفُ في موج التيارْ ...


* آني أمك يا شاكر: مسرحية من تأليف يوسف العاني، كتبها عام 1954 عن حقبة من النضال الوطني. وقد عُرضتْ بعد ثورة 14 تموز 1958 من تمثيل زينب الى جانب يوسف العاني. وقد شاهدتُـها عند عرضها الأول على مسرح قاعة الشعب في باب المعظم.

عبد الستار نورعلي
19 حزيران 1998



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتي بغداد
- الساحات ملأى بالخيل وأزهار الشوق
- وصايا داخلية
- من سيرةِ داوود سلمان
- الخيول
- مرثية شارع أبي نؤاس
- الرواية الثالثة
- ثورة 14 تموز من الذاكرة (3)
- اختلال
- فوضى
- الظلُّ والشرفة
- البُغاث
- في عمق مدينتك
- وعشقت : في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- مؤتمر القمة
- كارين بوي 2
- ابتهال
- الوردة
- كارين بُوْي
- سِفرُ الضلع


المزيد.....




- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - آني أمك يا شاكر