أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - مرثية شارع أبي نؤاس














المزيد.....

مرثية شارع أبي نؤاس


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 10:07
المحور: الادب والفن
    




تحدّثت الأخبار عن مشروع تحويل مناطق من شارع أبي نؤاس الى طرق مبلطة ومواقف للسيارات ، وقد بدئ بقلع الأشجار لتمهيد الطريق أمام تنفيذ المشروع .

أبا نؤاس،
قفْ ببغدادَ مثلما وقفْتَ
في حانةِ القصيدةِ الفاكهةِ القصيدْ !
انظرْ الى شارعكَ العتيقِ والعتيدْ !
فهناك بساطيل الفؤوس العوالي
تقلعُ الجذورَ
كي نحضى بساحاتِ وقوف سياراتِ
السادة وزراء ونواب الزمانِ الأخير،

نظرْتُ في شارعكَ
فالتقيتُ أصدقائي في كازينو الجامعة
وكازينو النصر :
مظفر النواب
بدر شاكر السيّابْ
رشدي العامل
عزيز السيد جاسم
ودفاتري وكتبي وأشعاري ,
حسوْتُ الكأسَ صِرفاً من حروفكَ
حتى الثمالةِ
وكان صاحبايَ احمد فؤاد نجم
والشيخ إمام
يغرّدانِ على مائدة الأصدقاء
وايقاعِ الدومينو،

يا أبا نؤاسْ ،
عُتِّقَتْ حتى لو اتصلتْ بلساني
ألهبَتْ بقايا الذكريات ،
عُتِّقَتْ
فعتُـقْتُ ورأسي ملقىً
على وسادة شارعكَ ،

غجرٌ
بقرٌ
هدَرٌ
هذَرٌ
حُمُـرٌ مُستَنفَرهْ
ما بينَ طهرانَ وأنقرهْ
وفأسٌ من زمنِ كسرى
أنوشيروانَ ويزدجردْ
فعتُـقْتُ حتى النخاعِ
لأنني ابنُ شارعكَ الرئيس ،
لم أكنْ يوماً ابناً للرئيس
أو ابناً لكسرى أو أردوغانَ
أو لبوشَ وبلير ،
أنا ابنُك الطالعُ من بطون تواريح الصعاليك
في الصحراءِ اللافحةِ شمسُها
وقصائدِ الشعراء الذينَ ملأوا الأرضَ
ضياءً
وبرداً وسلاماً
ودفئاً وحَماماً
لا دجىً زاحفاتٍ وناراً وحِماماً
منْ بطونِ الكتبِ المسروقةِ الأهدابِ
باليةِ الثيابِ ،
أنا ابنُك الجالسُ على مائدةِ النخلِ
على شاطئ دجلة الخيرِ
لا دجلةِ الكؤوس المترعاتِ بالدمِ والدخانْ ،
أنا ابنُك السادرُ في غيِّ العشقِ
حتى آخرِ قطرةٍ في الفؤادْ ،

يا أبا نؤاس ،
"قمْ واخلعْ حلّةَ الكفنِ
فرايةُ الفأسِ
قد حلّتْ على الوطنِ"
واحملْ دنانَكَ خمراً معتقةً بالشعرِ
بالكلامِ الجميلِ
بالغضبِ المدفونِ ،
وقفْ على رأس الجسرِ
فعيونُ المها بينَ الرصافةِ والجسرِ
بلون الماءِ ولونِ النخلِ
حتى ثمالةِ الجنّةِ الأخيرة !

ابا نؤاس !
يا أبا نؤاس !
يا خيّرَ مَنْ غنّى ورفعَ الكاس !
رفعْتُ كأسي حاملاً قلبي
على رحْلِ الدروبِ
شممْتُ عطرَ دجلةَ المحبوبِ
أحببتُه من كلِّ قلبي
حينَ كانتْ تُقرعُ الكؤوسْ
ويُـغمَرُ اللسانُ والآذانُ في الجُلوسْ
قصائداً منْ أرضنا العروسْ
لم يُهتَكِ الناموسْ
يوماً على شارعكَ المهووسْ
بأجملِ الأحداقِ والكلامِ والنفوسْ
واليومَ فيهمْ تُهتَكِ العروسْ
ففأسُ كهفِ العينِ قد أقبلَ
كي يقتلعَ الذكرى
منَ التاريخِ والرؤوسْ

أبا نؤاسْ !
مَنْ يدّعي أنهمُ الحُراسْ
بوّابةَ الوادي وحُلمَ الناسْ
يغتالُ فينا أبهجَ الإحساسْ

عبد الستار نورعلي
الثلاثاء 18 سبتمبر 2012



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية الثالثة
- ثورة 14 تموز من الذاكرة (3)
- اختلال
- فوضى
- الظلُّ والشرفة
- البُغاث
- في عمق مدينتك
- وعشقت : في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- مؤتمر القمة
- كارين بوي 2
- ابتهال
- الوردة
- كارين بُوْي
- سِفرُ الضلع
- قصائد قديمة
- الانفجار الثاني
- الإنفجار الأول
- ليس بالحبِّ وحده
- الرواية الثانية
- من الذاكرة2: العدوان الثلاثي


المزيد.....




- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - مرثية شارع أبي نؤاس