أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - الأسئلة المقلقة للتاريخ السياسي المغربي المعاصر














المزيد.....

الأسئلة المقلقة للتاريخ السياسي المغربي المعاصر


رضا الهمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 23:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقف الدارس للتاريخ المغربي "الرسمي" للسياسة ببلادنا على مجموعة من المفارقات و المتناقضات المفضوحة، كما يقف على مجموعة من الثقوب السوداء التي تترك المؤرخ فاغرا فاه لحجم العبث و التزوير و الأذى الذي ألحقته الدوائر بالتاريخ السياسي المغربي. في هذه المقالة سنستدل بثلاث أمثلة لمحاولة طرح الثقوب السوداء و علامات الإستفهام التي تكلمنا عنها. ثم سنترك الأمر لذكاء القارئ لفهم المستفيد الأول من العبث بذاكرة جماعية للمغاربة الذين هم أحق الناس بفهمها على حقيقتها

المثال الأول: حين نبحث عن اسم "دار بريشة" في كتب التاريخ نجد صفر جواب. لكن الكل يعرف أنه معتقل سري كان تابعا لحزب الإستقلال، يوجد مقره بتطوان و كان مخصصا لاعتقال أعداء الحزب و تعذيبهم والتنكيل بهم كأعضاء جيش التحرير الذين رفضوا الإستقلال الشكلي الذي حصلنا عليه و الذين أزعموا على استكمال النضال لتحرير باقي ربوع الوطن (سيدي إفني و الصحراء). كما كان هذا المعتقل سيء الذكر مخصصا لاستقبال بعض مناضلي حزب الشورى و الإستقبال و بعض المناضلين الشرفاء الذين رفضوا سياسة هذا الحزب الذي حاول فرض نفسه كحزب وحيد و حاول فرض منطق دولة داخل الدولة علىباقي المؤسسات في مرحلة من المراحل التاريخية التي لم يشملها توثيق دقيق. ك يف استطاع حزب الإستقلال بنفوذه طمس هذا المعتقل من التاريخ المغربي؟ ولماذا تتعالى الأصوات والصراخ بمجرد تذكر هذا الإسم؟ ألم تعط الدولة المثال الصحيح حين كانت لها الشجاعة للتصالح مع ماضيها (ولو بطريقة جزئية) و دونت كل وقائع سنوات الرصاص في تقارير رسمية وجلسات علنية؟ لماذا يرفض حزب الإستقلال التصالح مع ماضيه و الإعتراف بأخطاءه؟ ألم يكن سباقا لسن عادة المعتقلات السرية قبل الدولة نفسها؟


المثال الثاني: كلنا نعرف أن المهدي بنبركة مناضل فذ قاد صراعا طويلا من أجل استقلال المغرب، ثم من أجل منازعة حزب الإستقلال والمؤسسة الملكية على الحكم. والحق يقال أن اختفاءه يشكل لغزا سياسيا و مصابا جللا للزمن السياسي المغربي آنذاك. لكن يبقى للرجل أخطاءه، فإضافة إلى كونه أصيب بالعمى الإيديولوجي في بعض مراحل مساره تشير الكثير من أصابع الإتهام إليه لتسببه في مقتل عباس لمساعدي، أحد رجالات الريف الأفذاذ انتقاما من طرده لبنبركة من الريف شهورا قبل ذلك. لماذا يرفض الإتحاديون حتى مناقشة الموضوع كما لو أن السي المهدي من الأنبياء؟ لو كانوا متأكدين من برائته لطلبوا هم أنفسهم فتح تحقيق أو على الأقل بحث تاريخي في الموضوع حتى يدفعون التهمة عن الرجل و يتركون روحه ترقد بسلام. لماذا لم يدفع اتحاديوا حكومة التناوب في اتجاه كشف ملابسات اختفاء قائدهم التاريخي؟ هل لاستمرار هذا الملف مفتوحا كل هذه السنوات مكاسب يجنيها أصدقاء المهدي بنبركة؟ أو أن الملف أصبح ورقة ضغط ومزايدة سياسية بامتياز؟

المثال الثالث: كيف تم صنع زعماء سياسيين في لمح البصر و جلسوا في مقاعد جنبا إلى جنب مع صانعي التاريخ الحقيقيين؟ كيف وجد أوفقير نفسه في السيارة الملكية التي طافت بشوارع الدار البيضاء بالملك محمد الخامس بعد رجوعه من المنفى و قد كان مجرد ضابط نكرة في الجيش الفرنسي؟ ليجد نفسه سنوات بعد ذلك أقوى رجل بالمملكة بعد الحسن الثاني و مسؤولا عن محاولتين انقلابيتين. كيف وجد المحجوبي أحرضان نفسه على رأس حزب سياسي و هو الآخر القادم من الجيش الفرنسي؟ و كيف كون جيش تحرير مزيف لتسلق السلم السياسي؟ و كيف وضع يده في يد الدكتور الخطيب رجل القصر بامتياز والذي خرج من رحم حزبه حزب العدالة والتنمية إلى الوجود؟ كيف وجد أحمد الزايدي نفسه مرشحا للكتابة العامة لحزب الإتحاد الإشتراكي وهو الذي قيل عنه أنه "ناضل" في حزب الكوكوت مينوت؟ بل كيف كان الراضي الإشتراكي ـ الإقطاعي يصيد الحلوف مع ادريس البصري بينما رفاقه في المعتقلات و السجون؟ وكيف لرئيس حكومتنا الحالي أن يجد نفسه في الشبيبة الإسلامية بعد أن ناضل في حركات اليسار؟ ألم يخرج حزب البيجيدي نفسه من القصر؟ ألم يكتب الرميد المحامي تقريرا عن الحركات الإسلامية رفعه إلى البصري ادريس الذي قدمه بدوره إلى الحسن الثاني حتى يعطي للدكتور الخطيب الضوء الأخضر لنزول الشبيبة الإسلامية إلى معترك السياسة؟ أين ذهب ثراث عبد الكريم الخطابي و تاريخ المقاومة الريفية؟ ما هو سر انتفاضة عدو أوبيهي عامل الراشيدية بعيد الإستقلال؟ ومن المسؤول عن سوء الفهم الكبير بين الدولة المغربية و الطلبة الصحراويين و الذي انتهى بحرب في الصحراء و احتضان الجزائر لهم و تشجيعهم على المطالبة بالإنفصال؟

هي مجموعة أسئلة لا نجد لها جوابا في التاريخ الرسمي و هو ما يجعلنا نعيش حالة "ميتافيزيقا تاريخية" بامتياز. قبل ختم هذا المقال أود الإشارة إلى أن الهدف منه ليس التجريح و الطعن في مصداقية أشخاص بعينهم. بل يبقى الهدف هو طرح كل الأسئلة المقلقة و الطابوهات التاريخية لبلادنا وكذلك محاولة إطلاق نقاش جماعي لمحاولة فهم الدوافع وراء كل هذا الضرر بماضينا المشترك. إن الشعوب التي تفقد ذاكرتها تصاب بالوهن والشحوب و الهزال لما للذاكرة الجماعية من دور كبير في فهم الحاضر و التطلع إلى المستقبل

رضا الهمادي
باحث في الإعلام و التواصل
الكاتب العام لمنتدى الأطر الشابة الديمقراطية



#رضا_الهمادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيد بنكيران
- شبيبةحزب الأصالة والمعاصرة ...و مخاض الولادة
- حركة 20 فبراير و اغتصاب الربيع الشبابي من طرف القوى السياسية ...
- في البرامج السياسية...و التقهقر المعرفي للأحزاب المغربية
- في التزكيات الانتخابية...مهازل الترشيح السياسي بالمغرب
- في أشباه النخب…
- في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغر ...


المزيد.....




- فيديو ترامب -لا يسير بخط مستقيم- يشعل تحليلا للغة الجسد وتكه ...
- الإعصار -إيرين- قادم بقوة.. معلومات مرعبة عن أحد أسرع العواص ...
- الكويت.. فيديو مداهمة أمنية بعد حالات التسمم الكحولي وما عثر ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إدخال خيام اليوم لنقل سكان قطاع غزة تم ...
- مصادر تكشف تفاصيل عرض روسي لإنهاء الحرب وزيلينسكي يتمسك بالش ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: دوي انفجارين في العاصمة اليمنية صنعاء ...
- فرجينيا ترسل المئات من الحرس الوطني إلى واشنطن.. ما القصة؟
- فيديو افتتاح المتحف الكبير يثير أزمة في مصر
- بين مرونة حماس وتشدد إسرائيل.. هل ينجح ويتكوف بوقف نزيف غزة؟ ...
- نيجيريا توقف زعيمي -أنصار المسلمين في بلاد السودان-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - الأسئلة المقلقة للتاريخ السياسي المغربي المعاصر