أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغرب















المزيد.....

في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغرب


رضا الهمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزايد الاهتمام مؤخرا بإدماج شريحة الشباب و مصالحتهم مع العمل السياسي .تزايد القيل و القال داخل الأحزاب حول كوطا الشباب. كما عبرت الدوائر الرسمية عن رغبتها في تشبيب النخب السياسية و الاستثمار في الطاقات الشابة. لكن ما هي أبرز ضروريات إشراك الشباب في السياسية ؟ ما هي معيقات هذا الإدماج ؟ و كيف سنقدم للمشهد السياسي نخبا شابة تعيد إعمار ما خربته الأجيال السابقة ؟
تنبع ضروريات هاته النهضة الشبابية المرتقبة من عدة منطلقات:


أولا: كان الشباب المغربي - كباقي الشباب العربي- قاطرة و محركا أساسيا في موجة الاحتجاجات السياسية و الاجتماعية التي يعرفها العالم العربي و التي أطلق عليها الربيع العربي.
فجأة وجد الشباب العربي أهم فاعل سياسي في المنطقة. إذ اسقطوا ثلاثة حكام و هم في طريقهم إلى إسقاط الرابع و الخامس. بخصوص المغرب كان شباب 20 فبراير وراء تسريع وتيرة الإصلاحات و توالت إنجازاتهم من إخراج دستور جديد إلى الوجود متبوعا بزيادة في أجور الموظفين و إطلاق مجموعة من معتقلي الرأي مما شكل انفراجا سياسيا ملحوظا.

ثانيا: بحكم إن الحراك الشبابي المغربي اقتصر على المطالبة بإصلاحات سياسية و اقتصادية و اجتماعية واسعة و عميقة بخلاف باقي البلدان العربية التي طالب شبابها بإسقاط الأنظمة. بدت الضرورة إلى إنتاج طبقة سياسية جديدة تعوض القديمة التي تجاوزتها الأحداث ووجدت نفسها مطالبة بالرحيل كشرط أساسي من شروط الإصلاح.

ثالثا : تتمثل الضرورة الثالثة في أن الهرم السياسي المغربي يختلف عن الهرم السكاني ذي القاعدة العريضة .إذ رغم أن 60 بالمائة من المغاربة هم دون سن الثلاثين تبقى الشريحة الغالبة على الهرم السياسي المغربي هي شريحة الكهول و الشيوخ مما يؤدي إلى غلبة الطابع المحافظ على برامج الأحزاب.


لكن هذه "القومة" الشبابية اصطدمت بعدة عوائق تبقى أبرزها :


- اقتصار الحراك الشبابي على فئة محدودة من الشباب نظرا لسقوط شريحة واسعة من الأجيال الصاعدة في فخ الإسفاف و الجهل السياسيين مما سهل التأثير عليهم إعلاميا و استخدمهم في معارك ضد إخوانهم المناضلين الشباب.

- تغييب الشباب من برامج الأحزاب. إذ أن اغلبها لم يستثمر في الشباب ، فتحولت شبيبات الأحزاب من منظمات للتكوين السياسي للنخب الصاعدة إلى مؤسسات للتدجين و إلى روض للمراهقين اللذين يستعملون و يستغلون في الحملات الانتخابية و الحسابات السياسية الضيقة. و كان من نتائج هذا العقم الذي استمر أكتر من 30 سنة استئثار فئة من السياسيين بالمشهد السياسي و توريثه الأبناء و أبناء الأبناء و الزوجات طول هذه المدة. فأصبح من المنتظر أن ينقلب هذا الوضع على الأحزاب المغربية. إذ في الوقت الذي حاولت الاستنجاد بشبابها إما لاحتواء الحركات الاحتجاجية الشبابية أو لتقديم نخب يافعة مقنعة الإعادة إعمار المشهد السياسي ، خذلها شبابها وبدا عاجزا عن مواكبة التحول و التسارع المثير للأحداث طوال الشهور الماضية. وخير مثال على ذلك استنجاد حزب الأحرار بوزراء شباب أُسقطوا من خارج الحزب و لم يعرف عنهم يوما أنهم ناضلوا من داخل قواعده.

- ساهمت السكتة القلبية التي يعرفها قطاع التعليم بالمغرب في التراجع المهول الذي يعرفه الوعي السياسي و المعرفي المغربي. توقفت الجامعات عن إنتاج السياسيين و لم يستفد الشاب المغربي من الثورة المعلوماتية و التقنية التي يعرفها العالم. و بدا أن مفهوم القرية الكونية لم يترسخ لدى الشباب المغربي إلا في مجالات معينة ، فتحولت اهتمامات الشباب إلى مجالات الرياضية و الموسيقى و أصبح المغاربة – كغيرهم من العرب – ابعد شباب العالم عن العلوم و السياسة و عالم الفكر و الإبداع فاضمحل الفكر الشبابي العربي، و تجلى ذلك ببشاعة في ملتقى الشباب العالمي بجنوب أفريقيا، حيت بدا أن شباب العرب و المغرب ينقصهم الكثير ليقارعوا إخوانهم بباقي الأمم.

- لعبت الأحزاب السياسية دائما دور التلميذ الكسول و بدا أنها غير مستعدة لإفساح المجال أمام الطاقات الشابة، و ذلك لأنها تصر دائما على أن تكون أخر من يقرأ المستقبل القريب قراءة صحيحة. و بدا جليا أن حديثها عن الشباب ليس إلى عملية ماكياج للحقل السياسي المغربي و مجرد ماركوتينغ سياسي لإعطاء الانطباع بأنها هيئات متجددة فاقتصرت على تطعيم اللائحة الوطنية بثلاثين شابا في سن الأربعين.


بما أن ضرورية فتح المجال السياسي أمام الشباب تبدو أكثر إلحاحا من قبل. و بما أن هذه الشريحة ما زالت غير مؤهلة تأهيلا كاملا لاقتحام الحقل السياسي. يجب على هاته العملية أن تتم عبر مراحل على المستويين القريب و المتوسط. إذ لا يكفي وجود 30 كهلا ملتحفا برداء الشباب لإعطاء الانطباع بحصول تغيير. و الشهور القليلة المقبلة كلها زاخرة بالمواعيد الهامة الواجب استغلالها و المحرم تضييعها لما قد يحمله ذلك من عواقب وخيمة على الممارسة السياسية ببلادنا.

1. يبدو الحديث عن البرلمان المقبل متجاوزا و قد استفضنا في الحديث عن هاته النقطة أعلاه.

2. من الطبيعي لكل إصلاح عميق أن يأتي على مراحل و جرعات، و يفضل أن يسبق ذلك تشخيص صريح و شجاع للوضع من طرف الأحزاب و الفاعلين. على الأحزاب أن تلتفت فورا إلى شبيباتها و تعيد ترتيب البيت الداخلي لإطلاق أوراش تكوين خير خلف لأسوا سلف.

3. خير للمنظومة السياسية المغربية أن يتم فيها إدماج الشباب عبر استغلال المحطات القادمة، إذ ستعرف بلادنا أول انتخابات جماعية في ظل الدستور الجديد. متبوعة بانتخاب البرلمانات الجهوية و هما مناسبتان لظهور نخب شابة محلية تتخذان من هاتان المحطتان تجربة و تمرينا في أفق تحضير شباب جديد قادر على اخذ زمام المبادرة و إعطاء دينامكية جديدة للحقل السياسي.

بعض استعراض هذه النقط و التأمل في سلوك الفاعلين السياسيين يظهر جليا أنها مقتنعة في قرارة نفسها بعدم جدوى الإصلاح وأنها فاقدة الرغبة في إنتاج نخب جديدة مما يهدد باستمرار الاحتجاجات بعد الانتخابات البرلمانية و بفشل مشروع الإصلاح ككل وبالتالي إدخال البلاد في إعصار سياسي قد يحصد الأخضر و اليابس. أحزابنا سقطت في أنانيتها السياسية و سلوكها يهدد استقرار البلاد و ينزل بالسياسة إلى الحضيض. وحده تاريخ 25 نونبر كفيل بتكذيب النبوءات و التكهنات المتشائمة للملاحظين.



#رضا_الهمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغرب