أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - في حوار مع محمد سعيد الريحاني أجرته زهرة زيراوي: -أنا متخصص في مجالات اهتمامي الفنية المتعددة-















المزيد.....

في حوار مع محمد سعيد الريحاني أجرته زهرة زيراوي: -أنا متخصص في مجالات اهتمامي الفنية المتعددة-


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 20:23
المحور: الادب والفن
    



ورد اسمه في الأوراق الثبوتية ك "محمد سعيد الريحاني" غير أني أناديه "اديوجين" يحيلني على حامل المصباح الباحث عن الحقيقة في وضح النهار بأسواق أثينا إد يسألونه:
- عم تبحث، يا اديوجين؟...

فيجيب :
- أبحث عن الحقيقة.

يطرق محمد سعيد الريحاني أبواب المعارف الثقافية والفنية المتعددة دون كلل أو يأس، مصرا على دخولها حتى تستجيب لتوقه الملح. يدرك أن مصباح اديوجين هو مصباحه الذي يستعين بضوئه على أبحاثه في عوالم الترجمة و الكتابة و البحث في الإيقاع الموسيقي...


سؤال: المتابع لك يجدك في القصة كما في القصيدة والرواية، بل تمتد إلى الموسيقى، ألا تومن بالوقوف عند الباب الواحد؟ لماذا الاصرار على تعدد عناصر الإبداع؟

جواب: التعدد هو الأصل والتخصص هو الفرع. فقد كانت بدايات الفكر الانساني هي الموسوعية والشمولية ثم جاء بعده التخصص الدي يصاحب عادة المراحل المتقدمة من تطور البشرية والمجتمع والفرد على السواء نتيجة تزايد تعقيدات الحياة ومتطلباتها.
ففي السابق، كان الحاكم هو المشرع والحكم والمنفذ وأحيانا كان هو الله كما ادعى ذلك العديد من ملوك الزمن الغابر ممن أعلنوها لعموم الشعب كملك بابل النمرود بن كنعان وفرعون مصر رعمسيس الثاني أو من أضمروها كأباطرة وملوك وأمراء ورؤساء الزمن الحاضر. كما كان الفيلسوف الذي اعتبر دائما كأعلى مراتب الفاعلين في الحقل الفكري والثقافي هو المفكر والرياضي والناقد والمنجم والقاضي والفقيه والمعلم والطبيب والمهندس مثل أفلاطون وارسطو والفارابي وابن رشد. فيما كان الكاتب هو نفسه الناقد بلا مساحة تفصل بين الصفتين...
لكن ابتداء من عصر النهضة الأوروبية، بدأ التخصص ينحت مساره عبر تفتيت الصفات الشمولية والأدوار الموسوعية فتحررت الرياضيات من الفلسفة، وانفصل علم الفلك عن علم التنجيم، وابتعدت اللسانيات عن الفيلولوجيا واستقل الإبداع عن النقد...
وعليه، يبقى التعدد في الاهتمامات والعطاءات رهين دافعين اثنين. الدافع الأول هو دافع اكتشاف الذات. أما الدافع الثاني فهو دافع امتلاك نسق فكري يستطيع بموجبه صاحبه تفسير العالم والوجود. فيما يبقى التخصص شكلا من أشكال الاعتراف بصغر الإنسان عموما والفاعل الثقافي خصوصا في هذا الكون وعجزه عن الإلمام بكافة أسراره واكتفائه بالتخصص في دراسة تفصيل من التفاصيل.
السؤال، إذن، هو: هل أنا فاعل ثقافي متعدد الاهتمامات أم فاعل ملتزم بخط التخصص؟
أعتقد بأنني لا أكتب خارج اهتماماتي. لا أكتب خارج الأدب والفن. ففي الأدب والفن، أشعر بأنني في بيتي. وقد دشنت مؤخرا في قلب بيتي "صالونا فنيا" مفتوحا في وجه الفنانين من مطربين وعازفين وملحنين وفنانين تشكيليين وممثلين ومخرجين وأدباء... ويمكنك أن تتصوري نوعية السعادة المتولدة عن جلسة فنية متفردة يتجاور فيها أهل الكلمة مع أهل النغمة وأهل اللون والخط. في البداية، حددت لهذا الصالون صفة "الفصلية" بحيث يفتتح أربع مرات في السنة. ولكنني الآن أفكر في تنظيم صالونات "شهرية" تفتتح مرة كل شهر وقد يتطور الأمر إلى صالونات "أسبوعية" تعزز التواصل بين سحرة الفن والأدب وتقوي أواصر المودة بينهم...
إن الاهتمامات ليست ماكياجا يزين به المرء وجهه. إنها طبقات حية من الشخصية تتراكم مع الزمن والتجربة فتتجاور وتتداخل دون أن يخنق بعضها بعضا أو يطمس أثره...
فقد كانت الموسيقى أولى اهتماماتي إذ لم يكن في بيتنا في سبعينيات القرن العشرين غير لاقطة magnétophone صحبة أسطوانات من ثلاثة وثلاثين 33 وخمسة وأربعين 45 لفة لمطربين جزائريين من عيار نورا الجزائرية ودحمان الحراشي ورابح درياسة ومطربين مغاربة من طينة عبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بلخياط ومحمد الحياني وفتح الله المغاري وغيرهم. وعندما دخلت مجموعة ناس الغيوان على الخط، اكتملت المتعة.
وكانت أختي رحمها اله تذكرني دائما بأنني "غنيت في المهد، صبيا". فقد تهجأت على ظهرها، وأنا دون السنتين من العمر، لازمة أغنية عبد الوهاب الدكالي المعروفة، "لا تسألني":
- "هتكني حب... أها آها... هتكني حب... أها آها!"
("هدبني الحب...أها آها... وعلمني... أها آها!")
وعند دخولي المدرسة، انضاف لاهتمامي الأول شغف كبير بالرسم داخل القسم وخارجه. فقد عشقت الفن التشكيلي عشقا كبيرا إذ تكمنت من رسم أول بورتريه ذاتي وعمري لا يتجاوز الثامنة من العمر كما نلت بطاقة العضوية في برنامج "رسوم للاطفال" التلفزي الخاص بالمواهب الفنية الصغيرة والذي كان ينشطه الفنان القدير المرحوم عبد الله الفيلالي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين. وأذكر بأنني تخصصت في فن البوتريه منذ البداية. فقد رسمت نفسي ثم عائلتي فأصدقائي وجيراني. وبفضل الرسم، حظيت بمنزلة تفضيلية حيثما حللت. لكن، بسبب معارضة عائلتي للسفر إلى مدينة بعيدة كمدينة طنجة وعمري دون السادسة عشر، تخلفت عن إكمال تكويني الفني بالمعهد...
أما في سن البلوغ، ومع دافع التحرر من التبعية للعائلة، دخلت لأول مرة إلى قاعة السينما وعمري ثلاثة عشر عاما. كان الفيلم هو "كيوما"، الكاوبوي المتحرر من كل الروابط والتواق للحرية والتحرير. كان فيلما رائعا وكان يصدح بالشعارات التي دخلت من أجلها إلى قاعة السينما: الحرية... وبذلك، صارت السينما اهتماما ثالثا وفضاء سحريا وفر لي ما كنت ابحث عنه وقرب مني العوالم المستحيلة.
وفي سن السادسة عشر من العمر، بعدما فاتني قطار الفنون التشكيلية، بدأت تجريب الكتابة الإبداعية الحرة وكانت البداية مع يومياتي في القسم الداخلي بثانوية جابر بن حيان بمدينة تطوان ثم مع المسرحية القصيرة حين التحقت بشعبة الأدب الانجليزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل ثم القصة القصيرة بعد ذلك...
لكنني، سواء في الموسيقى او الفن التشكيلي او السينما او الكتابة الإبداعية، لم أخرج في يوم من الأيام عن البيت الذي ولدت فيه ولأجله: بيت الفن بغرفه السبعة...
وبذلك، ربما أمكن القول بأنني رجل اختصاص في مجالات اهتمامي الفنية المتعددة!


سؤال: ما الدافع الذي جعلك تقوم، على حسابك المالي الخاص، بنشر أنطولوجيا تعنى بالشأن الإبداعي في مجال القصة، أنطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" بأجزائها الثلاثة: الحرية والحلم والحب... ألا ترى أن هذا شأن المسؤولين عن مؤسسات الشأن الثقافي؟

جواب: هذه المسميات الكبيرة التي ترعرعت في تربة غيرنا لا توجد عندنا: لا المسؤولين ولا المسؤوليات، لا المؤسسات ولا المؤسسية... ولذلك، فنحن، برفضنا لهذا الزيف المؤسسي ولكل هذا الافتراء اللغوي والقانوني، فإننا نحاول زرع جدور في مشتل هو مشتلنا وحديقة أبنائنا ووطن أحفادنا. إننا نعيش في غابة أمازونية على كافة الصعد بما فيها الواجهة الثقافية. وما أتمناه صادقا ليس هو دعم أشباه المسؤولين للمشاريع الثقافية وإنما كل ما أتمناه هو عدم عرقلتهم لمحاولاتنا زرع الثقافة التي نريدها. كل ما اريده هو كفهم عن صنع المثقفين الزائفين بنية ضمان ميل موازين القوى الثقافية لمصلحتهم. كل ما أتمناه هو إحجامهم عن حشد المتكالبين للنيل من المشاريع الثقافية الجادة حين يعلمون بانطلاقتها...
لقد كان الدافع وراء إعداد انطولوجيا "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة" هو اقتراح مسار جديد للكتابة القصصية القصيرة بالمغرب يتجاوز المكرور السائد. وهو ما لا يمكن للمؤسسات الوصية على الثقافة فعله أو حتى التفكير فيه. وحين أبدت دور النشر المغربية استعدادها لطبعه ونشره، اشترطت عدم ترجمته إلى لغات أخرى وعدم نشره إلكترونيا تحت أي مبرر مع العلم بأنها لن تستطيع طبع أكثر من ألف نسخة يضاف إليها احتفاظها بحقوق الطبع وما يجاوره لمدة ثلاث سنوات. وهو ما جعلني أشفق على دور النشر المغربية وعلى أساليب عملها فقررت طبع العمل على نفقتي والترويج له إعلاميا على الواجهتين، الإلكترونية والورقية، وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ونشرها جزئيا (ثمانية نصوص قصصية من أصل خمسين) ضمن "صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية المعاصرة" فيما تنتظر النصوص الحائية الخمسون صدورها مجمعة بين دفتي كتاب واحد في هونغ كونغ تحت عنوان "المفاتيح الثلاث: الحلم والحرية والحب"...
لا أعتقد بأن الفاعل الحقيقي عليه انتظار ميلاد المؤسسة التي سترعى الثقافة والفن والأدب. فالمثقفون الحقيقيون، عبر التاريخ، كانوا نواة المؤسسات التي قامت بعد رحيلهم. فالمؤسسات لا تقوم دائما بالتعاقد الجماعي وتدشن بالمراسيم والطقوس. المؤسسات، في الغالب، يضع لبنتها الأولى أفراد ضحوا بمالهم ووقتهم وحياتهم من أجلها...
من ذا الذي لا يعرف بأن "الرومانسية"، وهي أول ثورة أدبية وفنية في التاريخ، كان عرابها مفكر بصيغة المفرد اسمه جون جاك روسو؟
ومن ذا الذي يشكك في كون "الواقعية"، وهي أحد أهم المدارس الأدبية والفنية منذ ما يزيد عن القرنين من الزمن، كان عرابها مفكر بصيغة المفرد اسمه فولتير؟
ومن ذا الذي لا يعلم بأن الشعر العربي كما وصل إلينا كان أستاذه الأول هو امرؤ القيس الذي نسجت المعلقات على منواله؟...
لقد كان الأفراد دائما هم نمودج المؤسسة اللاحقة على وجودهم. وهذه هي القاعدة التي تحركت بموجبها لإعداد وطبع ونشر الانطولوجيا المعروفة، "الحاءات الثلاث: مختارات من القصة المغربية الجديدة"، بأجزائها الثلاثة: "أنطولوجيا الحلم" سنة 2006، "أنطولوجيا الحب" سنة 2007، و"أنطولوجيا الحرية" سنة 2008...


سؤال: إصداراتك أيضا تعكس ما يشوب وزارة التعليم من خلل في المغرب، ما علاقة هذا بالإبداع؟

جواب: لا يليق بي المفاضلة بين بين أعمالي ولا يمكنني ذلك حتى ولو طلب مني ولكنني أعتقد بأنني كنت حقيقيا وبأنني عشت الحقيقة حتى الثمالة لمدة عشر سنوات ما بين 2003 و2012 وهي المدة التي استغرقها كتاب "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" بجزأيه، الأول الصادر عام 2009 والثاني الصادر عام 2011، حيث تعرضت خلال هده الفترة لكل اشكال المضايقة والتنكيل والإقصاء التي لا يراها ولا يعرفها غيري ممن يبحثون في هوية الملائكة وحقيقة الجن ويشخبطون نصوصا إبداعية حول "الملعقة الذهبية" و"الخبز البلوري" و"السرير السَحُبي"...

لم أعرف في يوم من الأيام كيف تجري الأمور في المغرب حتى خضت تجربة تأليف كتاب "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" بجزأيه، الأول والثاني حيث لا يمكن لأحد الفصل في تلك التجربة بين الواقعي والخرافي إذ لم أكن أعتقد في يوم من الأيام بأن للسلطة كل تلك الأفواه التي التي هاجمتني والتي ليست غير أفواه الأصدقاء، ولا كنت أعرف بأن للسلطة كل تلك المخالب التي نهشتني والتي ليست غير مخالب الجيران الذين كبرت على حبهم واحترامهم، ولا كنت أعتقد بأن للسلطة كل تلك العيون والآذان والتي ليست غير عيون أهلي وعائلتي...
لم أكن أعلم بأن الناس يمكنها أن تسترخص نفسها لهذا الحد الذي يجعلها تعيش حياتها بلا جهد، والذي يجعلها تحيا فقط في انتظار مرور جريح تتاجر في دمه...
وفي عز الصدمة، كتبت قصة قصيرة جدا عنوانها "ثورة". وأستأذنك في قراءتها نظرا لقصرها:

"يحيا بوغاتشوف، قائد ثورة الفلاحين! "
"يحيا بوغاتشوف، زعيم الفلاحين الثوار! "
"يحيا بوغاتشوف، يحيا بوغاتشوف! "
تلك كانت صيحة الفلاحين الثلاثين ألفا الثائرين على سياسة الإمبراطورة كاترينا الثانية وهم يلوحون بالبنادق وراء "بوغاتشوف " العسكري الهارب من الجندية الذي ادعى أنه الإمبراطور الشرعي المغتال بيدي الإمبراطورة والمبشر للفلاحين بإنهاء نظام الإقطاع وتحرير الأقنان والفلاحين.
كان " بوغاتشوف" يتقدم المسير على صهوة جواده نحو المدن الكبرى واثقا من وزنه ومن وفاء أتباعه ومن بركة الرهبان الذين يباركونه على طول الطريق قبل أن يقفز من على ظهر حصانه ويفر هاربا مذعورا بين الوديان والصخور يطارده أتباعه من الفلاحين الذين علموا للتو بأن إمبراطورتهم كاترينا الثانية تعد من يسلمها "بوغاتشوف" حيا جائزة مالية خرافية.


سؤال: من خلال متابعتك للشأن الثقافي بالمغرب هل ترى أن المؤسسات المسؤولة تقوم بدورها؟

جواب: أصغر ميزانية في المغرب هي ميزانية وزارة الثقافة. والمهرجانات الفنية الألف التي تقام في البلاد لا تشرف عليها وزارة الثقافة وإنما تشرف عليها جهات من خارج الحكومة ولا تمولها وزارة الثقافة وإنما تمولها أياد لا تعرفها حتى الوزارة ذاتها. كما أن العاملين في قطاع وزارة الثقافة هم مجرد موظفين لا علاقة لهم بالثقافة وأحيانا كثيرة حتى الوزير ذاته يكون غريبا عن الوزارة كما كان الحال مع وزراء اكثر من عشرين حكومة تعاقبت على تدبير الشأن العام في مغرب الاستقلال...
في ظل واقع تدبير ثقافي قاتم كهذا، كيف يمكن للثقافة في البلاد أن تكون لها "مؤسسات" في البلاد وأن تقوم هذه "المؤسسات" بدورها؟


سؤال: ألا ترى أن المؤسسات الثقافية تعنى بدائرة معينة، و يظل الكثير خارج الدائرة؟

جواب: التربية تربيات ثلاث: تربية نظامية داخل المؤسسات التعليمية العمومية أو الخاصة بمناهج مضبوطة وتتويج بالشهادات والدبلومات؛ وتربية غير نظامية تنتعش خارج المؤسسات التعليمية إما في مقرات الجمعيات أو في المساجد أو غيرها؛ وتربية لا نظامية وفضاءاتها تنفر من كل المؤسسات وتبتعد عن كل المناهج والمقررات الدراسية...
فإذا كانت التربية النظامية والتربية غير النظامية تعتمدان على وزارة التعليم في تلبية مطالبهما من حيث التجهيزات والمقررات الدراسية وتوفير الأطر، فإن التربية اللانظامية تحتاج إلى وزارتي الثقافة والإعلام في تنمية طلباتها وإشباع حاجتها إلى المواكبة والمسايرة...
فإدا كانت التربية تربيات ثلاث (نظامية وغير نظامية ولا نظامية)، فإنها تحتاج إلى تنمية القطاعات الوزارية الثلاث وتقوية حضورها: وزارة التعليم ووزارة الإعلام ووزارة الثقافة. وعلى ضوء ذلك، يمكن فهم هذه الجعجعة حول "فشل مشاريع التعليم" بالبلاد. فكيف يمكن لدولة، من أسفل هيكلها الإداري إلى أعلاه، أن تنتظر نتائج إيجابية من "الميثاق الوطني للتربية والتكوين" أو من "المخطط الاستعجالي" أو من "الردة الإدارية" الجاري التخبط فيها حاليا وهي تقصي أي شراكة وأي تنسيق مع وزارتي الثقافة والإعلام؟
وكيف لدولة سبق لها عام 1986 أن ضمَتْ وزارة الإعلام إلى وزارة الداخلية أن تغير، في رمشة عين، نظرتها للإعلام والثقافة لإكمال "المشروع النهضوي" المنتظر؟
كما يستورد المغرب المعدات الإلكترونية والميكانيكية دون إرادة النهوض بقطاعات لتصنيعها مستقبلا، يستورد المغرب أيضا المعاجم والمفاهيم دون المضامين والسلوك بدعوى خصوصية المجتمع. وبذلك، تبقى "القبيلة" المغربية بالمفهوم الانثروبولوجي "مؤسسة ثقافية" في المجال الثقافي، و"مؤسسة حزبية" في المجال السياسي، و"منظمة نقابية" في المجال المدني... بينما لا يعدو الأمر في مجمله عن كونه مجرد "قبيلة" مكونة من أبناء الأخ والأخت والعم والعمة والخال والخالة.
ليست لدينا "مؤسسات".
كل ما لدينا في هذه البلاد هو مجرد "قبائل" ضاربة في البدائية تتستر وراء أقنعة "حداثية" وخطابات "حداثية" وإخراج مسرحي "حداثي" لتخريجات أكل الدهر عليها وشرب. أبطالها "أبناء العشيرة". ويمكنك معاينة وجوه "أبناء القبيلة" وأسمائهم من خلال المشاركين الثابتين لحد الخلود في المهرجانات الفنية والثقافية التي تنظم داخل وخارجه...


سؤال: في الختام، ما هو جديدك؟

جواب: أنا الآن منهمك في تصوير وتوضيب وإخراج أفلام وثائقية على دفعات. الشطر الأول من هدا المشروع الوثائقي يتمحور حول الأغنية الإنسانية المعاصرة وأول هده العناوين الوثائقية هو "نَشَاز" وهوفيلم وثائقي حول مسار "الصرخة في الأغنية المعاصرة" وسيخرج إلى الأسواق باللغتين، العربية والإنجليزية، في نسختين منفصليتين. أما الشطر الثاني من هدا المشروع الوثائقي فيهدف إلى تدريب الناشئة الأدبية على الكتابة الإبداعية وعنوانه الجامع "أسرار الكتابة الإبداعية"... وبدلك، أكون قد فتحت الباب رسميا على عوالم الصورة بعد طول تأجيل.



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَنِ الرَّابْ وَارْوَابَّة
- حوار مع الباحث والقاص المغربي د. مصطفى يعلى
- صدور -أنطولوجيا الشعر الإفريقي الجديد- New Poetry from Afric ...
- حوار مع الكاتب والباحث والمترجم المغربي مُحَمَّد سَعِيد الرّ ...
- في حوار مع الكاتب المغربي محمد سعيد الريحاني أجرته مليكة الم ...
- صدور أول رواية عن الثورة الليبية، *عدوُّ الشمس، البهلوان الذ ...
- قصتان قصيرتان جدا: حيرة عاطفية + إدوارد العاشق
- -قَرِيباً، سَأُدَشِّنُ التَّحَوُّلَ الْأَخِيرَ، التَّحَوُّلَ ...
- حوار حول الترجمة مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد ...
- -المغرب لم يفشل فيه التعليم. المغرب يُرَادُ له أن يفشل فيه ا ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 27 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - في حوار مع محمد سعيد الريحاني أجرته زهرة زيراوي: -أنا متخصص في مجالات اهتمامي الفنية المتعددة-