أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان الذي صار وحشا” – الفصل السادس














المزيد.....

أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان الذي صار وحشا” – الفصل السادس


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


«أيها الناس، إن الثورة تحدث مرة واحدة في تاريخ الأمم وقد وقعت وكنتم، أنتم أو آباؤكم أو أجدادكم، من قام بها عام نزول الإنسان لأول مرة على سطح القمر حيث سمع لويس آرمسترونغ وزميله نيل يانغ وهما خارج كوكب الأرض زغاريد فرح جداتكم أو أمهاتكم أو زيجاتكم أو أخواتكم أو ربما بناتكم. واليوم، بعد أكثر من أربعين عاما، تريدون تكرار نفس التجربة؟!...

الثورة تكون مرة واحدة وقد قامت في الفاتح من سبتمبر وانتهى التاريخ ولم يعد ثمة مجال للثورات ولا للاختلاف. لكم "الكتاب الأخضر" ففيه نواميس الكون.

فعن أي ثورة جديدة تتحدثون؟

الثورة قمت أنا بها وانتهى الأمر ولم يعد ثمة مجال لتكرار التجربة فالتاريخ لا يكرر نفسه. أنا من ابتكر "ثورة الغضب" وأنا من سمى الثوار ب"الغاضبين" وأنا الثائر الأكبر!

الثورة قمت بها قبل أربعين عاما ودعمت حركات التحرير في العالم وأنجحت ثورات هنا وهناك وهنالك. أنا مع ثوار الخارج حيثما كانوا وضد ثوار الداخل كيفما كانوا. أنا هنا آخر الثوار. الثورة هنا حدثت وانتهى التاريخ. لا مجال للعب بالألفاظ واختزال الثورة في تغيير رئيس برئيس. أنا لست رئيسا: أنا زعيم ثورة. أنا لا منصب لي. ولذلك، لا يمكنني التنحي. فأنا مقاتل ثائر وسأدافع عن ثورتي إلى آخر رجل من رجالي. أنا ليس لدي سوى بندقيتي. سأُقَاِتُلُكْم وأَقْتُلُكُمْ وأُقََتِّلُكُمْ جميعا. سأحرق ليبيا وسأسيطر على الموقف ولو في بحر من الدماء فأنا الشعب أما أنتم فمجرد متآمرين على الشعب.

أتقلدون ثورات جيرانكم؟

هؤلاء لم يعرفوا، قبل هذا العام، ثورة عبر كل مراحل تاريخهم. ثم إن ثوراتهم جاءت لتغيير رئيس برئيس وتبديل حزب بحزب... أما هنا، فلا توجد أحزاب ولا يوجد رئيس. هنا، الشعب هو الذي يحكم. ولا يمكن لأحد أن يثور على الشعب. لا يمكن لأحد أن يثور على نفسه إلا إذا كان مجنونا أو مدمن حبوب هلوسة. ثم إنها ثورات على سياسيين ومحترفي السياسة. أما ما تسمونها أنتم "ثورتكم" هنا، فهي ثورة على ثوار! وهذا أمر خطير. وحدهم القتلى المحتملين من سيفسر معنى "الخطورة" التي أتحدث عنها لأنه لا أحد منا سيقبل لا بالتوافق ولا بالتنحي ولا بالهزيمة...

ما كنت أعلم بأنني أحكم شعبا كهذا؟!

شعب يثور على نفسه!

إذا كنتم ثائرون على أنفسكم، فلماذا تخرجون إلى الشوارع وتهاجمون المؤسسات وتحرقون البنايات؟!

إن من يثور على نفسه، يتحلى بنَفَسِ الصوفية والزهاد والنساك ويعكف على إصلاح ما فسد في نفسه وتنمية ما عاب من شخصيته. أما الخروج للشارع لإشعار الآخرين بأن المرء ثائر على نفسه، فهذا ما لا يمكن أن يقوم به إلا مدمنو أقراص الهلوسة!

أنا هنا لأحكمكم فوصفة طبيبي تقرن دوائي بحكمكم وشفائي بطاعتكم. ولذلك، فأنا لا أتوقع من شعب حكمته أربعين عاما أن يرجعني إلى نقطة الصفر، إلى جنوني. أنا مصاب بجنون العظمة والسلطة هي دوائي ومُسَكّن دائي. لذلك، فأنا أحذركم من المساس بدوائي وإلا فسترون وحشا كاسرا. فإما أن تقفوا معي فتستمر الحياة أو أن تتكالبوا علي وآنذاك سأقتلكم جميعا حيثما اختبأتم وسأرجمكم بكل ما أملك من أسلحة ضد الجدران والمخازن وتفجير طبقات الأرض. لن أرحمكم إذا خالفتموني.

فمع من أنتم؟

مع الزعيم القائد العظيم الخالد؟

أم مع وهم الثورات العربية الخادع؟

إن من يتوقع تضامنا من الخارج مع ثورته، فهو واهم: صمت العرب مضمون مادام ما يحدث لي سيحدث لهم، وصمت الجيران سأشتريه بالنفط مقابل التواطؤ، والموقف الدولي في جيبي...
فمع من أنتم؟

أنا ولدت لأحكم وحين تأخرت أمنيتي، جننت ودخلت مصحة "عين شمس" فرع جنون العظمة. ولدت لأحكم وأنتم وُجدتم لتأييدي وموالاتي ونصرتي. ولأن القدر جمعنا، فإننا لن نفترق ولو احترق كل البلد! سنبقى على هذه السفينة التي وجدنا على ظهرها. فإما النجاة وإما الغرق ولا حقّ لأحد في الفرار. لا حقّ لأحد في الخيانة. أنا الوطن، فدافعوا عني بأعراضكم ونسلكم وحياتكم وأنا أضمن لكم الخلود ودخول التاريخ!

أنا إسمي معمر ومعناها ليس فقط طويل العمر بين أسرته في بيته ولكن أيضا "طويل العمر بين شعبه على كرسي الحكم وبدعواتكم سأصبح ميتوشالح وسأعمر طويلا وسأعيش ألف سنة" كما عاش المعمرون من الأسلاف. فلماذا تغارون من قدري؟ أتثورون علي بدافع الغيرة من طول عمري وطول بقائي على الكرسي؟!

أنا لست نيرون العربي، أنا معمر القذافي. فكما ذكر التاريخ طويلا نيرون، عليه أن يذكر اسم معمر القذافي طويلا. ولمن سيقاوم دخولي التاريخ من بابه العريض عليه أن يقاوم جموحي وأوله هجومي على شعبي بجيوش المرتزقة قتلا وتنكيلا. هل فعل هذا أحد قبلي؟...

الليلة، ستُنْتَهَكُ حرمات البيوت!

الليلة ليلة الزحف، الزحف في كل الاتجاهات زنقة زنقة، دارا دارا، غرفة غرفة، فردا فردا!...

الليلة ليلة الزحف عليكم، أيها الجرذان!...

سنمسككم واحدا واحدا!

لتختبئ الجرذان وليرقص الأنصار في الشوارع ويغنوا ويستعدوا لقتل الجرذان وبقر بطونهم وحرق جثثهم!

وإنه لزحف حتى النصر!»




اضغط هنا لتحميل الرواية كاملة: http://raihani.free.fr/ebooks/the_enemy_of_the_sun.pdf



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 27 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن الثورة الليبية: “عدو الشمس، البهلوان الذي صار و ...
- عن الشطط الإداري الذي لا ينتهي في نيابة وزارة التعليم بإقليم ...
- -عَبْزْفْ-، اَلْقِرْدُ الهَجَّاءُ (قصة قصيرة)
- حوار صحفي: *2011، عام الثورة* هي آخر مجاميعي القصصية لداكنة ...
- صدور كتاب *رسائل إلى وزير التعليم المغربي* (الجز الثاني من ك ...
- فين ْ غَادي بي َ خُويَا؟ قصة قصيرة جدا مهداة إلَى زَكَريَاء ...
- شعرية الضياع: صدور أضمومة -حوار الجيلين-، مجموعة قصصية مشترك ...
- رسالة أخيرة مفتوحة إلى وزير التعليم المغربي: ثورة قطاعية في ...
- الديمقراطيات الجديدة في العالم العربي
- ثورة اللوتس ورحيل آخر الفراعنة (قصة قصيرة)
- ثَوْرَةُ البُوفْرَيْحِيّين (قصة قصيرة)
- ثورة الياسمين ولويس الرابع عشر العربي (قصة قصيرة)
- تُرَفْرِفُ تُونُس عالياً حينَ يَفِرُّ مَنْ لا أجْنِحَةَ لَهُ ...
- -أَنْتَمِي إِلَى شَعْبٍ مُخْتَلِفٍ- (حوار أجراه الإعلامي الس ...
- التسجيل الكامل والمفصل لوقائع جلسة الحوار
- رسالة رابعة مفتوحة إلى وزير التعليم المغربي


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان الذي صار وحشا” – الفصل السادس