أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - يؤسفني ما أقرأ حول علياء














المزيد.....

يؤسفني ما أقرأ حول علياء


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 20:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علياء المهدي، هذه الفتاة المصرية الصغيرة التي واجهت محرمات مجتمعها المصري وكل المجتمعات الشرقية بتعريها، تواجه حملة مضادة قوية من مثقفي وناطقي العربية، حيث يستهزئون بتعريها واستخدامها لغة الجسد بصراعها مع قوى الإسلام السياسي.
أعرف تماماً مدى حنق جماعة الإسلام السياسي منها، بل وحتى توظيفهم لتعريها من أجل التصويت بنعم لصالح دستور مرسي، ولكن أن يتحامل عليها مثقفي العربية، فذلك يؤشر لخطأ في منظومة القيم التي يحملونها.
فإن كان المثقفون يدعون للحرية، فما قامت به علياء يمثل قمة الحرية، فلا حدود للحرية، والحد الوحيد الذي ممكن أن ندافع عنه بوجه الحرية الفردية هو عدم تجاوزها على حرية الآخرين، وعلياء لم تتجاوز على حرية أحد بتعريها على حد علمي، فإن اشمئز أحد ما من رؤيتها عارية، فأمامه حل بعدم رؤية صورها.
و إن وجد أحدكم أنها تجاوزت بفعل التعري، فليقل بم هي تجاوزت !
هي امرأة حرة، وهي من تملك جسدها، ولا أحد غيرها يملكه، لا أباها، ولا مجتمعها، ولا صديقها كريم، ولا أصحاب اللحى الكثة، ولا حتى مثقفي العربية.
و أما أن يكون الاعتراض لأن تعريها وجه الناس بمصر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للتصويت بنعم بدل رفض الدستور، فأقول: سحقاً لكذا ناس تغير رأيها بدستورها لمجرد رؤية جسد امرأة عارية، هؤلاء الذين لا يرون مصالحهم أين تكمن سوى في فرج المرأة، ويركضون وراء ما يقوله لهم شيوخهم، الذين يفكرون ليل نهار فيما بين الفخذين، عليهم وحدهم دفع ثمن قراراتهم.
و أما مقارنتها بما فعلته البنت الباكستانية ملالا، فأقول: لكل اسلوبه بالرفض، ولكل طريقته، وهي نابعة من خلفيته الثقافية والأسرية، والظروف التي مر بها حتى تكونت شخصيته.
كلتاهما رفضتا ما يجبرهما عليه مجتمعهما والقوى المؤثرة فيه، وكلتاهما عبرتا بالطريقة التي وجدتاها مؤثرة، فعلياء لا تستطيع أن تقول أنها ستؤدي الامتحان كما قالت ملالا، أو أنها ستستمر بدراستها رغم الظروف وتهديدات القتل، لأنها لم يمنعها شخص من تحقيق ذلك، ولكن لأن بمجتمعها تنتشر ظاهرة التحرش الجنسي بالنساء، بسافراته ومحجباته ومنقباته، ولوجود ظاهرة استخدام الدين لتحقيق مآرب سياسية، لذا كان تعريها على مستوى التحدي، فها هي تقول، هذا جسدي أمامكم بدون اي غطاء، تمتعوا بالنظر الى ما تسمونه عورات عندكم، هل ترونها جميلة ! أم قبيحة كقبح تفكيركم !
وملالا اعترضت أيضاً بما يناسب التحدي، فالتحدي هناك كان بتحصيل التعليم، ولم يكن تحديها ضد الحجاب مثلاً، وهي قامت برد الفعل المناسب للفعل ذاك.
اذن، كلتا الفتاتين قامتا بما يناسب موقعهما ومجتمعهما، والمقارنة بينهما متعسفة لاختلاف الظروف، وكلتاهما بطلتان، تستحقان منا الدعم والتقدير، لا الاستهزاء، لأن أحديهما استخدمت لغة الجسد، الجديدة كلياً حتى على مثقفي هذه الأمة.
فلكل معركة سلاح.



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة ج9
- عائشة ج8
- عائشة ج7
- لو خيروني
- عائشة ج6
- عائشة ج5
- أول يوم في الروضة
- عائشة ج4
- عائشة ج3
- عائشة ج2
- عائشة ج1
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج56 والأخير
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج55
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج54
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج52
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج50
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج49
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج48


المزيد.....




- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - يؤسفني ما أقرأ حول علياء