أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى















المزيد.....


السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى متى تتبنى جماعة الاخوان قضايا حماس المشبوهة و المتهمة في بلادها بالفتنة ، في حين لا تتردد عن رمي الآلاف من اهل سيناء في الصحراء دون أن يرف لها جفن... حان للمصريين أن يسألوا أنفسهم: إلى متى السكوت على المغامرات الاخوانية ؟!..لم أُفاجأ عندما ارى تحول "عُبّاد الدينار" من المرتزقة المأجورين أحياناً الذين يدافعون عن الاخوان ويجملون وجههم القبيح ويعمقون الخلافات بين القوى الوطنية والثورية .... وكلما كَبُر المسمّى الذي يعملون تحته أو حاول التعاظم والتسامي الهدف الذي يُدندنون حوله كلما كان مدعاةً أكبر للتشكيك في مصداقيتهم والبحث عن أهدافهم المأفونة التي تحاول التخفّي ولا تقدر، تماماً كأسلافهم ممن شادوا مسجداً لتفرقة الصف المؤمن فكشفهم ربّ العالمين سبحانه وأنزل فيهم قرآناً يُتلى حتى لا تنطلي حيلهم في قادم الأزمنة: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚوَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).


يجب ان يعلم مرشد الاخوان وجماعته ومرسيهم إنّ السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً كما يقول المثل الصيني!!!... فمتى ستتوقف جماعة الاخوان لتفكر بشكل شامل بدلاً من نظرة الـ "أنا" الضيقة هذه وتكبيرها لحجمها الذي يُناقض المنطق، ومتى ستنتهي من الاساءات المتكررة للمعارضة ومن يُفترض أن يكونوا شركاء الوطن ، وكيف تخسر شيئاً فشيئاً بُعدها وعمقها الاستراتيجي ببثّ الأكاذيب ونشر الأراجيف وتحريك المياه الراكدة ودعم كل ما من شأنه إخلال الأمن وكأنها تعيش في كوكب المريخ وليس في مصر بين شركاء يتعاملوا بعقلانية وصبرٍ غير مسبوقٍ مع "شوشرة" هذا "الطفل المشاغب" على أمل أن ينضج ويعقل وينتبه لحجمه الحقيقي مقارنة بحجم بقية أفراد العائلة!!..إنّ جماعة الاخوان عندما تدعم هذا الكلام الساذج المنافى لحقوق الإنسان الذى جاء على لسان ياسر برهامى http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=M_5gfL1xiwE .. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=zsi0k20HxBI تحاول أن تبدو في مظهر الحمل الوديع الذي يُخفي أنياب "ابن آوى" الغادرة...جماعة الاخوان تطنطنُ ليل نهار من خلال أجهزتها الإعلامية المشبوهة وأبواقها التي تفتقر للقيم الإنسانية النبيلة بحق البشر في التعبير عن آرائهم وتنبز المعارضة تحديداً وتصريحاً وتلميحاً !!!..لقد دخلت جماعة الاخوان باختيارها للُعبةٍ أكبر منها بكثير عندما قدّمت نفسها على طبقٍ من فضة لبرنامج المحافظين الجُدد في الادارة الأميركية والذين روّجوا دون هوادة بأنّ العراق سيكون النموذج الديمقراطي للولايات المتحدة في المنطقة والذي يُفترض أن يكون المشروع التجريبي Pilot Project الذي سيُعمّم على بقية المنطقة العربية.... لكن طيلة هذه السنين لم يزدّد العراق إلا تمزقاً وتشرذماً وقتلاً يومياً واختلالاً أمنياً هائلا حتى بدت الصورة واضحة أن العراق قد أصبح كياناً هزيلاً للغاية مقسماً بين قوميات متعدّدة الأعراق والأيديولوجيات...حالياً وصل مشروع أميركا بتعميم النموذج العراقي مرحلة متقدّمة بعد جرّ ليبيا لنفس الوضع الكارثي وكذلك تونس وسوريا ومصر، وهي الدول الكبيرة التي كانت في نشاط تصادم أو على الأقل ممانعة مع اسرائيل، لتتضح الصورة أكثر فأكثر من أنّ نموذج أميركا يهدف لجعل دولة اسرائيل الكبرى حقيقة واقعة مع تمزيق كل الدول العربية وهزّ كياناتها وتقسيمها إلى دويلاتٍ صغيرة لا تشكل تهديداً لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً على اسرائيل، بل لا تعدو أن تكون سوقاً استهلاكية هائلة لمنتجات الاقتصاد الاسرائيلي بعد سقوط كل حوماتها ونماذجها الاقتصادية الطموحة من خلال تلك المؤامرة ...


ما يبدو لجماعة الاخوان من كونه "انتصارات سياسية" و"دخولُ" للعبة الكبار على المشهد السياسي لا يعدو أن يكون ذلك الطُعم الذي يضعه الصياد لاصطياد الأسماك الكبيرة، فقد فتحت الحكومة الأميركية مسارات كبيرة أمام جماعة الاخوان على الساحة العربية حتى توفّر على نفسها عناء التنفيذ وتوفّر أيضاً عشرات المليارات من الدولارات والتي تكفلت بها دولة قطر وهي تندفع بشكلٍ أهوج لتُصدّق أنّها فعلاً من يُحرك قطع الشطرنج في المنطقة وهو الأمر الذي قاد من يُدعون "ساسةً" فيها إلى مزيدٍ من الغرور والاستعلاء والصَلَف والتمادي بشكلٍ فجٍ في الدعوات لاخلال الأمن !! بعد أن عاثوا فساداً بما فيه الكفاية وفوق ما كانت تتوقعه منهم أميركا نفسها في دول ما يسمى زوراً "الربيع العربي"، ولتنعق أبواقها متباكيةً كل ليلة بانعدام حرية الرأي والديمقراطية في هذه الدول من دولةٍ ليست فيها تعددية ولا ديمقراطية، ولا حتى برلمان ولا مؤسسات لحقوق الانسان، بل وليس فيها منظمات مجتمع مدني، بل الأدهى من ذلك كله: ولا حتى دستور!!..يقول بريجنيسكي مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي سابقاً: "إنّ منطقة الشرق الأوسط ستحتاج إلى تصحيح الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو ومقرراتها" .... وهو أمرٌ متفق عليه في مراكز اتخاذ القرار الأميركية، فالأصل أمنُ اسرائيل وهو ما يصيح به رؤساؤها جهاراً نهاراً وأنّهم لن يسمحوا بالمساس بأمنها، في إلغاء تام لكل الدول العربية المجاورة لها وحقوقها... لكن لا يبدو أن جماعة الاخوان تفهم ما تسمع كعادة الطالب البليد الذي لا بُد أن تكرّر له الحديث مرّاتٍ عديدة حتى يستوعب شيئاً ما، فأميركا تتكلّم عن اسرائيل وأمنها وبأنها مُحاطة بدولٍ رافضة لكيانها ومهدّدة لوجودها، وهي في سبيل حليفتها لن تتورّع عن إعادة رسم المنطقة وحدودها وقد بدأت في ذلك فعلاً، وهو أمرٌ يراه الواعون ما عدا قادة جماعة الاخوان المتهورون والمتكالبون على خدمة مخطط أميركا في المنطقة بحماسٍ لا يوجد لدى اسرائيل نفسها!!..

إنّ أمن مصر واستقرارها أكبر من "صبيانيات" قادة الاخوان ، ونحن على ثقة أن الشعب المصري الحُر لا يرضى أن تكون أمواله ومقدراته رأس حربةٍ تجاه اشعال حرب أهلية ممن يجمعه بهم النسب والدم والدين، وأن تلك الجماعة الاخوانية التي تدعى الكرامة هي جماعة بلا كرامة...يبدو أن الإخوان المتأسلمين قد وصلوا إلى مرحلة من الإفلاس الأخلاقي وإفتقاد الحجة المنطقية للدفاع عن أساليبهم وعن أطروحاتهم المنافية للوطنية وإلى الحد الأدنى من القدرة على الحوار، حتى لجأوا إلى التزوير والخداع، في إعتقاد منهم أنهم بذلك يستطيعون إستهداف بعض الشخصيات الوطنية التي أوجعتهم من خلال توضيح الحقائق وكشف زيف الإخوان وإدعاءاتهم الإفلاس الأخلاقي الذي أصاب المضللين من المتأسلمين قادهم الى إبتكار طرق عدة بهدف الدفاع عن أنفسهم، وهذه الطرق تعتمد التزوير وقلب الحقائق وإختلاق الشائعات، وهي كلها تنم عن مدى الإنحدار الأخلاقي الذي وصلوا إليه... وعلى سبيل المثال في عالم التواصل الإجتماعي وتحديداً في تويتر، نشاهد العديد من المحاولات البائسة التي يقوم من خلالها أولئك بالتزوير وإنتحال الشخصيات، وكل ذلك للإساءة الى شباب وطنيين همهم الدفاع عن بلدهم وتوضيح الصورة الحقيقية للمتأسلمين، الصورة التي تقول أنه هناك من ضللوا أو باعوا أنفسهم في سبيل تحقيق مصالح شخصية...في تويتر نشهد بين فترة وأخرى أساليب تكشف زيف إدعاءات المتأسلمين، حيث أن بعضهم يقوم بإنشاء صفحات وهمية بإسم وهمى ، ونشر أكاذيب وإفتراءات وتزوير مراسلات، والهدف من كل ذلك تشويه الصورة الناصعة لبعض الثوار الذين وضعوا الوطن أولاً وقبل كل شيء، وهذه الأساليب الإخوانية مكشوفة حيث أن الشباب المصرى واعي ويميز بين الأكاذيب والحقائق، وهذا الوعي هو الأساس الذي نحارب من خلاله تلك الأجندات الاخوانية التي تستهدف الوطن!!...اللافت أن أبناء مصر سرعان ما يكشفون أساليب الإخوان للعلن، وهنا نرى مدى الدور الأساسي الذي يلعبه الشباب في توضيح الطرق الملتوية التي تستهدف الوطن في المقام الأول، وإلا لماذا تحاول الثلة الضالة أن تخلق شرخاً في المجتمع، ولماذا يحاولون تشوية صورة مصر بطرق عدة؟؟ كل تلك المحاولات تسعى إلى أن يمهدوا الطريق ليحدثوا بلبلة في المجتمع المصرى !!..لكن ما فات الاخوان المتأسلمين أن مجتمعنا متماسك وهناك إحترام متبادل بين الجميع، الكبير والصغير، ونحن دولة قانون وقضاء ، كل ذلك يجعلنا نتصدى بشكل تلقائي لكل المحاولات التي تسعى للنيل من الوطن، فسواء على صفحات تويتر أو حتى في الإعلام التقليدي، أو في أي مكان أخر، هناك دائماً أبناء الوطن الذين يكشفون المؤامرات ويوضحون الحقائق ويدافعون عن مصر الخير التي قدمت الكثير لنا ونحن مدينون لها.... المتـاسلمون وبعد أن ضاقت بهم السبل لجأوا إلى عدة أساليب قذرة ضمنها الكذب الخداع والتلفيق، وأيضاً التزوير، ولم يكتفوا بذلك بل دفعوا نسائهم إلى أن يهاجموا الوطن ظناً منهم أن ذلك يحميهم، وبهذا يختبئون خلف النساء وينفذون أجنداتهم، لكن حتى التنظيمات النسائية فهي مكشوفة ونساء الوطن يقفن أيضاً كما رجالاته بالمرصاد ويكشفن كل محاولات الإخوان في إستهداف أمن الوطن والمواطن....الحقيقة الواضحة أن هناك حالة من الإفلاس الأخلاقي التي عمت الاخوان المتأسلمين، فلم يعد هناك حدود لأفعالهم وهذه بداية النهاية، حيث أنهم وضعوا أنفسهم في خانة مكشوفة وبدأ المجتمع ينبذهم، نعم حرقت ورقة الإخوان، وما بقي هم شرذمة قليلة يفتعلون حروباً إلكترونية لكنهم بكل تأكيد إلى زوال، فإما أن يعلنوا التوبة، ويرجعوا إلى صفوف الوطن، أو مكانهم ليس بين أبناء مصر....


واليكم نموذج لم يتوقع أن يخاطبه المرشد بمثل هذه العبارة: (أقعد .. أقعد .. هل تظن أن دخول الحمام كما الخروج منه؟) , فوجئ الأستاذ ثروت الخرباوي، رجل القانون ومسئول إدارة الأزمات في تنظيم الإخوان، أثناء مناقشته للمستشار مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان، بهذه الكلمات التي لا تليق بمكانة المرشد، وأخذ يتساءل في نفسه، أهكذا يكون الدعاة!!..كان الأستاذ ثروت يتوق لهذا اللقاء لمناقشة المرشد في العديد من القضايا التنظيمية، خاصة وأنه واجه نقداً وهجوماً داخل الجماعة... وكان يحسب أن المرشد صاحب المعارف القانونية والخبرات السياسية والتنظيمية سوف ينصفه.. لكن عبارته الفظة جعلت الأستاذ ثروت يشفق على الرجل وأخذ يردد في نفسه "مادام الرجل يعتبر بيته حماماً فَكان من المفروض أن ادخل بقدمي اليسرى وأقول وأنا أدخل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"! وكان ذلك اللقاء الأول والأخير مع المرشد بل والانعتاق من أغلال التنظيم بالكامل !!
ويتحدث الأستاذ ثروت الخرباوي عن قراره لإنهاء مسيرته مع التنظيم ويقول: كانت رحلتي نحو الحقيقة قد بدأت مصادفة بغير ترتيب مسبق، إذ لم يرد في خاطري أن جماعة الإخوان تضمر في نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظم أفرادها، فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار، في صندوق خفي لا يستطيع أحد أن يطلع على ما فيه، إذ أن العتمة التي يعيشها أفراد الجماعة تحجب عنهم نور الحقيقة.... كان حبه للإخوان وشغفه بتاريخهم، يمنعه من تصديق ما يردده خصومهم، لكنه فوجئ بالشيخ محمد الغزالي، وكان يعتبره (إمام العصر) يشن هجوماً ضارياً على المرشد آنذآك، حسن الهضيبي ويتهمه بالماسونية.. وظلت هذه العبارة تترسخ في ذهنه.. وكان يتساءل بين نفسه كيف يلتقي الدين مع اللادين؟ كيف يلتقي الإسلام الذي تعبر عنه جماعة ربانية بالصهيونية التي تحارب الإسلام، ويقول: "تداخلت أحداث كثيرة في حياتي فأخذت أبحث عن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان، كيف فكر حسن البنا في إنشاء الجماعة ولماذا؟ وما هي الأدوات التي أمسك الإخوان بتلابيبها لكي يحققوا هدفهم الأعظم.... وقتها وقعت تحت يدي مقالات كان الأستاذ سيد قطب قد كتبها في جريدة "التاج المصري" وأثناء بحثي عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسوني المصري!! وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون!"...


مما لاشك فيه ان الأستاذ ثروت الخرباوي ظاهرة تستحق الإشادة، مراجعة المواقف ونقد الذات بعد الانسياق، في مرحلة زمنية قد تطول أو تقصر في طريق، تحسبه هادياً إلى الحقيقة وإلى الهدف الأسمى في الحياة وهو التفاني في خدمة شعبك و الولاء لوطنك.... وعندما يتضح لك أنك أخطأت الاختيار وضللت في أوهام الشعارات، فمن الشجاعة المواجهة بصلابة وإعلان كلمة الحق، مهما كانت العواقب و النتائج.... من هنا نقدر تقديراً عالياً شجاعة الأستاذ ثروت الخرباوي الذي تحرر من"عبودية التنظيمات الحديدية" القادرة على "شيطنتك" إذا قلت "لا.. لن أستمر في هذا الضلال... افعلوا وقولوا ما تشاءون، لكن لن أرضخ بعد اليوم لجبروتكم وأضاليلكم"...يقول الأستاذ ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد "الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين" وكان في موقع قيادي ويرأس لجنة إدارة الأزمة في التنظيم، "كانت آخر أيامي في تنظيم الإخوان هي أسعد أيام حياتي، ويالها من أيام أدرك قلبي فيها أن تنظيم الإخوان كان سراباً يدفعني نحو التيه، كنت قد عقدت العزم على التخلص من تلك القيود الثقيلة التي أقعدتني وعرقلتني وحاولت تكبيل أفكاري.. فالنفس السوية ترفض الاستبداد حتى ولو كانت قيوده من ذهب، أو كانت جدارنه شيدت من لافتات الفضيلة"....واستطاع الأستاذ ثروت الخرباوي وهو محام مرموق، تقديم مرافعة شيقة وموضوعية بعيداً عن التهاتر والشخصنة.. ولعلها من أبلغ الشهادات عن ممارسات هذه التنظيمات العبارات التي اختتم بها الأستاذ مرافعته قائلاً: "يستحقون الرثاء من عاشوا في الظلام وينزعجون من النور، من يقبعون في أقبيتهم وسراديبهم الضيقة وهم يحسبون أن الطريق إلى الدين والفضيلة لا يكون إلا من خلال الأقبية والسراديب المغلقة".....إنهم بالفعل كذلك في جميع تجارب المتأسلمين وتنظيماتهم التي تتطاول بإدعاء أنها وحدها التي تجسد مبادئ دين عظيم، بُشِّر نبيه الكريم، بأنه "رحمة للعالمين" وفي الوقت نفسه، تجلت هذه الرحمة لتشمل جميع خلق الله بقوله تعالى: "لا إكراه في الدين" ...."من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، الله وحده، هو رب العالمين جميعهم بلا استثناء ولا يحق لأحد أو لجماعة أو تنظيم الإدعاء بأنه هو وحده الإسلام وهو الذي يحاسب الناس ويقيس درجة إيمانهم بانتمائهم لهذا التنظيم.... إنها ادعاءات أشبه بصكوك الغفران وهي مازعمه كهنة ورهبان في القرون الوسطى بأنهم يمنحونك الغفران من كل ذنوبك مقابل مبالغ مادية !!..


خريجون من الأزهر وشهادات دكتوراه بالجملة وألقاب عدة، كلها طرق تمكن بعض الأشخاص من التأثير على الجمهور رغم الزيف والكذب، لكن هذه الأساليب انتشرت بكثرة ورافقت حكم الإخوان المتأسلمين في مصر، كما انتشرت ظاهرة السب والقذف وتبادل الاتهامات، حيث لجأ بعض الأشخاص إلى التشهير ببعض الفنانين بطرق غير لائقة والدعوة لمحاربتهم، وكان نصيب الفنانة إلهام شاهين كبيراً في هذا المجال، ومع أن حكماً صدر بحق عبد الله بدر " الذي يدعي أنه خريج الأزهر"، إلا أن ردود فعل جماعية على هذه الشخصية كانت تعبر عن حالة فقدان الأمن والفوضى التي تعيشها مصر في ظل حكم إخواني، حيث أن أنصار بدر قد قاموا بإرسال الكثير من التهديدات إلى الهام شاهين وأعلنوا أنهم قد يعتصمون أمام منزلها!!...حالة التحريض المستمر توسعت كثيراً وقد تناولت فئات عدة من الشعب المصري خاصة المثقفين والإعلاميين، وربما يكون هذا دليلاً على طبيعة تفكير الإخوان المتأسلمين في عدم قبول الآخر وتكفيره وتخوينه ومحاربته بكافة الطرق، أما الأبرز في هذه القضية كان وحسب الهام شاهين هو قضيه انتحال عبد الله بدر لشخصية دكتور بالأزهر، حيث أكدت أنه كيف يصدق الناس رجلاً ادعى أنه دكتور ومدرس بالأزهر، في حين أن الأزهر نفى هذا الأمر جملة وتفصيلاً، وأبلغها أنه لا ينتمي له لا من قريب ولا من بعيد، وكيف تقوم قناة تدعي أنها إسلامية، وتتحدث باسم الإسلام، بأن تصفه على شاشتها بأنه أستاذ علم تفسير القرآن بالأزهر؟، مشيرة إلى أن عبدالله بدر والقناة التي يظهر عليها فقدا مصداقيتهما إلى أقصى حدود بعدما اكتشف الناس أكاذيبهما....وكان تعليق إلهام شاهين واضحاً في القضية كما قالت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وبشكل عام كان هناك حالة من الاستياء من قبل الفنانين المصريين وغيرهم من المثقفين حيث أنهم وصفوا قضية بدر بأنها تأتي استكمالاً للفوضى التي أسسها الإخوان والجماعات المتأسلمة، بحجة تطبيق الشريعة، وأن مصر تحتاج إلى من يحاول أن يوحدها ويقضي على كل من يفرق أهلها بهذا الشكل غير المسبوق، والذي لم يظهر سوى في عهد الإخوان... انظروا الى ما قاله ياسر برهامى عن عبدالله بدر وغيره من حثالة وسفهاء التيار المتأسلم فى هذا الفيديو الخطير الذى يوضح خطط عصابات الاسلام السياسى http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=tGbOM_4TJh4 ....نعم الإخوان كان لهم الدور الأساس في ظهور تلك الشخصيات التي تفعل أي شيء لتجد مبرراً لأفعالها وتحاول التأثير على الناس، ولا مانع من شهادات مزورة وألقاب الدكتوراه وخاصة في علوم الدين، ربما بهذا يصبح هؤلاء أكثر تأثيراً على الشارع، طبعاً بغض النظر عن انتماء تلك الشخصيات إلا أنها وجدت المناخ المناسب في ظل حكم الإخوان لينتشروا بشكل كبير ويكفروا ويحكموا على الناس ويشهروا بما يخالف تعاليم ديننا الحنيف، عبر الطرق الملتوية ودفع شخصيات هامشية لتكون قادة رأي في المجتمع، وهو أمر خطير حيث من الممكن أن يولد ذلك شرخاً كبيراً وتأثيراً سيئاً في نشر حالة من عدم الوعي والتفتت في المجتمع المصري....


مما لاشك فيه ان التسريبات التي رشحت عن لجنة الاستفتاء على الدستور في مصر تحمل الكثير من الوجوه التي تقود لقراءات متعددة الاتجاهات، ولكنها تلتقي في نقطة واحدة وهي بداية أخونة الدولة المصرية وهزيمة الدستور !!...فالتقارب الكبير بين نسبة المصوتين بلا، وأولئك الذين صوتوا بكلمة نعم، يدل على أن نصف المجتمع المصري يرفض تلك الوثيقة الإخوانية الجديدة من الدستور والتي تم تصميمها خصيصاً لإطلاق يد التنظيم الإخواني في كافة مفاصل ومناحي الحياة بما يتيح المجال لاستخدام الشدة والعنف في قمع المناوئين، وإخراس كل الأصوات التي تحاول الحديث عن الفشل الذريع الذي منيت به دولة الحكم الإخواني منذ بدايتها لتضاف إلى قائمة الفشل التي سبق للإخوان أن تجرعوا مرارتها في كل أماكن تواجدهم كالسودان وأفغانستان ....التجارب السابقة رغم أنها كانت كافية لاقناع التنظيم الإخواني المتأسلم بعجزه عن صياغة وتنفيذ مشروع دولة ناجحة مستقرة لما بعد الحكم، ظلّ لعنة تطاردهم أينما حكموا، فالنماذج السابقة كانت نتائجها كارثية على الشعوب التي وجدت نفسها باسم التغيير تتدحرج إلى هاوية عميقة من الإشكاليات الحياتية المختلفة، أقلها انعدام الأمن، وغلاء المعيشة، والكثير من الإشكاليات الحياتية والمجتمعية التي نقلتها وسائل الإعلام، وبالصوت والصورة في مراحل مختلفة من حكم جماعة الإخوان المتأسلمين في هذه الدولة أو تلك !!...الفارق الضئيل في النسبة بين عدد المؤيدين والرافضين ليس جديداً على نظام الإخوان في مصر، فالرئيس الإخواني الحالي محمد مرسي، كان قد فاز بنسبة مقاربة، ولم يتمكن من حصد تلك النسبة على ضآلتها حينما كان يخوض المنافسة مع عدد من المنافسين في الجولة الأولى، ولكنه حصل عليها في الجولة الثانية، لا لحب الناس ورغبتهم وحنينهم للحكم الإخواني، ولكن لأن منافسه في الجولة الثانية كان قد ارتبط بطريقة أو بأخرى بالنظام القديم، مما جعل الكثيرون يهبون أصواتهم للطرف الإخواني، لا لشيء إلا لأنه لم يكن على ارتباط بالنظام القديم، إضافة لاستغلال التنظيم كما اتهمه المناوئون لنسبة الأمية والفقر ليقوم بتزوير النتائج وشراء الكثير من الأصوات التي لاتعي معاني التصويت ....


وما أن وصل النظام الإخواني إلى سدة الحكم حتى بدأ مباشرة بمواجهة الدستور، فالدستور القائم هو العائق الأكبر في سبيل تحقيق أحلام الدولة الإخوانية، وهو الذي جرّم الإخوان وحرمهم من الحكم حقباً طويلة، وهو الذي سيحكم بعدم إتمامهم فترة الحكم قياساً بالفشل الذي لازمهم منذ البداية ...
الهجوم على الدستور بدأ باستفزازه وتحديه ومضايقة القائمين عليه، فأول خطوات الأخونة يجب أن تبدأ بالطاقم الحارس للدستور، لأن الدستور المحروس يملك كل خاصيات المقاومة بما في ذلك تعبئة ميدان التحرير وكافة الميادين الكبيرة بكم بشري ضخم من الشعب، وأيضاً التصويت على سحب الثقة من الحكومة، وأيضاً يملك قرار أن يقول لا للرئيس ولنظام المرشد بكامله، بل ويملك صلاحية معاقبة المرشد حال إخطائه، لذلك بدأت مناوشة الدستور من مستويات عليا بدأت برئيس الدولة الذي بدأ دخوله قصر الرئاسة بمبارزة القرار القضائي الصادر بحق مجلس الشعب المحلول والذي تلاعب الإخوان بنتائج انتخاباته ليحتلوا القسط الأعظم من مقاعده عبر التزوير وأساليب أخرى، وتفرغ الرئيس لمبارزة الدستور تاركاً مهامه الوظيفية المثقلة بوعود شعارية يستحيل تحقيقها في الفترة التي حددها بنفسه حينما كانت تتلاعب به رغبة استمالة أصوات الناخبين التي حولته فيما بعد من أستاذ جامعي عادي إلى أعلى مراتب السلطة في الدولة، دون أن يكون له تاريخ يعرفه المتابعون بوضوح تاريخ منافسيه الآخرين أمثال البرادعي وشفيق وحمدين صباحي وغيرهم من منافسيه الذين قدموا بالفعل بعض ما يمكن أن يتم به الحكم عليهم مهما كانت آراء البعض حولهم، وكنبت شيطاني فوجيء الكثيرون بترشيح مرسي الذي لم يكن متوقعاً بكل المقاييس، وهو اختيار إخواني دقيق لرجل مرحلة يريد النظام فيها السمع والطاعة العمياء خاصةً وأن الفترة الأولى من حكم الإخوان في كل مكان هي فترة التمكين التي يحاولون فيها غرس جذورهم عميقاً في مفاصل السلطة التي لايعرفون منها غير مخططات الوصول إليها والتي تعتمد على الكثير من الأسباب التي قد تتوفر وقد لا تتوفر للوصول ....

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محارق الهولوكوست الاخوانية القادمة
- نشرة الفراخ الدستورية
- حتى لو ماتت ديانا فسوف يبقى الحب
- امرأة دخلت بالحب حياتى
- اقرؤوا تصحوا
- مرسى ورحلة الصعود من الكهف الى القصر
- قالت لى ... وقلت لها
- هل تصبح مصر فريسة الثيوقراطية
- حلمك ياسى اوردغان بلدكم نهب مصر
- سياسة ساعد عدوِّي، وساقوم بمساعدة عدوَّك
- مرسى العياط غير تاريخ العالم بخيانته لصديقه عالم الصواريخ
- يا مرسى الديمقراطية ليست حيلة فى اعتقال المجتمع وتهديد حريات ...
- المكارثية الاخوانية خربت مصر
- التهريج السياسى الاخوانى واستنساخ الثورة الايرانية
- من دساتير حسنى لدساتير مرسى يا شعب مصر لاتقبل
- الهجمات المرتدة التركية على سوريا فرصة لاتعوض
- اروع حبيبة
- الانتهازيون الجدد : الاخوان والامريكان وأردوجان
- الاحتكار السياسى الاخوانى وازدواجية المعايير
- لن نذهب الى كانوسا الاخوانية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - السرج الذهبي لا يجعل الحمار حصاناً يامرسى