أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - أخي الكافكويّ














المزيد.....

أخي الكافكويّ


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


1.
في الغرفةِ الرطبة
وفوقَ السرير ذي القوائم العالية،
كنتُ أنامُ كلّ ليلة
وكانَ أخي الكافكويّ
ينامُ تحتَ السرير كلّ ليلة.
ينامُ دونَ أنْ يسألَ عليه أحد
أو يزوره أحد.
أسنانُه كانتْ تتساقط
وشعرُه يبيضّ
وعيناه تقتربان من العمى يوماً فيوماً.
كنتُ أكلّمُه في الليل
وأطعمُه مما يتبقّى من طعامِ العائلة.
كانَ غريباً, صامتاً، راضياً
يجيدُ دورَه بصبرٍ عظيم.
وحين بلغَ السبعين من عمره
قالَ لي:
اليوم سأموتُ فخذْني إلى المقبرة.
أرعبني صوتُه.
نزلتُ من السرير
فوجدتُه يفترشُ البلاطَ الرطب
بجسدٍ مُتهالكٍ وعينين سَمَكيّتين.
قالَ: لا تجزعْ يا أخي
سأموتُ اليوم.
عند العصر أو المغرب سأموت
فلا ترتعبْ.
لكنّه لم يمتْ في العصر
ولا في المغرب
ولا في الليل.
فوضعتُ رأسَه في حضني
وبكيت.
كانَ يبكي هو الآخر.
كانَ طيّباً حدّ اللعنة
ومسالماً من طرازٍ عجيب.
قالَ لي: حين أموت
لفّ جسدَي بقطعةِ قماشٍ طيّبة
وصلِّ عليَّ
فلعلّ الذي خَلَقني يتقبّلني الليلة
بقبولٍ حَسَن.

2.
عجبتُ لأخي الذي عاشَ سبعين عاماً
دون أمل
لكنّه لم يحزنْ،
ودون شبّاك
لكنّه لم يحطّم الجدار،
ودون حلم
لكنّه لم يرتبكْ،
ودون فجر
لكنّه لم يحرق المنزل.
عجبتُ،
فحين أنزلتُ جسدَ أخي في التراب
خرجتْ حمامتان من قلبه
وحلّقتا في السماء،
فبكيتُ حتى اخضلّتْ روحي
وأنا في طريقي إلى البيت
لأقضي ليلتي للمرّةِ الأولى وحيداً،
وحيداً كتابوت.

***********************
أستراليا 2012
www.adeebk.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان شعريّ
- تسعة عشر مقطعاً
- مطرب بغداديّ
- عبد الحليم
- لوركا
- حديقة
- قال الحرف: ما معنى النقطة؟
- إشارة السبعين
- إشارة الطائر
- قصيدة : حياة
- عفيفة اسكندر
- مطار سنغافورة السعيد
- الغراب والحمامة
- إشارة التُفّاحة
- دروس
- نوم
- إشارة الحِبال
- مخاطبة البحر
- موقف الجَنّة
- موقف الندم


المزيد.....




- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - أخي الكافكويّ