أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - تسعة عشر مقطعاً














المزيد.....

تسعة عشر مقطعاً


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


شعر: أديب كمال الدين


1.
حين خرجَ الحرفُ من الحربِ، دخلَ إلى الصحراء التي سلّمتْه إلى الجبلِ الذي سلّمه بدوره إلى الغيمةِ التي سلّمتْه بدورِها إلى البحرِ الذي سلّمه إلى الموتِ الذي قادهُ بدوره إلى نَفْسِه.
وهكذا عادَ الحرفُ إلى الحربِ مِن جديد!
2.
الرقصةُ،
أعني الرحلة،
كانتْ كاذبة
لأنّها كانتْ مليئةً بدموعِ التماسيح
وطبولِ السحرةِ المُزَيَّفين.
3.
مَنْ سيصدّقُ أنَّ الأرضَ تمطر
والسماء تهتزُّ مما ترى!
4.
الحرفُ بكى
ثُمَّ اشتكى.
فاحتارت النقطةُ فيه
وفي دلاله الذي لا يُطاق،
وهي لا تدري أنّها سبب بكائه
وشكواه،
أنّها سبب بلواه.
5.
مِن المهمِ أنْ لا ننهار.
ولكي لا ننهار
ينبغي أنْ نرممَ أجسادَنا المنهارة
ليلَ نهار
وهي تُلّوحُ تلويحةَ الوداع.
6.
بعد أن انتهى الراقصون من رقصتِهم العنيفة
خرجوا في صفٍّ طويل
ليدخلوا في قاعةِ الموتِ الهادئةِ حدّ الرعب
ويتعرّوا
واحداً بعد الآخر.
نعم،
فالموتُ لا يحبُّ الا العُراة!
7.
خرجَ الطاغيةُ من القبرِ ثانيةً.
خرجَ ليؤدّبَ بالسوطِ مَن كانَ يشتمه
في غيابه القصير!
8.
يقولون إنَّ البلادَ جميلة.
وهم يتناسون، عن سابقِ قصدٍ وإصرار،
ذكْرَ اسمِها ومكانِها وعنوانها
أو ذكْرَ صندوقِ بريدِها الملآنِ بالوحوش.
9.
التماثيلُ أشدُّ كذباً من صانعيها.
التماثيلُ أشدُّ كذباً
من وجوهِ طغاتِها وملوكِها.
10.
المرأةُ تتلفّت
ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال
مثل قلب الشاعر.
لكنّها تريدُ أنْ تلهو قليلاً فقط
بينما الشاعرُ يريدُ أنْ يبتكرَ شمساً
تشرقُ وسط ظلامِ روحه المعذَّبة
حدّ اللعنة.
11.
علاماتُ الاستفهامِ كثيرة
أراها تتراقصُ فوق الرؤوس
كلّ ليلة.
فأتوقفُ عن الكتابةِ حيناً
وعن الكلامِ المُباحِ حيناً آخر.
12.
في حربِ الحرف
ثمّة رايات لكلِّ شيء.
13.
يفاجئُ المطرُ ذاكرتي دائماً
بأكاذيبه الجميلة
فأستقبله فرحاً بدموعي.
14.
أنفقَ الحرفُ عمرَه وهو يحلمُ بمُستقرّ.
فلم يحظَ، في نهايةِ المطاف،
إلا بحقيبةِ سفر
وجواز سفرٍ وهميّ
صادرٍ عن مملكةِ النقطة،
المملكة التي لا وجود لها بالطبع
إلا خارج حدود الجغرافيا.
15.
انهارتْ المرآةُ أمامي
على الأرض
حين انهارتْ
صورةُ المرأةِ في قلبي.
16.
كي تُكملَ العدد
ينبغي أنْ يمتلكَ موتُكَ
أبواباً لا تُحصى ولا تُعَد!
17.
في بابِكِ لم أجدكِ
مثلما كانَ الوعد،
بل وجدتُ جثّتي
مطروحةً في الطريق.
فحملتُها، بهدوءٍ، فوق ظهري
ومضيتُ دونما هدف.
18.
حين طرقتُ بابَ حياتي التي نُحِتَتْ
من الخشبِ العتيقِ العتيق
خرجتْ إليَّ الشياطين من كلِّ شقّ!
19.
سيبدأُ الحرفُ الليلة
كتابةَ قصيدته الجديدة
ليكتشفَ أنَّ النقطة
لم تكتفِ ببناءِ سجنٍ كبيرٍ له
بل أعدّتْ له منصّةَ الشنقِ أيضاً!

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أستراليا 2012
http://www.adeebk.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطرب بغداديّ
- عبد الحليم
- لوركا
- حديقة
- قال الحرف: ما معنى النقطة؟
- إشارة السبعين
- إشارة الطائر
- قصيدة : حياة
- عفيفة اسكندر
- مطار سنغافورة السعيد
- الغراب والحمامة
- إشارة التُفّاحة
- دروس
- نوم
- إشارة الحِبال
- مخاطبة البحر
- موقف الجَنّة
- موقف الندم
- (أربعون قصيدة عن الحرف) مجموعة الشاعر أديب كمال الدين إلى ال ...
- حوار التّرجمة والشِّعر والحَرْف، بين العربيّة والفارسيّة: تج ...


المزيد.....




- هل هناك إشارات صهيونية في أدب كافكا؟
- تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأص ...
- سوزان بريسو تروي عن طه حسين الذي غيّر حياتها وألهم العالم
- -كانت تدغدغني-.. شاهد حشرة تزحف على جينيفر لوبيز خلال عرضها ...
- سوزان طه حسين: الحب الذي أضاء ظلام عميد الأدب العربي رغم اخت ...
- فنان سوداني لاجئ يصرخ في وجه العالم.. -لماذا يهملوننا-؟
- رواية كردية شهيرة
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - تسعة عشر مقطعاً