أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ظبية.. القفز الكنغري














المزيد.....

ظبية.. القفز الكنغري


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 00:40
المحور: الادب والفن
    




أي بداية تختار سليقتي؟ لم تكن مطلقا يوما ما رغبة.. لهذه الأنامل المتحرقّة آلما، المتشظية سفرا وترحالا بين تيه نجوم التأسي و مجرات فضاء الحزن الصاعق الدفوق ،أن تمارس سياسة الاختباء والإختفاءوالحرباوية، هاربة أو عاجزة عن توصيف زهرة فوّاح عطرها المجهول يتدفق شلالا باسقا شاهقا...!من المستحيل في ذاته أن لا تلفت نظره وتهمس في حواسه وتأسر نباهته وتسلب بعض يقظته.. ظبية ناهضةبإلقها في مراعي نظرات قناصة لا ترحم.. وأنياب تحتار كيف تتصيد فرص الإلتهام... وتقضمها حتى بخيالها المؤود المحال لاالمستحيل تصديق النيل..تلاحقها العيون بإفتراس موهوم النيل.. ولكنها معه تهيأت وتدفقت وأنبجست كينبوع ماء هادر نقي رقراق صاف من أرض تصحّر والشفاه يبوس.. ظمآنة والهة للارتشاف..كم تحمل هذه قبضة الروز.. سرور طيور النوارس المكظوم والمكتوم؟ من سبر غور ذاتها المغلّفة حيرة؟ من فسّر رموز رياضيات خلجاتها المطوية مجهولية وغموضية قتوم؟ كان لسنوات عازفا لا متجاهلا عن سبر غور تلك روانق الألباب التي تأسر خلاياه..متطلعا يوما ما بحل طلاسم مجهوليتها و بفك رموز مراسيم الصمت في أحداقها التي لم تكبّلها قيود التكحيل! ولم تتدلى في أذنيها..كعناقيد العنب ،أقراطا مذهبة متراقصة التمايل مع لؤلؤية جيدها العاري القلائد..بل تكاد الرشاقة تخجل من رهافة قامتهاالغيداء الهيفاء وقبضة خجلها كالجبل الشامخ.. كانت أناقتها وهدوئها وسيرها المتقّدالوئيد وكينونة جسدها المتراص بنيان التناسق والباسق!لتقضَ مضاجع الناظرين واخبرها بذلك! يا لغرابة وفجائية وتوقيت حواره معها؟ أسر بلا عشق..دفين او تمتطي الرغبة حصان نية القدوم للهفة زائفة.. فوجهها الشحوب الملامح والملاحم ..الحزين المطوي التلافيف مع جماليته ،غير مفهوم الخراطئية والاتجاهية والهندسية مطلقا، جميعها..تبهجْ سرور بؤبؤا عينيه المتجذران تحفّزا للتساؤل؟ من هذه الأيقونة؟ التي لم تحرّك عنده جيوش عشقه الأزلية الرابضة على خط نار لهفته الناهضة؟ من هذه التي لم ترّف لها جفون شغاف قلبه؟ ولم تأسر نواظره رغم انه يرى العشرات يقتنصون حسرات وتآوهات مسيرها اليومي المتروتن!ولكنها هزمت سكونه ونباهته ولامبالاته..وأبهرت أنامله متسارعة كالنبض المضطرب.. لتترجم أحاسيسه و لتتوجه نحو خط نار الكتابة عنها لامحالة لان كتابته نزف لاغير..وعندما قرر بلحظة فنون لا جنون أن يقاطعها ليقطع طريق التقولات المزروعة جفافا..أخبرها بموقفه الغريب احترمتْ وتألمت متعجبة بثغرهاالبسّام قراره.. مع إن ضرورات العمل التي تجمعهما لا تساعد على نهوض فكرة المقاطعة وتلجئهما للحوار..وجدها تبحث عن مستمع صادق صدوق لنجواها وتأففها وشكاويها لتغرز مدية النقاء في الحوارات اللاهبة بينهما،ولتلاعب برماحها في جمر متقّد لايوصف من سطوع اخلاقيته وصدمته بسخونيةبارقة..كانت تجد إنتباهته كإرجوحة وسماعه مساندا تتكئ عليها للتواصل وكشماعات تعلّق عليها بث موجات شكاويها ونجواها وأشجانها وفيض همومهاو أحزانهاالتي ترفض البوح بها.... دون ان ترتدي الحوارات زي الشكوك والريبة والتملق ونصب شبكات الإصطياد والنفاق والإنانية وإمتطاء الوهم ومطاردة السراب.
عندما تجرا وطلب رقم هاتفها النقّال كان يرسم بخياله المتبحّر خصوبة،مسارا فلكياهندسيا واحدا لاغير.. نهوض الآف الخلايا المؤنقة بإناقتها المؤدبة المهّذبة وصفاتها المتذئبة...برّد الطلب المقتضب!!! وولإن للاقدار مشيئة ثعالبية.. نزل عليه خبر موافقتها الفورية كالصاعقة البرقية الوميض..خيبت ظنونه كلّها وهشمت بنائه الخيالي الهرمي المتناسق وأرسلت فراسته لتعّلم الدروس في مدرسة خلقها الرفيع... أهتفته الرقم لتهشّم خلايا خيب توقعه!! من هذه الباقة صمت؟ والقبضة مليار تساؤل؟ من هذه البارقة سكون؟ الجبل غموض ؟الصامتة سعة البحر.. التي قيل لسعاتها لدغات؟ ولدغاتها دون سعات!! ماذا يعني لها؟ كاتب إطروحات فيض التأمل ؟لايملك الجواب إلا محاورها الطاغي ذكاءا فإسلوبها السلس الآخاّذ يأسر دهشتك ويقطع حبل وريد تمنياتك بفهمها فينالك تيه في صحراء جدب وقحط لتراها كغزال يتنقل في مزرعة العيون بصورةٍ لاتفارق مُسْتقرالشبكيات أبدا!أوجسدها كوهاز يحث الخطى بتوئدة... يتقافز بكنغرية غريبة عن النواظر.فهل ستأسر سروره؟ سيجد الجواب مرتسما في حدقة عين الايام..
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيحلّق سعر الأمبير عاليا؟
- إنطلاق التعداد العام لترقيم الحيوانات في العراق
- أقترح حكيم شاكر مدربا لمنتخب العراق
- نادي تجميع وشراء النجوم فقط المان ستي
- ياسلفيو مصر الشيعة سرطان وإسرائيل إيه أنفلونزا الطيور؟
- ليتك كنت مع سرطان الشيعة في العراق دكتور محمد عمارة!
- سلفيو مصر:إسرائيل أحق بخوفكم من التمدد الشيعي
- اليونسيف ظلمت أطفال العراق
- شهر محرم في العراق لايشبهه شهر مطلقا
- نسائيات في حياة الخليفة عمر بن الخطاب
- النفاق في الدعاء السياسي
- حكومة أغلبية عراقية رصاصة الرحمة على الركود السياسي
- محكوم بالإعدام يؤدي فريضة الحج!
- حقيقة إرث المرأة عند المذاهب الإسلامية
- زيارة نجاد للعراق تأخذ أكبر من حجمها الدبلوماسي
- التوافق هذه السنة على عيد الأضحى لوحده عيد
- شجون مع قرعة خليجي21 في البحرين
- جميل جدا ومفرح خسارة العراق مع استراليا
- هل الخطبة الشقشقية منسوبة حقا للإمام علي؟ ج2
- هل الخطبة الشقشقية للامام علي؟ج1


المزيد.....




- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- مجتمع ما بعد القراءة والكتابة: هل يصبح التفكير رفاهية؟
- السعودية.. تركي آل الشيخ يكشف اسم فنان سوري سيشارك وسط ضجة - ...
- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - ظبية.. القفز الكنغري