|
ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث
نايف عبوش
الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 22:02
المحور:
كتابات ساخرة
ايقاع العصرنة.. تحديات الاستلاب وضرورات التحديث نايف عبوش لا شك ان ايقاع العصرنة يتسارع في كل جوانب الحياة.وثورة الاتصال والمعلوماتية بفضائها المفتوح في كل الاتجاهات،اخترقت كل خصوصيات المجتمع.ولاشك ايضا ان الشبكة العنكبوتية،والقنوات الفضائيات ،صارت ادوات اختراق عابرة للحواجز المكانية،والقيمية،وبسرعة مذهلة.وقد انعكست عولمة الفضاء المعلوماتي،والإعلامي بشكل مباشرعلى ثقافة الجيل،وباشرت عملية اعادة تشكيل جديدة لرؤاه،خرجت عن زمام سيطرة الاسرة،والمجتمع.فالجيل الان يمارس عملية محاكاة الية لكثير من السلوكيات التي تنقلها له تلك القنوات.وقد انعكست الكثير من التداعيات التي افرزتها عولمة ثورة الاتصال،والمعلوماتية،في سلوك الجيل بمظهرية شكلية،تجسدت في نمط الملبس،وقصة الشعر،والهوس المفرط في استخدام الحاسوب،والهاتف النقال،وأجهزة الميديا الاخرى.وبالرغم من كل ايجابيات التواصل الذي اتاحته الشبكة العنكوبوتية، والهاتف النقال، والفضائيات، الا ان عزلة الجيل التي فرضتها تلك الوسائل،بتنحيته عن واقعه الاجتماعي الحقيقي،وانشغاله بالاستخدام المهووس للحاسوب، والهاتف النقال،وملازمته التلفاز لساعات طويلة لمشاهدة افلام باهتمات مختلفة،قد فرض عليه نوعا من الخلوة شبه الاجبارية،التي اضعفت علاقاته الانسانية البينية،وجففت عواطفه الشخصية، واستولدت سلوكيات نمطية غريبة،متماشية مع المكونات المادية لتلك التقنيات التي انجبتها العصرنة،فتحول المستخدم الى ما يشبه الروبوت الآلي بعد ان فقد ميوله العاطفية،وجفت ملاطفاته الاجتماعية،وتيبست احاسيسه المرهفة،وتبلدت مشاعره الوجدانية التي سلبتها منه تقنية الاتصال الساحرة. ولاشك ان العزلة التي طوقت الجيل بتفاعله المهووس بتقنيات العصر،بتضافرها مع عوامل اخرى غيرها،هي التي حرمته من استلهاماته الوجدانية،التي كان اسلافه يتمتعون بها في تفاعلهم المباشر مع عناصر بيئتهم الطبيعية،والاجتماعية حيث يستفزهم جمال الطبيعة الخلاب، وتحركهم الالفة الاجتماعية، بمرموزاتها،السارة،والحزينة،فيستجيبون لها بانثيالات وجدانية، وقصائد شعرية،ومواويل غنائية. وهكذا صرنا اليوم،امام جيل جفت ابداعاته الشعرية،وخمدت انثيالاته العاطفية،فحرمنا من طاقات كامنة كان يمكن ان تتفتق ابداعا شعريا، وعطاء فنيا،وانجازا فلسفيا،لوتمكنا من التعامل مع تحديات العصرنة بشكل متوازن،يوائم بين خصوصيات مجتمعنا،ومتطلبات الحداثة،وبالشكل الذي ينمي طاقات الجيل الابداعية،بالإضافة الى تمكينه من امتلاك ناصية معطيات العصر بوعي واقتدار،وهو ما يطرح تحديا جديا،يتطلب الامر مواجهته برؤية رشيدة،ووضع معالجات هادفة له،قبل ان يستفحل وتصعب معالجته.
#نايف_عبوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعتقاد المؤمن..بين الكتاب المسطور والكون المنظور
-
ظاهرة هوس استخدام الهاتف النقال
-
اللغة العربية..ومخاطر المسخ بالعامية
-
الدين..حاجة وجدانية للانسان
-
الوحي الالهي للقران
-
بل رب العالمين.. واله الناس
-
القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد
-
بل محمد هو القدوة
المزيد.....
-
هُنـــا .. لينك ورابط موقع ايجى بست لمتابعة الأفلام والمسلسل
...
-
ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية لفلسطين في مكت
...
-
فيلم روسي للرسوم المتحركة يدرج على القائمة الطويلة لجائزة -أ
...
-
صدرت حديثا رواية -أصدقاء في عالم الفضاء- للروائي مصطفى عطية
...
-
عدسة عبد الله الخان توثق تاريخ الإمارات
-
رئيس إذاعات وتليفزيونات التعاون الإسلامي يستقبل مستشار وزيرة
...
-
دينزل واشنطن يهزم روما في ملحمة سينمائية جديدة
-
الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من دبابات -تي – 90 إم- المطورة
...
-
نصرة لفلسطين.. هذه الدول ترفض الرواية الإسرائيلية +فيديو
-
شاهد.. مهرجان -كرامة لأفلام حقوق الإنسان- في الأردن بعدسة ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|