أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - بل رب العالمين.. واله الناس














المزيد.....

بل رب العالمين.. واله الناس


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 16:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المقال المنشور في موقع الحوار المتمدن الحوار المتمدن-العدد: 3935 بتاريخ 8-12- 2012 المحور:العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني، بعنوان(اله الكون واله الاسلام) بقلم احمد داؤود،ماهو الا تكرار معتاد لتنطعات اثارها من قبل العديد من الكتاب،الذي يحاولون المس بشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم،اما لغرض مقصود في ذاتهم، او لجهل بحقيقة الذات المحمدية،او لقراءة مغرضة للسيرة النبوية بغير ادوات منهجية المعرفة الاسلامية.
ولان مثل هذه التنطعات المتكررة،والتفيقهات التسطيحية،لا تخرج عما سبق ان أثير،وما سيثار من مثلها في هذا الصدد من تنطعات مستقبلا،ولان التراث الاسلامي مليء بهكذا مناكفات،وغني بالرد الموضوعي عليها، وحيث بإمكان أي قاريء الرجوع اليها، والوقوف على تفاصيلها بنفسه، فسوف لن نعرج عليها،لأنها اشبعت ردا بموجب منهجيات المعرفة الإسلامية وبأعلى درجات الموضوعية.
ولان الحقيقة الاجتماعية للشخصية المحمدية معروفة بكل تفاصيلها، سواء ما استقرت منها صورتها قبل الإسلام حيث من المعلوم ان النبي محمدا صلى الله عليه وسلم لقب من قومه بالصادق الامين،قبل ان يبعث نبيا،حيث ارتضوه لهذه الخصال الفاضلة حكما للفصل في نزاعاتهم،وهم بعد في الجاهلية،فلم يجدوا في انفسهم حرجا بما قضى لهم يوذاك،وسلموا بما قضى تسليما،او تلك التي استقرت منها في العهد الاسلامي على قاعدة(لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى)، بحيث انها غدت ثوابت يقينية،فلا جرم اذن ان الحقيقة المحمدية بشقيها البشري،والنبوي، لا تحتاج الى من يدافع عنها،الا بقدر ما يقتضيه الانتصار لمعايير الانصاف والموضوعية.
ولان الملاحظات التي اثارها الكاتب،اعتمدت منهجية اجتزاء النصوص والوقائع من سياقاتها، وأسباب نزولها،ومقتضيات تطبيقها، فإنها لا تعكس موضوعية بحثية، ولا تتوافق مع منهجيات البحث في المعرفة الاسلامية، وهي تظل بالتالي اجتهادات شخصية، تفتقر الى الحياد والموضوعية.
ولا شك ان استنتاجات تأويلات مضافة، تتقاطع مع تلك الصورة الراسخة للنبي الكريم في ذهن الامة،على مدى اكثر من ربعة عشر قرنا من الزمن،يتطلب استحضار وسائل الفهم الصحيح،التي تتجسد في التدبر العقلي المتخصص،والإحاطة الشاملة بالعلوم الإسلامية النقلية منها، والعقلية،حتى لا يتقاطع الفهم الاستقرائي مع مدلول النص قيد البحث، حديثا كان،او سلوكا نبويا متواترا، او نصا قرانيا غير منسوخ،بأي شكل من الأشكال،وبذلك يتحقق الاقتراب المتجسد من المراد الحقيقي لفهم النص،ويتم تفادي مجادلة الباحث في النصوص بغير علم،ولا هدى،ولا كتاب منير،فيهلك ويهلك.
ولا جرم أن الهوس البحثي،بما يفسح المجال للعقل الجامح،بتجاوز حدود طاقته لدى الباحث غير المتسلح بمنهجية المعرفة الاسلامية،سيدفعه الى القفز فوق اشكالية محدودية تصورات العلم التجريبي وحسب،المحكومة بقاعدة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)،فيقع منه عندئذ الوهم وخطأ القياس، فيصل الى استنتاجات مشوشة،تسهل عملية الطعن بصدقية وحي النص، وإسقاط الانسة عليه زورا وبهتانا،نتيجة حشره في زاوية النقد البشري، كما لو انه كتاب في الاجتماع، او الأدب، او الفلسفة حيث تنتزع قدسية النص بالهبوط به الى مستوى ناسوتي، يتناقض مع الطبيعة الالهية المطلقة له،سواء كان نصا قرانيا على قاعدة(ذلك الكتاب لاريب فيه)،اوحديثا نبويا صحيحا في سياق(وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى).
لذلك فان التعامل مع النصوص القرانية،والاحاديث النبوية الصحيحة، ينبغي ان يتم وفقا لمنهجية العلوم الاسلامية،المعتمدة في هذا المجال حصرا. فكما ان علوم الطب تدرس بمنهجيات لا تصح الا في بحث العلوم الطبية ،وان علوم الفيزياء لا تدرس الا من خلال المنهجية المعتمدة في بحثها،وهكذا.. فانه لا يصح ايضا،من باب اولى،ان تجري دراسة القران، وبحث نصوصه،الا من خلال منهجية علوم القران،والمعرفة الاسلامية المتراكمة في هذا المجال،من دون اي انتقائية تجزيئية مقصودة،لكي تتوافق الاستنتاجات التي يتوصل اليها الباحث مع قدسية تلك النصوص، وتنأى بها عن الانسنة، والإخضاع للنقد بمنظور ذاتي غير متجرد،وبالتالي سنجد ان الله واحد احد،وهو رب العالمين،واله الناس.فليس هناك الها للمسلمين،والها لليهود،والها للنصارى،واخر للمجوس،مهما اختلفت قراءات النصوص،وهو ما يتوافق مع العقل السوي،والنصوص القرآنية، والرؤى الفلسفية الحقة.
ولعل المفترض ان يتناول المفكرون،والكتَّاب، والعلماء، ورجال الإعلام، النصوص قرانية كانت، او احاديث نبوية، بأعلى درجات الموضوعية، وبمنهجية العلوم المعتمدة في المعرفة الاسلامية،لكي يقتربوا من الحقيقة العلمية،ويتفادوا القياس الشخصي،الذي قد يؤدي الى الإساءة للأديان بشكل او بآخر،مهما حاول الباحث التحلي بالإنصاف.وبهذا يحرصوا على أن تبقى الاديان ورموزها المقدسة،من الكتب المنزلة، والأنبياء،موضع اعتزاز إنساني من الجميع، باعتبار أن تبجيل الأديان، وتقديس نصوصها، واحترام رموزها،هو حالة حضارية راقية،قبل ان تكون لازمة عقدية،او مبتغى ايديولوجيا،او غرضا سياسيا.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد
- بل محمد هو القدوة


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - بل رب العالمين.. واله الناس