أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - الدين..حاجة وجدانية للانسان














المزيد.....

الدين..حاجة وجدانية للانسان


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 14:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين..حاجة وجدانية للإنسان

ازدحمت في ذهن الانسان،وشغلت تفكيره منذ القدم، الكثير من الاسئلة التي عجز حتى الان عن ايجاد اجوبة قاطعة لها، في حدود ما تسمح له به قدراته العقلية المحدودة،وذلك بالرغم من كل ما حققه من تقدم علمي، وتقني.وبالطبع فهو لا يزال يبحث عن اجابات لأسئلة مابرحت تبدو له محيرة ،مثل من اين جاءت هذه الدنيا،وكيف ظهرت هذه الحياة العجيبة؟من نحن،والى اين نذهب؟ماهو سر الحياة، وماهي حقيقة الموت؟لماذا لم يعد احد ممن غادرنا الى العالم الاخر حتى الان؟وغيرذلك من الاسئلة،التي لازال الفلاسفة،والعلماء،والمفكرون، يجهدون انفسهم في البحث عن اجابات صحيحة قاطعة لها.
ولعل ما يجدر بالملاحظة ايضا في هذا المجال، ان هذا الانسان عادة ما يتجه بنظره الى السماء،كلما المت به مصيبة، اوعصفت به بلوى، او حاصرته ضائقة،وكأنه يحس ان المنقذ له من تلك البلايا، هو ذلك الوجود المتعالي في العالم العلوي،بعد ان شعر بعجز المنظور بكل ما اوتي من قوة عن نصرته.
وبغض النظر عن الاجابات التي جاءت بها الاديان السماوية، وعلى رأسها الدين الإسلامي الذي اتسم بنهجه العلمي في محاكمة الظواهر الطبيعية والإنسانية ،بتقديمه اجابات يقينية دامغة عن مثل هذه التساؤلات، لكن الانسان مازال عاجزا عن تلمس حقيقة القوى غير المحسوسة من حولنا،وغيرها من العوالم غير المنظورة،مما عزز قناعته بأنه ليس وحده في هذا الكون،وان اطوار خلقه،واجل حياته الذي ينتهي بالموت، والفناء،هي تجليات لإرادة غيبية مريدة ،قادرة ،وحكيمة.والمبهر حقا هو الجواب الاستنكاري الذي عرضه القران في مجال تعرضه لهذه الحقيقة المحيرة المتمثل بقوله الله تعالى(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه..قال من يحيي العظام وهي رميم.قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم)في تقرير محكم لجدلية الحياة،والموت،والبعث، التي بقيت من اعقد قضايا الاعتقاد.
ولعل ما زاد من يقين الانسان المعاصر بما وراء المنظور من قوى، ومن موجودات،هي النتائج التي حققتها الكشوفات العلمية، والانجازات التقنية المعاصرة، التي تتوافق في فلسفة ابداعها،ومباديء تسخيرها،مع معطيات الحدس الفلسفي،والاستقراء الانساني الرشيد.
ويبدو ان الانسان مع التقدم الحضاري، وفي زحمة الماديات التي طوقته الى الاذقان،بدأ يجد نفسه بحاجة اكثر الحاحا الى الدين في حياته،حيث اخذ يجد فيه حاجة عقلية، وطاقة روحية،وحس وجداني،توفر له طمانينة نفسية في وجود تحيط به الغيبيات،وتلفه الأسرار من كل جانب، رغم كل ما تحقق للبشر من انجازات.
ولعل فيما تقدم من اضاءات،تتجلى لنا الإجابة على سؤال لماذا وُجدت الأديان،مع ان الاجابة عليها قد جاءت على تفاصيل بينة، في اصول وكتب الاديان السماوية، التي اشتركت في نفي العبثية في الكون،ورسخت العلية والغائية ،وهو عين ما اثبتته الدراسات العلمية المعاصرة،مما سهل على الانسان المعاصر سعيه الجاد، للاقتراب المتجسد من الايمان اليقيني بالخالق العظيم،على نحو عكس حاجته الفطرية الى الدين، لتبديد القلق لديه،وخلع الحيرة عنه،ومن ثم غمره بطمأنينة فياضة،من خلال الاستظلال في فيء واحة الايمان اليقيني المطلق، الذي يوفره له الدين.وصدق الله العظيم الذي قال في القران الكريم(ألا بذكر الله تطمئن القلوب).



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحي الالهي للقران
- بل رب العالمين.. واله الناس
- القرآن كتاب هداية للتدبر.. لا معلقة شعرية للنقد
- بل محمد هو القدوة


المزيد.....




- -في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل ...
- أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030 ...
- قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
- -العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة ...
- وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
- الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
- شاهد/حاخام صهيوني يصدر فتوى بقتل أطفال غزة جوعًا: -لا رحمة ع ...
- كاتبة إسرائيلية: من يتجاهل مجاعة غزة ينتهك التعاليم اليهودية ...
- عاجل | بوليتيكو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولم ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين اقتحام المتطرف بن غفير باحات الم ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نايف عبوش - الدين..حاجة وجدانية للانسان