أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب














المزيد.....

الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هنالك أشياء ما ترهبنا في وطن تعرض للحروب والخراب والحصار لسنوات مريرة, وأجد من هذه الأشياء المخيفة هو صوت المفخخات والقنابل , يقشعر بدني وتتسارع دقات قلبي , أخاف منها على نفسي وأحبتي , فهو رمز انتظار الموت المؤجل والإعدام المؤقت , أصبحت أكره هويتي , قد تكون اللعنة التي أصابت بلاد الرافدين , فهي لعنة قاتلة ومميتة , أصبحت الهوية العراقية هي الطائفة المقيتة والانتماءات العمياء للمذهب , فهي تؤلبّ على قتل الإنسان لأخيه الإنسان كي يلغى وجوده لأنهُ من غير دينه أو طائفته, متى يمتلك العراقي قلباً فارغاً مجرداً من خيبات الأمل والندم والغضب والخوف والحقد والحزن والشك بالآخرين .
متى نعود لطفولتنا البريئة لنستعيد الحنين إلى الأماكن التي عشنا فيها , لم يكن البغض الطائفي إلا حرب مدمرة وفخ لقل كل جميل في الحياة , نحنُ الناجين من الحروب والحصار والقتل على الهوية , محاربين قدماء أقوياء , وشهيتنا مفتوحة للحياة والحب والعشق والانجازات والسعادة والمعرفة ,إذا كانت الحروب شأن الرجال لذلك قد يكون فقدان الأحبة شأن النساء , المرأة العراقية تمثل السلام والتصالح والوئام مع ذاتها , كم من النساء فقدنّ الحبيب والأخ والأب والابن .
كل أملي أن أهدئ من روعي , كلما وقعت عيناي على مشاهد المفخخات العنيفة أو الاغتيالات المروّعة , متى أتخلص من سماع سمفونية القتال الكريهة , كم اعتدنا الخوف والموت الذي رافقنا أكثر من ثلاثة عقود , فقد استنزفت الحرب أجمل سنوات الشباب والمراهقة , دمرت بيوتاً وأسراً كاملة , حيث أصبحت مصنعاً لإنتاج الأرامل والثكالى واليتامى , فكان وقت الحرب ثقيلاً بطيئاً , فهو مستنقع وحل تتقاذفهُ مشاعر انعدام الثقة وجروح نتنة دفعناها من أعمارنا وأحلامنا , لذلك أصبحت لا أشعر بانتمائي لهويتي , لكن أرغب وأعشق مدينة طفولتي ( الديوانية ) .
الحرب الطائفية ذات الوجه القبيح والشرير القاسي , من موت وخوف وقلق , أصبحت بيوتنا ملاجئ نركض إليها عند وقوع القتل , مع هذا فمدننا التي تجمعنا وتحمينا , نجتمع مع من نحب ونصادق عبر وسائل الاتصال الحديثة , الشراكة والحب هي هويتنا الآن , لكن هويتي أشعر ببرودة الانتماء إليها وأتمنى الانفصال عنها, فقد كانت سبب نقصان في أحلامي وحياتي, لكن أرضي الحقيقية كانت أماكن عشقها , وأجد فيها نفسي , لكن انتمائي الحقيقي لمن أحب وأعشق , هذا تصوري الشخصي وانتمائي .
في مدن أصبحت فيها نسائنا ضائعة الهوية , مسجونة في دوامة عمليات الالتحاف بالسواد حتى الوجه لا أرى إلا ثقوباً في عمود , متى تحاول نسائنا استرداد بعض جمالهنّ وألقهن وفتنتهنّ وانوثتهنّ, أما نبضات القلب في بلاد النهرين أصبحت زائفة وكاذبة , و الهوية لا أشعر بعاطفة لها , لكن لقلبي نوع من العطف والعشق لإحدى نساء مدينتي , أعشقها حتى الجنون , أصبحت منقذي من وحشتي وضياعي , كانت سبب لسعادتي وأملي في حياتي القادمة , لا أعرف قد يكون حُلم من أحلامي , متى يتحقق لا أدري , أشعر بعاطفة قوية اتجاه تلك المرأة الرائعة ذات الوجه الطفولي الليلي , يعجبني وضوحها وبرائتها وتوهجها في العتمة وضحكتها واستسلامها وشهوتها ونزوتها , فهي مفرطة في التزيين والعطر , لا ترتدي المساحيق لجمالها , ولا تضع شعراً مستعاراً ,تلك هي فرح اسم على مسمى , امرأة من الدرجة الأولى ,فهي في الليل تصبح امرأة عاشقة شبقة , وتصير أكثر صدقاً وشفافية واقتراباً من جوهرها ومعناها .
حبها لي دفعني استيعابها واستكشافها والكتابة عنها , لكن لعل أكثر ما أقلقني هو السؤال كيف أكتب عن امرأة سالتحق بها وهي تشبه تلك النساء التي أولدتها قصص ألف ليلة وليلة, لكنها امرأة عصرية مثالية قوية .
لذلك علينا أن نتوجه لحبيبتنا ونتخلص من الفوضى وأهل السياسة وخصامهم على السلطة والسلطات على كافة أنواعها ومختلف مساربها , هذه السلطات لا زالت الآمرة الناهية في شؤون الناس , كي أضمن حياتي مع امرأة مختلفة وناضجة , لأتخلص من واقعي المرير وأبتعد عن هويتي اللعينة , لا يمكن أن أسمح لنفسي بانتقاد العالم العربي من دون أن انتقد بأشد قساوة هويتي وإلقاء اللوم على الحرب الطائفية والوضع السياسي وملامتهم ومسؤوليتهم لواقع البلاد التعس.
يحدثني البعض عن الانتماء للهوية ؟ جوابي :لا أنا لا أودّ الانتماء إلى هذا البلد الذي يكرهني ويرفضني , أي من البلاد رفضت أبنائها مثل العراق؟ لذلك أسعى كي لا أقطن فيه بقية عمري , يجب أن أكون قاسياً مع أمري كي أغدو طيباً لكل من حولي ,كل ذلك جُبلَ فينا إرادة يمكن أن تحرك جبالاً.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر المقاومة والثورة ...مظفر النواب
- الديانة البهائية والعالمة في امور الدين قرة العين (زرين تاج)
- الصابئة المندائيون
- الحركة الفكرية والثقافية في أربعينات القرن الماضي
- حوار مع معاون عميد كلية الإدارة والاقتصاد – جامعة بابل الدكت ...
- جدل المعرفة والحضارة والوجود
- واقع الشخصية العراقية اليوم بعد الغزو الأمريكي
- أنسام وسحر شهيدتين لمدينة جنوبية مسكونة بالإبداع والحب والجم ...
- يهود الحلة ...تأريخهم وعلاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية
- الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية
- عزيز الحاج ورحلة مع تحولات مفصلية
- الشهيد باسل الطائي(أبو تغريد)...مفخرة مدينة الحلة
- الأنشطة الاقتصادية ليهود العراق
- آهرون ساسون معلم ودوره في تأسيس الجمعيات الصهيونية في العراق
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ونهار القمع الوحشي
- الفنان التشكيلي كريم العامري الباحث في أعماق الخراب
- تجليات مفترضة .. المعرض الشخصي للفنان التشكيلي ناصر سماري
- دور اليهود العراقيين في نشأة المؤسسات المصرفية في العراق
- نقرة السلمان.. أوراق لمذكرات سجين سياسي عراقي
- حسن سريع وملحمة الانتفاضة ....ونهار القمع الوحشي


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عبد الأمير الربيعي - الهوية العراقية والسياسة ومَن أُحِب