أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة















المزيد.....

على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الظواهر التي افرزها مساء التطور والصراع في عالمنا والجديرة بجل الاهتمام واستخلاص النتائج على الساحة النضالية، تبرز ظاهرة العولمة بطابعها الامبريالي الجديد وبمدلولاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية المدمرة بالنسبة لحياة وتطور ومصير غالبية بلدان وشعوب المعمورة. ونقصد بالطابع الامبريالي الجديد بروز ظاهرتين

صارختين ترافقان عملية العولمة: الاولى، انه اكثر من أي وقت مضى يجري في ظل المرحلة المتطورة من الثورة العلمية التقنية الجديدة والثورة المعلوماتية الربط العضوي بين "الوطني" و "الكوني" والتداخل العضوي بين الوطني والكوني على ساحة التطور والصراع وذلك من جراء الدرجة العالية لتدويل الاقتصاد والرأسمال واتساع نطاق وانتشار هذا التدويل بشكل لم يسبق له مثيل من خلال الاحتكارات الامبريالية عابرة القارات ومتعددة الجنسيات في شتى المجالات الاقتصادية والمالية والثقافية. فالدول الرأسمالية الصناعية ومن خلال احتكارها للثورة العلمية والتقنية والمعلوماتية واستغلال منجزاتها عبر احتكاراتها عابرة القارات، استطاعت ان تطبع التقسيم العالمي للعمل بميسمها وتضفي على العولمة الطابع التمييزي الاستغلالي الوحشي الشرس ضد البلدان المتخلفة اقتصاديا والمتخلفة عن ركب الثورة العلمية التكنولوجية الحديثة. فالطابع الجديد للعولمة ينتج ويعيد انتاج اتساع فجوة التقاطب الاجتماعي بين الدول الامبريالية الصناعية الغنية وبين الدول ضعيفة التطور، ينتج ويعيد انتاج الفقر والبطالة والمجاعة في البلدان الفقيرة الواقعة فريسة بين انياب ماكنة استغلال الشركات المعولمة الناشطة في هذه البلدان الفقيرة. فظروف حياة ومعيشة العاملين والجماهير الشعبية في هذا البلد او ذاك لم تعد مرهونة بتوازن قوى الصراع الداخلي داخل حدود الدولة "الوطنية" فقط، بل والى حد اكبر اصبحت متعلقة ومرهونة برحمة الاستغلال الاحتكاري الاجنبي. فمستوى الاجور والاسعار واماكن العمل والبطالة على سبيل المثال، والنضال لتحسينها لم تعد في ظل العولمة وهيمنة الاحتكارات عابرة القارات والحدود الوطنية للدول الاخرى مرهونة فقط بحالة الصراع ضد المستغلين داخل اطار الحدود الوطنية لهذا البلد او ذاك، بل كذلك بما تمليه الاحتكارات المعولمة من سياسة اقتصادية ومالية ومن شروط عمل. فالاحتكار المعولم هو من يقرر عدد العاملين ومستوى الاجور وشروط العمل في البلدان التي ينشط فيها، ولهذا فان الصراع الطبقي اليوم يأخذ اكثر فاكثر الطابع المعولم. ولهذا ليس من وليد الصدفة نشوء الحركات العالمية المناهضة للعولمة الامبريالية، الامر الذي يعني التجند التضامني النضالي عابر الحدود الوطنية ضد العولمة بطابعها التمييزي الاستغلالي الهمجي.
والثانية: انه في ظل الخلل الحاصل في ميزان القوى العالمي منذ انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي والانظمة الاشتراكية في اوروبا الشرقية وما تبع ذلك من تراجع مؤقت في الوزن النوعي والكمي لدور وعطاء واداء قوى وتيارات الحركة الثورية العالمية من حركات تحرر وطني وقومي وقوى اليسار بما فيها اليسار الحقيقي المتمثل بالاحزاب الشيوعية، في ظل هذه الظروف يستغل "القطب الواحد" الامبريالية الامريكية، جبروته العسكري والاقتصادي، واضفاء الطابع العسكري على العولمة بهدف اقامة نظام عالمي جديد بزعامة الولايات المتحدة الامريكية ويخدم مصالحها ومصالح احتكاراتها عابرة القارات استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا. فبواسطة نهج القوة والبلطجة العسكرية العدوانية العربيدة تمارس الامبريالية الامريكية سياسة الهيمنة الكونية والعمل لاقامة انظمة مناطقية اقليمية تدين بالولاء في بيت الطاعة الامريكي وتخدم المصالح الطبقية والسياسية للامبريالية الامريكية، وذلك تحت غطاء الشعارات المزيفة الكاذبة مثل "محاربة الارهاب" و"نشر الدمقراطية". وتحت هذا الغطاء المزيف، وللتغطية على الاهداف الجوهرية – الاستيلاء على مصادر النفط ونهب الخيرات – احتلت الامبريالية الامريكية بحروبها العدوانية افغانستان والعراق وتخطط استراتيجيا للهيمنة على بلدان الشرق الاوسط وغيره.
ان المصلحة الحقيقية لجميع الشعوب خاصة مصلحة ضحايا العولمة الامبريالية واستراتيجية الهيمنة الامريكية وخدامها من حليفها الاستراتيجي اسرائيل الرسمية الى انظمة التواطؤ والتخاذل العربية، تستدعي من قواها الخيرة الانطلاق وباوسع وحدة صف نضالية لمواجهة المخاطر الجدية للعولمة ولاستراتيجية العدوان والهيمنة الامريكية.
لا مفر موضوعيا من التنسيق والتعاون بين جميع القوى المناهضة للعولمة الامبريالية وللعدوانية الامريكية – الاسرائيلية في المعركة لتقليم وتكسير انيابهما المفترسة. لا مفر من بلورة آليات الكفاح المشترك بين القوى المناهضة للعولمة وللاستراتيجية الامريكية.
وفي اطار مواجهة المآسي والمخاطر الحاصلة والداهمة والمرتقبة في منطقتنا والتي تنذر بكوارث مأساوية بالنسبة لحاضر ومستقبل تطور شعوب وبلدان المنطقة، شهدت المنطقة مبادرة مباركة لها مدلولها السياسي الهام. ففي العاصمة الاردنية عمان جرى امس الاول، الاحد، الثالث عشر من شهر آذار، لقاء تشاوري تنسيقي بين وفود من قادة

الاحزاب الشيوعية الثلاثة، الحزب الشيوعي الاسرائيلي والحزب الشيوعي الاردني وحزب الشعب الفلسطيني (تجدون خبرا عن هذا اللقاء وما تمخض عنه من بيان مشترك في كان آخر من عدد "الاتحاد" اليوم).
ولم يكن من وليد الصدفة ان تلتقي هذه الاحزاب الثلاثة لتنسيق الخطى النضالية ورفع مستوى التعاون فيما بينها: فكثير من القواسم المشتركة تحكم مواقفها السياسية والايديولوجية. فتاريخيا وحتى نكبة الثمانية والاربعين، وقبل ان يتحول الجذع الى فروع، نهلت الاحزاب الثلاثة من مصدر مياه النبع الواحد، عن عصبة التحرر الوطني الفلسطينية. وتاريخيا وعبر طيلة السنوات الماضية وحتى يومنا هذا، تتمسك الاحزاب الثلاثة على الساحات النضالية بالحل السلمي السياسي العادل للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي المبني على الاقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية الشرعية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية، حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وفقا لقرارات الشرعية الدولية. كما ان الاحزاب الثلاثة تنطلق من المنظور العلمي الماركسي الطبقي في تحليل ظواهر طابع الواقع ومتغيراته وكيفية مواجهتها. هذا اضافة الى حقيقة الموقع الموضعي المكاني للاحزاب الثلاثة في وكر العدوان تجعلها موضوعيا بحاجة ضرورية الى تنسيق الخطى الكفاحية والتعاون فيما بينها.
وقد جاء توقيت اللقاء بين الاحزاب الثلاثة في ظل تصعيد "الهجمة الاستراتيجية العدوانية" لتحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي ضد شعوب وبلدان المنطقة، ضد الشعب العربي

الفلسطيني ولبنان وسوريا وغيرهم. هذا التصعيد الذي يندرج في اطار المخطط الاستراتيجي الامبريالي الامريكي لاقامة "الشرق الاوسط الكبير" المدجن امريكيا ولخدمة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الامريكية والاسرائيلية. عقد هذا اللقاء في ظل التآمر الامريكي – الاسرائيلي للانتقاص من الثوابت الوطنية الشرعية الفلسطينية واختزال حقه الشرعي والعادل بما يسمى "بالدولة الفلسطينية الموقتة" التي تمزق اوصال الوحدة الاقليمية للضفة والقطاع بالكتل الاستيطانية وطرق الالتفاف الاحتلالية وفقا لخطة الفصل الشارونية.

عقد هذا اللقاء في ظل الهجمة على سيادة لبنان من خلال السمسرة الامريكية والاسرائيلية وبعض القوى الرجعية اللبنانية بدماء الرئيس رفيق الحريري لزرع الفتنة وتأجيج الصراع الداخلي اللبناني – اللبناني الى درجة تفجير حرب اهلية دموية. عقد هذا اللقاء في ظل تصعيد التحريض والضغوطات الامريكية- الاسرائيلية ضد سوريا وايران وحتى التهديد بشن العدوان العسكري ضدهما، وذلك بهدف تدجين هذه الانظمة في الحظيرة الامريكية. عقد هذا اللقاء في ظل الهجمة على الحقوق الدمقراطية والنقابية في الاردن واسرائيل وغيرهما.
امام هذه المخاطر والتحديات لم يكن الهدف من لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان ان يقتصر على التعبير عن مواقفها عن الموقف المشترك لهذه الاحزاب من القضايا الاساسية المطروحة على جدول الصراع في المنطقة، بل كان الهدف الاساسي الانطلاق لرفع مستوى التنسيق بين الاحزاب الثلاثة الى درجة بلورة نشاطات مشتركة وتعاون مشترك في المعركة لمواجهة التحديات والقضايا المطروحة.
كان الهدف من وراء هذا اللقاء ان يكون نقطة الانطلاق من اجل بلورة اوسع اشكال التحالف والتنسيق والتعاون بين مختلف قوى اليسار والسلام والدمقراطية من مناهضي العولمة واستراتيجية الهيمنة الامريكية داخل اسرائيل والاردن وفلسطين المحتلة، من اجل التنسيق والتعاون والكفاح المشترك بين مختلف الاحزاب الشيوعية واليسارية والتقدمية المناهضة للعولمة والعدوانية الامريكية – الاسرائيلية والمناصرة لحق الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني ولحق الشعب العراقي في التخلص من نير الاحتلال الانجلوامريكي، ولنصرة الشعب اللبناني وسوريا وجميع شعوب المنطقة في درء المخاطر الجدية التي تخططها استراتيجية العدوان الامريكي – الاسرائيلي للهيمنة في المنطقة.

ودور كل حزب من الاحزاب الثلاثة الشيوعي الاسرائيلي والشيوعي الاردني والشعب الفلسطيني اولا وقبل كل شيء العمل على التجنيد والتنسيق مع اوسع قوى التقدم والسلام كل في بلده لجذب اوسع الجماهير الى معترك الكفاح السياسي الجماهيري لمواجهة المخططات الكارثية الاسرائيلية – الامريكية المعادية لمصالح تطور شعوب وبلدان المنطقة.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يلعب الاحتلال بالقانون الدولي!
- ألقاموس الثقافي- لاستراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي: قضايا ومهام من منتج ...
- لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد
- ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبن ...
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - على ضوء لقاء الاحزاب الثلاثة في عمان: مبادرة الانطلاقة