أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صحوة الأقباط .. نهضة أمة















المزيد.....

صحوة الأقباط .. نهضة أمة


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 01:23
المحور: حقوق الانسان
    



أفرح كثيرا عندما أرى أقباطــَـنا .. أحبابــَـنا شركاء الوطن ينخرطون في هموم الوطن دون أي حساسية، ويخوضون في الشأن المصري بعمومه وخصوصيته دون أي حرج، فالكتابة عن الإسلام والمسلمين ، عن التسامح والتطرف، عن المسلمين المعتدلين وعن سيــَّـافي هذا الوطن المحاصـَـر بين فكيّ الغول الجديد شأنهم أيضا.
في الشهور القليلة الماضية اكتشف أقباطنا أن الانزواءَ والاحتماءَ في كلمات كنـَـسيـّـة والسلبية نحو العمل السياسي والحزبي والوطني لن يخدم مطالبهم العادلة في مجتمع المساواة الكاملة، فنزلوا بكل ثقلهم، وكانوا في "الاتحادية"، ومع شركاء الوطن المسلمين، وأشاروا لجروح الوطن بغير تمييز بين مسلم وقبطي، وبدأوا في التخلص من تلك الخرافة التي مارسها مسلمون وأقباط من قبل والتي تلخص الفجوة الحاصلة بينهم: هذه همومي الاسلامية وتلك همومك القبطية.
التطرف الذي مثــَّـلته فاشية من جماعات الكراهية التي تمتد من الاخوان والسلفية والتيارات الدينية ولا تنتهي عند موريس صادق ومنتدى أقباط الولايات المتحدة الأمريكية كان خيراً لنا جميعاً، فقد انصهرت في مواجهته قوى الاعتدال الاسلامي والقبطي، ولعلها ستكون مقدمة لاكتشاف المسلم والقبطي أنهما في جانب واحد يواجهان خصما عنيداً مسلحاً بشحنة بغضاء تمزق وطنا قبل أن تنخر نفسها سوساً في جسد أزرق بين الحياة والموت.
المشهد المصري الآن أجمل وأشرق من أي وقت مضى، على النت والفيسبوك والتويتر والشارع والمظاهرات والمنتديات لم تعد تفرّق، إلا قليلا، بين مسلم وقبطي، وعرف المصريون أن كذب الجماعات المتطرفة في الايحاء للمسلمين أن انتقاد القبطي لجماعة سياسية أو دينية أو فتاوى حمقاء أو حتى شيخاً معمما وأميراً للمسلمين لا يعني خصومة مع الإسلام.
وصول غوغاء يتسلحون بالسيف ويزعمون أنه مصحف إلىَ سُدة الحُكم يعني بكل صراحة بدء تهجير الأقباط من وطنهم الأم الذي ضاق بهم إلى وطن مضيف، من وطن شربوا من نيله إلى وطن استقبلهم لدموع صليبهم على قسوة هلال أشقائهم.
لأول مرة أرى الأقباط بألف خير، فهم لا يستثنون مشكلة أو أزمة أو استفتاء أو انتخابات أو ثورة أو شهداء إلا كان لهم فيها نصيب.
في ثورة 25 يناير فتحوا كنائسهم ليتوضأ فيها مسلموهم أو يستريحوا من حُكم طاغية حرَم أقباطهم حقوقهم المواطنية المشروعة لثلاثين عاماً، ووقف مع قتلة شهدائهم في الكشح ونجع حمادي والزاوية الحمراء وماسبيرو.
في ثورة 25 يناير كان الشباب الثوار يؤدون صلاة في الميدان، فتهاجمهم الشرطة التي كان من المفترض أن تــُـصـَـلـّـي معهم، فيأتي الأقباط لحماية المُصلـّـين ، أما عدالة السماء فأغلب الظن أنها ستساوي الثواب بين المسلم المُصلـّـي والقبطي الذي يحميه.
المصائب فوائدٌ لمن لا يعرف، ومخاض الثورة الطاهرة، ووثوب قوى التطرف على كرسي العرش، وظهور أنياب لمن كذبوا وقالوا بأن شريعة الله ستمدّ العدل في الوطن العريق، فإذا بهم يُخرجون ما في نفوسهم من حقد تراكم لأكثر من أربعين عاما .. صالح سرية، عبود الزمر، محمد عبد السلام فرج، عمر عبد الرحمن، شكري مصطفى، سالم الرحال، يوسف البدري، عبد الله السماوي، خالد الاسلامبولي، خيرت الشاطر، عصام العريان، وعشرات غيرهم عبثوا في رؤوس المصريين فجعلوا عاليها سافلها.
أما الفائدة فهي توأمة إسلامية قبطية معتدلة ليس لأي منها ذرة تراب واحدة من أرض ىالوطن أكثر من أختها.
لا فائدة في أي مقارنة للدينين الكبيرين إلا في كتب أكاديمية متخصصة لا يمسها العامة ولا يخوض في فحواها الجهلاء ولا يكترث لها الأميون، فهي للتاريخ فقط ولمن أراد أن يستزيد علماً ويفرز الحقائق عن الأكاذيب، ويرى أن الخلاف والاختلاف وحكايات التاريخ ليست أصولا نستند إليها لبث الفــُـرقة وتصعيد الطائفية وتثبيت الاستعلاء.
لم يتغير موقفي قط وتحت أي ظرف حتى لو جاء مخبول ومريض نفسياً وصنع فيلما مهترئا عن نبي الاسلام "صلى الله عليه وسلم" فإن حقوق أقباطنا هي واجباتي التي يكتمل بها إسلامي، وإذا ميــّـزت نفسي دينيا عن أخي القبطي فقد انتقصتُ من إيماني، وتشوّه إسلامي، ووضعت لبــِـنة في تمزيق وطن لنا جميعاً.
مبروك لنا جميعاً قوة الأقباط فهي قوة للإسلام والمسلمين، وخوضهم غمار حرب العدالة ضد التطرف والشر والعصبية والطائفية والظلم يفتح باب الأمل لدولة العدل حيث يبكي الشيطان وهو يبحث عن مصري واحد يشعر أنه أفضل من شريك وطنه المسلم أو القبطي فلا يعثر إلا مصادفة و.. بشق الأنفس.
مبروك لنا جميعاً خروج الأقباط كمصريين فقط حتى لو جاءت كتعليمات من الكنيسة فالهموم الاسلامية والقبطية في مصر معجونة ومتشابكة وملتحمة وملتصقة حتى لا تكاد تعرف الهلال من الصليب أو صورة المسجد من الكنيسة إلا أن تعيد البصر كرّتين فيرسم لك الواقع وتبتهج به نفسك فتهلل: هذا مسجدي .. هذه كنيستي!
لقد انتهى عهد الخطوط الحمراء للخوض في انتقاد تفسيرات دينية يظن الآخر أنها حــِـكرٌ عليه فقط، ولن تكون في حاجة إلى معرفة الاسم الرباعي لشريك وطنك لتتأكد من مذهبه أو دينيه أو معبده.
خروج الأقباط كمصريين دون أي إشارة للدين يعني أن حقوقهم التي ضاعت في قصر الحاكم أو أمن الدولة أو في قاعات المحاكم أو في استدعاء لقسم الشرطة ستعود بإذن الله كاملة غير منقوصة، وسيفرح المسلم لبناء كنيسة بجوار بيته وسيسارع القبطي للمساهمة المالية لمسجد يحتاج إليها، وجيران أقباط يرون أن الحيَّ الذي يقطنونه في حاجة ماسة لمسجد يقيم فيه جيرانهم المسلمون صلواتهم.
مبروك لخروج الأقباط من القبطية إلى المصرية فهي الطريق الآمن لحماية اخوانهم في العقيدة، وقطع الطريق على القساة الطائفيين الذين يتوهمون ما في الصدور، ويسرقون حساب عدالة السماء لزيادة ظلم الأرض.
أقباطنا.. أحبابنا هم شركاء الوطن ولو أتى المتطرفون بآلاف القرائن والأدلة على أنهم مختلفون عنا فالكلمة الفصل هي لله ،عز وجل، والعزيز الجبار ينظر إلى ما في الصدور، ويفسح مكانا في جنة الخلد لمن أتاه، سبحانه، بقلب سليم.
مبروك لمصر قوتها الجديدة وأقباطها وكنائسها وشهداؤها ومن أراد التحدي فليجمع علماء الآثار والتاريخ والسلالات ووظائف الأعضاء وتطور الجنس البشري ولن يعثروا على فارق واحد بين المسلم والقبطي ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
سيخسر الطاووسيون الجدد الذين يبحثون في دواخل أنفسهم المحطمة شراً وقسوة عن نقاط اختلاف ليرفعوا من أنفسهم فوق رؤوس شركاء وطنهم، لكن الله غالب على أمره، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، ولن يفلح في الآخرة من استعلى، ولن يرضى الله في يوم الحشر عمن حاول في الدنيا شق الصدور لقياس الإيمان، فالميزان موجود فقط لدى خالق البشر.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 15 ديسمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مرسي يرسم للمصريين مستقبلهم!
- اضرب رأسك في الحائط، فالسماء تدعم الرئيس!
- الشيطان أيضا يستطيع أن يقرأ الفاتحة!
- ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟
- الرئيس محمد مرسي ليس رئيساً شرعياً لمصر!
- خطاب مفتوح إلى رئيس قاتل!
- مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!
- مدخل إلى بيان تجديد ثورة 25 يناير
- القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صحوة الأقباط .. نهضة أمة