أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الرئيس مرسي يرسم للمصريين مستقبلهم!















المزيد.....

الرئيس مرسي يرسم للمصريين مستقبلهم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 08:36
المحور: حقوق الانسان
    


ألم أقل لكم أنني الحاكمُ بأمر الله؟
أقسم لكم أنني سأمزق بلدكم قطعاً متناثرة يظن سكان كل واحدة أنهم الأصل في سلالات المصريين!
هل رأيتم فطاحل قوى المعارضة وهي تقدم تنازلات، وتتغزل في الاخوان وهي تشتمهم، وتمتدح فيهم وهي تعارضهم، وتــُـشهد الشعب أمام الله أنها تتحدث باسمه، لكنها كانت تغمز لنا من وراء ظهوركم.
كنت خائفا أرتعش والشاطر يهديء من روعي، والمرشد يقرأ عليَّ الرقية، لكن القيادة الفعلية للتيارات الإسلامية كانت تعلم أن كباركم سرقوا المعارضة منكم.
الآن يقولون بعدما واصلوا الليل بالنهار أياما طويلة مع ( لا ) تصل إلى عنان السماء، فإذا بها أقصر من أرنب، وأخف من فأر، وأكثر هشاشة من غزل البنات وهو يذوب في فم طفلة صغيرة لا يكاد لعابها يكفيه!
الذي يشاهدهم وهم يتراصون، ثم يتزاحمون أمام الميكروفونات وكل واحد منهم سعيد لأن أهله يشاهدونه في التلفزيون بدلا من المسلسل اليومي، تماما كما فعلت أنا في الأيام الأولى وأنا أترنح غبطة بالمنصب الذي لو جاءني في الحلم لما صدقته قبل استيقاظي ، لظن أنهم سيناضلون ضدي وضد عشيرتي الاخوانية إلى أن تنتهي آخر نفحات الإيمان في قلوبهم، ثم نكتشف أنهم يرفعون سقف مطالبهم الشخصية حتى لو احترق الوطن علي يديَّ وأمام ناظريهم.
الآن وافقوا على الاستفتاء بشروط عجيبة كأن جيري يوافق على الخروج من جــُـحره شريطة أن يبتعد توم مترين وثلاثة سنتيمترات.
أما أنا فثابت على موقفي رغم أنني استبدل رأيا برأي قبل أن أقوم من مقامي، ويكفيني فخراً أن عشرات الآلاف من أتباعي يستعدون للجهاد ضد المصريين الآخرين والرافضين لوضع أعناقهم تحت أحذيتنا الدينية بعدما عفرتها أحذية العسكر بعد ثلاثة عقود من الصمت المذل في عهد المخلوع.
لم أضحك في حياتي مثلما ضحكت يوم أن وقف حمدين صباحي والبرادعي وحسين بعد الغني وأيمن نور وعمرو موسى وثلة كبيرة من رموزكم المخضرمة، وغاب عن المشهد الشباب، أصحاب الثورة التي سرقناها منهم، وعلمت وقتها أنهم سيبحثون عن أعذار واهية للهروب من استعراض العضلات إلى أن يأتي اليوم قبل الاستفتاء، رغم أنفكم وأنفهم، ثم يشترطون الموافقة على الاستفتاء شريطة أن تكون الشمس ساطعة، وسعر الطماطم ليس مرتفعاً، وأن لا يحترق قطار في الصعيد، وأن يظل أبو الهول في مكانه!
زعماؤكم هم الذين يضعون الكرباج في يدي، وهم الذين يعرّون ظهوركم لي، ويشجعونني على احتقار كل من يعارضني.
أخاف منكم في حالة واحدة وهي تصفية معتصمي ومتظاهري التحرير والاتحادية من عجائز المعارضة ورموز التحريض الكبار، وعندما يبقى الشباب فقط .. الذين خلعوا مبارك وجابهوا المشير وواجهوا جماعتنا التي كانت مسلحة بالمصحف والسيف، فيمكن حينئذ بدء العد التنازلي لأيامي في الحُكم!
نحن ميليشيا مسلحة وصلت إلى الحكم بمعرفة البيت الأبيض والكنيست الإسرائيلي وكل قيادات الارهاب الديني المتناثرة في تورا بورا وقندهار وبيشاور ومقديشيو والصحراء الجزائرية ودارفور والخرطوم وأصفهان وقم وبعض المدن والقرى في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وسيناء، وأنا في حماية جيش الاخوان وربيبه الغزي.
أما المدافعون عنا بأرواحهم وصدورهم ودمائهم وصيحاتهم القعقعاية المدوية فهم جماهير خدّرناها بالدين، وأقنعناها أننا مسلمون يرفعون راية الجهاد، وأننا شرعية حاكمة تضع لهم دستورهم حول أعناقهم.
أقسم لكم بأنني لن أرحمكم، وسيأتي اليوم الذي نجلدكم فيه فردا .. فرداً، وكل المعارضين العلمانيين والليبراليين والناصريين والاشتراكيين والأقباط والمغتربين، وستكون جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعها طالبان أكثر رقة ولطفاً من نسمة ربيعية هادئة إذا قارنتموها بنا وبعهدنا.
أما الذي يختبئون خلفنا من تيارات إسلامية صارمة وسلفية رجعية فستجعلكم تندمون على يوم سقطتم من بطون أمهاتكم، وسيصرخ أبو الهول وهو يتناثر أمامكم حجرة .. حجرة، وسيقطعون أي وثني يقف احتراما للعلم المصري، وأي خليع ينصت بميوعة للنشيد الوطني المصاحب لمعازف الشيطان.
استهبلوا أكثر، وضعوا ثقتكم العمياء في رؤساء الأحزاب الذين سيسلمون رقابكم لسيوفنا، فنحن أعرف بهم منكم، ونحفظ أسعارهم عن ظهر قلب.
استعدوا لأيام قادمة، مع افتراض أن شبابكم عادوا إلى بيوتهم وجامعاتهم أو تركوا عجائز المعارضة يعرضون مطالبهم، وستتحسرون على سجون مبارك ومعتقلاته وعدالة العادلي وشفقة شفيق ونظافة نظيف وسرور سرور.. دورة بعد أخرى لاثنتين وعشرين مرة.
سأطلب من الدكتور ياسر أن يبني لي صرحاً لعلي أطلع إلىَ إلهكم، وسأشكر البلتاجي الذي أفزعكم من مذابح رواندية مصرية قادمة، وستذهبون إلى صناديق الاستفتاء وحتى لو وضع كل منكم في الصندوق مئة لا، فأنا سيدكم الذي يحدد النتيجة.
ناقشوا، وجادلوا، وانقسموا سبعين قسماً، وقولو نعم أو لا، وبرروا شريعتي وحُكم الأخوان، وتوهموا أننا أقرب إلى الله منكم، وتخيلوا جنة لن تشموا ريحها لو ساهمتم في تمزيق وطنكم، واضحكوا على أنفسكم وأنتم تتلون دستوراً لم يقرأه واحد في الألف من المستفتين عليه، لكننا لن نتخلى عن سلطة حلمنا بها منذ ثمانين عاما.
أيها الثوار،
أين أنتم؟
هل تستطيعون مجابهتي وأنتم لم تختاروا بعد قائدا من بينكم؟
ألم تفهموا قواعد اللعبة، وأننا، الإخوان المسلمين، والعسكر والفلول وزعماء المعارضة أقنعة مختلفة لوجه واحد نقوم بحمايته في مشفاه الفاخر؟
أنا أنام على ريش نعام في القصر، وأنتم تعتصمون في خيام متهالكة وتتعرضون للبرد والرياح والأمطار والجوع والأمراض، ولنرى متى تنتهي لعبة عض الأصابع!
نحن نملك القوة لأننا نفسر الدين للساذجين والطيبين والعبط والمتخلفين وأيضا للبلطجية، ورغم أن إيمانكم أقوى من إيماننا إلا أن البقاء للكاذب الذي يزعم أن الله معه، وليس للصادق الذي يحب الله سراً!
زبيبة الصلاة الظاهرة أكثر تأثيرا في المواطن من مئة ركعة صلاة في غرفة مظلمة ومغلقة.
صدقوني إذا قلت لكم بأنني لو اشترطت صفعة على القفا لكل من يعطي صوته في الاستفتاء فسيطلب زعماء المعارضة الفطاحل أن تكون الصفعة خفيفة، ولا تلهب القفا!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 13 ديسمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضرب رأسك في الحائط، فالسماء تدعم الرئيس!
- الشيطان أيضا يستطيع أن يقرأ الفاتحة!
- ماذا لو حَكَمَ مصرَ حمارٌ؟
- الرئيس محمد مرسي ليس رئيساً شرعياً لمصر!
- خطاب مفتوح إلى رئيس قاتل!
- مصر الرواندية .. ذرة عقل واحدة!
- مدخل إلى بيان تجديد ثورة 25 يناير
- القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - الرئيس مرسي يرسم للمصريين مستقبلهم!