أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟














المزيد.....

القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 12:46
المحور: حقوق الانسان
    




كل الفر اعنة يجلسون على رمال متحركة حتى لو حصلوا على تأييد قوى الشعب بكرباج السلطـة، أما الفرعون الديني فهو الأخطر لأنه قادر على أن يوحي للغوغاء أن القصر والسماء متحالفان، وأن المصحف والسوط توأمان، وأن الخليفة يستأجر الشعب للعمل لديه وليس العكس.
الفرعون الديني لا يحتاج لأكثر من عصا يهشّ بها على غنمه ورعيته، وإذا أراد اسكات منتقديه توجه إلى الصلاة جهراً حتى يراه أكبر عدد من رعيته فيــًـخـْـضـِـعون رؤوسَهم مرة أخرى.
الفرعون الديني يملك السلطات الثلاث ويزعم أن لديه أختاما سامية من رب العالمين، وأن علماء القرون الأولى يؤيدونه، وأنه استخار اللــه فثبــَّـته بالإيمان.
الفرعون الديني يعتمد على معاقين ذهنيا، وخائفين من الثعبان الأقرع، وكارهي الغرب، ومبغضي غير المسلمين، لكنهم أمام البيت الأبيض والكنيست الإسرئيلي فئران ترتعد رعباً من كل صوت.
التيارات الدينية أثبتت أنها هي الداعم الأكبر لولي الأمر الطاغية، وأن مفهوم الدين لديها لا يخرج عن الطاعة العمياء، وأن المعترضين على الزعيم نصف الإلــَـه لا يغفر اللــه لهم.
لو فتحت إسرائيل ملفاتها السرية ستجد أكثر أصحابها يمسكون المصحف في أيديهم ويــُـقسمون عليه أنهم مجاهدون ومناضلون، وأن عملهم مع إسرائيل لم يكن أكثر من تعاون مع أولاد العم.
المخلوع كان يحتاج لشهر في مكّوكية عمر سليمان حتى تهدأ الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
والمشير كان يحتاج لشهرين مع أوامر للجيش أن لا يعترض على الطائرات المقاتلة الإسرائيلية وهي تخترق المجال الجوي المصري لتصطـاد الفلسطينيين.
أما فرعوننا الجديد فيصلي الفجر، ثم يتصل برئيس وزراء الكيان العبري ويقنعه بحُكم العــِـشرة الخفية بالهدنة، ثم يستضيف خالد مشعل ليعلن على العالم انتصار الأطفال الشهداء على قاتليهم، وأن إسرائيل هي التي تطلب الهدنة.
الحمقى يصدّقون، ويحتفلون بالنصر لأن نصف غزة ما تزال غير مدمرة، والهدنة غير السلام، وتراجع القوات الإسرائيلية عن اقتحام غزة ليس ليلتقط الفلسطينيون أنفاسهم، ولكن ليحصوا خراباً سببته اعتداءات وحشية إسرائيلية .
قيادات فلسطينية حمقاء كان من المفترض أن يتم اعتقالها بدون استثناء، فغزة والضفة ليستا دولتين، ومع ذلك فالساذجون يحتفلون ببقاء من لم تقم إسرائيل بتصفيتهم بعد.
الفرعون الجديد تحدد له "الجماعة" ما يقوله، وما يصمت عنه وإلا فسيسحب المرشد الشرعية منه، والهُبل يصفقون لمرسي ولا يعلمون أنهم يُعلون من شأن الفاشية الدينية للاخوان المسلمين.
قبل أن تذبح شخصاً اقرأ الفاتحة وسيهتف الغوغاء بحياتك وتقواك وعبقريتك.
قبل أن تعلن كاليجاليتك الجديدة لا تنس أن تشير إلى إلهام جاءك من اللــه، ثم اترك القيادات الدينية تفسر للغوغاء كيف يدعم اللـه الطــغاة، وكيف تصنع السماء الديكتاتوريين.
الفرعون القديم مصنوع في المعبد، والفرعون الجديد في الإعلام الجبان.
أعضاء التيارات الدينية مندهشون من رفض قوى مصرية شريفة لفرعنة الرئيس ويتسائلون عن غباء من يرفضون اغتصاب القصر للكوخ، أليس للرئيس مــُـلـْـكُ مصر يفعل برعيته ما يشاء؟
الثائرون الشباب الأطــهار يطالبون الشعب بالوقوف معهم لتنظيف مصر من الفلول والمشيريين والمُرسيين، لكن خصوم الشباب وأعداء مصر متحالفون على الحلوة والمُرّة، وهم على استعداد لاحراق مصر حتى ترضى عنهم، حسب أوهامهم، السماء وأمريكا و .. إسرائيل.
الزلزال تشعر به الحيوانات قبل مَقدمه، والجحيم يحسّ به الشرفاء قبل حدوثه، أما تدمير وطن فتحتفل به القوى الدينية قبل وقوعه بوقت طويله.
التيارات الدينية والإسلام الحقيقي شيئان متناقضان لا يلتقيان إلا مصادفة في بعض الشعائر، فالتيارات تكره الاسلام وتتغزل فيه، والإسلام أكبر منها جميعاً ولو ساندهم كل طــغاة الأرض.
الفرعون يحتفل بالمؤخرات العارية لمريديه، والأقفيه الملتهبة لمؤيديه، ومريدوه ومؤيدوه يتلذذون بكل صور العبودية الطوّعية، فالفرعون وكهنة المعبد يفكرون لهم قبل أن يجلدونهم أو يغتصبونهم!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 23 نوفمبر 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون الجُدد!
- أشلاء مَنْ هذه: ابنتك أم ابنك؟
- حوار بين مستشار و .. ابنه!
- فرانكفورت .. حيث ينعي الكتابُ العربَ!
- كلمات في الحماقة!
- رؤيتي الجديدة للرئيس محمد مرسي!
- هل النار مشتعلة في البيت؟
- حوار بين الرئيس مرسي و.. مواطن مصري!
- هذه أفكاري لمليونية الخروج من الجحيم!
- الديمقراطية العرجاء!
- رسالة من الرئيس مرسي إلى المصريين
- حديث عن هيكل وكشك والجمل و.. طائر الشمال!
- ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!
- أخاف على سوريا من النصر والهزيمة معاً!
- تغطية وجه المرأة حرام.. حرام.. حرام!
- كلهم يرقصون، فمن سينصت؟
- بول بوت السوري!
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير


المزيد.....




- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - القفا والكفّ: مَنْ يصنع مَنْ؟