أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - كلهم يرقصون، فمن سينصت؟















المزيد.....

كلهم يرقصون، فمن سينصت؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 21:37
المحور: حقوق الانسان
    


سيدنا الجنرال، لقد ضقنا ذرعا بالانتظار، فافتح لنا المصيدة، ونحن نــَـعـِـدُك أن نرقص، ونفرح، ونغني، ونحمد الله لأنه، سبحانه وتعالى، أرسل لنا الجنرالات.. أنبياء العصر!
لن ننصت لأحد يريد أن يدخل الريبة في قلوبنا، أو يشكك في مجلسنا العسكري، وقضائنا الشامخ، ورئيسنا التقي، ومنهجنا الرباني، ومرشدينا الذين تحملوا صبر أيوب لأكثر من ثمانين عاماً.
الآن استبدلنا بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين ورفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وعلي عبد الرازق وفرج فودة والمستشار سعيد العشماوي أنبياء عصر الجنرالات.. محمد حسان وصفوت حجازي وعبد المنعم الشحات وأحمد المحلاوي ومحمد بديع و الرئيس محمد مرسي.
كانت المصيدة في حبكتها، ودقتها، وإحكام فصولها تشهد بعبقرية الفراعنة حتى أن الذين ماتوا في بناء الأهرامات وحفر قناة السويس ومساعدة الجنود البريطانيين في (العلمين) أصبغنا عليهم صفات القوة والتحمل والصبر والأناة !
والمصيدة لا تحتاج لأكثر من الإيحاء بأنها في حراسة جنرالات وطنيين أبطال، وقضاة شرفاء يمثلون عدالة السماء على الأرض، وحينئذ سيدخل نصف أفراد الشعب طوعا، ويلحق بهم النصف الآخر كرها.
ولأن شعبنا قرر أن ينام مع الإخوان ليتأكد من شخيرهم، فالصمت هنا أكثر بلاغة من كل قواميس العرب، ولن تستطيع أن تقنع أحداً أن أعضاء المجلس العسكري ناموا نوماً عميقاً لأول مرة منذ خلع الطاغية اللعين، فنصف المصريين يحتفلون بالانتصار على النصف الآخر، وأكثرهم يؤمنون بأن الله، تعالى، كان أيضا في ميدان التحرير .. ذلك المكان الذي رفضوا دعم قوى الثورة فيه قبل 25 يناير 2011 لأن الخروج على ولي الأمر معصية للخالق، وأنهم، أي الإخوان المسلمين، لا يمانعون، كالبرادعي تماما، أن يترشح جمال مبارك في انتخابات نزيهة وعادلة، وكلهم يعرفون أن هذا الجرو من ذاك الكلب، وأن ابن الجزار لا يلعب بسكين صغيرة!

وأنا أيضا على نفس المسافة مع الثلاثة، المخلوع والمشير والفريق ، وهي تقاس بالسنين الضوئية، لكنني بعيد عن رابعهم، فالرئيس وأتباعه ومريدوه وعشاقه وكارهو خصمه في حالة نشوة، والشعوب إذا فرحت أصابها الصمم، وإذا ابتهجت أخذ ثلث العقل عطلة، وثلث تعطل، والثلث الباقي سقط من الرأس إلى الحنجرة.
الناس تحتفل بالموت الثاني لمصطفى كمال أتاتورك، فخليفتنا سيدخل القصر بقدمه اليمنى بعد أكبر خدعة ديمقراطية في المنطقة: انتخبوا الرئيس المسلم الورع لئلا يأتيكم فلولي تتلمذ على أيدي كلاب مبارك.
من الآن فصاعدا، من ينتقد الإخوان المسلمين لا يختلف عمن يطعن في الإسلام الحنيف، ومن لا يثق في تطبيق الشرع كما يفهمه عاكف وبديع ومرسي فهو كما قال جورج بوش: من ليس معنا فهو علينا!

في المشهد المصري يظهر جبل الجليد كعُرس دُعــِـيّ إليه 13 مليونا، لكن الجزء الأكبر المختفي تحت الثلوج لا يعرف أحد حتى الآن كنهه.
إذا أردت أن تلتحم في حالة العشق للوطن فعليك أن تعارض ولي الأمر حتى يعرف أن قفاك ليس عارياً، وأن كفه الغليظة ليبني بها، لا ليصفع مخالفيه.
أخاف من المستبد الديني خوفي من المستبد العسكري، والحاكم الذي يؤكد للرعية أنه استخار الله قبل أي قرار هو حاكم كاذب، فمن يدعو الله أن يقف معه، يحتفظ بهذا الدعاء سراً لا يــُـطـْـلـِـع عليه أحداً، فجمال وقدسية وطهارة العلاقة مع الله لا تحتاج لمزايدة.
لست فرحاً بفوز مرسي وسقوط شفيق لأنني ضد المسرحية منذ بدايتها حين خطف الجنرالات الثورة عقب سقوط الطاغية.
قل لي ما هو الثمن الذي دفعه الإخوان المسلمون في الصفقة لأتأكد من أنها تجارة رابحة أو عملية غش، أو تزييف باسم السماء على الأرض، أو اتفاقات دينية أمريكية
إسرائيلية مشيرية!

ومع ذلك فأنا مضطر للانتظار، فأذرع جماعة الإخوان المسلمين تمتد إلى كل مكان، ولكن الذي أنا واثق منه أن الجنرالات والإخوان يتمنى كل منهم أن تهبط نيازك وشهب من السماء وتنهي الآخرين إلى الأبد.
الديمقراطية هي كيفية اقناع الجماهير بأن الأقلية والأغلبية يتساويان في العدد!
محمد مرسي نجح بفضل كراهية الملايين للفريق الفلولي، وأحمد شفيق كاد يفوز لأن الملايين الذين منحوه أصواتهم يخشون الإخوان المسلمين والدولة الدينية مع ملايين أخرى يجرفها حنين كرباج مبارك على ظهرها أو سهولة النهب والهبر في عهد المخلوع اللعين.
الفائز الكبير هو المشير الذي رفض الإخوان المسلمون والسلفيون والكتاتنيون والقضاة والنخبة والصفوة والمثقفون أن يعتبروه فلولياً وكان الساعد الأيمن لسفاح مصر المخلوع!
معارضتي الشديدة للثلاثة عشر مرشحاً سابقا، والبرادعي وحازم أبو اسماعيل كانت فقط لأنني أرى مصر أكبر منهم جميعاً، ومازلت أراها أكبر من الرئيس محمد مرسي ولو سانده الإخوان والسلفيون وكل من نبتت في ذقنه شعرة واحدة، لكنني أنتظر لأن المصريين ليسوا على استعداد للاستماع لمن ينتقد الخليفة الرئيس قبل أن يخطيء أو تمر حقبة طويلة تسمح للحُكمِ عليه أو .. له!

قد يكون محمد مرسي طيب القلب، وساذجاً، ومؤمنا بالاصلاح، لكن السمكة الصغيرة لا تلعب مع الحيتان ولا تلاعبهم، والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ميليشيا لا تمزح مع معارضيها، ولا تبتسم لمن يخرج على الطاعة، تماما، كجماعة صقلية!
إذا خــُـيـّـرتُ بين الشك وحُسن النية فلن أتردد في اختيار الشك، فانسحاب الإخوان، مثلا، من ميدان التحرير، يعني أن مصلحتهم قبل مطالب الثورة، وأنهم، كالعادة، على استعداد أن يتركوا الثوار تحت أحذية العسكر، كما فعلوا من قبل عدة مرات، ومن أراد أن يبرر كل أخطائه وخطاياه من الدين فالأمر هيّن.
كثير من الناس يطالبوننا أن نمنح الإخوان المسلمين الفرصة ليديروا شؤون مصر، وها قد منحها لهم المجلس العسكري والبيت الأبيض، أما أنا فلا أثق مُطلقا فيمن يرفع المصحف بيد ويخفي اليد الأخرى خلف ظهره!

مع صعود الإخوان المسلمين نسدل الستار لبعض الوقت على الدعوة للمليونيات الثورية، فالجنرالات والجيش والأمن والإخوان المسلمون والسلفيون والذقنيون والفلول والشفيقيون يقفون في جانب و في الجانب الآخر يقف الشباب صاحب الثورة المسروقة عسكريا، ودينيا، وبلطجياً و .. عُكاشياً!
الذين زعموا أن الله وقف مع محمد مرسي في الانتخابات، هل سيغضبون إذا قيل لهم بأن النسبة التي حصل عليها الشيطان وهي 48% متقاربة مع النسبة الربانية؟
إن الله تعالى تركهم يتصافقون، ( من الصفقة وليس من الصفاقة)، لكنه، جل شأنه، قد يقف مع مرسي لاحقاً إذا حقق مطالب الثورة، وصنع دولة التسامح، وساوى بين المصريين، وجعل القبطي يدعو اللهَ في قُدّاس الأحد أن يطيل عُمر الرئيس الإخواني، وبدأ خطوات القضاء النهائي على الفقر والمرض والعوز والحاجة والأمية والعشوائيات، وأخرج المعتقلين الأبرياء، وحاكم كل الذين ساعدوا مبارك في عهده الأغبر.

أما إذا قال الرئيس مرسي بأن الله أبلغه أن المشير ليس من الفلول فسنقنعه في يوم من الأيام بأن الملائكة تغادر ميدان التحرير عندما يتواجد فيه الإخوان المسلمون والسلفيون.
الآن دعونا نراقب الرئيس الجديد رغم أنني اعتدت في العشرين عاما المنصرمة أن الردود والشتائم والألسنة الحــِـدْادَ تأتي دائما من أتباع المُرشد، فكيف ستكون عندما يصبح الفائز الإخواني سيد القصر؟

السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي،
تهنئتي مؤجلة إلى حين، وفرحتي مجمدة حتى أرى وجهك الحقيقي، وثقتي بك لن أفصح عنها حتى أعرف كل جوانب الصفقة، وسعادتي أخفيها حتى أتأكد من أن مصر في يد أمينة!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 25 يونيو 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بول بوت السوري!
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير
- لسان هذا الرجل أعجمي وليس عربياً!
- معذرة، ففي صدري بركان!
- الجزء الثاني من مقال طاووس وكابوس وجاموس و ...
- طاووس وكابوس وجاموس و .. أحد عشر متواطئاً!
- حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية!
- لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!
- البحث عن شباب 25 يناير!
- مليون فيسبوكي لاسترداد ثورة 25 يناير
- النَصُّ الأصلي للدستور المصري قبل نشره!
- كلمات في رحيل بابا المسلمين!
- تشريع قريب من مجلس الشعب: ارجموهم!


المزيد.....




- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - كلهم يرقصون، فمن سينصت؟