أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!













المزيد.....

لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:18
المحور: حقوق الانسان
    


كلما شاهدت عمرو موسى وأحمد شفيق أصابني غم ونكد وعصبية، وأتحسس قفاي، ثم أنظر إلى كفيهما، وأكاد أسمع ضحكاتهما وصداها، ولسان حال كل منهما يقول: لكنك مصري!
لو كان لي أن أعيد ترتيب جرائم المجلس العسكري من جديد لوضعت الموافقة على ترشح عمرو موسى وأحمد شفيق في المقدمة.
أكبر جريمة ارتكبها السلك القضائي في مصر بعد يوميّ ضرب المستشار بالحذاء من ضابط شرطة مبارك، والهرب من نادي القضاة بعدما تركوا الشباب الذين جاءوا لحمايتهم في قبضة الأمن هي الصمت على وجود عمرو موسى وأحمد شفيق خارج قضبان أعتى السجون.
عشرات الآلاف من المحامين يعجز أي منهم على رفع دعوى عاجلة ضد المرشحيّن الفلولييّن عمرو موسى وأحمد شفيق، أيّ حقوق تلك التي تعلموها في كلية الحقوق.
لو كانت للنائب العام جريمة واحدة تُخل بكل المباديء والقيم لكانت صمته على عمرو موسى وأحمد شفيق رغم معرفته الكاملة بأن كلمة واحدة منه تجعل حبلا واحداً وغليظاً يلتف حول عنقيّ الاثنين في نفس الوقت!
قضيت نصف عمري أدافع عن أقباطنا .. أحبابنا، شركاء الوطن، بل أرى نفسي منافحا عن حقوقهم أكثر من معظم الأقباط العاملين في مجال حقوق المواطن، وتفهمت كثيرا غضبهم، بل إنني أعلنت في 9 مايو 2011 أمام ماسبيرو في حشد قبطي كبير أنني مع مطالبهم كاملة غير منقوصة، والآن لا أمنع غضبي من كتابة كلمة عتاب لكل قبطي سيعطي صوته لعمرو موسى أو أحمد شفيق، ولو كان المسيح عليه السلام بيننا لطرد كل من يعطي صوته لقتلة شعبنا من رجال مبارك، خاصة أن المخلوع كان عدوَّ الأقباط الأول في مصر كلها، وشهداء مصر في الكشح وكنيسة القديسين ملوثة يداه بدمائهم.
لا أفهم أن المرشحين العشرة الآخرين لم يقدموا احتجاجاً على منافسة رمزيّ النظام المخلوع، علنا، وبوقاحة، وبجاحة لا مثيل لها، فمجرد ترشح هذين الشخصين اللذين تسري في عروقهما دماء مبارك كأنهما صعداَ فوق برج الجزيرة وتبولا على المصريين كلهم .. بدون استثناء.
لا أفهم أن مصرياً واحداً فيه ذرة نبل وشهامة وإيمان بالله تعالى وعشق لمصر، ثم يعطي صوته لسجّانه مسبقاً.
أخشى أن تخرج مظاهرة في قلب عاصمة الألف مئذنة تكون مؤيدة لعمرو موسى أوأحمد شفيق وترفع شعارات: اغتصبنا أرجوك بعد أن تلهب ظهورنا بكرباجك، فنحن لا نستحق أقل من هذا!
عندما تعطي صوتك لواحد من هذين الفلوليين، فلا تقسم بشرفك بعدها ما حييت.
أتخيل أول انتخابات في ألمانيا بعد هزيمة النازية، ثم يقوم هيملر وهيس وجوبلز بترشيح أنفسهم في النظام الديمقراطي الجديد، إنه مجرد تخيل لعالم مجنون كعالمنا في أم الدنيا.
مرة عاشرة، فأنا لست مع الانتخاب والترشح والتصويت ولست ضدها، لكنني متوقف عند الحادي عشر من فبراير 2011 عندما سرق الأوغاد ثورتنا وفقأوا عيون شبابنا.
كل هزائم الديكتاتورية والطغاة في العالم برمته، من أنور خوجة إلى فرانكو، ومن بينوشيه إلى ديفالييه، ومن منجستو هيلامريم إلى عيدي أمين دادا، ومن تشاوشيسكو إلى القذافي، ومن سالازار إلى سوموزا ظل القضاء على النظام البائد أول أولويات شرط هزيمته، إلا في مصر، فقد قمنا بمكافئة رؤوس الثورة المضادة وأعطيناها ثورتنا لترعاها.. سيدي الذئب: هل لكَ أن ترعى الماشية ريثما أنام قيلولتي؟
ينتابني الشك أحيانا في وجود فيروس الهبالة بعد عبقرية الغضب والثورة والمقاومة والنضال، هل هذا صحيح؟
لو لم يكن عمرو موسى وأحمد شفيق واثقيــّـن أن أحذية تسعين مليون مصري لن تــُـرفع في وجهيهما لما تجرأ أيٌّ منهما على أن يضع أصابعه في أعيننا في كل مرة يطل من الشاشة الصغيرة.
من لم يتحسس قفاه من الصفع، وظهره من الجلد ،ووجهه من البصق في كل مرة يشاهد أحدهما فهو مصري ختم الله على سمعه وبصره!
في كل مرة أشاهد أحدهما .. تطير رأسه، وتأتي رأس مبارك مكانها، وأرى ضحكته، وأسمع صوته، وتطن في أذني لسعة التهكم من لسانه: إما أنا أو .. الفوضى!
كلنا قتلة ومجرمون وجبناء ومتحالفون مع الشيطان ضد الثورة، ويوم القيامة سيجد كل من أعطى أحدهما صوته كتاباً أكثر سواداً من ظلمات الليل يقرأ فيه ذنوبه فيجد أكثرها تأييده لأعداء ثورته.
لست منحازاً لأي مرشح، ولست مع المجلس العسكري أو المشير أو مجلس الشعب أو مجلس الشورى، لكن إحساسي بالمهانة والاذلال والغبن والظلم والاحتقار التي تنتقل إلى كياني كله فور مشاهدتي أحد هذين الفلوليّن تجعل جهازي العصبي يحترق سبعين مرة في الساعة.
أيها المصريون، ماذا دهاكم؟ هل هو اشتياق للعبودية، أم أن الكرامة سرقها منكم رجال المخلوع؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 19 مايو 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!
- البحث عن شباب 25 يناير!
- مليون فيسبوكي لاسترداد ثورة 25 يناير
- النَصُّ الأصلي للدستور المصري قبل نشره!
- كلمات في رحيل بابا المسلمين!
- تشريع قريب من مجلس الشعب: ارجموهم!
- مبروك فالجارية وصلت!
- انتخبوا هذا الرجل رئيساً لمصر!
- أيها الإخوان والسلفيون .. اضربونا بالجزمة!
- إنعاش لذاكرة وطن .. لئلا ننسى!
- هل يصبح الجيشان الإسرائيلي والسوري جيشاً واحداً؟
- لماذا انتخب المصريون الإسلاميين؟
- العصيان المدني.. المصريون ضد المصريين!
- المشير لمبارك: نحن تلاميذك، سيدي الشيطان!


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!