أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - عادل إمام وقضاء مصر النزيه!














المزيد.....

عادل إمام وقضاء مصر النزيه!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 04:09
المحور: حقوق الانسان
    



كلمة فضفاضة يستخدمها مسرور السيّاف لقطع رقبة كل من يختلف معه.تستطيع في مصر القندهارية أن تلف حبل المشنقة حول أي شخص ولو كان يعتكف في المسجد نصف عمره، لأن استخراج الأحكام لا يحتاج إلا إلى أوامر أو نصفِ عقل نصفـُه غباء!
حتى قصيدة ولد الهُدى التي يمتدح فيها أحمد شوقي نبي الإسلام، صلوات الله وسلامه عليه، ويقول: الإشتراكيون أنت إمامُهم، يستطيع محامي الشيطان أن يرفع دعوى ضد روح أمير الشعراء لأن الإشتراكية هي الشيوعية باسم مخفف، والشيوعية إلحاد، والإلحاد كفر، والكافر نقطع رقبته ونمنع أعماله.
كل الفنانين والمخرجين والمنتجين وواضعي السيناريو والحوار معرضون الآن لأحكام قضائية مهما كانت أعمالهم ، فما أسهل الاستعانة بابليس ليثبت لهم أن من يؤذن للصلاة يلحن في مخارج الألفاظ، واللحن نغم، والنغم حرام، وكل حرام في النار.
برافو أيها القضاء المصري الذي صمت دهرا ونطق كفرا، فخرس حُرّاس العدالة أمام مبارك ثلاثين عاما، وخلال أربعة عشر شهرا من عمر الثورة رقص أمامهم عفاريت المخلوع بأموالهم ووقاحتهم وجرائمهم وتاريخهم المخزي، فصمت القضاة، وأمسكوا في رقبة عادل إمام.
لو كان الحُكم صدر ضده لأنه كان من مؤيدي جمال مبارك لوجدت مبررات أضعاف ما عثرت عليه المحكمة، أما البحث في مئات الأعمال الفنية، الغث منها والسمين، لاستخراج ما يعطي الشرعية لمجلس الشعب الفقهي، فهذه كارثة.
إنني أتحدى أيَّ قاض أو نائب عام أو مستشار أو حتى سجّان في مصر كلها أن يقسم بأنه لم يجلس مع عائلته وأطفاله أمام أعمال الفنان الكبير يضحكون ساعات طويلة حتى تزال كل آثار الأحزان والهموم، فالمتهم المحكوم عليه قدَّم لهم أفلاما ومسرحيات، وأضحكهم على لصوص الوطن في ( الواد سيد الشغال)، وعرض الفقر في ( المتسول)، وفضح أولاد الاقطاع والانفتاح في ( حتى لا يطير الدخان)، وصنع بذرة التمرد في ( الغول)، وأسقط جزءاً من هالة القداسة في ( شاهد ماشفش حاجة)، وعرض حماقة الزعيم في ( الزعيم).
أختلف معه عندما تعاطف مع الطاغية وأهله، وعندما عرض مسرحية أمام صدام حسين في أوج جبروته، وعندما تعاطف مع بشار الاسد وهو يبيد شعبه، فكلها جرائم أدبية يستحق عادل أمام أن يمثل أمام الشعب والمثقفين ووسائل الإعلام، ويتصبب عرقاً من الحرج.
أما أن ملايين المصريين وعشرات الملايين من الأشقاء العرب يعتبرونه طبيبهم لأكثر أمراض الكآبة والحزن التي مرت بهم، ثم يأتي قضاة مصر الجديدة .. مصر تورا بورا .. مصر بوكو حرام، فيحكمون عليه بالسجن مع المجرمين واللصوص والقتلة، وقطعا ليس من بينهم مبارك ورجاله وكلابه ولصوصه وأوغاده، فتلك لعمري كارثة جديدة أخشى أن تكون الخطوة القادمة ضربة قاصمة لعصر النهضة بأكمله.
الآن يمكنني أن أقول بثقة كبيرة أن الشهيد فرج فودة سبق عصره بنصف قرن على الأقل، وشاهد طالبان مصر قبل خروجهم من الكهف بسنوات طويلة، وكتب عن عقول نتنة قبل أن تتعفن بعدة عقود.
أيها المصريون ، ترقبوا قريبا أحكاما بالسجن على أم تحتضن ابنها بعد غيابه الطويل، ووالد يمسك يد ابنته في الطريق، ومصري يختلي بابنة خاله في المستشفى وهي تحتضر، ويطبع على جبينها قبلة الوداع!
والسجن أيضا على مواطن مصري يقول لزميله بأن شمس البارودي كانت أجمل قبل النقاب، والجلد العلني لفتاة تزعم أن غطاء شعرها سقط في الطريق عن غير قصد، وحكمت المحكمة بسبعين جلدة على شاب سمعته الشرطة الدينية يقول بأن بعض معابد اليهود بها رسومات جميلة!
كل المصريين، تقريبا، يدينون عادل إمام الفلولي، وكل المصريين، تقريبا، يحبون الفنان عادل إمام الذي أسعدهم وأدخل البهجة إلى قلوب أطفالهم.
حسين سالم وعمر سليمان وعمرو موسى والمشير أحرار، وعادل إمام في السجن.
المخلوع في مصحة فاخرة لا يدخلها إلا الملوك، وعادل إمام ينام على البرش في السجن كما فعل حسن سبانخ في الأفوكاتو.
كيف تحول ميزان العدالة السماوية على الأرض المصرية إلى فلولي؟
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 25 ابريل 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!
- البحث عن شباب 25 يناير!
- مليون فيسبوكي لاسترداد ثورة 25 يناير
- النَصُّ الأصلي للدستور المصري قبل نشره!
- كلمات في رحيل بابا المسلمين!
- تشريع قريب من مجلس الشعب: ارجموهم!
- مبروك فالجارية وصلت!
- انتخبوا هذا الرجل رئيساً لمصر!
- أيها الإخوان والسلفيون .. اضربونا بالجزمة!
- إنعاش لذاكرة وطن .. لئلا ننسى!
- هل يصبح الجيشان الإسرائيلي والسوري جيشاً واحداً؟
- لماذا انتخب المصريون الإسلاميين؟
- العصيان المدني.. المصريون ضد المصريين!
- المشير لمبارك: نحن تلاميذك، سيدي الشيطان!
- شباب مصر لا يحتفلون بسرقة ثورتهم!
- المطالب الأربعون لكي يعود الثوار إلى بيوتهم!
- 40 نصيحة قبل استردادك ثورتك في 25 يناير 2012
- أربعون سبباً لعدم خروجي في 25 يناير 2012


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - عادل إمام وقضاء مصر النزيه!