أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه















المزيد.....

حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 02:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه

لأكثر من قرنين من الزّمن وتيّار الوهابيّة الإرهابي في المملكة العربيّة السّعودية مهيمن، وممثّل لأحد أكثر أشكال التّطرّف الإسلامي دمويّة ونفاقا وهو الذي يدّعي أنّه يتمسّك بالتّفسير الحرفي للقرآن وبإتّباع السّنّة والسّلف الصّالح. ومن الأفكار النّيّرة التي بني عليها فكرة أنّ كلّ من لا يتبع هذا التّيّار لا يمكن أن يكون إلا مشركا أو كافرا و عدوّا. ويقول بعض المحلّلين أنّ الوهابيّة أساءت وشوّهت الإسلام، مشيرين بكلامهم لمتطرّفين كثر مثل "أسامة بن لادن" و"حركة طالبان" أو "تنظيم القاعدة" التي اتخذت من الإسلام حجّة وغطاء للقيام بأعمال إرهابيّة وانتحاريّة طالت العالم بأكمله.
وعلى الرغم من إدانة المملكة العربيّة السّعوديّة وخصوصا "الأمير نايف"، وليّ العهد السّعودي، لـ"أسامة بن لادن" إلاّ أنّ الحقيقة تبيّن العكس تماما، بل الواضح أنّ العائلة الملكيّة متعاطفة معه إلى أبعد الحدود وتؤمن بنفس الرّسالة أو الهدف من أحداث 11 سبتمبر على سبيل المثال، ذلك انّهم أدانوا "بن لادن" كشخص وتجاهلوا حقيقة مسألة تعلّمه و تلقينه الإرهاب في المملكة العربيّة السّعوديّة. وتؤكّد المناهج الدّينيّة في المملكة العربيّة السّعوديّة على وجود السّلفيّين والوهابيّين الذين يشدّدون على عدم تقبّل أيّ دين آخر غير الإسلام الوهابيّ، داعية إلى كره أصحاب الأديان الأخرى ونبذهم وحتّى قتلهم، متغافلة عن وجود ما سمّون بـ"المعتدلين" نسبيّا من المسلمين والمسيحيّين واليهود وغيرهم. حيث يدرّس "الحديث" و"التفسير" لمدّة أربعة عشر عاما للذّكور في المدارس، وتقوم وزارة التّربية والتّعليم في السّعوديّة بطباعة كتب هذه الموادّ ووضع سياسة المناهج التّعليميّة "الدّينيّة وفق سياسات خاصّة وصارمة.
وقد حاولت الحكومة السّعوديّة، منذ قدومها إلى السّلطة عام 1932، التّخلّص من الكثير من الجماعات العرقيّة وتوحيدها تحت اسم "الفكر الإسلامي الوهابي" باعتباره أكثر ميولاً إلى الأصوليّة وقدرته على التّحكّم في مشاعر النّاس وأفكارهم وتوجيههم نحو القتل والتّصفية. وامتلك الوهابيّون بعد انتشار توجّهاتهم، خاصة بعد حرب الخليج، منبراً خاصّا للأفكار والأنشطة السّياسيّة، مستخدمين الإسلام لإضفاء الشّرعيّة السّياسيّة والاقتصاديّة والسّلوك الإجتماعي، ومستغلّين جملة من التعاليم المأخوذة بطريقة مباشرة من المؤسّسة الدّينية نفسها، وعملوا على تصدير هذا "الفكر" إلى دول مثل أفغانستان وباكستان عن طريق أنظمة المدارس الدّينية ومن ثمّ إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي. حيث أنّ الوهابيّة خلقت تناقضاً بين "تعاليم الإسلام المعتدل" (وإعتدال الإسلام لا يأتي من الإسلام نفسه بل كردّ فعل على العلاقات السّياسيّة والإقتصاديّة والثّقافيّة التي تنشؤها هذه الدّول مع الدّول الأخرى وخاصّة العالم الغربي) التي بنيت على تقبّل الآخر رغم إختلاف ديانته وبين منطق الوهابيّة القائم على "إمّا أن تعتنق الأصوليّة أو تكون ضحيّتها"... حيث شكّلت هذه السّياسة قاعدة أساسيّة للتّحكذم في النّاس من منطلق إسلامي وهابي يتناسب مع أهداف المملكة العربيّة السّعوديّة وسياستها المنافقة.
وكما كان الإتّصال بين الحركة الوهابيّة في السّعوديّة و"حركة طالبان" خلال العقدين الماضيين قويّا وواضحا، فقد جذب إليه أيضا متطرّفين من شمال الهند وشمال إفريقيا، فقالوهابيّون بتدريسهم هذا "الفكر" وتنظيمه. وهذا ما شهدناه من خلال قيام "حركة طالبان" بتدمير التّماثيل البوذيّة والتّحف والرّموز الدّينيّة الأخرى في أفغانستان، ممثّلة بذلك لرؤية وهابيّة ضيّقة ومتعصّبة لا تؤمن بشواهد القبور ولا تقبل الصّور ولا حتى التّماثيل ولا تحترم أي معتقد آخر، مهما كان مسالما، معتبرة كلّ هذا نماذجا من الشّرك والكفر. نفس الشّيء حدث في المدّة الأخيرة في تونس التي أصبحت تعاني، بعد فوز "حزب حركة النّهضة" الإخواني-السّلفي، من الغزو الوهابيّ وآثاره المدمّرة على حرّيات النّاس وطبيعة المجتمع التّونسي وعلى تراث البلاد...
”الإيمان بإله واحد، والاعتقاد في وحدانيّة رسالته، وحدانيّة الأسرة البشريّة. والتعبير عن الإخلاص لله في حقوق الإنسان، وحسن الخلق والرحمة والسّلام والعدالة والحرّية...” هذا ما يدّعيه شيوخ المسلمين من المذاهب الأخرى، وهي عقيدة لا يجادل اثنان من المسلمين حولها لأنّها ترتكز على القرآن بإعتبار أنّه أعلى سلطة تشريعيّة في العالم الإسلامي المتشدّد والمعتدل على حدّ سواء، ولأنّهم يرون فيها استمرارا لنهج تعاليم نبيّهم محمّد، وبناء على ذلك فإنّ النّقاشات الكثيرة عن أصول الأحاديث وتفسيراتها المتعدّدة لآيات القرآن أحدثت جدلا واسع النطاق، لكنّها تدلّ في ناحية من النّواحي على رغبة في إيجاد ديناميكيّة تشريعيّة خاصّة تتغيّر لتواكب تقدّم الحياة وتطوّر الحضارات، رغم كلّ ما يمكن أن نحمله عليها من مؤاخذات منهجيّة... لكن تجميد هذا الفكر في فترة زمنيّة معيّنة أو في تفسير بعض القضايا على أسس مذهبيّة وتعصبيّة بحتة يخلق الكثير من التناقضات. وخاصة في مملكة تنادي بالحرّيّات ولكنّها تحرم النّساء من أبسط حقوقهنّ في قيادة السّيّارة وتتغاضى عن أفعال الأمراء في "لاس فيغاس" وتفرض الوهابيّة على شعبها وعلى معتقداتهم وتصدّر الإرهاب والإجرام لجميع دول العالم.
تاريخيّا، منذ عام 1744، تمّ تشكيل تحالف بين مؤسّس الحركة الوهابيّة، محمّد بن عبد الوهاب ومحمّد بن سعود، الذي يحكم أحفاده المملكة العربيّة السّعوديّة حتّى يومنا هذا. (يرى "رياض الصّيداوي"، في مقال بعنوان "الوهابيّة السّعوديّة أخطر الحركات الدّينيّة" نشر في صحيفة "الخبر الأسبوعي" الجزائريّة، أن الحديث عن الوهابيّة فقط خطأ علمي، و قد أعطاه مفهوم "الوهابيّة السّعوديّة" وهي بذلك تعني التّحالف التّاريخي بين السّلطة السّياسيّة الماليّة ممثّلة في ابن سعود والسلطة الدّينيّة ممثّلة في ابن عبد الوهاب) وكان هذا التّعصّب الرّجعي للإسلام الأساس المثالي اللاّهوتي لخلق استعمار من نوع آخر في المملكة العربيّة السّعوديّة، والوهابيّة لا تزال النّزعة الإسلاميّة الرّسميّة في المملكة العربيّة السّعوديّة وحتّى اليوم. ومن المعروف أنّ الغرب، بذل كلّ ما في وسعه لمساعدة المذهب الوهابي في الإزدهار والإنتشار، والإعتراف بأنّها الأداة الأيديولوجيّة المثاليّة لتحقيق أهدافها الإمبرياليّة. وقد جادل البعض أن البريطانيّين أساسا هم من ساعدوا في الواقع إلى خلق الوهابية. دون أن ننسى طبعا الدّور الذي لعبته الولايات المتّحدة الأمريكيّة من النّاحيتين الشّبه عسكريّة والعسكريّة.
و بمفارقة خياليّة نرى اليوم الغرب يدعو و يوجّه أحفاد محمّد بن سعود، القائمين على النّظام السّعودي الحالي، إلى الانضمام إلى حملة صليبيّة جديدة تحمل عنوان الدّيمقراطيّة. وهذا يدفعنا للتّساؤل: لماذا يصرّح مسؤول حكومي سعودي علنا على قناة الـ"بي بي سي" التلفزيونيّة: "إن السّماح للشّعب باختيار حكومتهم أمر مرفوض وضدّ الشّريعة الإسلامية"، ولكنّهم يسوّقون للحرّيّات جنبا إلى جنب مع دولة قطر ودول خليجيّة أخرى ومع دول غربيّة. ويدعون إلى التّسلّح والإرهاب على الملأ، متذرّعين بأنّهم يدعمون الشّعوب كافة في تحقيق الحرّيّة والدّيمقراطيّة.
لكن السّؤال الأهمّ هو: متى سيفتح النّاس أعينهم ومتى سيفكّرون في الخطر المحدق الذي تمثّله المملكة العربيّة السّعوديّة على العالم بأكمله؟ ومتى سيفيق الشّعب السّعودي من سباته فيقتلع آل سعود من الكراسي ويفتكّ مصيره فيصبح سيّد نفسه ويصبح الحاكم على أرضه؟ متى سيبدأ الإنسان السّعودي في التّفكير في إنسانيّته كإنسان كامل وليس كعبد، ويحرق كلّ من يريد أن يملي عليه ما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله من شيوخ ودعاة...؟ فنهاية الوهابيّة لا يمكن أن تكون إلاّ بإقتلاعها من أرض المملكة العربيّة السّعوديّة وإسقاط النّظام الملكي الفاسد والتأسيس لنظام ديمقراطي تكون للشعب فيه الكلمة الفيصل الأولى والأخيرة...



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوابا على ردّ أحد القرّاء لمقالي: هل نكون على موعد جديد مع ا ...
- إقتراح لتصحيح مسار الثّورة والعدالة الإنتقاليّة في تونس: وجو ...
- هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عم ...
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...
- سؤال
- قصيدة حبّ متجدّدة
- حلم عاشق
- نظرة على الإتهامات المتداولة التي يستعملها بعض المسلمين في م ...
- كيف خاننا الوقت...؟
- رسالة مفتوحة إلى النّساء، منبع الحياة وسرّ جمالها، حول مكانت ...
- الجمهورية التونسية، من الثورة إلى الهاوية؟
- صباح الخير، يا سكّر
- بين الحلم واليقظة
- دين الخراب
- إحياء التعليم الزيتوني في تونس الإخوانجية دفع صريح إلى التخل ...
- ديانات العقول المخصيّة والخطوط الحمراء
- هكذا أريدك...
- الأصول والجذور السريانيّة والأرامية للقرآن في ضوء دراسات عال ...
- الكيل بمكيالين والكذب لا يؤسسان لحوار عقلاني ولا لعقلية تحتر ...


المزيد.....




- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه