اصحاب الذيل الطويل !

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 10:05
المحور: كتابات ساخرة
    

اصحاب الذيل الطويل !
لماذا يتباها اصحاب الذيل الطويل بذيلهم ( المعووج ) ولماذا يفكرون عن طريق ذيلهم المدندل فقط ولماذا والى متى سيبقون هكذا ؟؟
اهلاً بكم في المثير للجدل لهذه الليلة وحلقتنا عن ( الذيل الطويل ) وسنستضيف فيها السيدة وفاء سلطان الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة العربية والضاغطة على الايديولوجيات المنطقية ( في الشرق طبعاً ) والهاربة من العربية الى الامريكية .. تفضلي سيدتي موضوعنا اليوم يبتعد عن الدين قليلاُ ولهذا ارجو ان تدعيهم ولو لفترة براحتهم ... الكلمة لك والذيل الطويل لنا ( تَعَودّنا عليه مو بيدنا ) !..
نعم اخي : في البدأ اشكرك على المقدمة ، ولا اروع منها ( يارجُل طْلع عندك ذيل وانا ما اعرف ) !!. في الحقيقة هناك الكثير من الاشخاص الذين ابتلى العالم بهم وبمصائبهم بفضل هذا الذيل .. الكثير يعتقدون بأنهم يملكون ويحتكرون عليه ولهذا يدخلون نادي الذيول الطويلة فيُحَركون الطويل يميناً ويساراً ضاربين الميمنة والميسرة بعرض السيف .. ضاربين احترام الآخر وتقدير المقابل ومحبة الناس بطول ذيلهم معتبرين ان الذيل هو القدرة الخالقة والواهبة من الله لهم لضرب الآخرين به .. فيقع في شرهم كل ضعيف ومستسضعف وفقير ( غضب الله منهم ) دارجين هؤلاء المساكين تحت اقدامهم الإلهية دون رحمة ولا خوف ولا ضمير ، ولكن في اول مواجهة حقيقية مع مَن هو ذيلهم اطول منهم يكشفون عن سخافة وهشاشة ذيلهم السخيف والحقير وتنتهي الحالة بقطع الذيل ورميه .. ولكن هم لم يكن يعلموا بأن هذا الذيل هو السبب في كل التخلف والجهل والحقارة والامية والضعف والجبن الذي كانوا فيه ...
وهناك بعض المسؤولين والسياسيين والرؤساء ( وخاصة الجماعة ) الذين رَكّبوا لهم ذيل طويل ( مثل الباروكة ) وكل واحد منهم حاول شراء اطول ذيل في العالم ( دنانير النفط والشعب يشترون لهم بها ذيول اجنبية ) وكل واحد منهم اعتقد ايضاً بأن الذيل هو ذيل الله والمهدي منه فلا يمكن الاقتراب منه او حتى النظر اليه بإعتباره هدية الله لهؤلاء الكُفار .. فقاموا بسحق وذبح شعوبهم ولفترات طويلة جداً مستعملين القوة الغيبية الموجودة في الذيل فسحقوا رؤوس الآلاف من ابناء شعوبهم وبكل الطرق المختلفة بحجة المحافظة على نظافة الذيل الإلهي .. ولكن هم ايضاً وبعد ان جاءت الساعة وعَلِم الفقير ( طايح الحظ ) سر الذيل الخفاش وانكشف امره اصبحت ذيولهم عالة عليهم والمصيبة التي لم يكن لهم اخفائه الى ان تم قطعه واحداً بعد الآخر ( حتى في الحفر تحت الارض لم يكن لهم في طمره ) والذين لازال ذيلهم خلفهم يمرون الآن في اوقات لا يحسدون عليها ويحاولون وبكل الطرق تقصير او قطع الذيل نهائياً لأنهم علموا اخيراً بأن الذيل الطويل هو السبب في كل شيء .. اما سيقطعونه او سيَنقطع بالعنوة !!..
ولم يبقى من حاملي وساحبين ( خلفهم ) الذيل الطويل إلا اصحاب المذاهب المختلفة .. فهناك من الطوائف والمذاهب التي رمت الذيل القديم واستبدلته بذيل متقدم او متطور ( يعمل بالاشعة السينية والكهرومغناطيسية ) فتخلصت من كل الآثار التي ترتبت على اصحاب هذه البلوة .. ولكن هناك البعض الآخر الذين لا زالوا متمسكين بهذا الذيل ، لا والمصيبة انهم يتقاتلون ويفنون من اجل إطالة وإضافة طول آخر لهذا الذيل معتقدين بأن الذين تخلوا عن ذيولهم كانت نتيجة للجهل والتخلف ناكرين وعدم مستوعبين بأن السبب في هذه المشاكل وهذا التخلف هو ذلك الذيل .. متوهمين بأن في إطالة الذيل تكون الحلول لكل ما هم فيه !! ناسين او متناسين بأن ذلك الذَنَبْ هو السبب في كل شيء .. في كل ما هُم فيه ..
هو السبب في الامية والتخلف والجهل والرجعية والدكتاتورية والعنصرية والقتل والارهاب والفقر والبقاء خلف البشرية ومحاربة الحرية والديمقراطية ومحاربة حقوق الانسان وخاصة حقوق المرأة وخنقها ولفها بحاجز وقائي ضد نسيم الهواء واشعة الشمس وهو السبب في هلاك الملايين وحزن وتعاسة الملايين الاخرى وهو السبب في المشاكل الاجتماعية والثقافية والتربوية وهو السبب في الاقتصاد المتخلف هو السبب في كل شيء ( وفي صناعة الدساتير الورقية الرجعية ) .. الذيل الطويل هو السبب والعاهة والعلة في كل ما نحن ( اصحاب الذيل ) فيه .. وهو الذي سيقود بعض الدول والشعوب ( اليوم ) الى المحرقة ( لقد حذرنا مراراً وتكراراً وقلنا ونادينا بأن ذُعرنا هو من هذا الذنب ولكن لسان الذيل كان اقوى واطول من لساننا ) ! ... بدون قطع الذيل سنبقى نعتقد بأننا سنأكل ثوراً او بقرة في كل صباح ولكن في الحقيقة وبعد الظهر او في المساء سنبحث على عظمة لنأكلها ولا نجدها ، سوف لا نجد حتى صرصوراً لنأكله !!... شكراً لك سيدتي ..
بصراحة قالوا الكثير وقلنا ( ماقصرنا ) وكتبوا الكثير وانتهى حُبرنا و ( نشف الزردوم وانشق البلعوم وتمزقت القصبات الهوائية ووصلت القرحة الى اسفل المعدة وخرجت من الفُجيرة ودخلت من الجهة الثانية ) دون الفائدة فلم يبقى لنا إلا التحرش بالذيل عسى ولعله !! يقولون : دوس على الذيل تستحي العين !! لم يقُل هذا غيري !!. مَثل بايخ .... 11/12/2012

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات