أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بشير صقر - المنابع الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين















المزيد.....

المنابع الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3938 - 2012 / 12 / 11 - 08:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السادة الحوار المتمدن
سبق نشر المقال المرفق فى يناير 2008 تحت عنوان مختلف ( ما أشبه الليلة بالبارحة..)، ولأنه من الهام لكثير من القراء الجدد ونشطاء الثورة من الشباب فى مصر وعدد من البلدان العربية أن يلموا بجزء من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الذى يتكرر الآن.. ولم يعاصروه وربما لم يقرأه أو يقرأ عنه أغلبهم .. أرجو الإفادة بإمكانية إعادة نشره .

مع الشكر ..
الإثنين 10 ديسمبر 2012 بشير صقر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جماعة الإخوان المسلمين: ما أشبه الليلة بالبارحة.. من نجد إلى أرض الكنانة.. محمد رشيد رضا حلقة الوصل بين الإخوان المسلمين و الوهابية السعودية . ( 4 / 6 ) بشير صقر
الحوار المتمدن - العدد: 2176 - 2008 / 1 / 30 - 11:49
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on printMore Sharing Services
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتناول المقال التالي السمات المشتركة العميقة بين "جماعة الإخوان المسلمين" في مصر التي أسسها الإمام حسن البنا عام 1928، و"تنظيم الإخوان الوهابية" الذي أنشأه عبد العزيز آل سعود (أمير الرياض) عام 1912 في شبه الجزيرة العربية.. من حيث فلسفة ومسار كل منهما، والأهداف التي سعى إليها والوسائل التي استخدمها والمنبع الذى أفرزه، موضحا دور الدين كأداة رئيسية - وكغطاء يستر الأهداف الحقيقية - لكلا التنظيمين، مشيرا إلى المآل والنتائج التي يفضى إليها.. والتي تحقق دائما مصالح القوى الاستعمارية الكبرى التي عادة ما تكون حاضرة ومشاركة ، وتحرم الشعوب من حياة آمنة هانئة خالية من الفقر والجهل والاستبداد.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


*عندما تكون الأهواء فاضحة، والأطماع طافحة، فلابد أن تكون القلوب هرمة والأحلام جامحة، ووقتها يغزو الجراد المروج، وتمتطى الغربان السروج، والبدو يعتلون البروج، وتتلبد السماء بالخفافيش.. تقود الشعوب لمثواها الأخير. *لم تكن مصر (سلة غلال العالم) محط أنظار القوى الاستعمارية الغربية فحسب.. بل كانت مطمعا لكثير من الدول الأقل شأنا مثل تركيا ..التى ضمتها للخلافة العثمانية عام 1517 عندما واتتها الفرصة.
*ومنذ قرنين من الزمان كانت الرغبة فى تحويل أرض الكنانة إلى نموذج يتطابق مع هوى أبناء شبه الجزيرة العربية حلما يداعب خيال كثير من أبناء نجد، الذين رأوا أنهم الورثة الطبيعيين لإمبراطورية إسلامية تنهار.. بحكم أن الإسلام نشأ في ديارهم. وفور إلغاء كمال أتاتورك للخلافة الإسلامية عام 1924 (فى تركيا)، تفجرت الأحلام مرة أخرى في وجدان الأسرة السعودية التى تعتنق المذهب الوهابى.
*وبينما كان المجتمع المصرى السائر فى طريق المدنية - على الأقل من وجهة نظر مواطنيه - يسعى لتشييد نهضة جديدة قائمة على منجزات العلوم الحديثة فى القرن الـ19 باعتباره أعرق مجتمعات المنطقة العربية وأكثرها تحضرا ومدنية، كان آل سعود فى نجد يصارعون جيرانهم من قبائل وعشائر شبه الجزيرة العربية بضراوة، ولأنهم تعرضوا خلالها لبعض الهزائم ألقت بهم خارج الحدود.. فقد دفعهم هذا للتفكير فى تأسيس تنظيم عسكرى عقائدى يجند البدو ويعقد الصلات ويحشد القوى لبناء دولة أساسها المذهب السنى الوهابى. فالبدو مقاتلون أشداء وإذا ما اعتنقوا فكرة تتملك كيانهم وتسيطر على قلوبهم فإنهم يتحولون إلى قوة خارقة. وكانت الفكرة التى بدت عبقرية هى "أنهم جند الله يقاتلون الكفار وينشرون المذهب الوهابى السنى أينما وصلت جيوشهم". أما المقابل فهو" رضوان الله.. ومحبة رسوله" وثناء قائدهم، فضلا عما تصل إليه أيديهم من متاع وما يسبونه من نساء. من هنا كان" جند الله" الوهابيون يكفرون من المسلمين (الشيعة، والسنة الذين لا يعتنقون المذهب الوهابى)، بل ويدرجون كل المحيطين بديارهم من قبائل ودول ومجتمعات فى قوائم الخارجين على الإسلام. ومن هنا قام عبد العزيز آل سعود بتأسيس تنظيم "الإخوان الوهابية" وكان دأب القائمين على بنائه وتوسيع سيطرته على أبناء دينهم وجيرانهم لا يفوقه إلا خيلاؤهم واستكبارهم على كل ما هو غير وهابى. أما أدواتهم فى بناء ذلك التنظيم العقائدى المسلح وتأسيس الدولة فلا تحدّها محرمات ولا تحكمها أعراف .. بل كان العدوان والقتل والتشريد واغتنام المتاع وسبى النساء من غير الوهابيين عملا يوميا قبل أن يكون واجبا إلزاميا. وهكذا استقر فى فؤادهم مبدأ (الغزو والغنيمة) وصار عقيدة قتالية بل ثوابا دنيويا على الجهاد فى سبيل نشر المذهب الوهابى.
*وكانت قوات بريطانيا العظمى ومخابراتها تنتشر فى المنطقة (مصر، العراق، الكويت، الأردن، اليمن، وشبة جزيرة العرب) تخطط وتدبر وتمول وتتلصص ، تشرف على بناء الجيوش وتجنيد العملاء وزرع رجالها لإحكام سيطرتها على المنطقة وخيراتها حيث كانت بشائر اكتشاف البترول بادية فى الأفق)
*ومن هنا سارع عبد العزيز آل سعود- أمير منطقة الرياض- تحت إشراف بريطانيا وبدعمها المالى المتواصل- فى استخدام كل الوسائل المتاحة خصوصا تنظيم الإخوان الوهابية للسيطرة على أغلب شبه جزيرة العرب وإعداد العدة لوراثة أو انتزاع الخلافة الإسلامية من تركيا. باختصار كان تنظيم "الإخوان الوهابية" العقائدى المسلح والدعم المباشر من بريطانيا العظمى هما حجر الزاوية فى تحقيق خطط السعوديين وطموحاتهم والتي كانت تصب فى النهاية فى صالح بريطانيا العظمى.
*ولما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها اندلعت ثورة كمال أتاتورك فى تركيا وألغيت الخلافة الإسلامية وتحول المجتمع التركى إلى مجتمع علمانى ينفصل فيه الدين عن الدولة.
*من ناحية أخرى كانت مصر تموج فى نفس الفترة بأحداث هائلة حيث تفجرت ثورة 1919 وحصل المصريون على دستور 1923 وتعالت نبرة العداء للإستعمار ومقاومته وانتشرت الأفكار التنويرية بعد معارك فكرية ساخنة على صفحات الصحف وغيرها وبات الوضع السياسى والثقافى والفكرى فى مصر سائرا فى اتجاه معاكس لطموحات البريطانيين والسعوديين ودعاتهم فضلا عن فشل عبد العزيز آل سعود فى انتزاع لقب خليفة المسلمين، لذلك كان لابد من البحث عن مسار آخر- سيكون طريقه طويلا نوعا ما- لنشر الفكر الوهابى فى مصر، وسيكون أكثر طولا لجنى ثماره.
*لم يطل الوقت كثيرا حتى التقت السعودية الوهابية بشيخ لبنانى (محمد رشيد رضا) يقيم فى مصر منذ عام 1898 وتتلمذ على يد الإمام محمد عبده.. لكنه حاد عن تعاليمه وخالفها بعد وفاة أستاذه – شأنه شأن بعض المثقفين فى كثير من الأمم - واتخذ مسارا متزمتا.
*وبمثل ما تنصل رشيد رضا من أفكار أستاذه بدّل انتماءه السياسى من تأييد الخلافة العثمانية الزائلة إلى تزكية الخلافة السعودية الوهابية المحتملة، ثم عدّل ولاءه من الهاشميين فى الحجاز بعد هزيمتهم إلى السعوديين الوهابيين بعد انتصارهم. وهكذا باتت أفكاره "الجديدة" ومصلحته تلتقى من المذهب الوهابى. ولم تكن مدرسة الدعوة التى أسسها وجريدة المنار التى رأس تحريرها سوى الميدان الذى "درب" فيه عديدا من تلاميذه على الفكر الوهابى، والمنبر الذى خاض منه كثيرا من معاركه الفكرية ضد خصومه من حملة مشاعل التنوير، وشن حملاته لتزكية عبد العزيز آل سعود خليفة للمسلمين.
*وكانت المفاجأة.. فى التقاء الشيخ رشيد بشاب صوفى من ريف مديرية البحيرة، إنجذب إليه وانبهر به، وأحدث الشيخ فى أفكاره التى حضر بها من قريته طفرة شديدة. كان هذا الشاب هو حسن البنا الذى أسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية عام 1928، وكان عضوا فى طريقة صوفية اسمها الحصافية.. فأهملها.. وأدار لها ظهره فيما بعد. لقد وجدت الأفكار الوهابية فى عقل الشاب تربة خصبة وفى وجدانه استجابة ورغبة .. فضلا عن استعداده الشديد وكفاءته العملية والحركية التى أسهمت بقوة فى نقل أفكار شيخه - التى أصبحت أفكاره - إلى حيز التطبيق.
* لقد كان الشيخ رشيد رضا حلقة الوصل الحقيقية بين الإخوان الوهابية فى السعودية والإخوان المسلمين فى مصر.
*لكن يشاء القدر أن يكون العام الذى شرع فيه البنا يؤسس جماعة الإخوان المسلمين هو نفس العام الذى بدأ فيه عبد العزيز آل سعود الانقضاض على تنظيمه السياسى المسلح(الإخوان الوهابية) وتصفيته، وذلك بعد ما كشر التنظيم عن أنيابه للملك عبد العزيز، واعترض على ارتداده عن الأفكار التى كان يعتنقها والسياسات التى يطبقها مثل ..[ مبدأ (الغزو والغنيمة) .. وتصنيف عدد من الدول المجاورة مثل مصر كدول كافرة.. والجهاد ضد المسلمين الشيعة والسنة غير الوهابيين..إلخ]
*وقام الملك بتصفية التنظيم فقهيا وسياسيا وبقوة السلاح عام 1931 حيث كان يقتل منه فى المعركة الواحدة عدة آلاف، وطارد فلوله واعتقل ما تبقى منها وسبى أعدادا كبيرة من نساء أعضائه، ثم أعلن عن مبادئ جديدة تحرم الاشتغال بالسياسة وتضع فى يده ( كملك ) حق تحديد من يقوم بالفتوى، وتجرم الخارجين عليه وتكفرهم، وتغرى البدو بعطايا من أموال ونساء خصومه، وقد أسهمت القوات البريطانية المرابطة هناك والمشرفة على كل ما يدور فى سد كل المنافذ على الهاربين من أعضاء التنظيم المذبوح.
*وتعلم عبد العزيز آل سعود الدرس: فقرر تغيير فلسفة بنائه لقواته المسلحة ولذلك أنشأ جيشا جديدا غير عقائدى إستخدمه فى تثبيت أركان دولته ومواجهة أعدائه.
*وهكذا استخدم السعوديون الوهابيون الدين لإنشاء دولتهم وتثبيت أركانها، ثم استخدموا الدولة فى إخضاع الدين، وذلك بتصفية التنظيم (أى الجيش) الذى تبنى ذلك الدين.
*هذا وقد شرع حسن البنا فى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين مستفيدا من أفكار شيخه رشيد رضا وخبرته، ومن قراءته لتاريخ الحركات الإسلامية السابقة ،ومن علاقته التى نسجها بتؤدة وسرية مع نظام السعوديين الوهابى بل ومع عدد من أجهزة الحكم هناك.
*كذلك فقد دافع عن نظام الخلافة وسعى عمليا لتحقيقه.. وذلك بمعارضة كل التحفظات التى أبدتها الحكومة المصرية على الممارسات العدوانية للسعوديين الوهابيين من قتل وإبادة وتخريب وتشريد ضد الهاشميين فى الحروب التى نشبت بينهما وانتهت باستيلاء السعوديين الوهابين على الأماكن المقدسة فى مكة والمدينة. بل وهاجم موقف الحكومة المصرية لعدم اعترافها بالمملكة السعودية الوهابية خلال الأزمة التى تفجرت بينهما فى الفترة 1926-1936 بسبب أحداث المحمل. ليس هذا وفقط بل إنه عمل على دعم النظام السعودى الوهابى بسبب النقص الحاد فى أعداد الحجاج المصريين فى نفس الفترة عندما فرض على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين نظام ادخار سنوى يخصص عائده لعملية الحج.. بغرض زيادة الموارد المالية للسعوديين حيث لم يكن البترول قد تدفق بعد .. بغزارة. لقد كان حسن البنا يعوٌل كثيرا على النظام السعودى الوهابى فى المساهمة فى تحقيق أهدافه أو أهدافهما المشتركة قائلا: إن الطبقة المثقفة فى مصر كانت ترى فى نهضة الحجاز الجديدة (أى انتصار السعوديين على الهاشميين واستيلائهم على الأماكن المقدسة وما تلاه من تطور) أملا.. من آمالها.
*لكن الأهم من كل ذلك أن المرشد العام للإخوان المسلمين (حسن البنا) قد أدرك أهمية وجود تنظيم عقائدى مسلح (أى جيش عالى التدريب كفء السلاح والعتاد، معتنق لعقيدة مسيطرة بقوة على جنوده، شديد الولاء والطاعة لقائده).
*كما أدرك بعد ذلك بسنوات أن طريقة بناء ذلك التنظيم العقائدى المسلح فى مصر تختلف بالقطع عن طريقة بنائه فى نجد.. لأن مصر مجتمع يحكمه دستور وقانون وحكومة ومؤسسات وشرطة ويختلف قطعا عن مجتمع آخر كنجد حيث لا دستور ولا قانون ولا شرطة ولا مؤسسات.. لذلك عقد العزم على بناء تنظيمه العقائدى المسلح (الجهاز السرى) فى الخفاء وبشكل متوازى مع التنظيم المدنى. ولكى لا ينكشف سره أنشأ فرقا للجوالة بمثابة غطاء للجهاز السرى، فمن الجوالة كان يختار أعضاء الجهاز السرى الذى لم يكن يعرفه سوى المرشد العام والمقربون جدا منه وانتهز فرصة حرب فلسطين ليمعن فى شراء السلاح وتكديسه وفى التدريب عليه.
*كما أيقن أن جماعة الإخوان المسلمين ( التى أعلن تأسيسها عام 1928 كجمعية دينية تتحدث فى أمور الدين.. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتحض الناس على البر والتقوى ولا شأن لها بالسياسة) أيقن حسن البنا أن الجماعة بهذا التوجه لن تتمكن من تحقيق آماله وأهدافه أو أفكاره التى تشربها من شيخه رشيد رضا، لذلك فقد شرع فى الإعلان عن أهدافه السياسية الحقيقية ومراميه الفكرية بالتدريج قائلا: " إن الإسلام دين ودولة ، مصحف وسيف." وهكذا كان المسار الذى سلكته الوهابية فى نجد.. يتكرر فى مصر لكن مع الفارق . *وكما استعان عبد العزيز آل سعود ببريطانيا العظمى فى إعداد خططه وفى الوثب على السلطة فى نجد بدعم عسكرى ومالى منها ومن الكويت.. إستعان البنا بالملك لتدعيم نفوذ جماعته فى صفوف الشعب وبين الأحزاب السياسية وأعلن أن "الله مع الملك" عندما هتف الجمهور المصرى "الملك عدو الشعب"، ووثق علاقته بأحزاب الأقلية المعادية للشعب والمتعاونة مع الإحتلال البريطانى والملك ، وحصل منهم على الأموال لدعم جماعته ويكفى للتدليل على استعداده للتعامل مع الشيطان حصوله على خمسمائة جنيه كإعانة من شركة قنال السويس الإستعمارية وهى تساوى ثمن مائة فدان الآن ، لذلك أيد الإخوان المسلمون الطاغية اسماعيل صدقى - أسوأ رئيس وزراء ظهر فى مصر- وهتفوا له (إن اسماعيل كان صديقا نبيا) عندما هتف الشعب (صدقى ياخنزير.. مين خلاك وزير). وبينما اعتبر الإخوان الوهابية كل من عداهم (من الشيعة والسنة غير الوهابيين) كفارا وادعوا أن المذهب السنى الوهابى هو صحيح الإسلام.. وأمعنوا فيهم تقتيلا..لم يعتبر البنا جماعته مجرد" جماعة من المسلمين " (تدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة) بل أعلن أنها "جماعة المسلمين" وأن من يعاديها أو يختلف معها يعادى الإسلام ويختلف معه.
*لقد ارتكبت جماعة الإخوان العديد من الإغتيالات لسبب بسيط هو أنها لا تعرف لغة الحوار ولأنها لاتقبل الآخر، بل إن العنف هو اللغة الوحيدة التى تجيدها مع الخصوم والأعداء بخلاف التجسس على الأحزاب والقوى السياسية الأخرى كالوفد ومصر الفتاة ونقابات العمال . وأشهر الإغتيالات كانت للمستشار الخازندار ثم النقراشى عام49، وسليم زكى عام48 وجنايات أخرى بأرقام 679/1946،1407/48 ،4/12/48 فى بورسعيد وكوم النور وكلية الطب،فضلا عن تحرشات بالسلاح أدى بعضها لوقوع قتلى.. فى شبين الكوم،والإسكندرية والزقازيق ودمنهور،لكن أخطرها كانت عملية ضبط سيارة جيب بالصدفة فى جبل المقطم محملة بالأسلحة والقنابل وبيانات تفصيلية عن الجهاز السرى، وكذا محاولة اغتيال جمال عبد الناصر بالإسكندرية.
*ورغم كل هذا كان حسن البنا مستعدا لأن يعلن ويردد على الملأ عكس ما سبق وأعلنه قبل ذلك تماما.. إذا ما تعرض لأزمة تضعه فى خيار صعب .. بين ما يصرح به وبين مصلحة جماعته. . فقد صرح المرشد العام للإخوان المسلمين فى بيان أصدره فى حق بعض أعضاء جماعته كانوا قد اتهموا باغتيالات عديدة آخرها قتل النقراشى رئيس الوزراء والشروع فى نسف محكمة استئناف القاهرة عام 1949 قائلا: "إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين" وذلك ليظهر للشعب وللملك وللحكومة أن جماعته ليس لها يد فيما وقع من جرائم و اغتيالات.
*إن "الإخوان المسلمين" فى مصر و"الإخوان الوهابية" فى السعودية قد شربا من ماعون واحد. فكلاهما يتستر بالدين ويمتطيه حتى يصل لأهدافه، ويستحل فى تحقيق ذلك كل المحرمات حتى القتل، ويستخدم مع خصومه وأعدائه أحط الوسائل ويلصق بهم أبشع التهم. يستعين بالمستعمر لدعم قوته وتمويل أنشطته وتوسيع نفوذه.. وليس ما نشر مؤخرا عن اتصالات سرية بين أمريكا والإخوان المسلمين فى مصر إلا مجرد مثال.
* وللإخوان شعار واحد.. فى السعودية ومصر (مصحف بين سيفين)، فالمنبع والوسيلة والهدف واحد، والدين ستار يقفون خلفه حتى يصلوا إلى كراسى الحكم ثم يمزقونه وهو ما حدث فى السعودية.. لكنهم فى مصر لازالوا خلف الستار. فهل سيظلون خلف الستار أم سيمزقونه ؟.. أم أن الليلة لا تشبه البارحة؟!



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهايتهم تلوح فى الأفق .. فاستعدوا لكن لا تتعجلوا
- تيار الإسلام السياسى .. والعلل النفسية
- عما نشر بشأن إسقاط ديون الفلاحين المصريين
- الشعارات.. ضابط إيقاع المظاهرة.. فنون المظاهرة وتمهيد الطريق ...
- فنون المظاهرة .. وتمهيد الطريق إلى الثورة ( 1 – 2 ) .. قراءة ...
- تفسيران مختلفان لتنصيب رئيس جديد على مصر
- من دروس الثورة المصرية : انتهت البروفة.. وبات الإعداد للجولة ...
- السيناريو القادم فى مصر .. لا عزاء للثوار
- ما حك جلدَك مثلُ ظفرك.. يا جماهير الثورة المصرية
- مخاطر حقيقية تنتظر الثورة المصرية
- الطريق الثالث.. بين التزامات البناء الحقيقية.. ومراوحات النخ ...
- الأزمة تمسك بتلابيب أطراف العملية السياسية فى مصر
- عن انتخابات الرئاسة المصرية
- رسالة إلى الأصدقاء الأعزاء .. فى معسكر الثورة المصرية
- ليست نبوءة.. خُطط العسكر لترويض الثورة المصرية وألاعيب الإخو ...
- عن الزعماء الثلاثة .. غاندى الآسيوى ، ومانديلا الإفريقى ، وج ...
- فى يناير تحدث الثوار المصريون بالفرنسية .. فهل يتحدثون الآن ...
- السيناريوهات المحتملة لعودة المجلس العسكرى فى مصر لثكناته
- السبت الذى تحول.. من بروفة لإعدام الثورة .. إلى استعادة لروح ...
- جماعة الإخوان .. وأردوغان : من صلاح الدين.. إلى فساد الدين و ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بشير صقر - المنابع الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين